البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

"سفيرة التصميم المصري" التى فقدتها وزارة البحث العلمى

داليا السعدني في حوارها لـ"البوابة": الإسكندرية تغرق بالكامل خلال 50 عامًا

داليا السعدني في
داليا السعدني في حوارها لـ"البوابة"

المشهد السياسي يشبه «الزار».. ولدينا كيان رئاسى قوي
السلفيون ما بيدوش فرصة للناس تنسى مواقفهم السابقة
تقاعس الدولة عن حماية تاريخها وثقافتها «كارثة».. والغرب لا يرى لمصر أي وجود على ساحة «التاريخ الهندسى المعاصر»

«إسكندرية تحولت إلى مسخ، وكل حاجة فيها تحزن».. هكذا عبرت المهندسة داليا السعدنى، في حديثها لـ«البوابة» عن حزنها الشديد للحال الذي آلت إليه الإسكندرية ثقافيا وتاريخيا ومعماريا، ورغم ذلك فهى «مطمئنة» أننا لسنا في مهب الريح، لأننا نملك كيانا رئاسيا قويا، لكنه يواجه عقبات كثيرة.. «السعدنى» التي استطاعت طرح اسمها بقوة بين أكبر المصممين العالميين، وتقلدت منصب أهم مؤسسة دولية معنية بالتصميم والإبداع المعمارى، تعتبر أن كل المشكلات التي تواجه مصر، نابعة من الإهمال المتراكم لسنوات طويلة، وعدم مكاشفة الناس بحقيقة ما يحدث في البلد، فضلا عن أنه لا توجد قنوات اتصال بين الشارع والحكومة.
■ في تصورك.. مدينة بحجم الإسكندرية بقوتها السياحية وعراقتها التاريخية، كيف تغرق في «شبر مية»؟
- ما حدث في الإسكندرية هو تراكم لسنوات من الإهمال، وليس خطأ فرديا لشخص اقترفه الآن، المدينة تغرق كل عام دون عمل التدابير والاستعداد لذلك، «مع أنهم عارفين أن كل سنة المطر بيزيد أكتر». و٨٠٪ من مشكلات الإسكندرية هندسية، تبدأ من الطبيعة الجغرافية والمناخية لمصر التي تغيرت، فقد أصبحنا الآن في نطاق الزلازل، هذا إضافة إلى وجود المبانى الشاهقة التي تم بناؤها دون ترخيص، والغش في مواد بنائها، فجزء كبير من العمارات تم بناؤه على ما يسمى «ردم الملاحات»، ما يحول التربة لما يشبه الإسفنجة مثل منطقة سموحة، مما يتسبب في حدوث هبوط في الأرض، لذلك فإن هذه المناطق في حاجة إلى معالجة هندسية وإنشائية قبل البناء عليها، فضلا عن أن هذه العمارات شوهت الطراز الحضارى والمعمارى، وطمست هويتها الثقافية، للأسف «إسكندرية تحولت إلى مسخ وبقيت مقززة، وكل حاجة فيها تحزن».
