البوابة نيوز
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
عبد الرحيم علي
رئيس التحرير التنفيذي
داليا عبد الرحيم

الذئاب الإفريقية العاوية

نرصد التنظيمات المتربصة ببوابة مصر الغربية

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

بعد اندلاع ثورة الــ25 من يناير وتهاوى الأجهزة الأمنية المصرية توجهت أعين المراقبين إلى الحدود الشرقية لمصر، حيث الخطر الداهم الذي يهدد الأمن القومي للبلاد.. لكن ثمة خطر أدهى وأمر كان قادمًا من البوابة الغربية حيث الحدود المصرية الليبية وما وراءها من البلاد الأفريقية.. وكان غريبا أن يقف أمير كتيبة «الموقعون بالدماء»، التابعة للقاعدة، مختار بلمختار، ليوجه خطابا إلى المسلمين من المحيط إلى النيل في إشارة واضحة إلى أن القاهرة تقع ضمن ولاية تنظيمه الذي يتمركز نشاطه في الساحل الإفريقى والذي ضم مصريين قاموا بعمليات انتحارية ضد القوات النيجرية والفرنسية على أراضى النيجر، وعلى عكس ما ظنه البعض كان الارتباط الفعلى لتنظيمات القاعدة المحلية في مصر بنظيرتها في شمال أفريقيا وليست في الشام، فالقاعدة اعتبرت مصر أحد قطاعات شمال أفريقيا الذي قسمه التنظيم إلى ما يربو إلى 7 قطاعات.

حضر العنصر التكفيرى المصرى في التنظيمات الموالية للقاعدة في شمال أفريقيا بقوة، وخاضت تلك العناصر حروبا ليس في الثورة الليبية فقط، بل امتد بعد ذلك للمشاركة في الحرب ضد القوات المالية والفرنسية في إقليم «أزواد» مع الفصائل المسلحة الأخرى مثل أنصار الدين بزعامة إياد أغ غالى، والقاعدة في بلاد المغرب المنبثق عن الجماعة السلفية للدعوة والقتال بقيادة عبدالمالك دروكدال، والسرايا التابعة لها والمنتشرة في غرب وشمال أفريقيا. وبعد سقوط نظام العقيد معمر القذافى ذهبت القاعدة لحجز مكان لها على خريطة الميليشيات المسلحة التي تنامت بقوة بعد سقوطه.

وظهرت أنصار الشريعة الليبية بارتباطها بنظيرتها التونسية واتخاذها من ليبيا معقلا لقياداتها وتقديمها للدعم اللوجستى للتنظيمات الإرهابية المصرية.. وبعد ظهور داعش دبت الصراعات بين ما تبقى من قادة القاعدة وأفرعها حول إمكانية مبايعة التنظيم الآخذ في الصعود والأكثر دموية وتكفيرًا ما جعل المنطقة كلها تواجه خطرين أقلهما يوصف بالدموية وأكثرهما يوصف بالوحشية.


«الجيا».. مزرعة الإرهاب في دول الساحل

كادت الجزائر أن تتحول إلى دولة مدنية ديمقراطية لصندوق الانتخابات فيها القول الفصل، حتى انتاب التيار الإسلامى فيها حالة الاستعلائية المعهودة، فقرر أن يكون الحكم له وحده خالصًا دون فرقائه من السياسيين، فبعد العام ١٩٨٩ سمحت جبهة التحرير الوطنى «الحزب الحاكم» بتأسيس أحزاب جديدة وباتت أبواب الحريات مفتوحة على مصراعيها فظن الإسلاميون أنها الفرصة الأخيرة التي من خلالها يقفزون على سدة الحكم ومن ثم إحراق سلم الديمقراطية..، فكان ما كان من الإطاحة بنتائج الانتخابات التي حصدت فيها جبهة الإنقاذ الإسلامى غالبية المقاعد، قبل أن تؤتى الأحزاب المدنية الجديدة ثمارها المرجوة في الشارع الجزائري.

فكان رد فعل الإسلاميين أن اتجهوا إلى الجبال معلنين عن تشكيل جماعات مسلحة في مواجهة الجيش، كان أبرزها الجماعة الإسلامية المسلحة (الجيا) بقيادة منصور ملياني.

ضمت الجماعة عددا كبيرا من المحاربين السابقين في أفغانستان ذوى العلاقات الراسخة مع تنظيم القاعدة فاستدعى هؤلاء مئات المقاتلين ليس من الجزائر فحسب بل من جميع دول الشمال الإفريقي، للانضمام إلى صفوف الجماعة الوليدة التي شرعت في استهداف الجميع، بمن فيهم اليهود والمسيحيون والمدنيون.

