البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

لماذا يتغافل "النمنم" عن استغلال النشر في تمويل الإرهاب؟

الكاتب الصحفي حلمي
الكاتب الصحفي حلمي النمنم وزير الثقافة

سبق أن عددنا في مقالنا السابق تفاصيل اختراق التنظيم الدولى للإخوان لصناعة النشر، وكيف يستغلها كغطاء تمويلى لعملياته الإرهابية الموجهة ضد مصر تحديدًا.. وكذا أوضحنا أهمية الصناعة بشكل عام وخطورة العبث فيها وما يجرى من سيطرة إخوانية على مفاصلها واتحاد ناشريها، وتأثير ذلك كله سلبًا على الأمن القومى المصرى.. قدمنا ملفًا متكاملًا تصورناه الأهم والأخطر على مكتب وزير الثقافة «حلمى النمنم» وأن يتصدر أولوياته ومهامه!
الوزارة تمنح المجلس الإخوانى «قبلة الحياة».. بدلًا من حله حفاظا على الأمن القومى
أما وأن الوزير لم يحرك ساكنًا أو يتفاعل مع خطورة الملف فهذه مصيبة، وكأنه يسير عكس اتجاه سير الدولة ليحقق رصيدًا أكبر من المصائب وخيبة الأمل والفشل في الإدارة.. الأمر جد خطير.. «النمنم» ليس مقدرًا حجم الخطورة.. صناعة النشر هي «مطبخ» و«عصب» الصحافة والفكر والطباعة وحتى الكتاب المدرسى وهى أبعاد لم يدركها الوزير حتى الآن.
الخطايا
بدلًا من خطوة في الاتجاه الصحيح.. هرول «النمنم» إلى سكة «اللى يروح ميرجعش» وبدلًا من أن يأخذ بمناشدتنا ونصيحتنا بحل اتحادى الناشرين المصريين والعرب وتحريرهما من الاحتلال الإخوانى فوجئنا به يصدر قرارين بتعيين الدكتور «هيثم الحاج على» - رئيس مجلس إدارة الهيئة المصرية للكتاب - عضوًا في مجلس إدارة اتحاد الناشرين المصريين، وأيضا تعيين الدكتور «شريف شاهين» - رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية - رئيسًا للجنة التأديب باتحاد الناشرين التي تتلخص مهمتها في التنكيل بالناشرين المعتدلين الرافضين للتجاوزات الإخوانية!!.
وفى الطريق ذاته أعاد د. أنور مغيث لمنصبه كرئيس للمجلس القومى للترجمة، وهو نفسه الذي سبق أن تم استبعاده من منصبه لمسئوليته عن الواقعة الشهيرة الخاصة بالكتاب الذي حمل في صفحاته الإساءة للقوات المسلحة، حتى إن بيان وزارة الثقافة نفسه هو من حمله مسئولية تلك الخطيئة!!.
نعلم أن تعيين «الحاج على وشاهين » مجرد مقتضيات وظيفية، لكن إقدام الوزير على تلك الخطوة يدعم بشكل أو بآخر النزعة التطرفية المسيطرة على اتحادى الناشرين المصريين والعرب، وبدا وكأن «النمنم» بدلًا من أن ينزع عن الاتحادين ورقة التوت التي تسترهما، أعطى لهما قبلة الحياة بتعيين اثنين من رؤساء هيئاته بهما، ما شجع التنظيم الدولى عبر أذرعه في كلا الاتحادين للتحرك خطوات للأمام وأن يتخذوا قرارًا بعقد جمعية عمومية واجتماع سنوى لاتحاد الناشرين العرب الذي يترأسه الإخوانى «عاصم شلبى» - والد سندس شلبى المحكوم عليها بالإعدام في قضية التخابر الكبرى - وذلك في دولة الإمارات يوم ٢ نوفمبر المقبل بمشاركة الناشرين الإخوان من كل الدول العربية وفيه سوف تتحدد بنسبة كبيرة القائمة التي سوف تخوض الانتخابات مع «شلبى» وسوف تحسم بصورة نهائية في معرض بيروت في ديسمبر المقبل!.
المؤتمر المزمع سيشهد حفلًا لتكريم الناشر «إبراهيم المعلم» صاحب دار الشروق، وفيه سيتم عرض فيلم عن إنجازاته التي من ضمنها ملكيته لجريدة الشروق، التي وصفوها أنها صوت المعارضة الحقيقى للنظام المصرى بما تضمه من كتاب يتبنون أفكارًا ضد الدولة الوطنية المصرية ومن ضمن الحاضرين الناشر الإخوانى التونسى «محمد المعالج» - عضو حزب النهضة - والذي سيلقى كلمة احتفائية بإبراهيم المعلم وكفاح والده الإخوانى في صناعة النشر وورث عنه نجله عصا التتابع في النشر والسياسة!.
