البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

"شمعة".. أودت بحياة المسرح المصري

صوره ارشيفيه
صوره ارشيفيه

في مثل هذا اليوم عام 2005، لم تكن النار بردًا وسلامًا على رواد مسرح قصر ثقافة بني سويف، الذي كان يستضيف مهرجان نوادي هواة المسرح، حيث أودى الحريق بحياة أكثر من 50 مبدعا، فضلا عن 23 مصابا من الفنانين والأدباء والصحفيين، أغلبهم تجاهلت الدولة علاجهم حتى اليوم، ورغم مرور تلك السنوات، لم تنطفئ نار الغضب في صدور أهالي الضحايا.
فالجريمة ظلت شاهدة على خروج الكبار بلا حساب، بعد براءة المسئولين من تهمة الإهمال، بينما دفع الثمن صغار الموظفين بقصر ثقافة بنى سويف بأحكام حبس ما بين 6 أشهر وعامين، وبقيت "شمعة" هي المتهم الأول، واغلق الملف لتضيع معه حقوق ضحايا الحريق، أثناء حضورهم العرض المسرحي "من منا" الماخوذة من قصة "حديقة الحيوان" لفرقة طامية بالفيوم، حيث تشتعل النار أثناء تأديتهم التحية للجمهور لتلتهم كل ما في القاعة.
توجه رجال الحماية المدنية إلى قصر ثقافة بني سويف، لكنهم لم يتمكنوا من إخماد الحريق إلا بعد ساعتين من اندلاعه، نظرًا لإشتعال الحريق بسرعة هائلة، لتتفحم جثث عدد من المبدعين ويلقى عدد آخر حتفه، دهسا بعد أن ساد الذعر في صفوف المشاهدين.
وذكر تقرير لجنة تقصي الحقائق الصادر عن "جماعة 5 سبتمبر" التي تشكلت أثر أحداث تلك المحرقة، أن عربات الحماية المدنية التي تبعد عن موقع الحريق مسافة 5 دقائق جاءت بعد مرور ما لا يقل عن 50 دقيقة، وبعد وصول العربات حاول عمال الإطفاء استخدام الخراطيم لإطفاء الحريق، لكنهم لم يجدوا مياهًا يضخونها.
وأشارت اللجنة إلى أن سبب الحادث يتمثل في سقوط شمعة كانت ضمن ديكور العرض أدت إلى ثلاث انفجارات أدت إلى التهام قاعة المسرح بشكل كامل، وأن الراحل حسن عبده "مدير المهرجان"، قد قام بالاتصال بإدارة الدفاع المدني لتأمين المكان، لكن ما كان منها إلا أن أرسلت رجل إطفاء باسطوانة محمولة وجلس في نهاية القاعة.
تقدم وزير الثقافة حينها دكتور فاروق حسني باستقالته من المنصب الذي شغله منذ عام 1987، إلا أن الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك رفض هذه الاستقالة.
وقع أكثر من 200‏ من الكتاب والمثقفين والفنانين والأدباء على بيان بشأن الحادث وتداعياته، طالبوا فيه وزير الثفافة فاروق حسني بسحب استقالته‏، وناشد الموقعون على البيان الرئيس حسني مبارك عدم قبول استقالة الوزير، وتحقيق عاجل عادل.‏
بعد بضعة أسابيع من الحادث أصدرت وزارة الثقافة المصرية قائمة بأسماء الضحايا من النقاد والمبدعين إثر الحادث الأليم، ومن بينهم دكتور محسن مصيلحي الناقد والكاتب المسرحي، والأستاذ بقسم الدراما والنقد بالمعهد العالي للفنون المسرحية، وصاحب كتب "حكاية أبو النجا المنصور وشركاه"، والدكتور صالح سعد الناقد والمخرج المسرحي وصاحب المؤلفات "ميتافيزيقا الحركة" و"تقاليد الكوميديا الشعبية" ودكتور مدحت أبو بكر الكاتب والناقد المسرحي وصاحب الكتب "دقات على أبواب الصمت" و"محاولات تهويد الإنسان المصري" والناقد نزار سمك، وبهاء الميرغني، وأحمد عبد الحميد، وحازم شحاتة، وعدد من الفنانين والشعراء أحمد على سليمان، وأحمد محمد الفيومي، وأحمد عزت عبد اللطيف، ومازن محمد قرني، وحسن أبو النصر، وعلاء المصري، وصلاح حامد، ومحمد صلاح حامد، ومحمد منصور، وسيد رجب، ومحمد رجب محمد، ورائد محمد نجيب.