المبانى الأثرية التي تهدم الآن، ليبنى مكانها عمارات تهدد مستقبل التراث السكندرى، خاصة أنها من أكثر المدن التي تأثرت ثقافتها بالغرب، والطراز الذي بنيت عليه متأثر بحضارات الشعوب اليونانية والإغريقية، مثلما حدث مع فيلا شيكوريل، وهنا السؤال يطرح نفسه، أين دور الدولة في حماية الآثار، ولو الدولة لن تحمى تاريخنا، يبقى نلغى وزارة الآثار ونهد المبانى الأثرية، ويبقى مفيش داعى للتحايل مدام المسألة وصلت إلى أن تاريخنا مش مهم».
فأخطر مشكلة تواجه المدينة، رغم أن آثارها تحدث على المدى البعيد، هي «نحر البحر»، فالعوامل الجيولوجية والجغرافيا في البحر المتوسط، تتحرك من خلال تيارات تجعل الماء يقترب من مدن ويبعد عن أخرى على مدى سنوات طويلة، فمنذ خمسين عاما تقريبا كان البحر على بعد ١٥٠ مترا، حتى تلاشت المسافة الآن، فاضطروا لوضع المصدات الخرسانية «كواسر الأمواج»، لكنها أيضا ليست إلا حلا مؤقتا، يبطئ حركة البحر.. تجاهل هذه المشكلة سيؤدى إلى كارثة مرعبة خلال الخمسين عاما القادمة، وهى غرق الإسكندرية، فمن مدة حدث هبوط في الكورنيش.
■ هناك اتهامات للحكومة والرئاسة، بأنها تقاعست في حماية الإسكندريين ولم تقدم لهم الدعم الكافى.. ما رأيك؟
- زيارة الرئيس للمنطقة تحمل معنى له وجهان، إيجابى وسلبى، الأول: أن يتفقد الأمر بنفسه ويعطى تعليماته للتحرك بصرف تكدس ماء المطر والفيضانات، أما الثانى: فهو سؤال استنكارى «هو إحنا محتاجين الريس ينزل بنفسه يتابع كل حاجة؟»، من المفترض أن يقوم كل مسئول في الدولة بدوره، وألا ننتظر حتى تحدث كوارث و«بعدين نيجى نلطم»، المشاكل التي تعانى منها الدولة معروفة من سنوات.
■ قيل إن الصرف تعطل عن عمد، وإن البالوعات تم إغراقها بالأسمنت.. ما صحة ذلك؟
- «السنة إللى فاتت إسكندرية برده غرقت، محدش ليه قال إن البلاعات اتسدت!» فهذا ليس إلا نظرية المؤامرة التي نلقى عليها «خيبتنا»، المختلف عن العام الماضى هو أن الأزمة تفاقمت أكثر، ذلك أدى إلى وقوع حالات وفاة، وسأحاول أن أكون حسنة الظن بأن ما حدث هو إهمال بسبب عدم وجود ميزانية تكفى علاج مشكلة كبيرة كالصرف، لأن ذلك يستدعى هدَّ الشوارع وإعادة البنية التحتية لها، وتتم دراسة كفاءتها وفقا للتعداد السكانى والطاقة المرورية، اللذين يزيدان على استيعاب المرافق الخدمية.


