البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

رغم ارتفاع معدل الإنفاق العسكري.. مأساة سقوط الطائرات الجزائرية مستمرة

صورةأرشيفية
صورةأرشيفية

تعد الجزائر من أكثر دول شمال إفريقيا، إنفاقًا على شراء المعدات العسكرية، حيث تنفق سنويًا أكثر من 10 مليارات دولار على هذا القطاع.

ولعل أزمة إقليم الصحراء المغربية بين المملكة المغربية والصحراويين (البوليساريو) المدعومين من الجزائر، من أهم أسباب ارتفاع معدل الإنفاق العسكري في الجزائر التي تريد تصبح القوة الأهم في منطقة بلاد المغرب العربي، كذلك النمو المتزايد للجماعات الجهادية في منطقة الساحل والصحراء خاصة في مالي ودول الجوار الجزائري كليبيا وتونس عزز هذه الرغبة الشرائية والتي تنفق عليها الجزائر معظم ما تحصل عليه من صادرات الغاز الطبيعي. 

و لكن ورغم ذلك تتواتر حوادث الطائرات العسكرية بالجزائر نتيجة أخطاء فنية، فقد أعلنت وزارة الدفاع الجزائرية عن مقتل 12 عسكريًا، في حادث تحطم مروحية عسكرية مساء أمس الأحد، في منطقة رقان بولاية أدرار جنوبي الجزائر

وقال بيان لوزارة الدفاع الجزائرية، إن طائرة حوامة ناقلة للجند، من نوع "مي 171"، تحطمت عندما كانت تقوم بجولة استطلاعية في المنطقة، وأكد البيان أن 12 عسكريًا قتلوا في الحادث، فيما أصيب اثنين، ويجري التحري عن أسباب وملابسات تحطمها

وذكر البيان أن قائد أركان الجيش، الفريق قايد صالح، أمر بفتح تحقيق فوري في ظروف وملابسات الحادث، رغم أن البيان ذكر أن خللًا فنيًا يقف وراء حادث تحطم الطائرة. ووصل قائد عسكري رفيع إلى مكان الحادث للاطلاع على ظروف وملابسات تحطم الطائرة العسكرية 

وكانت الجزائر قد شهدت حوادث لطائرات عسكرية خلال السنتين الأخيرتين، ففي 13 أكتوبر 2014 أعلنت وزارة الدفاع الجزائرية سقوط طائرة عسكرية من نوع سوخوي، "سو-24"، خلال عملية تدريب في منطقة حاسي بحبح، في ولاية الجلفة، وخلف الحادث مقتل طاقم الطائرة المكون من قائد الطائرة وضابط ملاح.

وفي 11 نوفمبر 2014، تحطمت طائرة عسكرية جزائرية من نوع "ميغ 29"، خلال حصة تدريبية، ونجا الطيار الذي كان يقود الطائرة بعدما استعمل مظلة النجاة.

وفي شهر مارس الماضي سقطت طائرة عسكرية أخرى، في منطقة عين كرشة بولاية أم البواقي، ما أودى بحياة 102 شخص، أغلبهم من جنود الجيش، نجا منهم شخص واحد

وفي فبراير 2014 شهدت الجزائر حادث تحطم الطائرة العسكرية (هيركول سي 130) التابعة للقوات الجوية الجزائرية، والتي كانت قادمة من محافظة تمنراست (1700 كلم جنوبي العاصمة الجزائر) باتجاه مطار محافظة قسنطينة (500 كلم شرقي العاصمة الجزائر)، وتحطمت فوق جبل فرطاس بعين مليلة بمحافظة أم البواقي، والتي راح ضحيتها 77 راكبًا فيما نجا شخص واحد بأعجوبة.

وفي ديسمبر 2012 اصطدمت طائرتان عسكريتان في الجو قرب مدينة تلمسان شمال شرقي الجزائر أثناء قيامهما بطلعات تدريبية، مما أسفر عن مقتل قائدي الطائرتين

وفي 13 أغسطس 2006 تحطمت طائرة من طراز "لوكهيد إل-100 هيركيوليز"، بالقرب من مدينة "بياتشينزا" بإيطاليا، وتسبب هذا الحادث في مقتل طاقم الطائرة المكون من ثلاثة أفراد.

تكشف تقارير مختلفة أن الجزائر أنفقت في السنوات الأخيرة ثروات مهمة، من عائدات الغاز الطبيعي التي تتوفر على البلاد بكثرة، لأجل تحديث وتدعيم ترسانتها الحربية بما في ذلك طائرات الشحن ونقل الجنود

وحتى ورغم هذا الإنفاق المرتفع إلا إن مؤسسة "غلوبال فاير باور"، الأمريكية المتخصصة في الدراسات المتعلقة بالقوات المسلحة في مختلف أنحاء العالم، صنفت الجزائر هذا العام 2016 في المرتبة رقم 27 وهي مرتبة متدنية إذا ما قارنها بحجم الإنفاق العسكري المرتفع.

لكن خبراء عسكريون يرون أن تقرير المنظمة "سياسي" أكثر منه "موضوعي" يحتكم إلى معايير موضوعية وواضحة، فالغرب يعمل على أضعاف القوات العربية في مجملها العام، فالجزائر، مثلا، لا تشارك ووفق الدستور في أي عمليات عسكرية خارج البلاد وهو ما يؤثر على الكفاءة القتالية لعناصرها، ويرجح البعض هذه الحوادث إلى ضعف الصيانة كما أن الجزائر تنفق أموالا طائلة على شراء معدات عسكرية مستعملة.