في عام 2006 صدر حكم محكمة جنح بندر بني سويف ضد المتهمين في حادث حريق قصر ثقافة، وعاقبت المحكمة "مصطفى علوي" المسئول عن قصور الثقافة حينها و7 آخرين بالحبس 10 سنوات مع الشغل وكفالة 10 آلاف جنيه لكل متهم عن أربعة اتهامات، وألزمت المحكمة وزير الثقافة "فاروق حسني" بصفته مسئولا عن الحقوق المدنية لأعمال تابعيه بتعويض أهالي الضحايا.
وفي مارس 2007 برأت محكمة جنح مستأنف بني سويف أربعة من المتهمين في محرقة قصر ثقافة بني سويف عام ٢٠٠٥، من بينهم الدكتور مصطفى علوي رئيس هيئة قصور الثقافة آنذاك، فيما خففت الأحكام الصادرة من محكمة أول درجة ضد ٤ متهمين آخرين، إلى السجن ما بين عام وثلاثة أعوام.
وقضت المحكمة برفض الدعوي المدنية وعاقبت عادل فراج مصطفى فراج، مدير عام فرع ثقافة بني سويف بالسجن لمدة ٣ سنوات وبهجت جابر محمد القباري، مدير قصر الثقافة بالسجن لمدة سنتين، وكلًا من سمير عبدالحميد حامد، رئيس قسم المسرح بقصر الثقافة سنة مع الشغل، ورجب عبدالله محمد عطوة إخصائي أمن بقصر ثقافة بني سويف سنة مع الشغل.
وفي 2010 قضت محكمة مدني شمال الجيزة بإلزام فاروق حسني وزير الثقافة بدفع تعويض مدني 100 ألف جنيه لأسرة فتاة لقيت مصرعها في الحادث.
أقامت وزارة الثقافة عدد من الفعاليات لتكريم الضحايا والمصابين وأشارت إلى ضحايا الحادث في أكثر من مناسبة من بينها، عام 2012 أقامت وزارة الثقافة حفلا لتكريم شهداء حادثة بني سويف، وأعلن وزير الثقافة وقتها دكتور محمد صابر عرب، إطلاق أسماء ضحايا حادث حريق مسرح بني سويف على قاعات المؤسسات الثقافية ومسارح هيئة قصور الثقافة.
وطالب فيها كل من يملك أوراقا أو معلومات جديدة عن الحادث عليه أن يقدمها إلى النيابة لتفتح ملفات التحقيق، مشيرا إلى أن الحادث شكل قمة العبث والتخلف والتراجع.
رفضت فيه "مها عفت" المسئولة عن لجنة أسر شهداء ومصابى محرقة بنى سويف، تسلم درع شهداء المسرح المصرى خلال حفل افتتاح مهرجان آفاق مسرحية، معللة بذلك أنه تكريم زائف وكاذب ومحاط بشكل إعلامي كبير، ولكن التكريم الحقيقى يكمن في تحقيق مطالب تلك اللجنة، التي تتلخص في الآتى: إعطاء كل الحقوق والاستحقاقات لأسر شهداء ومصابى المحرقة، كشهداء ثورة يناير المجيد، سرعة علاج مصابى المحرقة على أعلى مستوى ممكن، إطلاق أسماء الشهداء على القاعات والمسارح، فتح جميع المسارح المغلقة في أنحاء الجمهورية، ورفع الأيدى عنها، كما طالبت بضرورة القصاص من قتلة هؤلاء الشهداء، مؤكدة أن النظام هو من قتلهم وليس "الشمعة" كما قيل في التحقيقات.
وفي عام 2013 قرر الدكتور محمد صابر عرب، وزير الثقافة، إطلاق اسم "5 سبتمبر" على مسرح "ملك" التابع للبيت الفني للمسرح في شارع عماد الدين تخليدا لذكرى شهداء حريق مسرح بني سويف.