■ في تصريحات سابقة لكِ، قلتِ إن الإسكندرية لا يصلح أن يتولى إدارتها مسئول له خلفية عسكرية، بل يجب أن يكون مهندسا.. لماذا؟
- «أنا معنديش اعتراض على أن المحافظ يكون من الجيش أو الشرطة»، لكن دائما ما يكون أي مسئول من المنظومة العسكرية يتبع نظاما معينا، ويحزننى أن الأمور في البلد «ما بتخلصش إلا بإيد راجل عسكري»، لكن ما قلته أن ينحصر دور المحافظ في الإطار الإدارى، ويكون هناك لجنة استشارية مؤلفة من مجموعة من أساتذة كلية الهندسة بالإسكندرية، وهم قامات كبيرة ومعروفون على المستويين العربى والدولى في مجال المعمار، فهم الوحيدون القادرون على تقديم كل المعلومات المحيطة بمشكلات الإسكندرية، التي هي بالأساس مشكلات هندسية، ويقومون بعمل خطة لإعادة إحياء المدينة، ويقدمون حلولا جذرية لا مؤقتة، لأنه للأسف أي مشكلة تواجهنا تكون حلولها لحظية «عشان المركب تعدى وخلاص»، لكن ذلك يؤدى لتفاهقمها أكثر، وليس على الدولة إلا أن تستعين بهم فقط، و«تفتح أدراجها وتطلع الدراسات والأبحاث في هذا المجال»، من ثم يأتى دور المحافظ إداريا أيا كانت خلفيته المهنية.
■ كيف يمكن إعادة إحياء الإسكندرية ثقافيا ومعماريا؟
- من خلال نشر الوعي.. المصريون منذ فترة طويلة لا يجدون من يثقفهم، أو يشعرهم بالانتماء للبلد، للأسف نحن لدينا إهدار للنفس البشرية وللشخصية المصرية في كل المجالات، ماعندناش إحساس بأهمية البشر أو الحجر»، لابد أن تكون هناك لغة للحوار بين النخبة والناس، والتركيز على مشكلات الشارع، فـ«الزبال أهم عندى من أي حد من النخبة»، ويجب على الحكومة أن تفتح قنوات اتصال مع المواطنين، تسمع مشاكلهم، وتحدث مكاشفة بينهما بحقيقة الوضع في البلد.
■ الحكومة تتبنى مشروعات إحلال لمناطق كثيرة للقضاء على العشوائيات، لكن المشكلة تتفاقم برفض السكان الرحيل لكون تلك المناطق غير مناسبة لظروفهم الحياتية.. ما الحل من وجهة نظرك؟
- الهدف من علاج مشكلات العشوائيات صحيح جدا، مثل منطقة ماسبيرو، لكن طريقة العلاج خاطئة، فمعظم سكان المناطق العشوائية أو القبور، يعملون في مهن خدمية مثل الباعة الجائلين، فعندما تقرر الحكومة بأن تنقل السكان من أماكنهم تحدث مشكلة كبيرة، لأن مصدر رزقهم مرتبط بالأماكن التي يعيشون فيها، هم يشتغلون بجمع القمامة في المنطقة، لذلك يرفضون ترك المكان.
الحكومة لم تراع الظروف الاجتماعية والحياتية لطبيعة سكان العشوائيات، فتختار أماكن بعيدة جدا عن «لقمة عيشهم»، فضلا عن المناطق التي ينتقلون إليها، لا تمكنهم من العمل بها، و«دا اللى بيرجعهم تاني»، فتنتهى المسألة بإهدار للمال العام، بعد صرف ملايين على عملية الإحلال، التي تنتهى إلى لا شيء.