كادت هذه الجماعة أن تفكك مفاصل الدولة الجزائرية إلى أن ضربتها الانشقاقات الداخلية، وبدأت تقتل بعضها بعضا، فكانت سلسلة الاغتيالات للقادة المختلفين منهجيا في حدود التكفير والقتل، إلى أن وصلت القيادة إلى جمال زيتونى الذي ارتكب أبشع المجازر في صفوف المدنيين، حتى اغتيل في ظروف غامضة، وتولى بعده عنتر زوابرى القيادة فانشق على أثر ذلك مجموعة ذهبت لتشكيل جماعة جديدة أطلق عليها «الجماعة السلفية للدعوة والقتال» بقيادة عبدالملك دركودال الملقب بأبى مصعب عبدالودود، وأخذت في التوسع بعد أن نالت رضاء القاعدة الأم وقتلت بعدها السلطات الجزائرية عنتر زوابرى فتلاشت الــ«جيا» وتمددت على حسابها الجماعة الجديدة، وبايعت بعدها القاعدة ليتغير مسماها إلى «تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي».

تلقت الجماعة بعدها ضربة سياسية قوية وجهها لهم الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة عندما أصدر قرارا بالعفو عن الجماعات المتحصنة في الجبال، إذا قاموا بتسليم أنفسهم فبدأت مجموعات من هؤلاء في الهبوط والفرار لتنقذ نفسها من عمليات التصفية، على أيدى قادتهم ولتنال الأمان من السلطات، كان على رأس هؤلاء حسان حطاب، أمير الجيا، في أهم مرحلة من مراحلها.

بات الواقع الجزائرى خانقا لتلك الجماعة فذهبت لتؤسس فروع لها في دول مجاورة، وأرسلت عددا من قياداتها للانصهار في قبائل الطوارق في مالى ونيجر وتشاد، فظهرت كتائب منبثقة عنها كان أبرزها التوحيد والجهاد والمرابطون وأنصار الدين التي شنت بدورها عمليات نوعية استهدفت الأنظمة الحاكمة لتلك المناطق، كما قامت تلك الجماعات بالحصول على أموال جراء إتاوات فرضتها على عمليات التهريب عبر الحدود، وأخرى جراء فرض الإتاوات على القبائل والمهربين والتجارة المباشرة في البضائع المهربة وتجارة السلاح.

انبثق هذا التنظيم عن الجماعة السلفية للدعوة والقتال في الجزائر، التي ولدت بدورها من رحم الجماعة الإسلامية المسلحة ويتخذ قواعد خلفية له في مناطق الصحراء الكبرى ومن بينها شمال مالى منذ سنوات، ينطلق منها لشن عملياته... يتزعمه أبومصعب عبدالودود «عبدالمالك دروكدال» وهو المحرك الحقيقى بين الفصائل المسلحة في شمال وغرب أفريقيا، وحلقة الربط الأساسية بين التنظيمات المختلفة، ويعمل التنظيم في إطار إمارة الصحراء، وهى المنطقة التاسعة وفق التقسيم الإدارى للقاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، وتسمى أيضا منطقة الجنوب.

يتبع أمير الصحراء ٤ مجموعات عسكرية، كتيبتان وسريتان، فالكتيبتان هي «طارق بن زياد» وأميرها عبدالحميد أبوزيد، وكتيبة «الملثمين» وأميرها مختار بلمختار، أما السريتان فهى «الفرقان» و«الأنصار» وأميرها عبدالكريم التاركي، ومن عناصر هذه الكتائب الأربع تكونت كتيبة المنطقة التي يتولى نبيل أو علقمة إمرتها. تقدر أعداد التنظيم بالمئات، أغلبهم جزائريون، فيما يتوزع الباقون على جنسيات أبرزها موريتانيا وليبيا والمغرب وتونس ومالى ونيجيريا، وقدرت بعض الجهات عدد المجموعات الصغيرة المنتسبة للتنظيم بنحو ٧٠ خلية.


«الجماعة المقاتلة»... التنظيم والبذرة مصرية

في سبعينيات القرن الماضي.. حملت الرياح فيروس التكفير من القاهرة متوجهًا نحو ليبيا، ليحط في طرابلس وبنغازى وبرقة ومنها إلى الجبل الأخضر والكفرة، وبدأت أول خلية تكفيرية في التشكل على يد على العشبى ومعه ثمانية من رفاقه، ما لبث أن فككتها الأجهزة الأمنية الليبية واغتالت عناصرها الــ٩، وفى عام ٨٩ استطاع عوض الزواوى تشكيل جماعة أخرى أطلق عليها «حركة الجهاد».. فاعتقل هو أيضًا وفى نفس العام شكل أحد أنصاره وهو محمد المهشهش الملقب بــ«أبوسياف» تنظيما يدعى «حركة الشهداء الإسلامية».

