البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

ظاهرة تتكرر كل «سبت نور» يؤكدها «الروم الأرثوذكس»

"نور قبر المسيح".. قصة "معجزة عيسى" التي حيرت العالم

قبر المسيح
قبر المسيح

يسمى اليوم بـ«سبت النور» نسبة إلى ظاهرة خروج نور من قبر المسيح، وهى الظاهرة التى يؤكدها الروم الأرثوذكس، ولا يهتم بها الفاتيكان ولا الكاثوليك، ويعتبرون أن هناك مادة فوسفورية هى التى تشعل الشمع ذاتيًا.
يتكون القبر المقدس من غرفتين: غرفة الملاك وبها الحجر الذى جلس عليه الملاك، وتكلم مع النسوة حاملات الطيب صباح الأحد، والغرفة الداخلية وبها القبر الممجد «القبر الخالى» على يمين الداخل، بالإضافة إلى كنيسة صغيرة للأقباط خلف القبر من الحديد المشغول والمذبح ملاصق للقبر مباشرة.
ظهور النور في القبر
هذه ظاهرة ما زالت تتكرّر، وذلك وفق الشهادات التاريخية، منذ القرن الأول للميلاد، وتحدث فى كل سبت نور (سبت الفرح) من كل عام ظهرًا، وفقًا للتقويم الفصحى للأرثوذكس، تعود فتتكرّر أعجوبة النور الذى يظهر من القبر المقدّس فى كنيسة القيامة المقدَّسة فى القدس.
كيف تجرى هذه الحادثة؟
فى غروب يوم الجمعة العظيمة، تجرى عملية التحضير للحدث العظيم يُفَتَّش القبر المقدّس بدقّة للتأكد من عدم وجود أى مادة أو أداة يمكن أن تُحدث فى المكان نارًا.
بعد ذلك تعمد السلطات المسئولة إلى ختم القبر المقدّس بالشمع والعسل، وتطبع كل الجهات المشترِكة فى المسئولية عن القبر المقدّس ختمها الخاص على مزيج الشمع والعسل.
ويبدأ الاحتفال الخاص بفيض النور المقدّس الساعة الثانية عشرة ظهرًا وفيه:
١- الطواف. 
٢- دخول بطريرك الروم الأرثوذكس إلى القبر المقدّس.
٣- الصلوات التى يؤدّيها الأب البطريرك طلبًا للنور المقدّس تقليديًا، عند الظهر يدخل بطريرك الروم الأرثوذكس فى تطواف يضمّ المتقدّمين فى الكهنة والشمامسة، إضافة إلى كاثوليكوس الأرمن فيما تُقرع الأجراس حزنًا. قبل أن يدخل البطريرك يحمل قنديل كنيسة القيامة إناء الزيت الذى يبقى مشتعلًا كل أيام السنة إلاّ فى ذلك اليوم ليستضيء، ذاتيًا، من النور المقدّس.
يدخل البطريرك من المدخل الداخلى لكنيسة القدّيس يعقوب الرسول إلى كنيسة القيامة ويجلس على العرش البطريركى. 
ثمّ يأتى تباعًا ممثِّلو الأرمن والأقباط وسواهم ويقبِّلون يمين البطريرك ليكون لهم بحسب التقليد، أن يتلقّوا النور المقدّس من يده بعد ذلك، مباشرة، يبدأ الطواف، فيكون على ثلاث دفعات حول القبر المقدّس، ثمّ يقف البطريرك أمام القبر المقدّس، حيث يكون الرسميّون واقفين.
بعد الطواف يُنزع الختم عن القبر المقدّس، ويَنزع البطريرك ملابسه الأسقفية إلاّ قميصه الأبيض. 
يتقدّم منه كلٌّ من حاكم القدس ومدير الشرطة ويفتِّشانه أمام عيون الجميع ليُصار إلى التأكّد من أنّه لا يحمل شيئًا يشعل النار به داخل القبر المقدّس.
وكل الأنوار فى كنيسة القيامة إذ ذاك تكون مطفأة. يدخل البطريرك حاملًا ربطتين من الشمع تضم ثلاثًا وثلاثين شمعة غير مضاءة إلى داخل القبر المقدّس. 
يركع البطريرك ويصلّى وهو يتلو الطلبات الخاصة التى تلتمس من السيد المسيح له المجد أن يُرسِل نوره المقدّس نعمةَ تقديسٍ للمؤمنين. 
وفجأة فى الهدأة الكاملة، فيما البطريرك يصلّى، يُسمع أزيز وتتدفق شُهُبٌ زرقاء وبيضاء من النور المقدّس، من كل مكان، لتُشعل كل آنية الزيت المطفأة، كذلك فى القبر المقدّس تشتعل الشموع التى حملها البطريرك وهو يصلّى تلقائيًا. 
