البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

حسام شلش: "كلموا الأزهر بناسه وافصلوا الدين عن الدولة"

البوابة نيوز

علق حسام شلش، الكاتب والسيناريست، خلال جلسة نقاشية للجنة الثقافة بحزب المحافظين على أزمة تجديد الخطاب الديني، قائلا، "تلخيص الأزمة باعتبارها خناقة طرفها خالد منتصر وإسلام البحيري من جهة والأزهر من جهة أخرى خطأ جسيم 
وحذر من أن هناك من يستخدم بعض تصريحات الرئيس السيسي لتصفيه حساباتهم مع الأزهر وتكون المحصلة النهائية هى ضرب مؤسسة استمرت أكثر من ألف عام راسخة".
واستطرد "شلش"، أن تجديد الخطاب الديني يحتاج إلى سرعة وحكمه وعمق وهدوء خشية أن تدخل أطراف أخرى في الصراع وتتحول المسألة إلى "ثغرة" تنتهي فى نهاية المطاف إلى مزيد من تشويه صورة الإسلام وزعزعته في نفوس المسلمين ونفوس الناس أجمعين، وسيتحزب الأزهر في وجه هؤلاء ويزداد تعقيد ملف الإرهاب فكريا بدلا من تفكيكه.
وأشار إلى أن تجديد الخطاب الديني ليس بدعة فعلى مر الزمان كان هناك مجددون من بين شيوخ الأزهر أمثال محمد عبده، والدجوي، وعلي عبد الرازق، ومحمد ابو زهره وغيرهم، ووضعوا في ذلك مناهج كاملة غاية في الرقي والتحضر وربما تفوق في انفتاحها ما ينادي به البعض الآن، وان كانت هذه الرؤي لم تنفذ عن عمد، فقد أن الأون أن نتحدث مع الأزهر كمؤسسة بكتب تلك الرموز وبلغتهم.
وأضاف "شلش"، أن الأزهر الذي استمر ألف ومائة عام، يحتاج لغة مختلفة في الحوار، ويحتاج أن نحدثه من داخله بلغة شيوخ أناروا التاريخ فعلي سبيل المثال نادي الشيخ علي عبد الرازق ومن بعده رشيد رضا بفصل الدين عن الدولة تماما، والشيخ درويش الحريري من شيوخ الأزهر المكفوفين، ورث ثروه كبيره عن والده، فعمل مؤسسه لرعاية المكفوفين تعلم القرآن والمقامات الموسيقية والموسيقي والإنشاد والغناء، وتعلم في مدرسته سيد درويش، وسلامة حجازي، وزكريا أحمد، وعلي محمود، وأبو العلا محمد أستاذ أم كلثوم وأم كلثوم نفسها وعبد الوهاب والشيخ سيد مكاوي والشيخ إمام.
واستطرد قائلا، "على سبيل المثال الشيخ الفاضل الجارحي من شيوخ الأزهر، وهو جد الفنانه شريفه فاضل أبدع فن تجويد القرأن، وبعده ظهرت جمهورية التلاوة المصريه من أول الشيخ رفعت انتهاء بالطبلاوي وافتح القوس للمزيد، ومثلا الشيخ حسن مأمون شيخ الأزهر، كان يهوى الموسيقى وقام بتأليف سيمفونيتين، ورسم عدة لوحات وحول منزله إلى معرض لتلك اللوحات".
وشدد، على أن الطريقة الوحيدة المجدية مع الأزهر، أن تكلمه برجاله وأى طريقة أخرى لا جدوى منها، لأن تراث العلماء المذكورين ومناهجهم الإصلاحية فيها أكثر مما نحلم به، فقولوا للأزهر لماذا أقصيتهم؟! (لماذا اقصيت مؤلفات الشيخ سيد طنطاوي بعدما كتب الفقه الميسر واستغني عن متاهات كتب التراث القديمه؟".
ونوه "شلش" إلى أن الشيخ الدجوي شيخ الأزهر الأسبق رحمه الله كان قد أرسل مذكرة لـ"الخديوي توفيق" لإصلاح شؤون الأزهر الشريف من ثلاثة وعشرين بندا، جاء فى أحد بنودها ما يلى (ونحيطكم علما أن كتب التراث والفقه من الأمهات تدس فيها نصوص ليست من أصل هذه الكتب في شئ عندما تطبع، خارج المطابع الأميرية)، كل هذه الوقائع وأكثر تجعلنا نتأكد أننا نحتاج أن نحدث مؤسسة الأزهر بناسها.