البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

بين "الفركشة" والانطلاقة الجديدة

هوس: احنا مش "المغنى خانة" واسمعونا "هتحسوا بالفرق"

الحوار من صفحة الأندرجرواند
الحوار من صفحة الأندرجرواند الأسبوعية بجريدة البوابة

"الشمس مكسوفة عريسها جاي، قمر مدور في السما طالع، خرج لأبوها، راح ومش راجع، بينه وبينها حب مالو زي".. من منا لم يدمن هذه الكلمات، وعاش في أجواء حالتها الرومانسية، وأعادها مرارًا على الساوند كلاود، من منا لم يعشق كلمات "شط نيل وبنت سمرا وأصل فصل المدرسة، بيني وبينك كل قرش حشيش وحبة هلوسة"، ببساطة هي حالة "هوس" لا توصف بكلمات تعبيرية فيكفي أن تستمع لتلك الأغاني، لتدرك عشقك المتناهي للمغنى خانة.

بين الشمس مكسوفة وحرف جر وصولا لـ بحاول، وغيرها من الأغنيات التي حفرت اسم المغنى خانة في قلوب قاعدته الجماهيرية الموسعة، لتتوج نجاح مشواره الفني الذي بدأ منذ حوالي عقد من الزمن، ليصعد سلم النجاح تدريجيًا بداية من أولى حفلاته الرسمية منذ خمس سنوات، حتى تفرد بمحتواه الموسيقي ذو الطابع الفلكلوري، وكانت تفصله خطوات قليلة على إطلاق أول ألبوماته، حتى شاءت الأقدار أن يتوقف الحلم، بـ"الفركشة"، وانتهاء مشوار الباند، بقرار مجمع بين أعضائه، وتنفجر ماسورة المفاجأة لكل عشاقه من الجماهير، ممن اندهشوا من تفكك المغنى خانة في "عز نجاحه".


"خلافات في الرؤى الفنية، ومقدرناش نحلها، ومكنش ينفع نكمل بيها"، هكذا لخص محمود ماهر الخطيب، فوكال الباند، سبب انتهاء مشوار "المغنى"، بوصول أعضائه لـ "خانة" سد في الاتفاق حول المحتوى المقدم، والرؤى المستقبلية للمزيكا، بدون الدخول في التفاصيل، ليتم "الخصام" بشكل ودي، بانفصال 6 أعضاء رئيسيين من الباند، هشام أنس عازف العود، ومروان فوزي بالأكورديون، والكيبورديست أمير رسمي، ومدير أعمالهم أحمد يحيي، وحتى شاعر الفرقة نورالدين جمال، بجانب الخطيب، لتنتهى مرحلة، وتخلق بداية جديدة لمرحلة فنية مختلفة، بوضعهم حجر الأساس لمشروع موسيقي مغاير تمامًا، وأكثر تطورًا في الأداء والمحتوى، تحت مسمى "هوس"، بصحبة الموسيقيين، الليد جيتاريست المعتز بالله موسي. والبيز جيتاريست محمود والي، والبركشن بودة أبو اليزيد، والدرامر جيسي.


الباند الجديد الذي بدأ "الخطيب" برفقة زملائه العمل عليه منذ أكثر من سنة، ودخلوا في "قوقعة" خلق محتواه الموسيقي وبياناته اللحنية والغنائية، واستمرت البروفات عدة أشهر، بدون أن يستقروا على اسم معين، وصولًا لتسجيلهم "ميني ألبوم"، حتى حدثت المفاجأة السعيدة والمدهشة في نفس الوقت، بإطلاقهم منذ أيام أول أغنياتهم "العقد رابطه" تحت اسم "هوس"، والذي يعبر بشكل تفصيلي وملخص عن "الولع" الذي تشاركه الجميع بالمزيكا، يقول "دورنا كتير عالاسم، لغاية موصلنا لكلمة هوس، اللي بتعبر فعلا عن هوسنا بمشروعنا والمزيكا بشكل عام، وده كان العامل المشترك بينا، إيماننا وحبنا للي بنعمله".


المتابع جيدًا لحفلات المغنى خانة، ستبدو له كلمات "العقد رابطه حوالين رقابته، لالوبا نوبي، ساعات تكفي تحضن في كفي، تمحي ذنوبي"، مألوفة ولكن جرب أن تسمعها على طريقة "هوس" ستتفاجأ، وستجد نفسك تلقائيًا تقول في سرك "إيه الحلاوة دي"، و" ياااه عالمزيكا"، فهوس يعتمد على أسلوب مختلف تمامًا في التوزيع الموسيقي، وستايل جديد، بعيد كل البعد عن المعتاد في "المغني"، فستجد روعة "الإلكتريك جيتار"، والإيقاعات الأعلى والأكثر "جروفي"، ليتمكنوا بشكل أو بآخر من خلق حالة جديدة لم تكن مألوفة، وهو ما سيجعلك بكل تأكيد تعيد سماع الخمس دقائق من عمر الأغنية، وخاصة في "حتة" الصولو ميوزيك بعد دقيقة ونصف من تشغليها، لتجد مزيج بين إبداع العود والدرامز، مع شغف الروك.