فى تلك اللحظات تتصاعد هتافات المؤمنين، وتنفجر دموع الفرح والإيمان من عيون الناس، فى الدقائق الأولى بعد خروج البطريرك من القبر المقدّس ونقله النور المقدّس للشعب حيث كل واحد من الشعب يقف وبيده ربطة شمع ليشعلها من النور المقدس، ولا يكون النور المقدّس مُحرِقًا لبضع دقائق. بإمكان أيٍّ كان أن يمسّ نور ونار الشموع الثلاث والثلاثين ولا يحترق.
فى تلك الأثناء يقوم الشعب الحاضر بتمرير أيديهم فى النور ومسح وجوههم به كما ليغتسلوا، وكثيرون يتحدّثون عن مشاعر فائقة الوصف تنتابهم من جرّاء هذا الفعل، سلامًا عميقًا مفرحًا يفوق الإدراك. ثمّ بعد فترة من الوقت تتحول شعلة النور إلى شعلة من النار عادية.
أراء المؤرخين العرب
وقال أبو يعلى القلانسى : «الكتاب: تاريخ أبى يعلى أو بما يعرف بـ «ذيل تاريخ دمشق».
فصل: ولاية القائد حامد بن ملهم المذكور أولًا فى سنة ٣٩٩، ودخلوا وأشعلوا الشموع الكثيرة، واجتمع فى البيت من أنفاس الخلق الكثير ما يحمى منه الموضع، ويتوصل بعض القوام إلى أن يقرب النار من الخيط؛ فيعلق به وينتقل بين القناديل من واحد إلى واحد، ويشعل الكل، ويقدره من يشاهد ذلك أن النار قد نزلت من السماء، فاشتعلت تلك القناديل، فلما سمع الحاكم هذا الشرح استدعى بشر بن سور كاتب الإنشاء وأمره بأن يكتب كتابًا إلى والى الرملة، وإلى أحمد بن يعقوب الداعي؛ بقصد بيت المقدس، واستصحاب الأشراف والقضاة والشهود ووجوه البلد، وينزلان على بيت المقدس، وقصد بيعة قمامة وفتحها ونهبها. 
وقال المقريزى فى كتابه: اتعاظ الحنفاء بأخبار الأئمة الفاطميين الخلفاء فى الجزء الثانى فى أخبار الحاكم بأمر الله فى حوادث سنة ثمان وتسعين وثلثمائة: وفيها خرج النصارى من مصر إلى القدس لحضور الفصح بقمامة على عادتهم فى كل سنة بتجمل عظيم، كما يخرج المسلمون إلى الحج، فسأل الحاكم ختكين الضيف العضدى، أحد قواده عن ذلك لمعرفته بأمر قمامة، فقال: هذه بيعة تعظمها النصارى ويحج إليها من جميع البلاد، وتأتيها الملوك وتحمل إليها الأموال العظيمة والثياب والستور والفرش والقناديل والصلبان المصوغة من الذهب والفضة والأوانى من ذلك وبها من ذلك شيء عظيم‏.‏
فإذا كان يوم الفصح واجتمع النصارى بقمامة ونصبت الصلبان، وعلقت القناديل فى المذبح؛ تحايلوا فى إيصال النار إليه بدهن البيلسان، مع دهن الزئبق؛ فيحدث له ضياء ساطع، يظن من يراه أنها نار نزلت من السماء‏.‏
فأنكر الحاكم ذلك وتقدم إلى بشر بن سورين كاتب الإنشاء، فكتب إلى أحمد بن يعقوب الداعى: أن يقصد القدس ويهدم قمامة وينهبها الناس حتى يعفى أثرها، ففعل ذلك‏.‏ 
أمر بهدم ما فى أعمال مملكته من البيع والكنائس، فخوف أن تهدم النصارى ما فى بلادها من مساجد المسلمين فأمسك عن ذلك‏».
وقال الحافظ ابن كثير: وفيها‏،‏ أمر الحاكم بتخريب قُمامة وهى كنيسة النصارى ببيت المقدس، وأباح للعامة ما فيها من الأموال والأمتعة وغير ذلك، وكان سبب ذلك البهتان الذى يتعاطاه النصارى فى يوم الفصح من النار التى يحتالون بها، وهى التى يوهمون جهلتهم أنها نزلت من السماء، وإنما هى مصنوعة بدهن البلسان فى خيوط الإبريسم، والرقاع المدهونة بالكبريت وغيره، بالصنعة اللطيفة التى تروج على الطغام منهم والعوام، وهم إلى الآن يستعملونها فى ذلك المكان بعينه.