الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

كارتر.. "خربان زي أتوبيساته"

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
فى أواخر السبعينيات إثر توقيع اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل  "صحا المصريون على صوت مفرقعات"، وكأن الحرب قد عادت مرة أخرى، ثم تبين أن الصوت المفرقع يأتي من أتوبيسات جديدة أرسلتها الولايات المتحدة الأمريكية مخصومة من الدفعة المقررة لمصر من المعونة الأمريكية التى نصت علي عودتها اتفاقية السلام علنيا "بينما نصت فى بعض بنودها السرية على انسحاب إسرائيل من حقول البترول وتسليمها لمصر دون دفع أية غرامات أو تعويضات عن احتلال دام 15 عامًا أي نحو 5475 يومًا استخرجت إسرائيل خلالها 16 مليونًا و425 ألف برميل بترول مصري كانت ثلث الإنتاج المصري الكلي عن نفس الفترة الزمنية.
كان عراب الاتفاقية هو الرئيس الامريكى جيمى كارتر" لذا أطلق المصريون على الأتوبيسات المفرقعة" أتوبيس كارتر.
 وكان مرسوم عليه ايدين بتسلم علي بعض "رمز المعونة"، وكان صوته قادرًا على بعث الموتى.
والغريب أن أتوبيس كارتر كان باكورة دخول القطاع الخاص فى مجال النقل والمواصلات بقرار من مجلس الوزراء عام 1978.
وتمر الأيام والسنوات حتى يقوم مستر كارتر بتصدير مفرقعات جديدة باسم حقوق الإنسان وحرصه على حقوق الشعب المصري في الديمقراطية والحرية والمهلبية، وأي مصلحة.
36 عامًا تفصل بين مفرقعات كامب ديفيد وأتوبيس كارتر، وبين فرقعة إعلان مستر كارتر عن انسحاب مركزه من الرقابة على انتخابات البرلمان المقبلة، وتصفية أعماله في مصر.
وزعم البيان الصادر عن مركز مستر كارتر "أن المناخ الراهن فى مصر ليس من شأنه أن يقود إلى انتخابات ديمقراطية حقيقية، فى محاولة استباقية لتشويه صورة العملية الانتخابية فى مصر من جانب المركز الأمريكي كسابقتها بالانتخابات الرئاسية، التى شهدت لها منظمات دولية عديدة بنزاهتها.
وهى نفس الفرقعة التى افتعلها مستر كارتر فى الانتخابات الرئاسية،  وقام وقتها بإصدار تقرير يشكك فى الانتخابات قبل إجرائها.. وهو التقرير الذى كان محل سخرية واستغراب من كافة المنظمات الدولية التى قامت بمراقبة الانتخابات وأشادت بنزاهتها  "بل كان محل غضب حتى من وزارة الخارجية الأمريكية الممول الرئيسي لمركز كارتر بعد دولة قطر والتنظيم الدولي للإخوان المسلمين.
 هذا التقرير سيئ السمعة أفقد مركز كارتر الكثير من مصداقيته "خاصة أن المركز يعاني من مشاكل في التمويل منذ ما يقرب من عام.
 وكان رد الفعل ممن يمولونه لمراقبة الانتخابات فى مصر أنهم فضلوا عليه منظمات أخرى أكثر مصداقية".
من هنا كان بيان مركز مستر كارتر وما جاء به من اتهامات بأن المناخ الراهن في مصر ليس من شأنه أن يقود إلى انتخابات ديمقراطية حقيقية، هو بيان لحفظ ماء الوجه وحتى يخرج من المشهد المصري بشكل يليق بتاريخه واسمه واستعادة مصادر التمويل التى فقدها، فى الوقت نفسه إلقاء اللوم على الإدارة المصرية، وإحراجها على المستوى الدولي،  لصالح إخوانه المسلمين.
جيمى كارتر هو الرئيس رقم 39 للولايات المتحدة الأمريكية "ولم يحظ إلا بولاية واحدة فقط بعد أن هزمه رونالد ريجان في الولاية الثانية ,, وبعد ان لبس البيجامة قرر التفرغ للعب دور حمامة السلام تحت رعاية المخابرات المركزية الامريكية "وهى التى تتولى إدارة مركزه حاليا، حيث يعتبر مركز مستر كارتر معقلا متميزًا لعملاء المخابرات الأمريكية وماملكت أيمانهم من العملاء العرب والمصريين.
جيمى كارتر الدى احتفل من أسابيع قليلة بعيد ميلاده التسعين مازال على خطى الأجندة الامريكية التى استهدفت تقسيم مصر بمعاونة الإخوان المسلمين، وهى الأجندة التى أفشلها الشعب المصري فى ثورة 30 يونيو.
كان كارتر مغرمًا بالإخوان وفلوسهم وقال أكثر من مرة وفي أكثر من اجتماع أن نظام الإخوان ديمقراطي ويحافظ على السلام مع إسرائيل "وهذا هو مربط الفرس"،  بينما أصاب العمى والصمم مستر كارتر ومنعه من متابعة كل جرائم إخوانه في عمليات الإرهاب من قتل واغتيال وحرق وتدمير للمنشآت العامة، ولم يصدر عن مركزه ولو كلمة إدانة واحدة.
من هنا أيضًا لم يكن غريبًا أن جماعة الإخوان الإرهابية قد أعلنت أنها ستقاطع الانتخابات البرلمانية المقبلة، مشاركة وتصويتًا، جاء ذلك بعد اجتماع للتظيم الدولى للإخوان أعقبه لقاء مع مستر كارتر، وهى اللقاءات التى لم تتوقف طوال السنوات الماضية، "وكان أشهرها قيام جيمى كارتر بعد تفقده لجنة مدرسة السيدة عائشة الابتدائية، وعدد من اللجان الانتخابية فى 2012، بالتوجه إلى مكتب الإرشاد بالمقطم حيث التقى هناك المهندس خيرت الشاطر النائب الأول للمرشد العام للإخوان الذى كان يترأس غرفة عمليات الإخوان، وجلس الاثنان وقتًا طويلًا، وبالطبع لم تكن " قعدة طاولة أو كوتشينة".
اليوم وبعد أقل من أسبوع انتهت فرقعة مستر كارتر وتوابعه الإخوانجية "مثلما ذهبت أتوبيساته إلى تجار الخردة فى وكالة البلح والفراهدة" وكل البيانات الصادرة من مستر كارتر أو المساتر أعضاء التنظيم الدولي لجماعة حسن البنا.. هى شغل كفتجية " سيعود مركز كارتر مرة أخرى باسم آخر "وسيخوض الإخوان انتخابات مجلس النواب بأسماء أخرى" وستبقى مصر تعالج كل الخربانين من الأتوبيسات إلى أصحابها وتوابعهم.