البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

كاتب بريطاني: الحرب في سوريا شارفت على الانتهاء بفوز الأسد

المحلل السياسي البريطاني
المحلل السياسي البريطاني باتريك كوكبيرن

قال المحلل السياسي البريطاني باتريك كوكبرن، إن المرحلة النهائية من الحرب الأهلية السورية بدأت تلوح في الأفق، حيث تستعد القوات المناهضة لتنظيم "داعش" لشن هجوم يهدف لاستعادة الرقة العاصمة المزعومة للإرهابيين في سوريا، في الوقت الذي تظهر فيه الحكومة السورية رغبتها في استعادة كل الأراضي السورية.
وأشار كوكبرن، في مقال نشرته صحيفة "اندبندنت" البريطانية على موقعها الإلكتروني، إلى أن مجموعة قوات سورية يقودها الأكراد وتدعمها الولايات المتحدة تمكنت، أمس، من السيطرة على جزء من طريق إمداد داعش بجنوب الرقة، ليقطعوا طريق الإرهابيين للتوجه إلى دير الزور أقصى شرق البلاد.
وأضاف الكاتب أن داعش يواجه مجموعة من القوات المختلفة التي تقترب من الرقة، لكن تلك القوى منقسمة حول سياسات وطموحات متنافسة، موضحا أن داعش يواجه ضغطا عسكريا أكبر مما يمكنه تحمله، لكن في المقابل تستمر عناصره في المقاومة بشدة.
وأوضح أن (قوات سوريا الديمقراطية) - التي تتكون بشكل أساسي من عناصر وحدات (حماية الشعب الكردية) المدعومة من التحالف الدولي بقيادة أمريكا - تقترب حاليا من الرقة، ومن المرجح أن تتلقى مزيدا من الدعم الأمريكي، فبجانب 500 جندي من القوات الخاصة، قد تدفع واشنطن بمدفعية لتعزيز هجوم الرقة.
ونوه كوكبرن إلى أن "تلك الأخبار سيئة بالنسبة لتركيا التي غزت شمال سوريا بعملية تدعى (درع الفرات) بدأت في أغسطس الماضي، ويتم الضغط عليها حاليا من كل الجوانب"، موضحا: "هناك لعبة شطرنج سياسية وعسكرية متطورة يتم لعبها حول مدينة منبج شمال سوريا".
وأشار إلى أن قوات سوريا الديمقراطية انتزعت السيطرة على منبج من داعش العام الماضي، بهدف استبعاد تركيا التي كانت تسعى لأن تكون من يطرد الإرهابيين من منبج، ورغم ذلك أعلنت أنقرة مؤخرا أن منبج هي محطتها القادمة، حيث تهدف العملية التركية في شمال سوريا إلى احتواء وتقليص - إذا أمكن - أو القضاء على سلطة الأكراد السوريين، لكن تركيا ستجد صعوبة كبيرة في الهجوم على منبج، بعدما وُضعت المدينة تحت حماية التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة.
ورأى الكاتب البريطاني أن مجلس منبج العسكري - المنبثق من قوات سوريا الديمقراطية - التف حول تركيا الأسبوع الماضي، عندما سلم قرى في غرب منبج - كانت تحت هجوم فصائل الجيش السوري الحر المدعومة من تركيا - إلى قوات النظام السوري التي تتقدم من الجنوب بدعم من الطيران الروسي.
وأضاف أن تركيا تأمل في احتمالية تخلي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن التعاون الوثيق لسلفه باراك أوباما مع أكراد سوريا كحليف رئيسي لواشنطن في الأراضي السورية، لكن حتى الآن دلالات حدوث ذلك قليلة، مشيرا إلى أن صور دخول عربات عسكرية أمريكية إلى منبج من الشرق تؤكد اعتزام أمريكا الحيلولة دون وقع اشتباك كردي تركي من شأنه تأخير هجوم الرقة.
وقال كوكبرن إن هناك علامات أخرى على أن الخليط التقليدي بين المنافسة والتعاون الذي شكل العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا في سوريا يتغير نحو تعاون أكبر، مشيرا إلى استعادة جيش النظام السوري لمدينة تدمر الخميس الماضي بدعم روسيا وحزب الله اللبناني وغارات جوية أمريكية.
على جانب آخر، رأى الكاتب أن الطموحات الأمريكية والبريطانية للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد من السلطة تم التخلي عنها بشكل فعلي، وباتت الحكومة السورية تظهر كل علامة على إرادتها لاستعادة كل الأراضي السورية، خاصة وأنه إذا فقد "داعش" الموصل بالعراق والرقة في سوريا خلال الأشهر القليلة القادمة، فإن قليلا سيتبقى "للخلافة" المزعومة التي تم إعلانها في يونيو 2014.
وأشار الكاتب إلى أن المشكلة الكبرى الباقية في سوريا والعراق دون اتخاذ قرار فيها، هي العلاقة المستقبلية بين الحكومات المركزية في بغداد ودمشق والأقليات الكردية ببلادهم، والتي أصبحت أكثر أهمية بكثير بتحالفهم مع الولايات المتحدة أكثر مما كانوا قبل صعود "داعش".
ورأى كوكبرن أن الأكراد في سوريا والعراق قد يكونوا غير قادرين على الاحتفاظ بمناطقهم الموسعة بعد انقضاء "داعش"، والإبقاء في الوقت ذاته على معارضتهم لإنعاش الحكومتين السورية والعراقية.