البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

ذبح شركة "مصر بريك" الحكومية لصناعة الطوب.. مخاوف من تشريد 340 أسرة.. والإسكان تعيش دور "النوم في العسل"

ذبح شركة  مصر بريك
ذبح شركة " مصر بريك " الحكومية لصناعة الطوب

تفاقمت أزمة شركة مصر لإنتاج وبيع الطوب الطفلى ومواد البناء "مصر بريك"، على خلفية السياسات المتبعة لإدارة الشركة، التي قامت بتسريح "عمال اليومية" منذ 10 أيام، وإنهاء عقود 20 موظفًا، بالرغم من عدم انتهاء مدة عقود العمل، إضافة إلى قطع الكهرباء والمياه عن الشركة مطلع نوفمبر الجاري لعدم دفع الفواتير الباهظة، ما ترتب عليه وقف الإنتاج، وذلك بعد تراكم ديون الشركة، التي وصلت إلى 20 مليون جنيه لشركة الغاز، وللكهرباء 300 ألف جنيه، و60 ألف جنيه لشركة الحديد والصلب التي تمدها بالمياه، حيث بلغ مجمل الخسائر حتى يونيو الماضى أكثر من 26 مليون جنيه.
وكانت اللجنة النقابية بشركة «مصر بريك» قد تقدمت ببلاغ إلى هيئة الرقابة الإدارية، بتورط المهندس حسن عبدالمجيد حسن رئيس مجلس الإدارة في إهدار المال العام وتعريض الشركة للانهيار.
كما وجهت مذكرات إلى مجلس الوزراء ووزارة الإسكان لكشف العديد من مخالفات رئيس مجلس الإدارة، حيث اتهم أحمد شعبان نائب أمين صندوق اللجنة النقابية بالشركة رئيس مجلس الإدارة بتدمير 115 عربة أفران بعد شهرين من توليه المسئولية عقب تعيينه من جانب المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء السابق.


وأوضح شعبان، أن مجلس الإدارة أهدر مبالغ طائلة في صرف بدلات خاصة وحافز إضافي لجميع أفراد الإدارة، مما كان له الأثر السلبى على العمال في حين أن الشركة تمر بظروف صعبة، وذلك بالمخالفة للائحة الشركة، كما أنه منح شركة المقاولون العرب التي كان يعمل بها تخفيضًا على الطوب والنقل وهذا لم يحدث من قبل.
وأضاف أن رئيس مجلس الإدارة استغل منصبه في استخدام سيارات الشركة والمهندسين والفنيين بالشركة للعمل بالفيللا الخاصة به في مدينة الشروق في مواعيد العمل الرسمية وعمل مأموريات لهم وكذلك استخدام ثلاث سيارات ملاكى من سيارات الشركة لأغراض شخصية وصرف مبالغ مالية لإصلاحها وشراء قطع غيار وإصلاحها في ورش خاصة.
كما يقوم باستضافة وفود أجنبية بأحد الفنادق على حساب الشركة دون علم أحد ثم يدعى أنها وفود وخبراء لإصلاح منظومة الأفران، وإصدار قرارات من شأنها تضر بالشركة كالاعتماد على مورد واحد واستبعاد طفلة الشركة بقيمة 3 ملايين جنيه والسعى لشراء مصنع قنا بعد توليه مهامه بثلاثة شهور وإرسال لجنة للمعاينة وإصراره على تشكيل لجنة ثانية وصرف بدلات مبالغ فيها.


فيما قال إسلام محمود، رئيس الحسابات والمشتريات بالشركة: إن العمال والموظفين ليس لديهم أي مطالب فئوية هم فقط يريدون أن يعود العمل بالشركة من جديد لكي يحصلوا على رواتبهم، ولإنقاذ ما يمكن إنقاذه حتى لا تتعرض الشركة للانهيار الكلى، بعد أن توالت خسائرها في السنوات الخمس السابقة، بسبب سوء وتهالك ماكينات التشغيل بالشركة وعدم تفكير الإدارة في إيجاد حلول حقيقية للأحوال السيئة التي يعانى منها العمال، مشيرًا إلى أن العمال لم يكن أمامهم سوى الاستمرار في عملهم بلا توقف منذ بداية الأزمة، باعتباره الضمان الوحيد لعودة حقوقهم المسلوبة، إلا أنهم فوجئوا بإدارة الشركة توجه ضربة قوية لهم وتسعى إلى التضحية بمصائر هؤلاء العمال وأقوات أبنائهم وتشريدهم وتسريحهم بحجة أن الشركة تتكبد خسائر فادحة دون النظر لأحوال العمال السيئة في ظل غلاء المعيشة.
وأضاف إسلام، أن الأزمة تفاقمت نتيجة إهمال إدارات مجلس الإدارة المتعاقبة وليست حديثة العهد، حيث إن المكان الموجود من الثمانينات لم يتغير، وبالتالى تعثر الإنتاج، والمشكلة ليست في قلة الطلب على المنتج، بل بالعكس نحن حاليًا غير قادرين على الوفاء بالطلبيات، لتهالك المعدات التي تقلل من سير الإنتاج، لذا اضطرت الشركة لفك جميع الودائع لسداد المرتبات والالتزامات الرئيسية.
وكمحاولة للخروج من الأزمة تقدمت اللجنة النقابية للعاملين بمذكرة لوزير القوى العاملة بتاريخ 2015/11/7 طالبوا فيها بتحديث عاجل لضمان استمرارية الشركة حيث يكمن الحل في شراء خط إنتاج جديد وتطوير بعض الخطوط الإنتاجية الموجودة حاليًا، حيث واجهتهم معوقات لدى أملاك الدولة الخاصة بالجيزة في عملية بيع جزء من الأرض المملوكة للشركة، وطالبوا الوزارة بمخاطبة مجلس الوزراء بإقراض الشركة من بنك الإسكان والتعمير، ومعاونة الشركة بإمدادها ماليًا من صندوق المال العامل بوزارة الإسكان خاصة أن الوزارة مساهمة بالشركة بأكثر من 74% من رأس مالها، واستثناء الشركة لدى أملاك الدولة الخاصة بالجيزة في عملية بيع جزء من الأرض المملوكة للشركة لشراء خط إنتاج جديد، إلا أن ساكنا لم يتحرك وسط تخوف العاملين من التشرد إلى جانب توقف واحدة من كبرى شركات إنتاج الطوب الطفلي التابع للدولة بسبب الإهمال.

فيما يذكر أن شركة مصر لإنتاج وبيع الطوب الطفلى ومواد البناء «مصر بريك»، أحد أعرق الشركات في تصنيع الطوب الطفلى (الأحمر) ومواد البناء؛ التي تأسست كشركة مساهمة مصرية سنة 1981، تمتلك وزارة التعمير 74٪ من رأسمالها، والمقاولات والبنوك 26٪، ومساحة الأرض الكلية 110 فدانًا "مساحة كبيرة منها غير مستغلّة"، ورأسمالها 25 مليون جنيه، ويبلغ عدد العاملين بها 340 موظفًا وعاملًا.