الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

فرقة رضا أيقونة الفن الشعبي عبر نصف قرن.. شومان: أول من قدم فنًا شعبيًا ممنهجًا على مستوى العالم.. مديرة الفرقة: نعمل على إعادة تقديم أعمالنا التراثية.. فهمي: تحتاج دعمًا ماديًا

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
فرقة رضا للفنون الشعبية والاستعراضية التي ستشارك بفقراتها المتميزة في افتتاح بطولة العالم للكاراتيه، غدا الجمعة، بالقاهرة هي أكثر من فرقة، هي حالة متفردة وأيقونة حفظت الفن الشعبى في مصر بألوانه وأطيافه على مدى سنوات طويلة، وقدمت الموروث الشعبي المصري للعالم بشكل رقي. بفضل قامات المبدعين والفنانين وفى مقدمتهم محمود رضا الذي استطاع بأسلوبه العلمي أن يخلق حالة جديدة من الفن الشعبي تحكي تراث كل محافظة بشكل يجذب الجمهور، وفريدة فهمي بطلة الفرقة الفتاة المثقفة الجامعية التي تنتمي لعائلة مرموقة، والتي استطاعت أن تغير من نظرة المجتمع المصري والعالم للراقصة، هذا فضلا عن ألحان المبدع موسى على إسماعيل.

فرقة رضا حالة فريدة للفن الشعبي فأين هي الآن؟
في البداية يقول مسعود شومان رئيس البيت الفني للفنون الشعبية والباحث في التراث الشعبي:
فرقة رضا إحدى الفرق الشعبية العريقة التي كانت تستلهم التراث لتوظيف الموروث الشعبي، وجودها على المسرح أعطاها طابعا خاصا ومتميزا، وذلك لأن المسرح نفسه له طبيعة خاصة به فهو يحتاج إلى الإضاءة والإكسسوارات، وبالتالي يحدث نوع من تداخل الإبداع الفردي لإضفاء لمسات جديدة تجعلنا نقول إنه ليس فنا شعبيا بالمعني الأصلي، ويرى رئيس البيت الفني للفنون الشعبية أن فرقة رضا استطاعت على مدى تاريخها أن تنقل عاداتنا وتقاليدنا بشكل فني للعالم أجمع، فقد قامت الفرقة بزيارات كثيرة لمختلف بلدان العالم فهي تنقل التراث المصري بمختلف أشكاله في شكل استعراضي جديد وممنهج وقائم على البحث العلمي وتصدره للعالم مثل رقصات "الأقصر بلدنا" و"البامبوطية"، وكان الملحن الكبير موسى على إسماعيل يقدم ألحان عظيمة تجذب كل الناس من مختلف أنحاء العالم، ويلفت شومان النظر إلى أن الفرقة ظلت لفترات طويلة تعمل على نظام البلاي باك، الآن نحن نحاول استعادة رقصات فرقة رضا مرة ثانية مثل الرقصات المتعلقة بالسواحل والبدو خصوصا رقصة العصا، نحن نحاول استعادة دورها ثانية باعتبارها واحدة من أهم الفرق المصرية على مستوى العالم، تقدم صورة عن العادات والتقاليد المصرية بشكل حضاري وعلمي. 
وأشار إلى أن أغلب فرق الفنون الشعبية تقلد فرقة رضا وذلك لأن معظم المصممين من مدرسة الفرقة القومية للفنون الشعبية، وبالتالي ينقلون خطوات فرقة رضا مرة ثانية بمعني أدق محاولة للسير على دربها، ويرى شومان أن وجود المدرب الروسي لتدريب بعض الفرق الشعبية يمثل خطورة شديدة عليها فالمفترض أن كل فرقة تعبر عن خصوصية وتفاصيل المكان الذي تمثله بكل ما فيه من عادات وتقاليد وطريقة للملبس والمأكل أداء حركي، فمثلا الإمساك بالعصا يختلف من مكان إلى آخر ولفة العمامة لها أيضا تفاصيل معينة.
ويقترح رئيس البيت الفني للفنون الشعبية ضرورة أن تخصص كل فرقة باحث خاص بها لتقديم العادات والتقاليد بشكل دقيق وعلمي وفني.