بالرغم من مرور 8 أعوام على الحادثة وتعهد وزارة الثقافة بعلاج المصابين إلا إن عددًا منهم لم يتلق العلاج الكافي ومازال يحتاج للعلاج، مطالبة الوزارة أن تفي بوعودها وتقديم الدعم الكافي لهم. غير أن بعض ضحايا الحادث والمصابين لم يحصلوا على أي تعويض حتى الآن. ومن ضمن شهداء محرقة بني سويف الفنان الدكتور "محسن مصيلحي".
ولد الفنان "د.محسن مصيلحى" في عام ١٩٥١ بحى شبرا بالقاهرة، تخرج في المعهد العالى للفنون المسرحية بقسم النقد عام ١٩٧٥ وعين رقيبا مسرحيا في الإدارة العامة للمصنفات الفنية، عين كمعيد بقسم النقد بالمعهد عام ١٩٨١، وبعد حصوله على درجة الماجستير عام ١٩٨٥ سافر إلى إنجلترا في منحة دراسية للحصول على درجة الدكتوراه.
له مساهمات متعددة في مجال الفنون المسرحية كمؤلف ومترجم وأستاذ أكاديمى وعضو لكثير من لجان التحكيم والمشاهدة والندوات، وقد أثرى المكتبة العربية بترجمة العديد من الدراسات التنظيرية والمسرحيات منها: بنجو، لير، طيور النورس، بنات القمة، الحرباء البيضاء، لغة الجبل، وهو من كتاب مجلة المسرح.
الدكتور " حازم شحاتة" ولد في عام ١٩٥٦، حصل على بكالوريوس الهندسة من الكلية الفنية العسكرية عام ١٩٧٨، إنضم للمعهد العالى للنقد والتذوق الفنى بأكاديمية الفنون ثم إستكمل دراساته العليا بنيل الماجستير من قسم اللغة العربية بأداب القاهرة،. قام بتدريس النقد المسرحى وتاريخ المسرح العربى في كل من جامعة حلوان " كلية الآداب قسم المسرح" والجامعة الأمريكية.
أحد كتاب مجلة المسرح ومدير تحرير مجلة فصول، قام بكتابة نص "ملك وكتابة" في محاولة لمسرحة أشعار أمل دنقل، مسرحية ناس النهر، النوبه دوت كوم، وله بعض التجارب في مجال مسرح الطفل ومسرحة المناهج.
ورئيس المهرجان "حسن عبده"
ولد الفنان"حسن عبده" في عام ١٩٦١. درس في كلية الفنون الجميلة جامعة حلوان وتخرج عام ١٩٨٥ وحصل على دبلوم المعهد العالى للنقد الفنى عام ١٩٩٥ وحصل على ليسانس الآداب قسم المسرح عام ٢٠٠٤. أخرج أكثر من ٢٥ مسرحية أغلبها بمسارح الهواه وبالتحديد الفرق الجامعية وهيئة قصور الثقافة. كما قام بالتمثيل في بعض العروض.
وقد أعربت أهالي الضحايا عن مدي الإهمال في أخد حقوق تلك الشهداء وعلاج المصابين وسماع ندائات الأهالي في إطلاق أسماء الشهداء على المسارح والقاعات.
فقد قال زياد بهاء الميرغنى، نجل المسرحي الراحل بهاء الميرغني، في أحدي تصريحاته، إنه ورغم مرور 10 سنوات على رحيل والده بكارثة محرقة مسرح قصر ثقافة بنى سويق في ختام مهرجان الثقافة الجماهيرية إلا أن الدولة لم تقدم التكريم المناسب له وكل زملائه حتى بعد ثورتين وتغيير أكثر من وزير وأكثر من رئيس، فالوضع بقى كما هو، ولا تكريم أو تقدير حتى لمن فقدوا أغلى شىء ــ حياتهم ــ في سبيل الفن والثقافة.
ويؤكد زياد أنه طالب الدولة كثيرا في الوقفات التي تقام في كل ذكرى للحادث أن تطلق أسماء هؤلاء الشهداء على مسارح الدولة وتسمية شارع باسمه في المنطقة التي كان يقيم بها، وتكريم أسمائهم في مهرجانات الدولة كالمهرجان القومى للمسرح، ومهرجان نوادى المسرح، والثقافة الجماهيرية، فهم يستحقون على ما قدموه للدولة وللثقافة أكثر من ذلك بكثير.

