الأربعاء 29 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

تقارير وتحقيقات

الإرهابيون يسعون لتحويل مطروح إلى "سيناء ثانية".. التضييق الأمني في سيناء يدفعهم للبحث عن مأوى جديد.. الطبيعة القبلية والجغرافية لمطروح تلفظ الإرهاب.. والمحافظ يؤكد: نحن حماة البوابة الغربية لمصر

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

"السرحاني: علينا توخى الحيطة والحذر حتى لا تقع محافظتنا في مستنقع الإرهاب

"المالكي": مطروح لا تتبني أيدولوجية العنف تجاه السلطة.. ولم تحمل يومًا فكرًا ضد الدولة

"أبو الحنفة": شعار "القاعدة" يهدف للفتنة بين القبائل.. ولن نسمح بمرور الإرهاب في باديتنا

راغب: مطروح تختلف تمامًا عن سيناء ولا يحمل أهلها السلاح ضد الجيش والشرطة


يوما بعد يوم تظهر جهود الأجهزة الأمنية بوزارتى الدفاع والداخلية على أرض شبة جزيرة سيناء، والتي أسفرت عن محاصرة الإرهاب والإرهابين من أعضاء الجماعات الجهادية المتشددة والتكفيرية الذين يعيثون في الأرض فسادا يحرقون ويقتلون أبناء الوطن من العسكريين والمدنيين دون أي ذنب.

وشن الجيش العديد من العمليات العسكرية المطورة بجبال ووديان سيناء وتستهدف محاصرة الإرهابين وتضيق الخناق عليهم، لتطهير شبة الجزيرة من شرهم وطغيانهم، خاصة تنظيم "أنصار بيت المقدس" الذي اختفى معظم قياداته من سيناء نتيجة تصفيتهم من قبل أجهزة الأمن أو خشية من الملاحقات الأمنية.

وبعد تضييق الخناق على قوى الإرهاب بأراضي سيناء، بدأت هذه الجماعات الإرهابية تبحث عن مآوى جديد من الأراضى المصرية لنقل مسرح عملياتهم التي تستهدف عناصر الجيش والشرطة من سيناء إلى هذه الأرض، وتسعى قوى الإرهاب إلى تحويل محافظة مطروح إلى ملجأ لهم، وبدئوا يعلنون عن تواجدهم قبيل انتهاء شهر رمضان الماضى من خلال طبع شعار تنظيم أنصار بيت المقدس على جدران المدارس والمستشفيات وساحة صلاة العيد بزاهر جلال ومدخل مدينة مرسي مطروح.

هذا الشعار، دفع الأجهزة الأمنية بالمحافظة إلى تكثيف إجراءاتها وتحرياتها للتوصل إلى الأشخاص الذين وضعوا هذا الشعار، وبعد ذلك بنحو أسبوعين وقع حادث الضبعة الإرهابى الذي راح ضحيته ضابط شرطة و4 مجندين من قوة تأمين الطريق الساحلى بمديرية أمن مطروح، لقوا مصرعهم بعد استهدافهم بالأسلحة الثقيلة من قبل عناصر إرهابية كانوا يستقلون 3 سيارات دبع رباعى سوداء اللون، حسب رواية أحد شهود العيان، حيث سكبوا عليهم البنزين وأشعلوا النيران فيهم مما أدى إلى تفحمهم بالكامل.

وأعلن التنظيم الإرهابى مسؤوليته عن هذا الحادث في تحديا واضحا لأجهزة الأمن، وحتى يقذفون الرعب في قلوب الأبرياء وأصروا على حرقهم بعد بعد أن أردوهم قتلى، كما حرقوا المسلمين بعد فض اعتصامى رابعة والنهضة بعيدا عن انتمائهم فهم مسلمون ووجب الثأر لهم – كما ورد في بيان المسئولية الصادر عن التنظيم.


