البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

كفى اغتيالات.. وداعًا الشهيد البطل عادل رجائي


حينما اختطفت الأيادى الخسيسة والجبانة، حياة بطل من أبطال القوات المسلحة وقائد الفرقة التاسعة مدرعات بشمال سيناء، وهو فى طريقه لتولى عمله الشريف أمام منزله وسمعت زوجته الطلقات النارية بنفسها، ١٢ طلقة استشهد بعدها الزوج البطل العميد عادل رجائى.
واتفق رأى معظم القيادات السياسية والدينية على أن الإرهابيين تجردوا من أدنى درجات الوطنية والإنسانية.
ووعد السيد وزير الداخلية اللواء مجدى عبدالغفار بضبط الجناة المجرمين خلال ساعات، ومن جانبه صرح الكاتب عبدالرحيم على بصراحته المعتادة بأنه «يدعو كل مؤسسات الدولة بضرورة تحقيق العدالة الناجزة وتنفيذ أحكام الإعدام التى صدرت بحقهم أحكام قضائية نهائية.. حتى تكون عبرة بعدها».
وحين علمت زوجة الشهيد الصحفية سامية زين العابدين الحادث الأليم وأن ثلاثة ملثمين قاموا بإطلاق النيران من أسلحتهم الآلية على زوجها كان رد فعلها رد فعل سيدة أحبت زوجها وقدرت قيمته كضابط وكشهيد.
أما الرأى العام المصرى، فكان من حسن الطالع أن يقع الحادث الأليم للعقيد الشهيد فى نفس المرحلة الزمنية بصدور حكم نهائى بسجن الرئيس الأسبق مرسى ٢٥ عامًا فى مذبحة الاتحادية، وحينئذ يكون هناك توازن بين الضحية التى دفعت من عمرها ثمنًا غاليًا، وبين ما سيدفعه المجرمون الإرهابيون جزاء لما ارتكبوه من ذنوب لن تغفر.
لن يكفى إعلاميًا كلما سقط شهيد أن نكتفى بعزاء وصرخات احتجاج، نريد أن تتحد إرادة الدولة وأبناء الأمة، وتطالب بالقصاص لضحايا وشهداء الجيش والشرطة من أبطال نحن فخورون بهم.
ليتنا أيضًا ندخل فى نظام تعليمنا وثقافتنا علاقة ورابطة شبابنا بالوطن وما يجب أن نقدمه له من تضحيات.
هل نعلم أن تاريخنا حافل بنماذج لأبطال منذ أحمد عرابى ومصطفى كامل ومحمد فريد، فضلًا عن نماذج لمن دخلوا معارك ضد أعداءنًا ودفعوا حياتهم ثمنًا للعمل الوطنى حينما كانوا شبابًا.
وأذكر حينما كنا طلابًا بالجامعات كجامعة الإسكندرية مثلًا، أن كونا مجموعة أحمد عرابى من الفدائيين، وسيبقى فى ذاكرتى من شباب الجامعة وقتها زميل لن ننساه اسمه الجراحى ومات شهيدًا، وكم سعدت وأنا أتعرف على إحدى قريباته التى تعمل بأحد البنوك بقدرة ومهارة وتتشرف بأنها تحمل اسم الجراحى الأستاذة غادة الجراحى.
والآن عودة إلى أبطال اليوم مثل الشهيد العميد عادل رجائى، كل مصر تتحدث عن هذا البطل، وتبكى بدموع حارة أحد أبنائها، وفى نفس الوقت تحمل فى قلوبها حزنًا كبيرًا، مع رغبة فى القصاص.. والقصاص هنا ليس مجرد رغبة فى الانتقام، ولكن أن يقدم إلى شباب هذا الوطن نموذج لما هم قادرون عليه.
وهل لهذه الأمة أن تجتمع أصواتها ليقولوا كفى اغتيالات.. ونريد أن نحمى أبناء هذا الشعب من هؤلاء المجرمين بإرادة لا تقبل أى تنازلات.
والغريب أن الإرهابيين اليوم يحملون أسلحة متطورة قادرة أحيانًا على التصدى ولو جزئيًا لقواتنا المسلحة، ولكن فى المرحلة الأخيرة شاهدنا جميعا أن قواتنا المسلحة، أصبحت قادرة على توجيه ضربات موجعة لعناصر الإرهاب.
ورجال القوات المسلحة يريدون أن يشعروا شعبنا أنهم بجانبه يحمون أبناءه بأقصى قدر ممكن، والمعركة بين الإرهاب وقواتنا العسكرية هى معركة لا هوادة فيها، لأنها معركة حياة أو موت، القوات المسلحة تمثل قوة الدفاع، وقدرات الإرهاب تمثل قوة للتخريب وضرب الأبرياء.
وهنا ونحن نتكلم عن قواتنا المسلحة، لا ننسى رجال الشرطة الذين لهم أسلوبهم وطريقتهم فى ضرب عناصر الإرهاب.
وقلت فى مقال سابق: ليت القوى الضاربة لا تمثل فقط الجيش والشرطة بل أيضًا من يمكن تجنيدهم من المدنيين، لينضموا إلى القوة العسكرية ويدعموا قدراتها، ويأتى بجانب كل هؤلاء السياسيين، ليضعوا أمام جماهير الشعب إطار العمل السياسى ويدعمونه بفكر مستنير.
فالفكر والحركة يمثلان توأمًا يقوى كل منهما الآخر للتصدى ولضرب قوى الإرهاب والتطرف.
هل لنا أيضًا أن نضيف البعد الدينى، ليخلق من الإيمان قدرة تحمل للتصدى للعدوان الذى يريد أن يكسر مقاومة الشعب ورغبته فى الحياة والنصر على الظلم وأختم مقالى بقول الله تعالى فى سورة «آل عمران»:
«إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِى يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ».