الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

سكان مقابر الإمام الشافعي: مش عارفين نروح لمين؟!.. مواطن: قدمت على شقة منذ 2005.. وآخر: حي البساتين لا يعترف بنا.. ووزارة العشوائيات حبر على ورق

سكان مقابر الإمام
سكان مقابر الإمام الشافعي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يعيش سكان منطقة القبور بالإمام الشافعي حياة بائسة في ظل عدم وجود خدمات وانتشار اللصوص والمسجلين، وسط تجاهل من المسئولين لحل قضيتهم، وحالة التيه التي يقضونها يوميا بسبب الحيرة التي يعيشونها لعدم وجود حي يتبعونه.



"عايزين نعيش زي البني آدمين".. هكذا بدأ حديثه محسن حلمي، حاصل على شهادة إعدادية، ويعمل على باب الله، حسب وصفه، مؤكدًا أنه لا أحد يتصور مدي صعوبة العيش في منطقة المقابر بالإمام الشافعي مع عائلة مكونة من زوجة وأطفال، مضيفا أن العيش بمنطقة الجبانات ليست طبيعية، حيث إن الخدمات محدودة، فعلى سبيل المثال تأتي المياه يومًا وتنقطع عدة أيام.

وأشارت سيدة. أ. هـ ، إلى أنها كانت تعيش منذ صغرها بمقابر الإمام الشافعي، إلا أنها حينما تزوجت انتقلت بعيدا عن تلك المنطقة، مضيفة أنها كانت تنام في القبور في منزل والدتها ولم ينظر إليهم أي مسئول على الإطلاق، رغم أن المنطقة في المساء تكون من أخطر المناطق، حيث تأوي الخارجين عن القانون علاوة على الثعابين والحشرات التي تنتشر في كل مكان، مشيرة إلى أنها الآن تأتي إلى المنطقة يوميا لرؤية والدتها، مطالبة بضرورة التحرك في مواجهة معاناة أهالي القبور وتسليمهم الشقق التي كانت المحافظة وعدتهم بها ليخرجوا من حياة الأموات التي يعيشونها، مؤكدا أنه حينما يحل الظلام فلا أحد يخرج للشارع خوفا من السرقة على يد البلطجية الذين يتخذون المنطقة ستارا لممارسة أعمالهم الإجرامية.
وبعيون تملؤها الحسرة قال حلمي. م: إن منطقة الإمام الشافعي منسية تماما، وحينما يتحدث عنها أحد يقولون: إنها تابعة للبساتين، رغم استقلال البساتين عنها، وهو ما يجعلنا خارج الحسابات، ولا توجد أي خدمات، لافتا إلى أنه حاول عدة مرات الحصول على شقة من محافظة القاهرة في مدينة بدر منذ العام 2005، ذلك الحين يذهب للمحافظة ويتم تأجيل الأمر مع استمرار الوعود حتى شعرت باليأس، ولا أدري ماذا أفعل، واستطرد قائلا: "هجيب منين ثمن قضية وهرفعها على مين؟".


كما قال محمد عبد الحافظ، صنايعي، لا توجد أي خدمات لمن يقطنون القبور، فرغم استحداث وزارة جديدة لتطوير العشوائيات ولكن "احنا زي ما احنا" وبرغم وجود الكهرباء، إلا أن الماء لا يصل لسكان المنطقة، وهو ما يضطرهم للذهاب إلى منطقة خاصة لكي يقضوا حاجتهم أو يقومون بملء المياه، مشيرا إلى إنه منذ وقت طويل والمنطقة معزولة عن العالم الخارجي.


وأكد أحمد زعزع، الباحث في العشوائيات، ومصمم عمراني، إن العشوائيات هي أزمة قديمة تظهر على الساحة كل فترة، مشيرا غلى أن ما يعوق عملية تطوير تلك المنطقة أن بعض الأهالي يفضلون البقاء فيها لتعلقهم بها، ولا يمكن دخول الخدمات إليهم لأن القانون يمنع ذلك لكونها منطقة قبور لا تتبع الأحياء ما يشكل أزمة.
وطالب زعزع بوضع خطة ليتم نقل قاطني القبور، خصوصا أن المنطقة معرضة دائما لمشاكل اجتماعية خطيرة، ولكن يجب أن يكون النقل للمواطنين إيجابيا ولا يمسهم ، حيث يتم نقلهم في منطقة قريبة من التي يعيشون فيها.