البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

"رجال صاغوا القرن العشرين".. "السنباطي" أول من أدخل العود في الأوركسترا

السنباطى
السنباطى

شهد القرن العشرون أحداثا غيرت العالم؛ ففى مطلعه كانت الثورة الصناعية فى أوجها فى أوروبا، وبسببها حدثت حروب عالمية دمرت القارة بالكامل وأبادت الملايين من البشر، وسُلبت فلسطين، وتحولت مصر إلى جمهورية؛ وقام على هذه الأحداث الجسيمة أشخاص صاغوا القرن العشرين، سواء فى السياسة، أو فى الفن، أو فى العلم، أو فى على مستوى الفكر والتنوير.
وفى كتاب تصل صفحاته إلى الـ ٤٠٠ صفحة، ألف الباحث فؤاد شاكر، كتابا بعنوان «رجال صاغوا القرن العشرين»، وقسمه إلى خمسة أبواب، باب يتناول زعماء وسياسيون وقادة، كان من بينهم مصطفى كامل زعيم الثورة الوطنية، ومحمد فريد شهيد الحركة الوطنية، وسعد زغلول صوت الثورة المصرية، ومصطفى كمال أتاتورك مؤسس تركيا الحديثة، والسلطان الثائر محمد الخامس، والقائمة تطول لتشمل غاندى ولينين، وهتلر، وآخرون؛ ثم يأتى الباب الثانى تحت عنوان مفكرون ومصلحون كان أبرزهم محمد عبده وطه حسين، فيما تناول الباب الثالث الفنانون والمبدعون، والرابع، العلماء والمكتشفون.
ونقف فى هذا التقرير، عند الفنانين والمبدعين الذين تحدث «شاكر» عن عدة أشخاص من بينهم الفنان المصرى ناجى شاكر، رائد فن التصوير الحديث فى الشرق، ومحمد تيمور رائد القصة الفنية القصيرة العربية، ورياض السنباطى أمير النغم الشرقى، وأبوالقاسم الشابى الشاعر الثائر، ومحمود مختار النحات الوطنى، والروائى الكبير نجيب محفوظ، وهنريك إبسن المجدد المسرحى، والفنان التشكيلى بابلو بيكاسو، ولو كوربوزييه فنان البناء الحديث.
أما عن رياض السنباطى، فذكر «شاكر» فى كتابه، أنه كان تلميذا نجيبا لسيد درويش، عاش يعزف ويلحن ويجدد على مدى ما يقرب من نصف قرن.
وسلط الكتاب الضوء على تأثير البيئة فى فنه، فقد ولد السنباطى فى مدينة فارسكور، التابعة لدمياط، تلك البيئة التى تضج بالطيور المهاجرة التى تأثر بأصواتها، كما أن والده كان عازفا للعود وله فرقة تعتبر المسيطرة على أفراح ومناسبات دمياط، قبل أن تنتقل الأسرة إلى المنصورة فتحدث صداها فى هذا النطاق المحلي، وكانت علاقة السنباطى بالمدرسة ليست بالوطيدة بسبب عشقه للألحان، واكتشف أبوه أنه يحفظ العديد مما يسمعه خلال الذهاب معه فى الأفراح والمناسبات، فلمح فى ابنه الموهبة وأخذ يعلمه المقامات الموسيقية ليصبح أحد أعمدة الفرقة، وتشاء الصدفة أن يحضر سيد درويش إحدى الليالى بالمنصورة التى يعزف خلالها رياض؛ فعزف وغنى بعض من أغانى درويش، فأعجب به كثيرا وطلب أخذه للقاهرة لكن ولده رفض بحجة أن رياض سند الأسرة وهو العمود الفقرى للفرقة، لكن فى عام ١٩٢٨ أخذه إلى القاهرة ليلتحق بمدرسة الموسيقى الشرقية، وأبهر أساتذته فأصبح فى وقت قليل أستاذا للعود فى نفس المدرسة، ومن هنا بدأت نجوميته، لتخصص له وصلة فى الإذاعة ويبدأ فى التلحين لكبار النجوم من بينهم أم كلثوم ومنيرة المهدية.
ويشير الكتاب إلى موقف أول لقاء له بأم كلثوم للتعاون على عمل فنى ليفاجأ أن أم كلثوم تذكره بأول لقاء لهما عندما كانا صغيرين فى محطة المنصورة، حين التقى والد رياض بوالد أم كلثوم وبحوزة كل منهما فرقته. 
تأثر السنباطى فى بداية تلحينه للقصيدة بالمدرسة التقليدية، كما تأثر بأسلوب زكريا أحمد، وأخذ رياض عن عبدالوهاب الطريقة الحديثة التى أدخلها على المقدمة الموسيقية، حيث استبدل بالمقدمة القصيرة أخرى طويلة، كما كان من أوائل الموسيقين الذين أدخلوا آلة العود مع الأوركسترا، ويرى المؤرخون الموسيقيون أن ملامح التلحين لدى السنباطى قبل عام ١٩٤٨، اعتمدت على الإيقاعات العربية الوقورة، والبحور الشعرية التقليدية الفسيحة، والكلمة الفصحى التى تقتضى فى الإجمال لحنا مركزا.