البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

"بالأمس حلمت بك".. رسالة يوجهها القراء إلى بهاء طاهر

بهاء طاهر
بهاء طاهر

دفعت المقالات الكثيرة التي تشير إلى "عزلة الأدباء" سواء على مستوى الكتابة أو على مستوى حياتهم الشخصية؛ النقاد للبحث حول أسباب تلك العزلة؛ لكنهم لم يصلوا لحل، خاصة أنهم يعيشون داخل مجال محدود أيضا؛ لكن هناك أعمال أخرى تفتت سياج العزلة بجدارة وتخرج للجمهور ليتفاعل معها بالشكل الطبيعي للتفاعل مع أي منتج إبداعي.
واحتفلت الأوساط الثقافية اليوم بعيد ميلاد الأديب بهاء طاهر صاحب المجموعة القصصية "بالأمس حلمت بك" والتي استطاعت أن تمحي أوجه نظر كثيرة حول فكرة العزلة تلك واستطاع طاهر أن يحول فكرة أن الرواية هي الأكثر انتشارًا؛ فقصص هذه المجموعة استقبلها القراء بصدر رحب وبأعداد كبيرة وتفاعلوا معها ومع عنوانها الرومانسي الأنيق؛ ما دفع "البوابة نيوز" لاستعراض عدد من الآراء التي تفاعلت مع المجموعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي لعكس صورة التفاعل والإجابة على تساؤل كيف للأديب أن يخرج من عزلته.
وقالت تسنيم علي: "بالأمس حلمت بك" هى الروح التى غادرت الجسد لتقوم ببعض الجولات وتلتقى بالأرواح الأخرى سواء طيبة أو شريرة تتكون من 5 قصص هي قصصها "بالأمس حلمت بك"، "سندس"، "النافذة"، "فنجان قهوة"، "نصيحة من شاب عاقل"؛ موضحة أن "المجموعة تدور حول روح المصرى المهاجر الذى فقد الأهل والوطن والدفء والونس إلى البنت التى كان يلتقيها كل يوم فى محطة الأتوبيس وعرف أنها تعمل فى مكتب البريد عندما ذهب لإرسال كتاب عن الصوفية إلى صديقه الذي يعيش فى نفس البلد ولكن فى مدينة أخرى.
وأشارت إلى أن روحه غادرت لتؤنس روحها الهاربة الغاضبة؛ حَلمَت أن صقرًا كبيرًا يضرب نافذتها بجناحيه ويتطلع اليها بغضب وهو ينقر الزجاج محاولا أن ينفذ منه إليها ثم أتى المهاجر إلى الصقر فاحتضنه بقوة وأبعده عنها؛ وأكثر هذه قصص هذه المجموعة قوة من وجهة نظر تسنيم كانت قصة "فنجان قهوة" وإن كانت قصة مكررة.
وقال إسلام شريف: إن أسلوب بهاء طاهر دائما مختلف خاصة أنه يكتب بالعربية، ولكن تحس فيها روح العامية؛ فصفة الملل لا تطول أعماله أبدا مشيرًا إلى أن قصص المجموعة تشبه خمس صور فهي تلتقط مشاهد معينة الفرق بينها وبين الصورة الفوتوغرافية إن المتلقى لا يرى أشكالا فقط لكنه يرى أيضًا المشاعر ويلمسها ولفترة أكبر من زمن تلقيه للصورة الفوتوغرافية.
وقال أحمد عبدالحفيظ: "لا أدري أهي بالفعل تحمل هذا الكم الكبير من الشجن أم أنى أنا تلقيت هذا الشجن لأسباب أخري؛ إن كان هذا أو ذاك فلا ينفي أنها مجموعة ممتازة من بهاء طاهر الذى له من اسمه نصيب كبير؛ أعجبتنى جدا "بالأمس حلمت بك"، تفاصيل الغربة ظاهرة فى القصة ببراعة ليتسلل الشعور بتلك الغربة وهذا الجليد إلي".
وقالت أسماء عمر: "بالأمس حلمت بك" هي أول تجربة لها مع بهاء طاهر وعالمه مشيرة إلى أن أشد ما يميزه تلك التفاصيل التي يسردها والتي تجعلك تعيش بكامل كيانك مع شخصيات عالمه حيث تتضمن وصفا للمكان وللشخصية وللمشاعر؛ فيستطيع أن يدخل القارئ عالمه الخاص ببراعة؛ غير أن الذي لا يعجب أسماء في هذه المجموعة كونها اعتمدت كثيرا على أسلوب النهايات المفتوحة موضحة أنها شعرت دائما بعد انتهاء القصة بأنها سيكون لها تتمة تفهم منها ماذا حدث لذا كثيرا لم يتسرب لها المغزى المراد منها أو الذي أراده الكاتب.
ومن هذا العرض البسيط لهذه الآراء التي التقطت عشوائيا من بين المئات يظهر أن لكتابات بهاء طاهر أسلوبا خاصا يدفع القارئ لأن ينام وهو يحلم ببهاء طاهر نفسه أو بأعماله.
ولد بهاء طاهر في محافظة الجيزة في 13 يناير سنة 1935؛ وعمل مترجمًا في الهيئة العامة للاستعلامات ومخرجًا للدراما ومذيعًا في إذاعة البرنامج الثاني الذي كان من مؤسسيه حتى عام 1975 حيث منع من الكتابة؛ وبعد منعه ترك مصر وسافر في أفريقيا وآسيا حيث عمل مترجما كما عاش في جنيف وعاد بعدها إلى مصر حيث يعيش إلى الآن.
حاز على عدة جوائز منها جائزة الدولة التقديرية في الآداب وجائزة جوزيبي اكيربي الإيطالية عن عمله "خالتي صفية والدير" كما حصل على الجائزة العالمية للرواية العربية عن روايته واحة الغروب كما رد جائزة مبارك للآداب التي حصل عليها عام 2009 في العام 2011 أثناء اندلاع ثورة يناير، وقال إنه لا يستطيع أن يحملها وقد أراق نظام مبارك دماء المصريين الشرفاء كما تم تكريمه بوضع اسمه على أحد قصور الثقافة بمدينة الأقصر تم افتتاحه عقب ثورة يناير.
ومن أبرز أعماله "الخطوبة"، "بالأمس حلمت بك"، "أنا الملك جئت"، "شرق النخيل"، "قالت ضحى"، "ذهبت إلى شلال"، "خالتي صفية والدير"، "الحب في المنفى"، كما له 10 مسرحيات كما ترجم رواية الخيميائي لباولو كويلهو حيث أحدثت ترجمته شهرة لهذه الرواية على مستوى الوطن العربي.