الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

العالم

يديعوت: إخفاقات إسرائيل خلال 50 يومًا من الجرف الصامد

العدوان الإسرائيلي
العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" إن خمسين يوما مرت على عملية "الجرف الصامد"، ويعد هذا وقتا مناسبا يصلح للبحث عن إنجازات هذه المعركة وإخفاقاتها، بل إنه زمن طويل يكفي لاستيضاح ماذا حدث لإسرائيل في مواجهة العدو الذي يفترض أن يكون "الأسهل" في المنطقة، والبحث حول كيفية انجرار الجيش لحرب استنزاف والتمعن في كيفية خسارتنا لبلدات الجنوب.
خمسون يوما قصفت فيها إسرائيل حماس، واغتالت كبار قادتها، ولم يرفع قطاع غزة يديه مستسلما، وكانت الحكومة والجيش الإسرائيلي قد التزما بأن تكون المعركة قصيرة وسريعة بانتصار سهل، لكن وبعد خمسين يوما لا تزال نهايتها غير بادية في الأفق.
وبحث الكاتب "يوسي يهوشع" مواقف المسئولين في الحرب واعتبرها من باب الاستفادة من الدروس، فتناول أولا مواقف رئيس الوزراء "بنيامين نتنياهو"، ووزير الدفاع "موشيه يعالون"، وقال الكاتب: "أظهر هذان الرجلان اللذان يقفان على قمة الهرم الأمني ضبطا كبيرا للنفس طوال الخمسين يوما الماضية، وحظيا بالثناء حتى من خصومهما، ولكن مشاعر الجيش تجاه وزير الدفاع سيئة، وبدأت تلك المشاعر تتسرب إلى قيادات الجيش بسبب تخبط تصريحات يعالون، الذي قال إن معالجة الأنفاق ستستغرق من يومين إلى ثلاثة أيام، ثم احتاجت تلك المعالجة من أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع، وتكلل هذا الشعور مع عدم ذهاب يعالون لكيبوتس ناحال عوز في الجنوب السبت الماضي، بسبب تهديد قذائف الهاون، خاصة أن الشاباك أبلغ يعالون بأنه يتحمل المسؤولية عن نفسه، ليكون قدوة شخصية في بلدة لا قدرة فيها للسكان ومُربيات رياض الأطفال والأولاد على أن يتجولوا في سيارة مدرعة ومرتدين دروعا واقية.
وبالإضافة إلى ذلك فإن يعالون ونتنياهو هما اللذان وافقا على الهدنة الأولى، ومن الفزع تصور ما كان سيحدث لو نقضتها حماس آنذاك، يعالج جنود الجيش الأنفاق، ومع انطلاق العملية البرية التي كان يعارضها يعالون إلا أنها كانت عملية محدودة غير حاسمة، ما يلقي بمسئولية نتائج هذه المعركة التي طالت زمنا طويلا دون حسم ودون أفق نهاية على عاتق كل من نتنياهو ويعالون.
وعن "بيني غانتس" رئيس الأركان فقد نجح في تحقيق الأهداف التي حددتها الحكومة، حيث تدمرت الأنفاق الهجومية، وأصيبت بنية غزة التحتية بقوة كبيرة، وأثبتت سلسلة اغتيالات الأسبوع الماضي أن قيادة الذراع العسكرية العليا للمنظمة الإرهابية ليست منيعة، ولكن خطبته التي دعا فيها سكان الجنوب إلى العودة لبيوتهم لا داعي لها، كما أنه على مستويات عسكرية فإنه لم ينشئ خلال مدته خطة واحدة لتطوير مستقبل الجيش، ويمكن أن نتهم الحكومة بذلك، لكن يجب القول إنه لو وُجد رئيس أركان آخر لقلب الطاولة، وجاءت نتيجة عمل غانتس بأن الجيش البري تعفن، حيث خفض عدد تدريبات الألوية إلى الربع، ولم تتدرب الكتائب الاحتياطية، كما أُوقفت ألوية المشاة عن التدريبات العملياتية لعشرة أشهر.