وقال عبد المنعم إسرافيل السرحاني، المتحدث الرسمي باسم مجلس العمد والمشايخ بمحافظة مطروح، إن المؤامرات الخسيسة ﻻزالت تحاك بمحافظتنا للوقيعة بها في مستنقع الإرهاب الأسود، مناشدًا الجميع بضرورة توخي الحذر والحيطة، وأن يكونوا جميعًا على مستوى المسئولية واليقظة التامة لما يدور حولهم من مخططات شيطانية للنيل من محافظة مطروح ومن مواقف قياداتها وأهلها الوطنية الشريفة، والتي باتت أيادٍ نجسة تتحرك ليل نهار للنيل منها والوقيعة بين أهلها.

وناشد أهالي المحافظة أن يكونوا عينًا ساهرة على كل شبر من أرض مطروح، وخاصة سكان الصحراء حراس أمن الحدود الغربية لمصر المحروسة، ويجب عليهم اليقظة ورصد أي تحركات غريبة ﻷى أشخاص غرباء حتى لا تصبح مطروح أرض خصبة يتحقق فيها حلم الإرهاب أو أي معتد على أمن وسلامة مواطنيها وأراضيها، فلابد من حراسة أراضينا وممتلكاتنا ومؤسساتنا.

وأكد السرحانى أن تاريخ الأجداد يكفى أن نقول لكل متربص بنا هاهم أحفاد مجاهدى معركة "وادى ماجد" فلا نكون في غفلة من أمرنا ويتحقق مرادهم، اليقظة اليقظة يا أبناء مطروح الشرفاء.


من جانبه، أكد سليمان فضل العميرى، عضو المجلس المحلى الشعبى لمحافظة مطروح سابقا، أن مطروح لم ولن يدخلها ما يسمى بالإرهاب، وذلك لوعى شعبها أولا وطنيته التي لا نقاش فيها، ثانيا الطبيعة القبلية التي علی أرض مطروح تجعل من المستحيل أن تكون المحافظة راعيه للإرهاب لأن كل قبيله لها أرض التي تعيش فيها ولها حدودها المعلومه لجميع القبائل.

وتابع العميرى إنه في حالة تعدٍ أی قبيله أو فرد من قبيله أخرى عليها تقوم الدنيا ولا تقعد، وتحدث مشاكل جمه تصل في بعض الأحيان إلی الاشتباكات التي ربما تسفر عن وفيات ومصابين، فما بالك بأحد من الخارج يدخل البلاد ويقيم جماعات مسلحة وتكون لها أنشطة تخريبية يقصد من ورائها تنفيذ بعض الأعمال الإرهابية. فنحن أبناء قبائل نعرف بعضنا البعض جيدًا، فلو دخل بيننا أی غريب نعرفه فی التو واللحظه، ويوضع تحت المراقبه للتعرف علی هويته وطبيعة عمله وما مقصده.

وأكد إن مطروح بطبيعة رأسها المنبسطه وعدم وجود جبال بها كسيناء يلجأ لها من يريد الهروب من الأمن، لأنه سيكون مكشوف ويرصد فی الحال، وعن كتابة شعار القاعده علی أسوار المدارس فهذا لا يرقى إلی تصنيفه عن وجود بعض الخلايا الإرهابيه لكونه تصرف صبيانی بحت ولا علاقه له بما حدث فی الضبعة.


وأوضح أيمن غازي، رئيس مركز الدراسات الاقتصادية بمطروح، أنه لاشك أن المناطق القبلية بيئة خصبة للأفكار المتطرفة، فهكذا علمتنا التجارب فذلك اتضح في قبائل البشتون في أفغانستان وباكستان وكذلك في العراق وسوريا وليبيا، وبالتأكيد سيكون في مطروح من يتجاوب مع تلك الأفكار بسبب غياب دور الدولة لعقود طويلة، وبالتالي غياب التعليم والوعي والتثقيف والادماج الحقيقي في المجتمع.