زاد الضغط الأمنى على تلك المجموعات التكفيرية ففروا إلى أفغانستان ملتحقين بتنظيم الاتحاد الإسلامى بزعامة عبدرب الرسول سياف.. ونشط هؤلاء الليبيون بمعسكر «سلمان الفارسي» على الحدود الأفغانية الباكستانية.. وفى عام ٩٠ تأسست الجماعة الإسلامية المقاتلة في قندهار سرًا وبدأت أفواجها العودة إلى ليبيا في محاولة منها للتخلص من حكم « «القذافى».

دارت حرب طاحنة بين قوات «القذافى» و«المقاتلة» واشتعلت في منطقة «الجبل الأخضر» الوعرة، نتج عنها مصرع المئات من عناصر «المقاتلة»، بينما سجن آلاف آخرون، فلاذ المئات من عناصرها بالفرار إلى أفغانستان مرة أخرى، وبعد هجمات الحادى عشر من سبتمبر استطاع الجيش الأمريكى أن يعتقل أبرز قادتها.. عبدالله الصادق، في تايلاند في ٢٠٠٤ ونائبه «أبوحازم» ومفتى الجماعة «أبوالمنذر» وزج بهم في سجن «بجرام».

في عام ٢٠٠٧ أعلن أيمن الظواهري، عن انضمام «المقاتلة الليبية» إلى تنظيم القاعدة رسميًا، فيما كان «أبوالليث الليبي» الذي لقي مصرعه عام ٢٠٠٨ في شمال «وزيرستان» في هجوم شنته طائرة أمريكية بدون طيار أحد أهم قادة «المقاتلة» منذ نشأتها، وفى أواخر عام ٢٠٠٨ حذا نظام القذافى حذو مصر في الدخول في مفاوضات مع قادة «المقاتلة» في السجون لتشجيعهم على الدخول في مراجعات لأفكار التكفير والعنف، مقابل الإفراج عنهم على أمل إغلاق ملفهم للأبد، وهى الدعوة التي لاقت قبولًا عند تلك القيادات كان من أبرزهم «عبدالحكيم بلحاج» وبرعاية على الصلابي، وفى مشهد دراماتيكى خرج سيف الإسلام القذافى وبجواره قادة «المقاتلة» ليعلن عن تخلص الجماعة من أفكارها التكفيرية ومحاولة إدماجهم في المجتمع.. وأفرج وقتها عن ثلث سجنائهم كدفعة أولى.


شبكة الجمال.. «صناديق الذخيرة على ظهور الإبل»

شبكة محكمة أعدها تكفيرى كان خارجًا لتوه من تحت قبة سجن العقرب بعد أحداث ٢٥ يناير ٢٠١١ في موجة إطلاق سراح السجناء التي أعقبت الإطاحة بنظام الرئيس الأسبق، حسنى مبارك، إنه محمد جمال الكاشف «أبو أحمد».. في تلك الأثناء ظن المراقبون أن معركة التكفيريين مع الدولة المصرية انتهت بلا رجعة، بعدما أخرجتهم الدولة أفواجًا من سجونها وباتوا ضيوفًا على وسائل الإعلام، وفتحت لهم الأبواب للتعبير عن أفكارهم وأطروحاتهم الراديكالية، لكن ثمة ما كان يُدبر تحت أعين وبصر مسئولى جهاز مخابرات تنظيم الإخوان، حيث عملت المجموعات التكفيرية على إعداد عدتها لتقويض أركان الدولة المصرية للأبد، وصمت قادة الإخوان لاستخدام هؤلاء التكفيريين مخلب قط في وجه الجيش والشعب المصرى إذا حانت لحظة المواجهة.

بدأت بذرة التنظيمات التكفيرية في النمو بعدما أرسلوا لخبير في تصنيع المفرقعات، هو التونسى على سعيد ميرغني، لجلبه إلى مصر وتخزين الأسلحة القادمة من ليبيا بشقة في برج العرب بالإسكندرية، عندما بدأ الهجوم على القنصلية الأمريكية في بنغازي، كان أحد ضباط جهاز الأمن الوطنى الذين جرى تسريحهم من أعمالهم بعد ثورة ٢٥ يناير يشاهد التلفاز، فرأى وجه أحد المهاجمين، فاستشعر للوهلة الأولى أنه وجه ليس غريبًا عليه، وكان صاحب الوجه محمد جمال الكاشف «أبو أحمد»، فأبلغ الضابط بدوره المسئولين الحاليين في الجهاز، وبدأت مراقبة «أبو أحمد» فكان لبنة اكتشاف الصيد الثمين «خلية مدينة نصر».

غير أن شخصا آخر جرى رصده وهو يراقب منازل ضباط الأمن السابقين والحاليين، كريم أحمد عبدالسلام صاحب شقة مدينة نصر التي آوى فيها أخطر العناصر التكفيرية كان منهم خبير المفرقعات «سعيد ميرغني». قبلها كانت أجهزة الأمن قد رصدت «عادل عوض شحتو» يلتقى بأحد العناصر التكفيرية يدعى «بسام» قرب الحدود المصرية الليبية، فاتضحت معالم الخلية كاملة بعد ثبوت ارتباطاتها بالعناصر التكفيرية في أنصار الشريعة الليبية.


