"الحشد الشعبي" الوجه الشيعي لعملة الإرهاب المقيت
لا أحد ينكر أن اللعب بالنار فى المنطقة العربية أصبح على أشده، خصوصا فى البلدان التى يمكن أن نطلق عليها اصطلاح «دول الربيع العربى»، لكن الخطر الحقيقى الداهم، هو ما يحدث فى العراق من محاولة تقنين الدولة للإرهارب بإعطاء قوى إرهابية تدمر البلد تصريحًا على بياض بالتواجد الرسمى، ما حول مدن العراق إلى أطلال، بعد أن أصبح الشعب العراقى مفرومًا بين مطرقة «الميليشيات الشيعية» وسندان «التنظيمات الإرهابية السنية»، وكلها جماعات متطرفة تنتهج العنف الدموى الممنهج. فمنذ أيام قليلة سربت وثيقة رسمية صادرة عن رئيس الوزراء العراقى حيدر العبادى، تكشف تحويل ميليشيات «الحشد الشعبى» الشيعية إلى قوة عسكرية مستقلة عن القوات النظامية من الجيش والشرطة، وزاد الأمور اشتعالًا تصريح زعيم ميليشيات «سيد الشهداء أبوالولائى» أن هذه الميليشيات ما هى إلا تشكيل عقائدى مرتبط بولاية الفقيه فى إيران، ولا ترتبط بمزاجات وأهواء تخبط السياسيين فى العراق.
هذا الإعلان الواضح والصريح يلخص الحال التي وصل إليها العراق، فمن الكارثة أن يكون هناك تنظيم مسلح، يضاهى الجيش والشرطة العراقية، ولكنه ينتمى عقائديًا إلى الشيعة فقط وليس للدولة، وبالتحديد الشيعة فى إيران، حيث يتلقى أوامره مباشرة من «آيات الله» فى طهران، ما يعد استنساخًا جديدًا للحرس الثورى الإيرانى، ليتأكد للجميع أن «الحشد الشعبى» فى العراق يأتمر بأوامر قاسم سليماني زعيم الحرس الثورى الإيرانى، باعتباره القائد الميدانى الفعلى للحشد الشعبى. وما يبعث على الحزن أن أغلب ميليشيات الحشد الشعبى العراقى يدين بالولاء والطاعة للمرشد العام فى إيران «خامنئى»، وليس المرجع الشيعى العراقى على السيستانى.
لقد أصبحت العراق ساحة مفتوحة للعب بالنار التى قد تلتهم المنطقة بالكامل، فهناك ميليشيات مسلحة معترف بها رسميًا، وأقصد «الحشد الشعبى» وأؤكد على وصفها بـ «الشيعية، الإرهابية، المتطرفة» حيث تقوم بذبح وقتل أهل السنة فى القرى والمدن التى يتم تحريرها من الإرهابيين. على الجانب الآخر توجد تنظيمات إرهابية سنية مسلحة فى مواجهة الحشد الشعبى، وأقصد هنا تنظيم «داعش» الإرهابى، الذى يقتل هو الآخر شباب أهل السنة والشيعة معًا، فى كل مكان يدخله دون تمييز، وأصبح الوضع فى العراق أكثر خطورة، مما يؤكد أن الأمر من الممكن أن يمتد إلى دول أخرى قريبة مثل سوريا ولبنان.
ففى سوريا تنظيمات إرهابية مسلحة «سنية» مثل تنظيم «داعش» وتنظيم «النصرة» وغيرهما من التنظيمات الإرهابية. وهناك أيضًا ميليشيات «شيعية» تقاتل عن عقيدة شيعية، مثل «حزب الله» و«الحرس الثورى الإيرانى» و«سرايا الخراسانى» وغيرها من الكتائب الشيعية والعلوية التى تقاتل بجوار بشار الأسد.
الخطورة الحقيقية التى تواجه المنطقة بأسرها، هى أن العراق وسوريا ليستا الدولتين الوحيدتين اللتين توجد بهما ميليشيات مسلحة، «شيعية» و«سنية» تتناحر، بل هناك دول أخرى مثل لبنان واليمن، ودولة البحرين التى تكتوى بنار الإرهاب الشيعى. والعالم العربى به تنظيمات إرهابية «سنية» و«شيعية» منتشرة فى أغلب الدول، بعضها ظهر وأصبح يعمل ويتحرك فى العلن، أما البعض الآخر فما زال فى انتظار إشارة بدء الظهور على السطح التى سوف تأتى من قيادات «الحرس الثورى الإيرانى» الذى يقود الميليشيات المسلحة الشيعية فى جميع مناطق الدول العربية، وليست سوريا والعراق ولبنان فقط.
لقد سبق أن استهان العالم بالنداءات التى حذرت من إرهاب «داعش» عندما كان فى بدايته، ولم يتحرك أحد لمواجهة هذا التنظيم، إلا بعد أن أصبح قوة إرهابية تقتل وتدمر الأخضر واليابس، وتتمدد فى كل الدول العربية، ليس هذا فحسب بل إن «داعش» وصل إلى معاقل الدول الغربية، وأصبح تهديده لها واضحًا وضوح الشمس.
نفس الحال يتكرر حاليًا مع ميليشيات «الحشد الشعبى» التى أصبحت الآن نسخة أخرى من «داعش»، فكلاهما وجهان لعملة واحدة، عملة الإرهاب الدموى والتطرف المقيت، فقط ما يميز «الحشد الشعبى» أنها تجمّل نفسها وتوارى عملياتها الإرهابية القذرة، فى دعاوى «محاربتها إرهاب داعش».
إن ميليشيات «الحشد الشعبى» تمضى على نفس خطى «داعش»، ولن تمضى سنوات أو شهور قليلة إلا ويستيقظ العالم على ميليشيات الشيعة، وقد اجتمعت على تدمير وخراب الدول العربية.
علينا أن نستيقظ من الآن لهذا الخطر القادم، وعلى العالم، خاصة الغربى، أن يفيق، ويفكر فى كيفية التخلص من هذه التنظيمات الإرهابية، التى ستتحول إلى تنظيمات دموية أكثر إرهابًا من «داعش».