البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

تاريخ من الدناءة.. "غاز تميم" تحت "رِجل" تل أبيب

حقل غاز قطري
حقل غاز قطري

اعتراف إسرائيلى رسمى بالتعاون إعلاميا مع الدوحة لدعم «نتنياهو» عبر «الجزيرة»
تحتفظ قطر بعلاقات تجارية وسياسية مع دولة إسرائيل، ولم تترك فرصة للتعاون مع أعداء العرب ودعمها للإرهاب، وتعمل جاهدة لتمزيق الوطن العربى إلى دويلات صغيرة مجزأة، أملًا فى الفوز بزعامة المنطقة العربية، وذلك من خلال التعاون الرسمى مع إسرائيل والجماعات الإرهابية التى تعتبر الأذرع الرئيسية القطرية، ليكون شعارها الذى تتبناه مع إسرائيل «عدو عدوى صديقي»، حيث كان تعاون قطر مع إسرائيل مثمرًا، لتحقيق مخططها الدنيء ضد الدول العربية والعرب. 
نسب إلى قطر أنها بدأت علاقاتها مع إسرائيل بعد مؤتمر مدريد، وكان أول لقاء قطرى إسرائيلى مع رئيس الحكومة الإسرائيلى وقتها شمعون بيريز، لدى زيارته لقطر عام ١٩٩٦، وافتتحا المكتب التجارى الإسرائيلى فى الدوحة ووقعا اتفاقيات بيع الغاز القطرى لإسرائيل، ثم إنشاء بورصة الغاز القطرية فى تل أبيب.
وكانت العلاقات القطرية الإسرائيلية فى أفضل حالاتها عندما التقى رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو سرًا مع رئيس الوزراء القطرى السابق حمد بن جاسم فى باريس للحديث عن موضوع السلام الفلسطينى وصفقة التبادل مع جلعاد شاليط، وقد انقطعت العلاقات بين قطر وإسرائيل فى أعقاب الحرب على قطاع غزة أواخر عام ٢٠٠٩، ومنذ ذلك الوقت أرسلت قطر رسالتين لإسرائيل تعبر فيهما عن رغبتها فى تجديد العلاقات مع إسرائيل، ولكنها رفضت من قبل رئيس الحكومة الإسرائيلية ووزير خارجيته ليبرمان، ولكن أمير قطر السابق حمد بن خليفة أكد فى تصريح سابق أن العلاقات ما زالت قوية.
وفى عام ٢٠١٠، قدمت قطر طلبا مرتين لاستعادة العلاقات التجارية مع إسرائيل، والسماح بإعادة البعثة الإسرائيلية فى الدوحة، بشرط أن تسمح إسرائيل لقطر بإرسال مواد البناء والأموال إلى قطاع غزة للمساعدة فى إعادة تأهيل البنية التحتية، على أن تقوم إسرائيل بإصدار بيان علنى تعرب عن تقديرها لدور قطر والاعتراف بمكانتها فى الشرق الأوسط الأمر الذى رفضته إسرائيل، حيث رأت أنه يمكن استخدام الإمدادات القطرية من قبل حماس لبناء عتادها من جديد وتعزيز قوتها لإطلاق صواريخ على المدن والبلدات الإسرائيلية، وكذلك لا تريد إسرائيل أن تتورط فى المنافسة بين قطر ومصر على مكانتيهما فى الشرق الأوسط.
وأكد على هذا التعاون «ليئور بن دور» المتحدث الرسمى السابق باسم الخارجية الإسرائيلية، حسبما نشر فى فبراير ٢٠١٥، عبر إحدى الصحف الكبرى فى إسرائيل أن هناك تعاونًا إعلاميا مهما بين إسرائيل وقطر، وهو ما يتمثل فى قناة الجزيرة التى تستضيف «ليئور» أو غيره من الدبلوماسيين الآخرين عبر شاشاتها، هذا بالإضافة إلى الأموال القطرية التى دعمت حملات بنيامين نتنياهو رئيس حكومة الاحتلال، كما كشفت منافسته تسيبى ليفنى زعيمة حزب الحركة.
لم تكن سياسة قطر سياسة داعمة للإخوان فقط، ففى الوقت الذى كان المال القطرى يتدفق داخل إسرائيل وتزويد قطر إسرائيل بالغاز لمدة غير محدودة وبأسعار رمزية، كانت فى الوقت ذاته تدعم كل ما هو متطرف، ولم تكف عن تغذية الاضطرابات فى اليمن بدعمها للحوثيين، وأيضًا تدعم الشيعة فى البحرين ومظاهراتهم، وتدعم اضطرابات فى شرق السعودية، وتدعم تنظيم داعش فى سوريا والعراق (تنظيم داعش فى العراق والشام)، وجبهة النصرة، التى تعتبر فرعًا محليًا للقاعدة.
وساعدت قطر بشكل كبير فى إرسال المقاتلين والسلاح لـ«جبهة النصرة» عبر قنوات تهريب كانت تستخدم فى السابق لتهريب الأسلحة إلى حركة حماس من سوريا، وباستخدام نفس المهربين السوريين المحسوبين على جماعة الإخوان، هذا كله فى الوقت الذى تتقارب فيه سياسيًا مع إيران، ليبدو الأمر وكأنها لا تدعم المتطرفين السنة، ممثلين فى داعش والإخوان، بل تدعم الاضطرابات الشيعية فى المنطقة، وكأنها تغذى وجود منطقة مضطربة، تقوم على صراع دينى ما بين السنة والشيعة.
ولا تمل قطر من التودد للإسرائيليين، فهى التى تعيش فوق آبار النفط والغاز، ولكنها بشيخ إمارتها حمد آل ثانى يشجع رجال أعمال إسرائيليين على الاستثمار، كما ذكرت صحيفة (هاآرتس) فى مقال بعنوان (ربيع ضبابي)، حيث يرى كاتب المقال أن قطر مستعدة أكثر للانفتاح على (الإسرائيليين) ولكنها تعانى نقصا من المبادرين، ولو أن إسرائيل كانت مبادرة سياسية أيضا لكان الأمير مستعدا لفتح أبواب قطر على مصراعيها.