«أنصار الشريعة الليبية».. نصف قاعدة ونصف داعش

ظهر محمد على الزهاوى معرفًا نفسه بأنه قائد لكتيبة تسمى أنصار الشريعة، مؤكدًا أنه لا يتبع تنظيم القاعدة، وهكذا يفعل كثير من فصائل القاعدة بتوصية من «الظواهري» نفسه، حتى لا يتحمل التنظيم أعباء موالاته للقاعدة مبكرًا، لكن في تعريف الزهاوى بأنه زعيم لكتيبة معنى آخر، هو أن الزعيم الحقيقى للجماعة أبوعياض التونسى، الذي كلف من القاعدة بزعامة فرع أنصار الشريعة في كل من تونس وليبيا، على أن يظل الفرع خاضعًا لقطاع القاعدة في شمال وغرب أفريقيا، الذي يتزعمه أبومصعب عبدالودود، أمير قطاع القاعدة في بلاد المغرب والساحل الأفريقي. تأسست كتيبة أنصار الشريعة الليبية في مايو ٢٠١٢ بعد الانفصال عن سرايا راف الله السحاتي، وكان أول ظهور إعلامي لها، في ملتقى سمته «الملتقى الأول لنصرة الشريعة» حضره العديد من الكتائب الإسلامية، ذات التوجه ذاته من مدن ليبية كدرنة ومصراتة وسرت، حيث قامت تلك الميليشيات، بالتجمع في إحدى ضواحى بنغازى والدخول معًا بمسلحيها وسياراتها.

بدأت أسراب الغربان التكفيرية تحط فوق الرمال الليبية وطائرات حلف شمال الأطلسى تدك معاقل قوات القذافى، وأعطى قادة القاعدة وقت ذاك أوامرها لخلاياها بالذهاب للقتال في ليبيا مستهدفة خلق الفوضى للاستفادة منها فيما بعد ومنضوية تحت لواء ميليشيات إسلامية، وما أن سقط القذافى حتى بدأ تنظيم أنصار الشريعة في التشكل.

كان التنظيم ممثلًا حصريا للقاعدة حتى دب الخلاف بين القاعدة «الأم» وتنظيم الدولة في العراق والشام «داعش».

اجتمع قادة تنظيم «داعش» في الموصل لوضع خطة لبلاد الشمال الإفريقي، فأجمعوا على أن مصر هي «المفتاح»، فإن اندلعت الفوضى فيها، فإن قطع الدومينو جميعا سوف تتساقط، ولكن مصر بها جيش متماسك وغير طائفى، فلا حل سوى انتظار لحظة فوضى ومحاولة إضعاف مصر من خلال بوابتها الشرقية في ليبيا، واتفق المتآمرون على أن يرسلوا إلى ليبيا أحد قادتهم ومعه عدد من شرعيى التنظيم، واجتمعوا بقيادات موالية لهم في أنصار الشريعة وتعاهدوا على الانفصال وتكوين جماعة جديدة تقوم بإعلان مبايعتها للبغدادي.. وقد كان.


«راف الله السحاتى».. كتيبة «القاعدة» بالقرب من مطروح

بعد اشتعال جمرة الثورة الليبية ضد نظام العقيد القذافى، بدأ القائد «راف الله السحاتي» في الظهور، وهو أحد أهم قيادات الجماعة المقاتلة الليبية، الذي قتل في مواجهة منفردة مع رتل من دبابات القذافى، بعدها قرر رفقائه أن يطلقوا على ميليشيتهم كتيبة «راف الله السحاتي»، وبدأت تلك الكتيبة كجماعة منظمة في كتيبة «شهداء السابع عشر من فبراير» قبل أن يتسع نطاقها لتصبح مجموعة قائمة بذاتها، شأنها شأن الميليشيات ذات التوجه السلفى الجهادي.

يقدر المراقبون تعداد الميليشيا بألفى مسلح، وتنتشر في شرقى ليبيا والكفرة، ومع أنها متورطة في الاشتباكات التي اندلعت بين الفصائل الليبية، إلا أنها شاركت في تأمين انتخابات ما بعد سقوط «القذافى»، وقبلت بالانخراط في صفوف الجيش الليبى ما جعل بعض المراقبين يستبعد ارتباطها بتنظيم القاعدة العالمي، قاد تلك الكتيبة فيما بعد «إسماعيل الصلابي» الذي تحوم حوله الشكوك بانتمائه لتنظيم القاعدة، والمثير لسخط المواطنين الليبيين الذين ضاقوا من تصرفات كتيبته وطالبوا بإخضاعها بشكل كامل للجيش النظامى الليبى بعدما أشيع عن بناء سجن لتعذيب المواطنين داخل مقر الكتيبة في بنغازي.