ورغم ما سرده غازى، إلا أنه يؤكد إن لمطروح استثناء فالغالبية العظمي من أبناء القبائل مع الدولة وسلامة أمنها القومي، فهي قبائل مسالمة بطبيعتها وتسعي للاستقرار والتنمية الاقتصادية لمجتمعاتها، هذه هي القاعدة الجامعة لأبناء القبائل خاصة مع اتساع شريحة المتعلمين بها والاختلاط الواضح في السنوات الأخيرة بالمجتمع المصري وعلاقات المصاهرة والتجارة، ولكن هذا لا ينفي معدلات الخطر في إمكانية تجنيد بعض الأشخاص لإثارة القلاقل، ولكن سرعان ما سينكشفوا ولن يكون لهم تأثير.

ويقول إنه ير إن الخطر الحقيقي يكمن في اختراقات الحدود خاصة في ظل الصراع الدامي الدائر في ليبيا أخيرًا، والإرهاب معركته طويلة لكني واثق إنه سيهزم في مصر وعلينا الإيمان بذلك وتقبل خسائرنا في هذه المعركة واتخاذ ما يلزم لتخفيض تلك الخسائر قدر الإمكان.


وقال عبد الله المالكى المحامى والناشط السياسي، إنه لا يوجد إرهاب ممنهج ومؤدلج بمطروح، بمعني إنه ليس ثمه من ينتهجون فكرًا مرتكزًا على تكفير السلطه والنظام الحاكم واستحلال إسقاطه بالقوه المسلحة أو إشاعه الفوضي والخراب، صحيح هناك الكثير من الناس يتعاطفون مع نظام مرسي العياط لعده اعتبارات منها ماهو إسلامي ومنها ما متعلق بكونه منتخب شرعي، لكن هذا لم يؤدٍ إلى النزوع للعنف في وجه الدوله أوالتخريب، استثناء ماحدث من بعض الغوغاء وبعض الإخوان يوم فض الاعتصام برابعة والنهضة وهم محبوسون الآن.

كما أن القبائل هنا تميل إلى الحكمه وتحكيم العقل والمنطق، وليس لهم أدنى منفعه في مواجهه السلطه الحاكمه، كما أنهم يدركون إن السلطه الحاليه لا تتهاون ولا تتواني في مكافحه أي عمل يشتم منه رائحه الإرهاب، لكل ما سبق فانا أرى أن مطروح لا تتبني أيدولوجيه العنف تجاه السلطه، ولم تكن يوما ما تتبني نهجا يحمل فكرًا ضد الدولة.


واعتقد حوسين عيد جبر، أبرز القيادات الشبابية والمرشحة لعضوية البرلمان المقبل، أنه بعد التضييق الأمنى في الإسماعيلية وشبة جزيرة سيناء كان لابد للجماعات الإرهابية المتطرفة، والتي تعمل بتوجيه سياسي أن تجد مكان آخر يجعل منها حاضرة بقوة لايصال رساله إن مصر ليست آمنه، ومن هذه الأماكن الصحراء الغربيه ومحافظه مطروح، التي تقع على الحدود المصرية الليبيه والتي يبلغ طولها أكثر من الألف كليو ويسهل الوصول إليها عن طريق الفيوم والواحات، لكن الشيء المؤكد إن الفكر التكفيرى غير موجود عند أبناء مطروح ولايوجد حاضن لهذه الجماعات، وإنه من الصعب أن تعمل هذه الجماعات بسهوله في مطروح رغم إنها تحاول لكن لا توجد بمطروح تضاريس جغرافيه تساعدهم على ذلك، إضافة إلى أن الطبيعه القبليه ترفض هذا الفكر ولاتسمح بوجوده ولاتحميه، ولكن يجب على الجميع أن لايستهين بالأمر وأن تعمل جميع الجهات على محاربه ذلك، سواء عن طريق التدابير الأمنيه أو التوعيه الدينية عن طريق الأزهر أو الشخصيات العامه والسياسيه والمثقفين والعمد والمشايخ والعواقل، وأن يكون هناك تنسيقًا بين الجميع حتى لاتكون مطروح سيناء أخرى.