من المهم هنا أن نلفت الانتباه إلى أن «عادل المعلم» - شقيق إبراهيم المعلم - يمتلك دار نشر الشروق الجديدة والتي تنتشر فروعها في دول شرق آسيا، والمعروف عنه علاقاته بدولة إيران ويؤمن بتوجهاتها وربما هذا يفسر أن تفتح جريدة الشروق التي يمتلكانها صفحاتها للكاتب «فهمى هويدى» المعروف أيضا بتوجهاته الإيرانية!.
الصورة لا تكذب
اليوم نزيد «النمنم» قصيدة كاملة وليس بيتا واحدا من الشعر، وفيها صور لرئيس اتحاد الناشرين المصريين «عادل المصرى» والأمين العام المساعد لاتحاد الناشرين العرب ويرافقه «سعيد عبده» رئيس مجلس إدارة مؤسسة دار المعارف ومعهما محمد حامد راضى، عضو اتحاد الناشرين الأفارقة وهم يحملون الأسلحة الآلية في أحد معسكرات كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس الإرهابية.. بالطبع هي زيارة لا تتم إلا لأهل الثقة!
وصورة أخرى تجمع معظم أعضاء حركة حماس ومعهم نفس المجموعة السابقة، علاوة على إبراهيم اليازجى عضو حركة حماس وعضو اتحاد الناشرين العرب ومعه مسعد شعير صاحب دار يقين والهارب في قطر وهو في الوقت نفسه شقيق زوجة الإعلامي الإخوانى بقناة الجزيرة «أحمد منصور»!
وثالثة يقف فيها القيادى الحمساوى «محمود الزهار» ويحيط به الإرهابى «عاصم شلبى» وسعيد عبده رئيس مجلس إدارة دار المعارف ومحمد حامد راضى!!
الصور دليل دامغ «زى عين الشمس» لا يقبل تأويلًا ولا يحتمل تأجيلا لقرار منتظر من وزير الثقافة بما يكفله له القانون لاتخاذ قرار بحل مجلس إدارة اتحادى الناشرين المصريين والعرب حيث إن انتخابات اتحاد الناشرين العرب مزمع عقدها في يناير المقبل، ويسعى الناشرون الإخوان لإعداد عدتهم من اللحظة لخوضها بقائمتهم، فلا بد من التدخل لتنقية الجداول وحرمانهم من كتلتهم التصويتية التي يجهزونها!
أضف إلى ذلك مما يزيد من خطورة تقاعس «النمنم» أن دور النشر الكبرى في مصر تتلقى معونات من هيئة المعونة الأمريكية سنويا بهدف توجيه بوصلتها حسب توجهات العم سام، كما أن مفوضية الاتحاد الأوربي تسعى حاليًا لإنشاء شبكة توزيع كبرى في الشرق الأوسط بهدف دعمها وتوسيع نشاطها، خصوصًا أن تيار الإخوان مسيطر عليها، وبالتالى تصبح أداة للقوة الناعمة في أيدى الأوروبيين والأمريكان لتحقيق مصالحهم في المنطقة وبلدانها!
الفرصة الأخيرة
وزارة الثقافة قوة ضاربة لو تعلمون، وتمتلك بين جنباتها هيئات وكوادر وإمكانيات تمكن الوزير - أي وزير - إذا أراد أن يقف في وجه الفكر الإخوانى بشكل خاص والمتطرف بشكل عام في تقديم وجبة فكرية تنويرية، بشرط حسن استخدام الإمكانات المتاحة، حيث تمتلك مطابع الهيئة العامة للكتاب ومطابع قصور الثقافة وأخرى تابعة للمجلس الأعلى للثقافة ومع هذا غاب الدور التعبوى لوزارة الثقافة واستغلال تلك المطابع في ملء الفراغ الثقافى وصناعة وصيانة العقل والشخصية المصرية.. فقط الأمر يحتاج إلى إرادة!
القدر منح «النمنم» الفرصة الكاملة لأن يترك بصمته على وزارة الثقافة حين تم اختياره في هذا التوقيت لهذا المنصب.. لم تزل الفرصة سانحة أن يهبط من مدىات صراعاته الفضائية في وسائل الإعلام وأن يهبط على الأرض ليخوض معارك حقيقية ضد الفكر المتطرف والإرهابى وأن يتحمل مسئوليته أمام الله والوطن والتاريخ لإنجاز مهمته المقدسة بدلا من التلاسن والتراشق الإعلامي!