خرجت مظاهرات تندد بتصرفات تلك الكتيبة في طرابلس، فواجهت عناصرها المظاهرات بقوة السلاح الحى حتى سقط عدد من الشهداء وعشرات الجرحى، ويعتبر إسماعيل الصلابى قائدًا لأقوى الميليشيات الليبية بقيادة تلك الكتيبة، ومعروف عنه تصفيته الجسدية لخصومه، وهو ما ظهر جليا في تسجيل صوتى مسرب يتضح فيه صوت «الصلابي» وهو يهدد أحد خصومة بالتصفية الجسدية إذا لم يرضخ لمطالبه.

بات يمتلك ترسانة ضخمة من الأسلحة، وسجونا يحتجز بداخلها مواطنين، خارج نطاق النظام القضائى الليبي، للدرجة التي وصفته فيه وكالة «رويترز» بأنه «أقوى رجل في ليبيا»، وكثيرًا ما يظهر منتقدا ما يسميها «الجماعات الليبية العلمانية» قائلًا إنها «تحاول تشويه سمعة الإسلاميين».

«الصلابي» الذي قاتل في شبابه ضمن صفوف الأفغان العرب ضد نظام «نجيب الله» متهم هو وشريف رضوان بتدريب عناصر ما يطلق عليه «الجيش الحر في منطقة خليج البارودي» الذي يبعد عن محافظة مرسي مطروح بنحو ٦٠ كليو مترا مربعا، إضافة إلى معسكر «فتايح» في «درنا» وصحراء «زمزم» في مصراتة الليبية و«سبرطة» بالقرب من مدينة «الزاوية»، وذلك بالتنسيق مع جماعة الإخوان في ليبيا.

تربط «إسماعيل الصلابى» علاقة وطيدة بـ«عبدالباسط عزوز» مستشار زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، وهو من أبرز قيادات التنظيم، وسبق أن أرسله الظواهرى في وجود أسامة بن لادن، إلى مناطق القبائل الباكستانية، ثم إلى ليبيا تحت حكم «القذافى» في عام ٢٠٠١ لتأسيس خلايا القاعدة هناك، وانتقل هاربا إلى بريطانيا بعد ملاحقته أمنيا، واعُتقل في بريطانيا إثر الهجمات على شبكة المواصلات اللندنية في يوليو ٢٠٠٥.


أبوعياض.. فتى «الظواهرى» عدو «البغدادى»

اعتلى منبر مسجد الفتح.. كان ما زال لتوه خارجا من سجون الرئيس التونسى المخلوع زين العابدين بن على.. المسجد ممتلئ بالآلاف من أصحاب اللحى السلفية الجهادية.. أخذ يزبد ويربد محذرًا الطاغوت من الاقتراب من أنصاره.. مرت عدة أشهر على الثورة التونسية وإذا به يخطب خطبة العيد.. فكان سؤال الغرب.. كيف استطاع هذا الرجل جمع ما يقرب من ٩٣ ألف تونسى حوله؟.. وهل حملت الأرض التونسية هذا الجمع الغفير أيام حكم نظام بن على العلماني؟ أطلقت وسائل الإعلام الغربية على أنصار الشريعة في تونس مصطلح «الخزان» الذي يتكدس بالتكفيريين لحساب القاعدة في العالم، ومنه ينطلقون للانخراط في تنظيمات القاعدة في كل مكان، وفى إحدى حواراته قال: «إننى أوصى أعضاء جماعتنا أن يلف الغموض حركتنا وحقيقتنا وأن نستعمل الجهاد الناعم بديلًا عن الجهاد الخشن».

اسمه الحقيقى سيف الله بن حسين، المولود في ٨ نوفمبر ١٩٦٥ في منزل بورقيبة في تونس.. تعلم في الغرب إلا أنه تبنى أيديولوجية الإخوان المسلمين وانخرط في صفوف حركة الاتجاه الإسلامى «النهضة»، وفر بعدها من البلاد بعد قمع نظام زين العابدين بن على الحركات الطلابية الإسلامية عام ١٩٨٧ فحوكم غيابيا بسنتين سجنًا من قبل المحكمة العسكرية بتونس بتهمة المشاركة في الاحتجاجات.

وقبيل أحداث الحادى عشر من سبتمبر قررت القاعدة التخلص من عدوها اللدود في أفغانستان أحمد شاه مسعود تحسبًا لما قد تنجم عنه الأحداث فأرسلت عنصرين ادعيا أنهما صحفيين يريدان إجراء حوار مع «مسعود» ففجرا أنفسهما فيه بمجرد الاقتراب منهما... لقد كانت الكاميرات مفخخة... توجهت أصابع الاتهام إلى أبوعياض التونسي، وصنفت جماعته في ٢٠٠١ من قبل مجلس أمن الأمم المتحدة على أنها تابعة لتنظيم القاعدة.