لقد قاد غانتس ويعالون تصورا أجاز تقليص ميزانية الجيش البري، على ألا يكون التقليص من سلاح الجو أو الاستخبارات في الأساس، وفشلا في تخطيط خريطة التهديدات الحقيقية خلال الفترة التي شهدت معارك شديدة بين وزارتي الدفاع والمالية، وفي هذا الشأن لا يقل وزراء الحكومة ذنبا إن لم يكن ذنبهم أكبر.
وقال يهوشع: "إن الحرب في غزة تحتاج لعمليات قتالية قوية وجريئة، حتى وإن لم تحرز حسما عسكريا، لكنها ستؤثر نفسيا ومعنويا في العدو، وللتذكر فإن الجيش الإسرائيلي خلال حرب لبنان الثانية قام بـ23 عملية خاصة في 33 يوما، أما في عملية الجرف الصامد فنفذت خمس عمليات كهذه فقط في خمسين يوم قتال، فنجح العدو في قراءة الجيش الإسرائيلي، واستعد بحسب ذلك، فلقد أحبطت المقاومة عملية قوات الصاعقة البحرية مثلا التي نفذت أول أيام الحملة، فانسحب مقاتلو الوحدة البحرية تحت النيران، وخلال الأسبوعين الماضيين جمد يعالون عمل الجيش ليعمل بطريقة الرد فقط، أما عمليات القصف بسلاح الطيران فتتم بتوجيهات من الاستخبارات، وحتى هذا لا يغير طريقة عمله عندما يخفق في إصابة الهدف.
وعلى مستوى الاستخبارات فإن أكبر إنجاز لها هو سلسلة الاغتيالات الناجحة لقادة الذراع العسكرية لحماس خلال الأسبوع الماضي، كما أنجزت الاستخبارات على مستوى المعلومات الاستخبارية التكتيكية التي قدمتها شعبة الاستخبارات لقادة الألوية بشكل مباشر عبر الحاسوب المحمول، ولكن كان التقدير الاستخباري مع خطف الفتيان الثلاثة هو أن حماس لن تسعى لمواجهة عسكرية، وتصرفت اسرائيل بحسب ذلك، ثم جُرت الى الحرب، ليتبين خلال المعارك مسألة الأنفاق، فلقد كان على غانتس أن يترجم السيناريوهات التي عرضها اللواء "افيف كوخافي" رئيس الاستخبارات العسكرية، في ألواح العرض والتقارير إلى خطة عسكرية تستهدف تدريب القوات على محمة معالجة الانفاق، وزيادة عدد وحدات الهندسة المختصة بذلك، لكن ذلك لم يحدث، ما اضطر قادة الألوية الذين جاءوا الى القطاع بالاكتفاء بالحصول على مواقع الانفاق، واختار كل قائد لواء لنفسه طريقة عمل مختلفة واستُخلصت الدروس خلال القتال، ولم يدفع الثمن إلا الجنود.
وعن "سامي ترجمان" قيادة المنطقة الجنوبية، قال يهوشع إن ترجمان كان أول من عرف بتهديد الأنفاق، وكان أول من دعا إلى القيام بعملية ضدها منذ عدة أشهر، ولكن الرد على طلبه جاءه منذ شهر فقط، عندما كان ظهر الجيش ملتصقا بالحائط.
وأما عن القبة الحديدية فقال يهوشع إنها تقف على رأس قائمة النجاحات، حيث اعترضت 90% من الصواريخ التي أطلقتها حماس على إسرائيل، وهي المهمة الأصعب في ضوء معرفة أنه تم إطلاق 4382 صاروخا على إسرائيل، إلا أن القبة لم تسجل تفوقا في صد قذائف الهاون، الأمر الذي جعل حماس تقرر تكثيف طلقاتها من الهاون فحققت إنجازا لها في محيط غزة حيث فر السكان الإسرائليون من منازلهم.
وتحظى منظومة "معطف الريح" لحماية دبابات الجيش الإسرائيلي بالمرتبة الثانية في قائمة النجاحات، حيث استخدمت هذه المنظومة حوالي 15 مرة على الأقل خلال الجرف الصامد.