■ في تصورك.. لماذا لم نلمس حتى الآن أي تأثير إيجابى على الحالة الاقتصادية بعد مرور ٥ أشهر على المؤتمر الاقتصادي؟
- المؤتمر الاقتصادى، خرج وبه عوار كبير في قانون الاستثمار، بحيث لم يدرس كما يجب، ولم يحل المشكلات التي يعانى منها المستثمرون، بعدم تقديم أي تسهيلات لهم بأنهم يفتحون شركات أو يضخون أموالا، هذا غير الروتين الحكومى القاتل، «يعنى المستثمر لازم يعدى على ٧٠ موافقة عشان يقدر يعمل أي مشروع، في حين أن في دبى الورق بيخلص في ٣ أيام!»، هذا غير الجدل على ملكية الأرض وحق الانتفاع، وحتى الآن لم نصل لحل، و«دا بيطفش المستثمرين».
■ كان لديك تحفظات على مشروع العاصمة الجديدة من حيث الموقع وطبيعة التصميم.. لماذا؟
- فكرة المشروع ممتازة، والقاهرة الآن أصبحت «مخنوقة» لأقصى درجة، ففكرة أن يكون هناك منفذ يمكن من خلاله عمل إحلال ونقل لتعمير مدينة جديدة، تتم دراستها جيدا، ومهيأة للامتداد المستقبلى، كل ذلك عظيم، لكن عندما يتم اختيار موقع هو أصلا ضمن النطاق الطبيعى للقاهرة!، «يبقى أنا معملتش حاجة»، لأن بطبيعة الحال بعد ١٠ سنوات، سيصلها الزحف العمرانى والخدمات والمرافق العامة، دون أن أكلف الدولة مشاريع ضخمة يتم صرف الملايين عليها.
لا أعتقد ألا يكون هذا المشروع مر دون دراسته بشكل جيد، أو «أن فيه حاجة إحنا مش فاهمينها، اشمعنى الموقع دا»، لماذا لا يكون التوسع ناحية الشرق، خاصة أن مكانه إستراتيجيا يمثل خطورة من الناحية الأمنية، لوجوده ضمن نطاق مدن القناة، وقربه مع الحدود، ففى التخطيط العمرانى يكون من الطبيعى أن تبعد ٢٥٠ كم عن العاصمة، لكى تعتبر مدينة جديدة، «لكن إنهم يختاران هذا المكان، وهذا الوقت اللى المنطقة دى فيها مشاكل، ففيه هدف مش معلن»، وللأسف لدينا غياب تام في المعلومات والحقائق عن أي شيء في البلد، وقد يكون سبب اختيار الموقع لرؤية أخرى لكنها غير معروفة، ولذلك إذا كان هناك توجه عام لدى الدولة فيجب أن يعمله الناس حتى لا يخرج أي شخص بانتقاد.
لكن التحفظ الذي يعنينى ويؤرقنى هو التصميم، فـ«الماكيت» الهندسى لا يتناسب مع طبيعة مصر لا ثقافيا ولا فنيا ولا معماريا، «إحنا مش الإمارات»، مصر لديها هوية وشخصية خاصة في البناء والمعمار، خاصة وأنهم يعتمدون على استيراد المعمار، فدائما ما تكون تصميماتهم مبهرة وتميل للطابع الأوربي لجذب السياحة، «لكن إحنا مش محتاجين نعمل كده» وهذا لا يتناسب مع مصر للطبيعة المناخية، كما أن الأبراج الزجاجية لا تناسب مصر، لأن الصيف طويل، ولا يوجد لدينا ميزانية ولا طاقة كهربائية تتحمل تشغيل الأبراج بأجهزة التكييف والإضاءة، ما يعنى تكلفة باهظة جدا، «إحنا بنحاول نوفر طاقة، بأننا ندور على طاقة بديلة، فكيف نعانى من أزمة، وننفذ حلول معمارية تستهلك طاقة».
■ طالما أن هذا يستهلك طاقة بشرية ومادية كبيرة، لماذا لا يتم تسخير هذه الإمكانات في تطوير العشوائيات، بدلا من إنشاء مدن جديدة؟
- لدينا تكدس سكانى كبير يجب حله، ولا بديل عن إنشاء مدن جديدة، لكن بصورة تناسب هويتنا وتتوافق مع إمكاناتنا المادية والبشرية والاجتماعية، كما أن هناك حلولا في التوسع أفقيا ناحية الشرق، ونعيد رسم خريطة مصر، وتقسيمها واستغلال المناطق غير المأهولة، خاصة أن التركز على مساحة ٧٪ فقط من مساحة مصر، لدينا مسطحات مهولة مثل الوادى الجديد، لماذا لا يعاد تقسيمها وتعميرها، ويتم الابتعاد عن المحافظات الرئيسية، وتُخلَّق أخرى نوعية، من خلال تطويع إمكاناتها وفقا لما تشتهر به، مثل سيناء التي تشتهر بوجود الأعشاب الدوائية، لماذا لا يتم إنشاء مصنع لتصنيع الأدوية وتشغيل سكان المنطقة وتوطين سيناء، وبذلك نتخلص من الإرهاب هناك، ما يؤدى في النهاية إلى احتواء أهل سيناء، الواحات الداخلة والخارجة لماذا لا تتحول لمنطقة سياحة علاجية وعليه يتم إنشاء مدينة كاملة، ويتم إنشاء مرافق يعمل بها سكان المنطقة والتسهيل على المستثمرين لعمل مشروعات في المنطقة بعدم دفع ضرائب «مش لازم نكون فهلويين، ونتصور أننا نقدر نضحك على المستثمر، لأنه مش ممكن يضحك عليه»، إضافة إلى أنه كان من الممكن ألا توجد عاصمة إدارية أخرى، من خلال عدم مركزية الحكومة، بمعنى «إن اللى في الصعيد مش محتاج ينزل القاهرة عشان يخلص ورقه»، من خلال عمل فروع لكل الوزارات في كل المحافظات، فمركزية العاصمة جعل هناك ازدحاما شديدا على المرافق والمرور «إحنا خلاص هننفجر، ومش عارفة إحنا بعد ١٠ سنين هنمشى في الشارع إزاي!».


