البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

عتباتك يا مصر.. "مدد يا سيدنا الحسين"

مولد سيد شباب أهل
مولد سيد شباب أهل الجنة

يحتفل المصريون وكل مريدين الطرق الصوفية بمولد سيد شباب أهل الجنة والشهيد الثائر سيدنا الحسين رضى الله عنه، وهكذا يردد الصوفيين فى زياراتهم لمقام الحسين بمسجده والدعاء عند ضريحة طالبين من الله سبحانه وتعالى أن يستجب لهم، ويفك كرب المسلمين ويرضى عن أمته، وتأخذنا الكلمات التى يرددها الصوفيين بالضريح "مدد يا سيدنا الحسين مدد.. مدد يا بن بنت رسول الله" صلى الله عليه وسلم".
ويتوافد الكثير من المريدين للطرق الصوفية من داخل مصر وخارجها بمولد سيدنا الحسين فيقيم أهل الطرق الصوفية بخيامهم حول مسجده وبحاراته الضيقة طوال الأسبوع. وعندما تأخذك قدميك لزيارة ضريح سيدنا الحسين فى جو روحانى تهب رائحة البخور والمسك والعنبر من داخله، ويشع ضوءه الأخضر على أعمدته المتفرقة ليرفع الزائرين بكفيهم يدعون الله لقضاء حوائجهم، فترى مظاهر الاحتفال من كثرة الأنوار العالقة مختلفة الألوان، حيث حلقات الذكر والأناشيد والابتهالات والقصائد الدينة والمدح لبعض مشايخ الطرق الصوفية يذكرون الله، ويجاور مسجده خان الخليلى وجامع الأزهر وشارع المعز حيث التراث الاسلامى المصرى القديم بمساجده وآثاره، فتأخذنا التساؤلات حول من هو سيدنا الحسين؟
الحسين بن على بن أبى طالب الهاشمى القرشى، ولد بالمدينة المنورة فى 3 شعبان سنة 4 هـ، سبط النبى محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم وحفيده، ويلقب بسيد شباب أهل الجنة، وخامس أصحاب الكساء، والامام الثالث لدى المسلمين الشيعة، وأراد والده أن يسميه حربًا، فسماه جده محمد بن عبد الله "الحسين"، وأذن له فى أذنه ودعا له، وذبح عنه يوم سابعة شاة وتصدق بوزن شعره فضة.
وكان يقول جده "حسين منى وأنا منه أحب الله من أحب حسينًا" نشأ فى بيت النبوةبالمدينة 6 سنوات وأشهرًا، وكان موضع الحب والحنان من جده ويداعه ويقبلة ويضمه وكا يشبه جده النبى خلقا وخُلقا، فهو مثال للتدين فى التقى والورع وكثير الصلاة والصوم يطلق يده بالكرم والصدق ويجالس المساكين حج خمسة وعشرين حجة ماشيا.
شارك "الحسين" فى معارك الجمل وصفين والنهروان التى خاضها مع أبيه على فى مواجهة الناكثين والقاسطين والمارقين، وخضع لإمامة أخيه الحسن والتزم ببنود الصلح مع معاوية وأخذ البيعه لابنه يزيد خلافا بمعاهدة الصلح بعد موت معاوية، ورفض إضفاء الشرعية على حكم يزيد بن معاوية وتوجه على اثرها الى الكوفه استجابة لدعوة الكوفيين إلا أنه جوبه بخيانتهم وتنصلهم عن المواثيق والعهود التى ابرموها معه واستشهد ومعه انين وسبعين من أنصاره وسيقت نساؤه وذرايه أسارى من الكوفه الى الشام.
وكان لحركته دور فاعل فى تغير مسار التاريخ الاسلامى عامة والشيعى خاصة، واستطاع كسر حاجز الخوف والرهبة من بطش الأمويين وأعاد للأمة الاسلامية ارادتها وبعث فيها روح الفداء والتضحية حتى توالت الثورات بعد شهادته فضلا عن الانعاكسات التى خلقتها الثورة فى شتى مفاصل الحياة الاجتماعية والسياسية فى المجتمع الأمامى وعلى مستويات الفكر والفن والسياسة، وكان مقتله يوم العاشر من محرم سنة 61 هـ، ويسمى بعاشوراء، ودفن بكربلاء العراق.