نظرًا لعشق الجمهور للمغنى خانة، كان من الطبيعي أن تتم مقارنته بأغنيات الباند السابقة، ليجد بعض التشابه في الأداء أو الموسيقى بشكل عام،  وهو ما قد يعتبر بديهيًا، فنفس "الفوكال" هو من يغني، بجانب ثلاثة عازفين، العود والأكورديون والكيبورد، هم عوامل مشتركة بين الفرقة القديمة والباند الجديد، ولكن ركز قليلًا ستجد تطورًا ملحوظًا في المحتوى المقدم، مثلما أشرنا سابقًا، وهو ما لخصه الخطيب قائلًا: "طبيعي يبقى فيه تشابه، لأننا مشتركين في نفس الهيكل العظمي للباند، لكن بشكل مختلف في الوظائف العضوية والفكرية، ونقدر نقول ببساطة اتطورنا أكثر، ونضجنا موسيقيًا". وستحمل الفترات المقبلة إعادة تقديم بعض الأغاني المعتاد سماعها من المغنى خانة بتوزيع مغاير مثل "الراوي"، و"حكاية الأمير"، و"تبص في مرايتك"، و"ملاذ"، وهي ما قام بتلحينها "الخطيب"، أو"مروان فوزي"، بعيدة عن تلك الأعمال التي لحنها أعضاء الباند القدامي.


هوس يقدم نوعية مزيكا "الوورلد ميوزيك" أو الموسيقى العالمية، وهي رؤية أوسع مما قدمه الفريق القديم، باعتماده على ستايل الـ "فولك فيوجن"، وهو ما سيجعله غير مقيد بأسلوب معين فيما يقدمه، وتعتبر في حد ذاتها مغامرة يقوم بها أعضاء الفرقة، لأنها ستحتاج منهم "مذاكرة" مستمرة، و"بروفات أكثر"، ليقدموا كل مرة "ألوان جديدة" ومزيكا أكثر اختلافًا عن سابقتها، وذلك بالفعل ما عزم عليه هوس، فخلال "دستة" الأشهر الماضية عكف الباند على التدريب والتطوير، ليخرجوا لمستمعيهم بـ"بلاي ليست" جاهزة للتشغيل والاستماع، مكونة من "ميني ألبوم" عبارة عن أربعة أغنيات مختلفة، كل لها حالتها الموسيقية الخاصة والمغايرة عن الأخرى، فبجانب "العقد رابطه" توجد أغنيات "تبص في مرايتك"، و"طال السهر"، وستكون الأخيرة مفاجأة كبرى حسب قول الخطيب، "هتسمعوا حاجة بتلخص تجارب سنين في أغنية". 


"الميني ألبوم تجربة محدش بيعملها كتير"، فيعتمد فيه هوس على تقنية التسجيل "اللايف" للأغاني، فبدلًا من تسجيل صوت كل آلة على حدا، ومن ثم توزيعها على الكلمات، وإعادتها عدة مرات لتصل للحن المطلوب، قام أعضاء الباند بتسجيل الأعمال بشكل حي مرة واحدة، وكأنهم يلعبونها في حفلة، وهو ما سيضفى على الأغنيات "روحًا" حية، مختلفة عن تلك المسجلة بشكل معتاد، وهو ما يتطلب من أعضاء الفرقة الواحدة أن يكون بينهم "هارموني أو كيميا موحدة"، وتفاهم وتبادل خواطر عالي المدى، ليخرجوا بالأغنية لأول مرة بدون إعادة "بكواليتي" احترافية، "سجلنا كإننا بنغني لايف على المسرح"، بجانب عمل الماسترينج في أمريكا، لتخرج بالصورة المتخيلة والمطلوبة، وسيتم إطلاقها للجمهور على الساوند كلاود، بجودة عالية، إضافة لتحضيرهم لإحياء أولى حفلاتهم الرسمية بعد شهر رمضان الكريم.


"ابتدينا من حيث انتهى المغنى خانة"، فأيا كان تصنيف ومسمى الباند الجديد، فلابد أن تكون السعادة مضاعفة، بعودة تلك الروح المبدعة للساحة، حاملين رؤية خلاقة مختلفة، تضيف لمسة احترافية لوسط المزيكا المستقلة، وتزيد من "ترمومتر" التحدي وسط رواد عالم الأندرجراوند والفن البديل، حول الاستحواذ على مسامع الجمهور، الذي أصبح أكثر تذوقًا للموسيقى، ومتلهفًا لسماع ما هو جديد، وهو ما يسعى "هوس" لتحقيقه، قائلًا: "اللي جاي مفاجأة، اسمعونا هتحسوا بالفرق".