■ مشروع «وجه مصر» المعنى بتطوير ميادين مصر، لتعكس الطراز الأوربي الحديث.. في رأيك كيف يتم تفعيل مثل هذا المشروع في انحدار الثقافة وتشويه منشآت الدولة؟
- من خلال اتباع مبدأ الترغيب والترهيب، فإذا كانت هناك منظومة للعقاب، سنستطيع تفعيل مشاريع على أعلى طراز هندسى يمكن تخيله، فإلى جوار نشر الوعى، تجب محاسبة من يخطئ بالحبس أو بدفع غرامات لكل من يسىء استخدام المرافق العامة، وأول حل يساعد في الحفاظ على هو وضع كاميرات في الشوارع، فليس من المعقول أن تتكلف الدولة ملايين في التطوير، وتترك خدماتها هكذا بدون رقابة «إزاى الحكومة ما يبقاش قلبها على إللى بتصرف عليه؟»
■ باعتبار أنك رئيس المؤسسة الدولية للتصميم بإيطاليا، في رأيك كيف يرى الغرب الثقافة المعمارية المصرية؟
- نحن بالنسبة لهم «غير مرئيين»، كل ما يعرفونه عنا هو الأهرامات والمعابد الفرعونية وآثار إسلامية، لكن غائب لديهم بشكل تام ما يخص العمارة الحديثة، إضافة إلى أنهم لا يرون أننا لا نستثمر عقول المبدعين.
■ تم ترشيحك لحقيبة وزارة البحث العلمي.. في تصورك ما معوقات البحث العلمى في مصر، وماذا ستقدمين له؟
- البحث العلمى من أقوى مقومات النهوض بالبلد، ومشكلته عدم وجود توجه صريح عن ماهية البحث، وللأسف هناك آلاف من الدراسات والأبحاث، حبيسة أدراج البحث العلم، «زى ما يكون إحنا متسلطين على نفسنا، مين ياخد الأبحاث دى ويوديها لهيئة التصنيع ولا لوزارة الاستثمار ولا لوزارة الصحة.... إلخ، طبعا مفيش».
سأبحث في كل الجامعات عن العقول في كل المجالات، وسأنشئ مكتبا لـ«فلترة» الشباب والكوادر في كل تخصص، من ثم تهيئة الوسائل والأماكن والمعامل والأجواء التي تساعدهم على الإبداع و«ما يعملوش أي حاجة في حياتهم غير إنهم يفكروا بس».. لو تم استثمار عقول شباب مصر، سيتم توفير كل شيء نستورده من الخارج، وننتج كل شيء، وذلك لا يعنى وقف عملية الاستيراد والتصدير.
■ اعترض السلفيون عندما ترشح اسمك في وزارة بحجة أنك متحررة.. والآن يترشح على قوائمهم الانتخابية سيدات لا يرتدين الحجاب بل من الأقباط.. كيف تفسرين هذا التناقض؟
- بعد أن رحل الإخوان، أصبحت الساحة خاوية أمام السلفيين، الذين يركبون الموجة لأى وقت وبأى حال طبقا لأهدافهم، ومشكلتهم أن تغيرهم سريع جدا، «ما بيدوش فرصة للناس تنسى مواقفهم السابقة كانت إيه، عشان يتبنوا مواقف جديدة»، كانوا في وقت من الأوقات يريدون هدم الأهرامات حتى لا يعبدها الناس، لا يجوز بعدها بشهرين يخرجوا بدعوات لتنشيط السياحة، إضافة إلى أنهم يرفضون عمل المرأة ويرونه خروجا على الإسلام، في حين أنهم يختارون على قوائمهم سيدات غير محجبات بل وقبطيات بل وكافرات من وجهة نظرهم، و«الواحد مش عارف هيحاسبهم على تصريحاتهم اللى من ٦ شهور، ولا اللى من شهرين، ولا اللى من امبارح!»، وليس لدى مشكلة في أنهم يكونوا ضمن النسيج الوطنى، لكن «يجب أن أعرف هم عاوزين إيه بالضبط؟».
■ كيف ترين المشهد السياسي الحالي؟
- يشبه «الزار»، الناس تدور في حلقات و«محدش فاهم حاجة»، هناك حالة من الارتباك وفى ذات الوقت، لدينا كيان رئاسى قوى، و«دا معناه إننا مش في مهب الريح».
■ إذا كانت الرئاسة قوية، لماذا لا ينعكس ذلك على الشارع المتأجج بالمشكلات داخليا وخارجيا؟
- انعكاس ذلك لن يتم بين ليلة وضحاها، والمشاكل المتفاقمة ما هي إلا تراكمات لسنوات طويلة من الأخطاء والفساد وغياب الرؤية والاستبداد بالرأى، وعند حلها لابد أن تظهر مشاكل أخرى أكبر، لذلك الصورة تظهر أسوأ، بمعنى أن المشكلات التي تعانى منها الإسكندرية، موجودة من سنوات، لكن تسليط الضوء عليها الآن جعل الأزمة تكبر، ولا يجب أن يخفى على الناس أننا نعانى من حرب جديدة يقودها المرفوضون على الساحة، فيعاقبون الشعب بأكمله على الحال التي وصلوا لها، وأصبحت مصر تحارب داخليا وخارجيا.

C.V
■ تخرجت في هندسة الإسكندرية واستكملت دراستها في إيطاليا.
■ حققت ثلاث جوائز عالمية في سنة واحدة بمجال التصميم الإبداعي.
■ دخلت قائمة أشهر ١٠٠ مهندس معماري حول العالم، في مجالي العمارة والتصميم، حيث احتلت المركز الـ٧٢.
■ ترشحت لمنصب وزيره البحث العلمي.
أبحث في كل الجامعات عن العقول في كل المجالات، وسأنشئ مكتبا لـ«فلترة» الشباب والكوادر في كل تخصص