البرلمانى السابق عن حزب النور السلفى عبد السلام راغب، يقول إن كلمة الإرهاب كلمة هلامية لم يحصل تعريف لها أصلًا حتى تنضبط، ومن ثم نحن نحتاج إلى أن نعرف ماهو الإرهاب، مؤكدًا إن طبيعة مطروح تختلف تمامًا عن طبيعة أهل سيناء فىٍ أشياء كثيرة منها: عدم وجود خصومة بين الجيش المجتمع المطروحى، وأهل مطروح مسالمين بالفطرة وليس عندهم الاستعداد لحمل السلاح ضد الجيش والشرطة حتى لو ظلموا، فضلًا عن انتشار الفكر السلفى وتجذره في المجتمع المطروحى منذ 35 سنة، وهى عامرة بالقرى السياحية وأنواع السياحة المختلفة والتي تعد مصدر رزق الأهالي بخلاف سيناء فهى شبه خالية من العمران، والطبيعة الجبلية في سيناء غير موجودة بمطروح، ومن ثم يصعب وجود جماعات متطرفة تختبىء في الصحراء، والطبيعة القبلية في مطروح تختلف عنها في سيناء، وأيضًا تعرض سيناء لفترة طويلة من الإحتلال قد أثر على سكانها ومجتمعها بخلاف مطروح، ولو قدر ووجد بعض من يحمل فكرًا متطرفًا فهو من خارج المحافظة وهم قليلون جدًا ولا يمثل الظاهرة ولا يحتاج إلى التضخيم الذي يأتى بنتيجة سلبية.


ورأي قال عبد الحليم أبو الحنفة، أمين عام حزب حماة مصر بمطروح، مرشح الشباب لعضوية مجلس النواب، إن ما حدث في مرسي مطروح من شعارات لتنظيم أنصار بيت المقدس والقاعدة، ماهو الإ للفتنة بين القبائل، مؤكدًا إن مطروح على مر التاريخ لم يكن فيها خائن أوعميل أو جاسوس واحد، والقبائل بطبيعتها متماسكة ويوجد ترابط أسرى قوى بينها، ولقد حارب أجدادنا ورفضوا الإماره في مطروح من أجل السيادة المصريه، فلن ولن نسمح حتمًا بمرور هذا الإرهاب الأسود واختراق محافظتنا وباديتنا ومن ثم مصرنا الغالية.


وشدد محافظ مطروح اللواء بدر طنطاوى الغندور، على الوطنية التي يتمتع بها أبناء المحافظة، وأنهم حماة البوابة الغربية لمصر، ولم يصدر عن أي مواطن منهم أي عمل يسيئ إلى وطنيتهم، بل كانوا دائما داعمين للمصلحة الوطنية للدولة، وهناك شواهد عديدة على ذلك منها المصالحة الوطنية عقب ثورة 30 يونيو، وإعلان تكاتفهم مع جهود الدولة من أجل التنمية والتقدم مع تسليم الأرض المخصصة لإقامة المحطة النووية بالضبعة، وغيرها من الأعمال البطولية والوطنية التي شهدت بها مصر، مضيفًا أن حادث الضبعة الإرهابي سيزيد الدولة المصرية إصرارًا وعزيمة على مكافحة الإرهاب، والوقوف ضده صفا واحدًا حكومة وشعبًا للعبور بمصر لبر الأمان، مع وعى الشعب المصري جيدًا ما يحدث ضده داخليًا وخارجيًا.


وأكد مدير أمن مطروح اللواء العنانى حمودة، على وطنية أبناء مطروح، والدور الكبير الذي يلعبه مجلس العمد والمشايخ بالمحافظة، والذي يعمل بالتوازى مع الأجهزة الأمنية لاقرار الأمن والسلام في المجتمع المطروحى، ودورهم وقت الأزمات والظروف الصعبة التي مرت بها البلاد في أعقاب ثورة يناير، وأثناء تداعيات فض اعتصامى رابعة والنهضة، مضيفًا إنه تم تعزيز الخدمات الأمنية بمطروح بعدد 4 مصفحات حديثة و12 سيارة دفع رباعى حتى تتمكن من السير بالدروب والمدقات الصحراوية، وأكد إنهم يتعاملون مع أي معلومات أو بلاغات بجدية ويتخذون كل الإجراءات للتصدى لأى أعمال إرهابية أو خارجة عن القانون.