بعد انسحاب طالبان سافر أبوعياض لتركيا حيث تم توقيفه وإرساله إلى تونس في العام نفسه فحوكم من قبل المحكمة العسكرية بتونس بـ٤٣ سنة سجنا، وفى ٢٠١١، خرج أبوعياض من السجن في إطار عفو عام بعد الثورة التونسية، فأسس تيار أنصار الشريعة، الذي يقوده هو مع أبو أيوب والخطيب الإدريسي.

توترت الأجواء التونسية وقررت الشرطة اعتقاله، إلا أنه كان يهرب في كل مرة.. حتى بعدما طوقت القوات الخاصة مسجد الفتح أثناء إلقائه خطبة بداخله، استطاع أنصاره تهريبه أمام عدسة المصورين، ففر إلى ليبيا حيث فرع أنصار الشريعة هناك.

في ٣٠ ديسمبر ٢٠١٣، أعلنت عدة وكالات أنباء عالمية ووسائل إعلام تونسية أنباء اعتقال أبوعياض، من قبل قوات المارينز الأمريكية في مدينة مصراته الليبية فخرجت جماعته في ليبيا وتونس لتنفى الخبر.


أنصار الدين: الإمارة الأمازيغية في شمال مالى

سقط نظام القذافى.. فرّ المقاتلون «الطوارق» الذين قاتلوا بجانبه إلى إقليم الأزواد شمال مالي، محملين بترسانة من الأسلحة أغرتهم لإعلان التمرد على الحكومة المركزية في باماكو، طامحين في الاستيلاء على كامل أراضى البلاد.. وكان في استقبالهم الزعيم التاريخى «إياد أغ غالي» ابن القبيلة الطوارقية العريقة «الإيفوغاس»، الذي قادهم نحو الحرب تحت لواء «القاعدة» ليس فقط في مواجهة الحكومة المالية الهشة، بل في مواجهة الجيش الفرنسى الذي خشى على ضياع نفوذه ومصالحه هناك.

أطلق «غالي» على جماعته «أنصار الدين» ورفع راية القاعدة السوداء، مطالبا بتطبيق الشريعة الإسلامية، وباتت جماعته من أكبر الجماعات المتشددة والمسلحة في الصحراء الكبرى، بعد أن أمدته «القاعدة» الأم بالمال والرجال، حتى استطاع السيطرة في وقت من الأوقات على مدينة «تمبكتو» الأثرية شمال غرب مالي، وشرعت بعدها الجماعة السلفية في هدم الأضرحة والعتبات الدينية، التي أدرجتها «اليونيسكو» على لائحة التراث العالمى عام ١٩٨٨، فأتت على ٧ مزارات من أصل ١٦، ما لاقى ردود فعل دولية غاضبة، إلا أن «غالي» لم يكتف بالسيطرة على شمال مالي، حتى طمح في التوسع داخل الجنوب في تحدٍ للقوى الغربية، فخاض بميليشيا «أنصار الدين» معارك ضارية في «كونا» ختمها بهجوم شرس على معسكر أعد لتدريب الجنود الماليين على أيدى عسكريين فرنسيين وأوروبيين مخلفًا في صفوفهم عددًا كبيرًا من القتلى والجرحى، فجعل من نفسه الهدف الأول للقوات الفرنسية الخاصة، التي دخلت الأراضى المالية بعد العملية بأيام لحماية دولة مالى من الانهيار حسبما ادعت «باريس».

عندما دارت رحى المعارك بين «أنصار الدين» والقوات «الفرنسية - المالية»، بدأت أفواج الجهاديين تتردد على «أزواد» قادمة من الجزائر والمغرب وتونس وليبيا ومصر ومن تخوم الصحراء الكبرى، لنصرة إخوانهم الذين حملوا لواء القاعدة، لكنهم قرروا في نهاية المطاف الانسحاب حيث التحصن في جبال «تغرغارت» قرب «كيدال» في أقصى الشمال الغربى لمالى عند الحدود مع الجزائر. واتخذ «غالي» وجماعته من تلك الجبال نقطة انطلاق ليس فقط للقيام بعمليات ضد الحكومة المركزية في مالى والقوات الفرنسية الداعمة لها، بل كمعسكرات لتدريب العناصر التابعة للقاعدة، وإمداد أفرع تنظيم القاعدة في أفريقيا بالمال والسلاح، وظهر ذلك جليا عندما اعترف محمد جمال الكاشف «أبو أحمد»، أحد المتهمين في قضية خلية مدينة نصر، الذي اُتهم بالضلوع في الهجوم على القنصلية الأمريكية في بنغازي، بأنهم جلبوا أسلحة وصواريخ وأموالا من الميليشيات الجهادية في شمال مالي.

