البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

ترجم القرآن والسيرة وقدم أكثر من 30 مجلدًا

دينيس جونسون ديفيز .. راهب الأدب العربي الذي قاد نجيب محفوظ إلى نوبل

 البريطانى دينيس
البريطانى دينيس جونسون ديفز

رحل عن عالمنا المستعرب البريطانى دينيس جونسون ديفز، أول من قدم الحداثة العربية إلى العالم الغربى من خلال سلسلة ترجمات تمتد من جيل توفيق الحكيم ومحمود تيمور شاملة جيل الستينيات والسبعينيات، بالإضافة لنقل أعمال أكبر أديبين فى الوطن العربى هما نجيب محفوظ والطيب صالح، بالإضافة إلى ترجمته للقرآن الكريم والسيرة النبوية.
وفارق الحياة وهو فى مقر معيشته بقرية تونس بالفيوم عن عمر ناهز ٩٥ عاما تلك القرية التى عشقها وعشق أهلها وقرر أن يمضى حياته فيها برفقة زوجته باولا كما أوصى بدفنه هناك فى الفيوم. ويتواصل عدد من المثقفين المصريين مع مسئولى الثقافة فى مصر وعلى رأسهم حلمى النمنم وزير الثقافة وعلاء عبدالهادى رئيس اتحاد كتاب مصر، بشأن تنظيم عزاء يليق بالراحل بمسجد عمر مكرم بالإضافة إلى عمل حفل تأبين كبير تقديرا لمسيرته وإسهاماته الضخمة تجاه الثقافة المصرية. 
وقال الكاتب سعيد الكفراوى – فى تصريحات خاصة لــ «البوابة» إن دينيس جونسون ديفيز أحد المحبين الكبار لمصر وللأدب العربي؛ وقد أمضى دينيز جونسون فى العالم العربى ما يزيد على ٧٠ سنة مارس فيها التعليم فى جامعة فؤاد الأول، ثم امتهن الترجمة فكان أهم من ترجم الأدب العربى إلى اللغة الإنجليزية.
ولديفيس فضل ترجمة أعمال مؤسس الرواية العربية نجيب محفوظ إلى اللغة الانجليزية منذ أوائل مجموعاته القصصية، وكانت ترجماته هى المعبر الذى عبر عليه نجيب محفوظ إلى جائزة نوبل، كما ترجم نجيب محفوظ فى ثلاث أنطولوجيات عن القصة القصيرة المصرية والعربية، كما ترجم الطيب صالح وسعيد الكفراوى ومحمد البساطى ويحيى الطاهر عبدالله وتوفيق الحكيم ومحمود تيمور وغيرهم من الأدباء العرب.
امتدت علاقة دينيس بالأدباء المصريين من أيام توفيق الحكيم والعقاد ونجيب محفوظ ويوسف إدريس وجبرا إبراهيم جبرا والطيب صالح كما ترجم دينيس القرآن الكريم وسيرة الرسول الكريم وعاش مخلصا لمصر وللناس مصر يقضى كل وقته فى أرضه وفى بيته فى قرية تونس بالفيوم ذلك المكان الذى أحبه جونسون، وهو المكان الذى وارى فيه التراب.
وكشف الكفراوى عن مكالمة زوجة المترجم الراحل باولا له، حيث طالبت خلالها بتأبين جونسون بحفل يليق بقدر هذا الرجل وعطائه الجم لمصر؛ وأعرب عن أنه يخشى تجاهل المسئولين الثقافيين لهذا القامة الثقافية.
ولد جونسون فى كندا عام ١٩٢٢، وعاش فترة من طفولته فى القاهرة ووادى حلفا بالسودان، ومن أجل ذلك عزم مبكرًا على دراسة اللغة العربية، والتحق فى منتصف الثلاثينيات من القرن العشرين بجامعة كامبردج لدراسة اللغة العربية، لكن المستوى الدراسى للغة العربية بها لم بكن يلبى طموحه، ثم عمل فى الفترة من ١٩٤١ حتى ١٩٤٥م فى هيئة الإذاعة البريطانية، وبسبب العاملين العرب بها شكلت تلك الفترة أول احتكاك بينه وبين العرب واللغة العربية بعد دراسته الأكاديمية.
وفى عام ١٩٤٥م عمل مترجما فى المجلس البريطانى فى القاهرة فكان ذلك أول صلة فعلية بينه وبين العالم العربى وآدابه، حيث تعرف فى القاهرة على عدد من الأدباء العرب وارتاد مجالسهم وندواتهم، وخلال فترة وجوده فى القاهرة عمل أستاذا للغة الإنجليزية فى جامعة فؤاد الأول، لكنه لم يستمر طويلًا بها حيث استقال منها عام ١٩٤٩.
يعتبر دينيس أحد أهم المترجمين الذين قدموا الأدب العربى إلى القارئ الغربي، وقد وصل ما ترجمه من الأدب العربى أكثر من ثلاثين مجلدًا احتوت الكثير من الإبداعات القصصية والروائية العربية.