البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

أساطير العولمة!!


شكلت العولمة نوعا من المسكنات الفكرية التى تهدد وتلهى ضحاياها فى العالم الثالث ، بينما تقوم الدول الغنية بإصابتهم بالشلل لكي يتأكدوا أنهم لن يستطيعوا إطلاقاً تحدى القوى الإمبراطورية، وهى كذلك صممت لكى تقنع أصحاب النزعة الإمبراطورية الأمريكية الجدد بأن الدول "المتخلفة" هي التى تجلب الفقر لنفسها بسبب "فساد رأسمالية المحاباة"، وحتى عالم الاقتصاد البارز جوزيف ستجليتز الحائز على جائزة نوبل والمدير السابق لإدارة البحوث فى البنك الدولي، قد أقر بأنه "أصبح بديهيا" أن اتفاقيات التجارة الدولية، التى تتحدث عنها الولايات المتحدة بكثير من الفخر منذ سنوات قليلة، كانت مجحفة جداً بالنسبة لدول العالم الثالث، والمشكلة مع مروجي العولمة، هى أيديولوجية السوق الأصولية والإيمان بأسواق حرة وغير مقيدة التى لا تسندها النظريات الحديثة ولا التجربة التاريخية.
ويجب أن يضاف إلى ذلك أنه حتى شهر نوفمبر 1999 عندما واجه خمسون ألفاً من المعارضين منظمة التجارة العالمية فى سياتل و بدأوا فى إجبار العالم الأول على أن يعترف رغماً عنه بممارسة الاستغلال والنفاق، لم تصبح تصريحات ستيجلتز "أمرا بديهيا"، ولم تظهر نظرية اقتصادية أكاديمية حديثة لتتصارع مع الطبيعة الحقيقة للعولمة.
ولا توجد أيه حالة معروفة أدت فيها العولمة إلى انتعاش أية دولة فى العالم الثالث . ولم تنل أية دولة من الأربع والعشرين التى تعتبر رأسمالية متقدمة بدرجة معقولة، بغض النظر عن مبرراتها الأيديولوجية، ما هى عليه الآن بفضل اتباعها أيا من الوصفات التى تضمنتها نظرية العولمة.
ووفقاً لما ذكره دى ريفيرو فإن ما أنتجته العولمة ليس دولا صناعية جديدة، وإنما أنتجت نحو 130 اقتصادا غير قابل للحياة، أو ما هو أسوأ، كيانات مختلة لا سبيل إلى السيطرة عليها، وهناك دليل عرضي على أن هذه النتيجة هى ما قصده مؤلفو العولمة على وجه التحديد.
فى عام 1841 كتب عالم الاقتصاد الألماني البارز فريدريش ليست، كتابه الرائع "النظام الوطنى للاقتصاد السياسي": "هناك حيلة ذكية شائعة جدا وهى أنه عندما يتسلق أي شخص إلى قمة العظمة يرفس السلم الذي صعد عليه حتى يحرم الآخرين من وسيلة الصعود وراءه، وتعتبر الكثير من الاقتصاديات الأنجلو – أمريكية الحديثة وجميع نظريات العولمة محاولات لإيقاع السلم بعيدا.
وباختصار لقد فعلت الاقتصاديات القليلة الناجحة فى العالم بالضبط عكس ما قال بة المرشدون الروحيون للعولمة بوجوب فعله، وكانت النتائج كارثية فى الأماكن التى لم يكن أمام المديرين الاقتصاديين خيار غير اتباع إرشادات العولمة مثل "حرية التجارة" وبيع المرافق العامة بأبخس الأسعار، وإلغاء القيود على تحركات رؤوس الأموال.
ومنذ بداية الثمانينات تقريبا بدأت الولايات المتحدة تحت ستار العولمة، إستراتيجية جديدة لإنجاز هدفين أساسيين: الهدف الأول تشويه سمعة الرأسمالية المدعومة من الدولة مثل تلك التى فى اليابان لمنع انتشارها إلى أية دولة غير الدول الصناعية، والهدف الثاني هو إضعاف سيادة دول العالم الثالث حتى تصبح أكثر اعتمادا على كرم الدول الرأسمالية المتقدمة، وتعجز عن تنظيم نفسها لتشكل تكتلاً لقوة تتعامل مع الدول الغنية على قدم المساواة.
محـمد صـلاح غازي.
عضــو اتحـاد كتـاب مصــر.
كاتب وباحث في العلوم الاجتماعية.
باحث ماجستير بكلية الآداب جامعة المنصورة – قسم علم الاجتماع/ سوسيولوجيا الرواية.
تمهيدى ماجستير فى علم الاجتماع كلية الآداب – جامعة المنصورة بتقدير جيد جدا 2015.
دبلومه الدراســات العليــا العــام فى التربية شعبه الدراســات الاجتـماعيــة 2000.
مؤلف كتاب ( أوراق ثقافية.. مراجعات فى الثقافة والسياسة والفكر) الصادر عن مؤسسة صوت القلم العربى 2011م
كتاب (النظر إلى مصر بعين ثالثة) الهيئة العامة لقصور الثقافة 2014.
العولمة و تأثيراتها على الفقر و التنمية – الهيئة المصرية العامة للكتاب 2015.
نشر عشرات المقالات فى جريده القاهرة والعربي الناصرى والأهالي  وروزاليوسف والدستور والأحرار اليومية والمسائية وجريدة الربيع العربى وجريدة صوت البلد وجريدة الكرامة وجريدة شباب مصر وجريدة الدستور الوطني وجريدة التيار الثالث وجريدة المستقل الآن وجريدة شذى الشـرق ومجلة إبداع والمحيط الثقافى والثقافة الجديدة والشاهد اللبنانية والعربي الكويتية والمجلة العربيـة للعلوم السـياسية ومجلة السياسة الدولية ومجلة الكتب وجهات نظر ومجلة المستقبل العربي والتنمية والتقدم الدولية وجريدة الفجر اليومية فى أبوظبى وهماليل الأدبية في أبوظبي ومجلة الرافـد في الشارقة.