وشكلت مالى مركز المنتصف لتنظيم القاعدة في أفريقيا، وملاذا آمنا له في بلاد المغرب العربي، يستطيع من خلاله الجهاديون تقديم الدعم اللوجيتسى لأفرع القاعدة المتواجدة في شمال أفريقيا وصولا إلى مصر، وإذا كانت الولايات المتحدة الأمريكية أدرجت «غالي» وجماعته على قوائم الإرهابيين المطلوبين لديها، باعتباره يشكل خطرًا على أمنها القومي، فلا شك أن الرجل شكل بالفعل خطرا على الدولة المصرية الوطنية باعتباره الأقرب جغرافيا إلى تنظيمه من واشنطن.

«غالي» المثير للجدل عرف من خلال بروزه كقائد يسارى لحركة «تحرير أزواد» في بداية التسعينيات حين قاد حركة «الطوارق» في حرب مع مالى انتهت بتوقيع اتفاقية سلام لم تُنفذ، وبقى هو متنقلا بين العاصمة المالية باماكو التي تقلد فيها عدة مناصب، وبين دول الجوار لا سيما ليبيا، حيث عقد صداقة وثيقة مع العقيد معمر القذافى استمرت حتى مقتل الأخير خلال الثورة الليبية. وخلال عقد من الزمن سافر «إياد» إلى باكستان عدة مرات حيث تأثر بجماعات التبليغ في باكستان التي عقد معها صلات واسعة، فأطلق لحيته وانعزل عن الناس ملازما منزله في معقله «كيدال»، وأنهى الرجل حقبته اليسارية، عندما ساقت له الأقدار بين الأوروبيين وخاطفى الرهائن في مالي.

وبعد سقوط «القذافى» واشتعال الثورة الأزوادية بقيادة «حركة تحرير أزواد» ضد السلطات المالية، فوجئ المتابعون بإعلان «غالي» حركة «أنصار الدين» التي أعلنت هي الأخرى الحرب ضد الحكومة المالية، لكن تحت علم القاعدة الأسود، والمطالبة بتطبيق الشريعة. ولكى يخلق «إياد» نوعا من التمييز بينه وبين حركته الأم التي انشق عنها، رفض بدوره الاستقلال بشمال مالى والإصرار على الاستيلاء على كامل أراضى البلاد، مما اعتبرته حركة «تحرير أزواد» اليسارية كسرًا لأحد أهم الثوابت التي نادت بها الحركة خلال تاريخها.

لم يكتف «غالي» بالانشقاق عن الحركة الأم بل ذهب للتحالف مع أخطر تنظيمات القاعدة في الصحراء الكبرى «التوحيد والجهاد»، وقاما سويا بطرد حركة «تحرير أزواد» التي يقودها الطوارق من المدن الشمالية الثلاث «تينبكتوا وجاوا وكيدال»، وأعلن تطبيقه للشريعة الإسلامية على منهج «القاعدة»، وأخذ في التضييق على الحريات الشخصية للمواطنين. وغرت حركة «أنصار الدين» قوتها بعد أن بلغ أعدادها الآلاف من المقاتلين، فشرعت في التوسع في وسط مالى واقتحمت مدن «دوانزا وكونا وهمبري» التي لم تكن تحظى بحماية من الجيش المالى المتهالك، ما وسع أطماعه وجعله يزحف مع أنصاره إلى هذه المدينة القريبة من «موبتي» حيث القاعدة العسكرية الفرنسية.

استنجدت الحكومة المالية بحليفتها فرنسا لتشن حربا على ميليشيات القاعدة وحركة أنصار الدين، وليفر «غالي» وجماعته حيث الجبال والصحراء، بكامل عتاده ورجاله، ويظل يشكل خطرًا على البوابة الغربية لمصر، ويرد «غالي» حاليًا الجميل لمقاتلى القاعدة في ليبيا الذين ناصروه يومًا ليرسل فلول جنوده لمشاركته في الفوضى الدائرة في ليبيا.


الأعور.. مستر مارلبورو المختفى

هبت الرياح حارة جافة على وادى ميزاب كادت أن تقتلع الطفل النحيل المنهمك في لعب كرة القدم.. أن يكون لاعبا شهيرا تلك كانت أقصى أمنياته.. فانتهى به الحال أن يلعب الكرة برءوس البشر بعد أن يجتزها من فوق أبدانهم التي صنعها لهم.

في العام ١٩٧٩ ولد لمحمد بن مختار والشامخة الزهراء بنت الشيخ ولد سمياه المختار.. وتمنيا أن لو يصبح مهندسا أو طبيبا يفتخرون به أمام قبائل الشعانبة العرب والإباضية الأمازيغ في ولاية غرداية شمال صحراء الجزائر.

لكن علامات الفشل المبكر ظهرت على الابن فرفض استكمال تعليمه فأخرجه والده لتعلم صنعة الميكانيكا فتمرد وواصل الفشل.. وعندما اشتد الضرب المبرح من قبل الوالد نمت في داخله الانطوائية وميول الشر فقرر العدوان على رفقائه من الأمازيغ الإباضية متهمًا إياهم بالكفر والابتداع فأطلق عليه رفقائه «مختار السونا».