ويشدد زياد على أنه لا يريد مطالب شخصية لوالده ولأسرته، ولكن يريد تكريم أسماء هؤلاء الشهداء الذين أفنوا حياتهم في تنوير وتثقيف الناس ولخدمة الدولة ومسارحها في كل محافظات مصر حتى انتهت حياتهم بهذا الشكل المؤسف وهم يؤدون عملهم الرسمى التابع لوزارة الثقافة كلجنة تحكيم في مهرجان للدولة الخاص بالثقافة الجماهيرية.
وتمنى زياد أن تنظر الدولة إلى شهداء المسرح وتكرمهم على ما قدموه من أجلها في حياتهم، وألا تظل مصر دائما مجحفة في حق أبنائها المبدعين والمخلصين لها ولأهلها على مدى السنين، خاصة أن والده بهائى الميرغنى ومن رحل معه في المحرقة الذين وصلت أعدادهم إلى 50 فنانا ومبدعا من أهم رواد المسرح والثقافة الجماهيرية في مصر آخر 30 عاما.
يستعيد زياد لحظة استقبالهم خبر الحريق المؤلمة ليلة 5 سبتمبر 2005، وكان في الثالثة عشرة من عمره حينها، وظل طول الليل مع والدته وشقيقه الأصغر في حالة من الذعر والفزع حتى وصلهم فجر الثلاثاء 6 سبتمبر خبر وفاة والده مع زملائه، والذي كان كابوسا قاسيا عليهم كلفهم كأسرة الكثير، فقد عاش شقيقه الصغير طفولته بلا والد بسبب هذا الحادث، أيضا والدته اضطرت إلى تحمل مسئولية كبيرة لتربيتهما، فكانت تلعب دور الأب والأم في نفس الوقت.
كما ذكرت تيسير سمك شقيقة الراحل نزار سمك، في إحدي تصريحاتها، أنها اتخذت قرارا قبل عامين بعدم الحديث في قضية شقيقها الذي رحل في حادث مسرح بنى سويف قبل 10 سنوات، بعد أن وصلت الأمور إلى طريق مسدود، واكتشفت أن الكلام لا قيمة له، خاصة في ظل تجاهل الدولة تكريم شهداء المسرح.
وتقول تيسير إنها لن تطالب الدولة بشىء، واحتسبت أخاها عند الله شهيدا، وترى أنه حاليا في مكان أفضل، ويكفيها حب الناس الذي لم ينقطع، واختتمت بأن هناك أشخاصا فاسدين يعيشون في هذه الحياة ولكن المجتمع لا يشعر بهم، فهم كالأموات، وهناك أشخاص رحلوا بالفعل عن الحياة لكن اسمهم مخلد بحب الناس، وهذا هو حال ضحايا قصر ثقافة بنى سويف.
تامر شقيق الشهيد الدكتور مؤمن عبده، عضو هيئة تدريس جامعة حلوان، قال إن السنوات العشر كانت صعبة جدا على أسرة الراحل، فبعد الوفاة مباشرة بدأت الأسرة تتفكك، فالوالد أصيب بحسرة على مؤمن، وأصيب بمرض شديد وتوفى بعد عامين من المحرقة، ثم مرضت الوالدته بعد ذلك وتوفيت هي الأخرى في ظروف صعبة حزنا على ولدها، وأن التعويض مهما كان كبيرا، فهو لن يعيد الشهداء للحياة، لذلك كان أكثر ما يشغل أسر المبدعين الذين رحلوا في المحرقة أن تكرمهم الدولة وتقدرهم، ولو بوضع اسمهم على قاعات تابعة لقصور الثقافة، كل في بلده أو المنطقة التي كان يعيش بها.
وتابع تامر، أنه قبل الثورة قرر قصر ثقافة برج العرب وضع اسم مؤمن على إحدى قاعاته، وتم إبلاغ الاسرة بذلك، لكن هذا لم يحدث حتى الآن، مضيفا أن جامعة حلوان هي الأخرى لم تكرم شقيقه، فرغم مطالبة تلامذته وزملائه بوضع اسمه على إحدى قاعات الجامعة، إلا إن ذلك لم يتحقق، لذلك يمكن التأكيد على أن كل التكريمات التي حصل عليها مؤمن منذ المحرقة قبل 10 سنوات وحتى الآن، هي تكريمات شعبية بامتياز، ولم يكن هناك في المقابل أي تكريم رسمى.
