البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

خبراء: وثيقة حماس مراوغة إخوانية مفضوحة.. فهمي: تلاعبت بالصياغة لتقديم نفسها كبديل لأبومازن وسقطت في فخ الاعتراف بالاحتلال.. البشبيشي: مليئة بالعبارات الملغومة وخروجها من قطر يثير الريبة

فهمي - البشبيشي
فهمي - البشبيشي

بعد إعلان "حماس" فك ارتباطها بالإخوان
خبراء: مراوغة سياسية وقادة الإخوان هم المستفيدون من ذلك
أحمد ونيس

استغلت جماعة الإخوان الإرهابية إعلان حركة المقاومة الفلسطينية "حماس" عن وثيقتها الجديدة للترويج لنفسها عبر المحافل الدولية والمحلية، بأن الجماعة لن تستمر في دعمها للعنف بما فيها الأراضي الفلسطينية، عبر ذراعها المسلحة في قطاع غزة.
وتجاهلت حركة "حماس"، خلال إعلان الوثيقة أمس الأول، ذكر جماعة الإخوان، عكس ما جاء في المادة الثانية من ميثاق الحركة، في بيانها الأول، والذي أكدت فيه تبعيتها للجماعة الإرهابية.
وجاء في بيان "حماس"، أن حركة المقاومة الإسلامية هي حركة تحرّر ومقاومة وطنية فلسطينيَّة إسلامية، هدفها تحرير فلسطين ومواجهة المشروع الصهيوني، مرجعيَّتها الإسلام في منطلقاتها وأهدافها ووسائلها.

وبعد انتهاء الإعلان الرسمي عن الوثيقة طرح العديد من الخبراء والمحللين سؤالا عن الأسباب الخفية تجاه فك الارتباط بين الجماعة الإرهابية الأم والحركة في فلسطين، وهل هذه انقلاب حقيقي أم ماذا؟ حيث أكد الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، أن وثيقة حماس "مراوغات سياسية".
وقال فهمي في تصريحات صحفية: إن "حماس لن تكن مصرية، فالوثيقة أعلنت من قطر وفي حضور عدد كبير من قيادات الإخوان الهاربين إلى الدوحة، كما أنها بادرت بالاعتراف بدولة الاحتلال الإسرائيلي، فالحل المطروح دخول منظمة التحرير التي تعترف بإسرائيل من خلال حركة فتح"، مطالبًا الحركة "بما جاء في الوثيقة من بدء حوار رسمي بين منظمة التحرير وحماس".
وعن توقيت كتابة الوثيقة، قال فهمي، إن الوثيقة الجديدة كتبت منذ عامين وأكثر تم تسريبها منذ مدة والتغيير تم في 4 بنود ليس أكثر، متابعًا: أن خالد مشعل راوغ في شرحه للوثيقة ولا يوجد في القانون ما يعرف بدولة موقتة على حدود 4 يونيو 1967 حيث لا توجد حدود موقتة، فهذا عبث في الصياغات.
أما عن فكل ارتباطها بجماعة الإخوان فقال فهمي: إن تفكيك الارتباط بجماعة الإخوان كان يتطلب إجراء مباشرا مثلما فعل إخوان الأردن وليس الحديث المراوغ في ظل صياغات عامة ولعب بالألفاظ، كما أن حماس تنتهي في رؤيتها الجديدة من حيث بدأت فتح، ولكن ما الضمانات التي ستطرحها حماس في حال إجراء الانتخابات الجديدة حيث لا يوجد ضمانات للانقلاب مجددا، مؤكدا أن حماس تريد خطف الأضواء من الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن والتشويش على زيارته لواشنطن المقررة بعد ساعات، فهي تريد أن تكون في الواجهة حيث تخشي من تجديد شرعية أبو مازن مما يحصر خياراتها الداخلية. 

واتفق معه طارق البشبيشي، القيادي الإخواني المنشق، قائلا: إن وثيقة حماس الجديدة مليئة بالعبارات المراوغة والملغومة، وليس بها أي جديد على مستوى الأفكار الرئيسية للحركة والتي قامت على أساسها.
وأضاف "البشبيشي" في تصريح خاص لـ"البوابة نيوز"، أن مجرد خروج هذه الوثيقة من قطر يثير الريبة في صدق حماس بأنها فكت ارتباطها عن تنظيم الإخوان، كما أن هناك متناقضات أصيلة في الوثيقة، على رأسها اعترف حماس بحدود 4 يونيو 1967 وفى نفس الوقت ترى أن أرض فلسطين هى حدود 1948.
وتابع: "لا تعترف حماس بأوسلو رغم أنها دخلت الانتخابات وسيطرت على مجلس النواب والحكومة فى غزة بموجب التسليم السياسي بأوسلو، وهذا أكبر دليل على كم الانتهازية السياسية لدى الحركة، لافتًا إلى أن هناك تلميحا وإشارات من بين سطور الوثيقة تنبئ عن أن الحركة لا تعترف بشرعية منظمة التحرير الفلسطينية وتريد أن تنقض على المنظمة كما انقضت على غزة". 
وأشار البشبيشي إلى أن الحركة مرجعتيها إسلامية وهى بذلك تستمر في الزج بالدين في الصراع السياسي وتستغله لدغدغة مشاعر المتعاطفين مع القضية الفلسطينية، كما أنها استخدمت ألاعيب الإخوان في اختيار ألفاظ مطاطة وخادعة في محاولة للمكسب السياسي طوال الوقت سواء برفع شعارات المقاومة أو تقديم نفسها للعالم كفصيل سياسي يعترف بأدوات الديمقراطية التي أثبتت الأيام عدم إيمانها بها إلا في المرة الأولى لحظة الوصول للسلطة فقط.