ضربت رياح السلفية الجهادية أحياء غرداية المالكية، وبات شيوخ التكفير في حى ثنية المخزن الذي يقطن فيه المختار الأعلى صوتًا متمترسين في الأجواء الطائفية التي اتخذوها منطلقا في بث الفكر السلفى الجهادي.

تواردت أنباء عن مقتل عبدالله عزام في بيشاور الباكستانية عام ٨٩ فألهب الشيوخ حماس الشاب مختار فقرر الهجرة إلى أفغانستان للثأر لمقتل عزام.. وعندما حل هناك كانت الحرب أوشكت أن تضع أوزارها، بعد دخول قوات أمير الحرب أحمد شاه مسعود إلى كابول والإطاحة بحكم نجيب الله الموالى للاتحاد السوفيتي، ليندلع بعدها القتال بين الفصائل الأفغانية.

كان مختار قد تعرف على أمراء الحرب من الأفغان العرب واكتسب لقبا جديدا «أبو العباس خالد» وتمرس على فنون القتال وحرب العصابات.. حتى تواترت الأنباء قادمة من الجزائر تفيد بوقف المسار الانتخابى هناك، بعد أن أوشكت جبهة الإنقاذ على الوصول لسدة الحكم والتخلص من خصومها للأبد».

عاد متخفيا إلى غرداية فاقدًا إحدى عينيه ليكتسب بعدها لقبا جديدا «الأعور».. وسرعان ما شكل تنظيما سريا أطلق عليه «كتيبة الشهداء» أخذت في تنفيذ عملياتها ضد الجيش وقوات الدرك الجزائرية فقتل العشرات وقطع رءوسهم.

استعرت أوزار الحرب الأهلية في الجزائر فصعد ورفقاؤه التكفيريين إلى جبال تيزى أوزو معلنين عن تكوين الجماعة الإسلامية المسلحة «الجيا» وشنوا من هناك مجازر للمدنيين العزل بعد أن اقتحم القرى وذبح من فيها من النساء والأطفال.. حتى انقلب الرأى العام الجزائرى على الجيا وصدمت المجازر قلوب البشرية جمعاء.

قرر مختار ومن معه الاحتجاج لدى أمير الجيا وقتها جمال زيتونى، فقرر زيتونى بدوره التخلص من المعترضين فنصب كمائن لعدد منهم فقتل بعضهم ونجا مختار من كمين محكم.. إلا أن زيتونى لقي حتفه في كمين نصبه له رفقائه التكفيريين.. وتولى عنتر زوابرى قيادة الجيا بعدها إلا أنه قرر الثأر من الخصمين مختار بلمختار وأبو مصعب عبدالودود.. إلا أنهما نجيا بأعجوبة.. وقتلت أجهزة الأمن الجزائرية زوابرى في أحد المنازل القريبة من قريته.

ذهب بلمختار وحسان حطاب وأبومصعب عبدالودود لتكوين جماعة جديدة أطلق عليها الجماعة السلفية للدعوة والقتال، سرعان ما أعلنت بيعتها للقاعدة.. وسرعان ما دب الخلاف فيها فهرب حطاب ليسلم نفسه للسلطات الجزائرية وتولى أبو مصعب القيادة من بعده وانتقل بلمختار بكتيبته «الملثمون» إلى الصحراء الكبرى.

تزوج بلمختار من قبائل الطوارق المنتشرة في الصحراء الأفريقية ليوطد نفوذه فيها ويصبح أكبر مهرب لسجائر المارلبورو ويفرض إتاواته على المهربين والتجار العابرين لحدود دول الشمال الإفريقى.. لم يكتف بذلك بل بات أكبر رئيس عصابة لخطف الرهائن الأجانب والحصول على فدى قدرت بمئات الملايين من الدولارات.

بعد سقوط نظام القذافى باتت الفرصة سانحة لمستر مارلبورو للانقضاض مع جماعة أنصار الدين والتوحيد والجهاد على شمال مالى وطرد الجيش النظامى منها وإعلان إمارة أزواد الإسلامية... لكنه تمادى فضرب ثكنات للجيش الفرنسى وطمح في احتلال مالى كلها... فكانت الضربة الفرنسية.

في مقطع فيديو ظهر «الأعور» ليخاطب المسلمين من المحيط إلى النيل مشيرا بذلك إلى أن ولاية تنظيمه الإرهابى يمتد من المغرب حتى مصر، وليعلن عن أنه اقتحم مؤسسة عين أمناس في تيقنتورين الجزائر مقابل الرفراج عن عمر عبدالرحمن وإيقاف التدخل الفرنى في مالي.. بعدها اكتشف أن عناصر مصرية تكفيرية كانت تعمل تحت إمارة الأعور في كتيبته الجديدة «الموقعون بالدماء».

من النسخة الورقية