وكشف تامر أنه فور وفاة شقيقه، وبدلا من أن يحصل على تعويض، طالبته مصلحة الضرائب بدفع 10 آلاف جنيه، واستمرت المشكلة 6 سنوات تقريبا، حتى تم حل الأزمة التي وقف فيها إلى جانب الأسرة الفنان أشرف ذكى نقيب الممثلين في هذا الوقت، وقال إنه لم يكن يتمنى أن تصبح وزارة الثقافة خصما طوال العشر سنوات الماضية، وكان عليها أن تبحث عن تكريم وتقدير مناسب لهؤلاء الشهداء الذين أخلصوا جميعا للثقافة الجماهيرية.
وتقول زينب مصلح زوجة الشهيد محسن مصيلحى الأستاذ بالمعهد العالى للفنون المسرحية، إن الدولة مريضة وتحتاج من يعينها ويقف بجانبها، لذلك لا يجب أن ينتظر أحد منها تكريم أو رعاية، مضيفة أن الدكتور محسن حصل بعد وفاته على تقدير وتكريم ليس من الدولة، وانما من تلامذته وزملائه في الأكاديمية، وهذا أهم بكثير من تكريم الدولة، فطلاب الاكاديمية حتى الآن يسألون عنه ويتذكرونه دائما بالخير.
أما على مستوى الأسرة، فتؤكد زينب أنها أكملت رسالتها على أكمل وجه كما كان يتمنى زوجها بنسبة تصل إلى 100 %، فمحسن لديه ابنتان، الأولى تخرجت في كلية الهندسة وتزوجت منذ فترة قصيرة، والثانية التي كان عمرها وقت الحادث 9 سنوات، العام القادم ستحصل على البكالوريوس.
وختمت زينب بأنها لا تشعر بوفاة زوجها، وأن ايمانها بالله قوى جدا، وتعلم أن الشهيد حى يرزق.
ومن ضمن سلسلة الإهمال المتتتالية التي يشهدها المسرح المصري، حريق "المسرح القومي" يوم 27 من سبتمبر عام2008 والذي شهد مساء هذا اليوم شب حريق في صالة العرض بالمسرح القومى في وقت كان يسود فيه الهدوء التام مع استعداد المصريين لتناول طعام الإفطار بعد غروب شمس.
وقالت مصدر بالإدارة العامة للدفاع المدني والإطفاء إن النيران بدأت في الاشتعال في نحو الخامسة وخمس وثلاثين دقيقة بتوقيت القاهرة وبدأت بستارة المسرح.
واستمرت نحو ساعتين رغم وقوع المسرح في ميدان العتبة حيث توجد الإدارة الرئيسية للحماية المدنية بالعاصمة.
ولم تكن أوائل الألفية الأولى ونهاية عصر المخلوع حسني مبارك نهاية تلك المهزلة التي تشهدها مسيرة المسرح المصري ولكنها تتواصل حتى الآن فمنذ أيام قليلة شهد المسرح البالون حريق هائلا شب بحجرتين مبطنتين بالخشب، بداخلها كرأسي قديمة وشلت إسفنجية، كانت تستخدم للمسرح، تصل مساحتها نحو عشرين مترًا، وتم الدفع بعشر سيارات إطفاء، وتمكن رجال الحماية المدنية من السيطرة على الحريق، ما أسفر عن تلفيات بسيطة بمحتوىات الحجرتين.
ومن ناحية أخرى، توجّه وزير الثقافة حلمي النمنم، والدكتور سيد خطاب، رئيس هيئة قصور الثقافة، والمخرج خالد جلال، رئيس قطاع الإنتاج الثقافي، وهشام عطوة، رئيس البيت الفني للفنون الشعبية، إلى مسرح البالون، لمتابعة تطورات الحريق. وفي نفس السياق، أشار سيد خطاب، رئيس هيئة قصور الثقافة، إلى أن الحريق بدأ في تمام السادسة والنصف، مساء الثلاثاء، ولم يستمر لأكثر من نصف ساعة.