ويؤكد على أن فرقة رضا ستظل باقية تمثل التاريخ على مدى مراحله المختلفة، فما زال بها أعمدة حية قادرة على العطاء وتتوارث الرقصات لتقديمها بشكل جمالي في الخارج.
وينوه شومان إلى أن الفرقة في الوقت الحالي تواجه خطرا شديدا وهو رفض التعينات بها رغم احتياجنا إلى ضخ دماء جديدة لكن الفرقة تحاول المحافظة على كيانها إلى أقصى درجة.
وبدورها تقول مني مصطفى مدير عام فرقة رضا والتي كانت إحدى أعضاء الفرقة على مدى 30 عاما نحن نحاول إعادة لفلكلور المعروف بفرقة رضا ثانية فنقوم باستعادة العديد من الرقصات القديمة وعمل بروفات جديدة عليها، وهناك خطة جديدة على طاولة رئيس البيت الفني لعمل تطوير للفرقة حتى تصبح في أفضل حالاتها وسنقوم بعمل قوافل للمحافظات تقدم فيها بعض عروضها، وبالفعل قدمنا أول بروفة للفرقة منذ يومين، وتضيف مصطفى حاليا نحن بصدد عمل كتيب جديد ودراسات جديدة تشمل تاريخ الفرقة ودورها في المحافظة على التراث، أيضا نحاول إدخال رقصات جديدة لكنها لا تحيد عن الخط العام للفرقة للمحافظة على التراث.
ومن ناحيته يرى محمد ظريف، مدير عام أوبرا دمنهور ورئيس المهرجان الثالث للفرق الشعبية، أن فرقة رضا لعبت دورا محوريا في إبراز الفنون بالشكل العالمي منذ أن وضع محمود رضا والراحل على إسماعيل أسس بناء فرقة مصرية أصيلة لتقديم التراث الشعبي بالشكل الجديد المتطور الذي يعبر عن تفاصيل جديدة بعيدا عن أسلوب الموالد الذي كان متبعا، وينوه ظريف إلى أن فرقة رضا استخدمت صياغات لحنية جديدة للرقصات، وكانت فريدة فهمي بطلة الفرقة طالبة جامعية من عائلة مرموقة وعلى درجة عالية من الثقافة تقدم رقصات تختلف عن الرقصات التي كانت تقدمها راقصات المزمار والمطبلاتي، فالفرقة استطاعت تقديم فن راق للعالم كله، ويرى ظريف أن الوضع الحالي للفرقة اختلف عن ذي قبل، وذلك نظرا لأن كل فرقة تمر بمراحل تدهور وبناء جديدة، وبسب التأرجح فالفرقة متذبذبة الآن في كونها ذلك بسبب هيمنة مجموعة من النجوم عليها لفترات طويلة.

ويرى مدير أوبرا دمنهور أن الفرقة قدمت فنا شعبيا بأسلوب علمي راق وممنهج، حيث تم دمج الموروث بالعنصر العلمي الحديث وبأفكار جديدة وألحان وصياغات جديدة 
وعن تاريخ فرقة رضا يقول د. مدحت فهمي رئيس البيت الفني الأسبق وأحد أعضاء الفرقة إن فرقة رضا تأسست عام 1959 وهي أول فرقة تقدم الفن الشعبي على المسرح، وكانت فريدة فهمي أول فتاة جامعية ترقص في فرقة، مما جعل نظرة الناس تختلف للراقصة باعتبارنا مجتمعا شرقيا فكانوا ينظرون لها نظرة تقدير واحترام، ويلفت النظر إلى أنه عندما دخلت الفرقة أحضان الدولة منذ زمن عبد القادر حاتم الذي كان وزيرا للثقافة في ذلك الوقت بدأت الدولة تدعمها وتوفر لها مسارح خاصة، وأماكن للتدريب هذا لكونها كانت تضم القامات من المؤلفين والملحنين والمدربين، ومن جانبها ساهمت الفرقة بشكل لافت للانتباه في تشكيل الوجدان المصري، ما جعل الناس تتجه لهذا التراث، وتبحث عنه هذا لكون محمود رضا استطاع تقديم كل جديد في الحركات والرقصات وطريقة الزي مع الاحتفاظ بكينونة كل مكان كانت تمثله الفرقة وتقدم عنه رقصات، ويواصل د. فهمي عندما كنا نسافر لدول العالم كنا نشاهد حالة غير عادية من الحفاوة والترحاب بنا، كنا سفراء محترمين لمصر في مختلف العالم، وينوه د. فهمي الآن تتولى إحدى بنات الفرقة إدارتها محاولة إعادة التراث ثانية واستخراج الملابس من المخازن لتقديم العروض بشكل فيه تحديث للأعمال.
ويرى أن الفرقة تحتاج للدعم المالي فتبعيتها لوزارة الثقافة جعلتها طاردة للفنانين خصوصا بعد ثورة 25 يناير، وهذا بسبب قرار المجلس العسكري بوقف العقود والتعيينات الجديدة.
ومن جانبه يرى د. مدحت الجيار أستاذ النقد الشعبي أن فرقة رضا الآن خرجت عن المشهد الاستعراضي الذي كانت عليه من قبل، رغم قيام وزارة الثقافة بإنشاء إدارة خاصة للاستعراضات لتعطي للفرقة الفن الشعبي شرعية قانونية لممارسة عملها الفني، ويلفت د. الجيار النظر إلى أن مشاركة فرقة رضا في الأعمال السينمائية ساهم بشكل كبير في تعريف الناس بالفرقة وسرعة انتشارها، كما كانت سفيرا محترما لمصر تقدم الموروث الشعبي المصري للعالم بشكل راق، ويضيف فالفرقة قدمت العديد من الراقصات البدوية والساحلية وحاولت إعادة صياغتها واستحداث كل ما هو جديد مع الاحتفاظ بروح القديم والتراث.
ومن ناحيته يضيف د. إبراهيم شعلان أستاذ الأدب الشعبي بجامعة عين شمس أن فرقة رضا لعبت دورا بارزا في تصدير ثقافتنا للعالم من خلال الرقصات الاستعراضية التي كانت تقدمها، فنحن أصحاب أقدم حضارة ومصر همزة الوصل بين أوروبا وآسيا مما لعب دورا كبيرا في انتشار فنوننا الشعبية.
ويرى د. شعلان أن فرقة رضا لا تكرر الموروث الشعبي بل تحاول تطويره وإبراز كل ما هو جديد به، محاولة منها تذكير طوائف الشعب المختلفة بالموروث الشعبي.