الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تحيا مصر.. وتسقط الجماعة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لماذا ننزل اليوم للتظاهر؟ لإسقاط محمد مرسي؟ لإسقاط حكومة هشام قنديل؟ لإسقاط الدستور؟ بالتأكيد لا.. الهدف الأول غير دستوري؛ لأن الرئيس منتخب. والهدفان الثاني والثالث يتحققان بالعمل السياسي المؤسسي لا بالتظاهر.
ما يجب أن يسقط اليوم، ويختفي إلى الأبد، هو جماعة الإخوان المسلمين.. لماذا؟ لأن الحضور القوي والفعال لجماعة سرية محظورة قانونًا هو سُبّة في جبين هذا البلد. وجودها يعني أن سيادة القانون أكذوبة. حركتها الحرة تعني أننا جميعًا فقدنا حريتنا. صوتها العالي يعني أننا جميعًا صمُّ.. بكمٌ.. عُمي.
في المرة الوحيدة التي قابلت فيها وائل غنيم -مصادفة في نادي الصيد- قلت له: هذه جماعة محظورة، فرد عليّ بمرارة واضحة: أنت المحظور وليست الجماعة. وهذا منطق سليم. هذه الجماعة هي النقيض المطلق لكل خير يريده للوطن كل من يؤمن بهذا الوطن؛ فهي جماعة لا تؤمن بوطن.. الوطن كلمة دخيلة على قاموسها الحقيقي، وما تردده قياداتها عن الوطن والمواطنين لا يعدو كونه دجلاً سياسيًّا مؤقتًا إلى حين.
أخطر شعار رفعه مؤسس الإخوان المسلمين حسن البنا: “,”الإسلام وطن“,”، هو شعار ظاهره طيب وباطنه خبيث؛ فهو في عالمنا المعاصر، وبعد أن استقر المسلمون، آمنين، في كل بقاع الأرض، يشكك المسلم -أينما كان- في وطنه، ويشكك إخوته في الوطن في وطنيته وفي علاقته بهم.
ومن قواعد الإسلام أن المسلم يهاجر إلى حيث يستطيع أن يعيش كمسلم.. لا يكون الوطن وطنًا إلا إذا ضمن للمسلم أن يعيش كمسلم. ومنذ أكثر من ألف وأربعمائة عام ومصر وطن للمسلم. وكل إنكار لهذه الحقيقة، أو تجاهل لها، أو مرواغة معها، خيانة لمصر؛ لأنه تشكيك في إسلامها، وتشتيت للمصريين، وضرب لاستقرارهم وتعايشهم مع بقية إخوانهم من المصريين.
وهذه الجماعة منكِرة لحقائق الوطن، والوطنية، والمواطنة. وقد صبر عليها المجتمع طويلاً، وروضها: كانت ترفض الديمقراطية فعلمناها الخضوع مكرهة لقواعدها.. كانت ترفض الانتخابات وما تعنيه من تدافع سلمي؛ فأجبرها السادات ومبارك على احترامها. والآن أصبح لها حزب..
الحزب يعني أن روح الجماعة انتقلت من جسد الوحش السري إلى جسد بشري متحضر، وبقي علينا قتل هذا الوحش؛ حتى لا يفترس الكائن المتحضر الذي خرج من كيانه الهمجي: لا نقتله بالرصاص، ولا بالسيوف، ولا بأي شكل من أشكال العنف الذي هو لعبتهم الشريرة..
نقتل الوحش الإخواني بحظر الجماعة الدينية السياسية المارقة حظرًا فعليًّا وفعالاً؛ ليبقى حزبها، باعتباره الصورة المتطورة من الكائن الإخواني البدائي، تمامًا كما تطور الإنسان من القرد.. لا بد من احترام قانون التطور، وإلا صارت مصر كلها جبلاية قرود.. لا بد من احترام القانون الذي يحظر نشاط الجماعة، وإلا فكل شيء في مجتمعنا مهدد بالفوضى.
هذا هو هدف النزول للميادين اليوم.. أما صلاحية الرئيس فباقية لنهاية ولايته، وإن كان واجبنا أن نقول له، وبالأدب الواجب: لا تتحدث ياسيدي عن عشر سنوات قادمة فولايتك أربع سنوات، ولستَ ساكنًا في الاتحادية بعقد إيجار قديم.. عقدك معنا محدد المدة.
أما أن تتغير الحكومة، أو تتطور السياسات الداخلية والخارجية إلى الأفضل، أو تتعدل مواد الدستور، أو حتى يوضع دستور جديد، فلا يكون ذلك إلا بطريقة واحدة لا بديل عنها: بأغلبية إصلاحية في البرلمان القادم.
كل نقطة دم تسيل اليوم تهدد الوطن بنزيف قاتل.. كل مبنى يحترق سيكون تهديدًا بحريق للبلد كله.. كل صدام عنيف بين قوى سياسية قد يصبح بداية لحرب أهلية.. كل اعتداء على الشرطة أو الجيش جريمة لا تغتفر، حتى وإن بدا دفاعًا عن النفس.
لنكن سلميين حقًّا وصدقًا.. وليكن هتافنا الوحيد، أيًّا كانت صيغته: «تحيا مصر.. وتسقط الجماعة».