لا أستطيع الكتابة يا أمي
لا أستطيع الكتابة.. قلمي يرتعش .. تخيلوا .. أني أخجل من كتابة تقرير صحفي عن تعرية سيدة عجوز .. لا أستطيع .. حاولت ولكن فشلت .. حزنت كثيرًا عما يحدث في وطني من أفعال لا تليق بنا ولا بحضارتنا .. حزنت كثيرا على عقول ما زالت في عصور الجاهلية ..
لا أستطيع الكتابة .. قلمي يرتعش .. ولكن بعد أن سمعت وقرأت تصريحات محافظ المنيا .. ذلك الرجل المستفز .. الذي قال بكل بساطة: إن تعرية السيدة العجوز أمر بسيط ولا يحتاج إلى تصعيد .. هذه التصريحات أثارتني غضبا .. قررت أن أكتب .. قلمي لم يعد يرتعش بسبب محافظ المنيا .
هل يا مصريين تعرية سيدة عجوز ومسنّة .. أمر بسيط ؟! هل يا مصريين اعتداء وحرق منازل مجرد ترديد شائعة .. هو أيضا أمر بسيط ؟! .. متأكد تماما أن أغلبية المصريين يشمئزون من هذه الواقعة وتصيبهم الحسرة والخوف والقلق على مستقبل هذا الوطن في ظل وجود عقول متطرفة وجماعات عصابية لا تكترث بالقانون .
فمن كان يتصور أن تنحدر الأخلاق إلى هذا الحد من التدني .. من كان يتصور أن يحدث انقلابا في " نخوة الصعايدة " التي كانت عنوانا للصعيد .. نحن بالفعل أمام مشهد كارثي .. يجعلنا نطرح السؤال على أنفسنا دون خجل .. " هل نحتاج إلى تربية أخلاقية من جديد ؟! "
سيادة الرئيس .. لا تنسى أن هذه الوقائع المسيئة تسيء إليك أنت .. وعليك أن تتدخل بكل حزم وغضب لكي تحصل السيدة العجوز على حقها .. لا بد من معاقبة المتورطين .. لا بد من تنفيذ القانون .. لا نريد الجلسات العرفية التي دمرت القانون ..
سيادة الرئيس .. #مصر_اتعرت
واختم كلامي بسؤال لكل مصري .. ماذا لو كانت هذه السيدة العجوز أمك ؟!