الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

استشهاد عقيد ونقيب بإدارة المفرقعات.. وإصابة مدير إدارة المفرقعات بإصابات خطيرة ونقيب وخمسة أفراد شرطة أثناء إبطال مفعول 6 قنابل عثر عليهم في شارع الأهرام أمام نادي هليوبوليس بالاتحادية

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
استمرارا لمسلسل الانفجارات التي تقوم بها جماعة الإخوان الإرهابية من خلال زرع القنابل في كل مكان، واستهداف رجال الشرطة الشرفاء والمدنيين الأبرياء، شهد اليوم انفجار 5 قنابل بمحيط قصر الاتحادية مما أدى إلى استشهاد العقيد أحمد العشماوي ضابط بقسم المفرقعات بمديرية أمن القاهرة، أثناء قيامه بأداء واجبه في فحص قنبلتين أمام نادي هليوبوليس بمصر الجديدة بالقرب من محيط قصر الاتحادية، كما أصيب النقيب طارق عبد الوهاب من نفس الإدارة وأميني شرطة ورقيب هم: "أشرف السيد، أحمد عوض الله، جمعة محمد، وذلك أثناء قيامهم والعقيد الشهيد بفحص قنبلتين.
بعد هذا الحادث بما يقرب من ساعة استشهد النقيب محمد لطفي من إدارة المفرقعات وأصيب اللواء علاء عبد الظاهر مدير إدارة المفرقات في انفجار قنبلة ثانية بشارع الأهرام، وانتقل اللواء علي الدمرداش مساعد وزير الداخلية مدير أمن القاهرة، ونائبه لقطاع الشرق اللواء يحيى العراقي، والعميد سيف سعد زغلول مأمور قسم مصر الجديدة، واللواء محمد قاسم مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة ونائبه اللواء عصام سعد، وأشرفوا على نقل جثمان الشهيد إلى مستشفى الشرطة بمدينة نصر.
وأمر اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية، بتشكيل فريق بحث لكشف غموض الحادث وتحديد الجناة والقبض عليهم، كما أمر بتوفير كافة الرعاية الصحية للمصابين.
وأشارت المعلومات الأولية إلى أن الجناة قاموا بزرع عبوتين ناسفتين، ثم أبلغوا أجهزة الأمن بوجود جسم غريب أمام نادي هليوبوليس بمصر الجديدة، وأثناء قيام القوات بفحص البلاغ ومحاولة تفكيك القنبلة وإبطالها انفجرت القنبلة الأولى فيهم، وأسفرت عن استشهاد العقيد أحمد العشماوي وبتر يد النقيب طارق عبد الوهاب، كما أصيب أميني شرطة بإصابات بالغة، بينما نجح خبراء المفرقعات في إبطال مفعول القنبلة الثانية.
وأصدرت وزارة الداخلية، بيانا، نعت فيه الضابط الشهيد حيث صرح مسئول مركز الإعلام الأمني أن الخدمات الأمنية المكلفة بملاحظة الحالة بشارع الأهرام دائرة قسم مصر الجديدة، اشتبهت في عبوتين وعند قيام القوات بالتعامل معها انفجرت إحداهما وأسفرت عن استشهاد العقيد أحمد أمين العشماوي خبير المفرقعات بالإدارة العامة للحماية المدنية بالقاهرة، وإصابة عددا من رجال الشرطة تم نقلهم للمستشفى وتمكنت القوات من إبطال مفعول القنبلة الثانية وتفكيكها، وقامت القوات بفرض طوقا أمنيا بالمنطقة وتمشيط كافة المناطق الأخرى تحسبا لوجود عبوات أخرى.
وقد تم الاستعانة بأجهزة حديثة ومتطورة للكشف عن المفرقعات على مسافة بعيدة
انفجار قنبلة ثانية.
وبعد حوالي ساعة من انفجار القنبلة الأولى فوجئت القوات أثناء تمشيط المنطقة بالكلاب البوليسية وخبراء المفرقعات عثرت على قنبلتين آخرتين على مسافة حوالي 200 متر من القنبلة الأولى، وأثناء قيام خبراء المفرقعات بالتعامل معهما انفجرت إحداهما وأسفر الحادث عن مصرع النقيب محمد أحمد لطفي بإدارة المفرقعات وإصابة مدير إدارة المفرقعات بالحماية المدنية بالقاهرة اللواء علاء عبد الظاهر كما أصيب ضابط آخر وفردين أمن بالمفرقعات، وقد أحدثت القنبلة الثانية دويًا كبيرًا أثار الذعر بالمنطقة، وعقب ذلك كلف اللواء على الدمرداش مدير أمن القاهرة، خبراء المفرقعات بعمل مسح شامل في محيط القصر، وعلى مسافات أخرى بقطاع شرق القاهرة ومدينة نصر ومصر الجديدة خاصة بالقرب من المنشئات الهامة والشرطية، وتم استخدام أحدث الأجهزة في عمليات المسح؛ تحسبًا لوقوع أي انفجارات أخرى.
وأشارت التحريات والمعاينات المبدئية إلى أن عناصر الجماعات الإرهابية وراء ارتكاب الجريمة البشعة، التي هددت بتصعيد عملياتها الإرهابية بمناسبة ذكرى ثورة 30 يونيو.
وأضافت التحريات والمعاينة المبدئية، أن القنابل بدائية الصنع تحتوي على كمية من البارود والمسامير ويتدلى منها أسلاك معلق في نهايتها شريحة تليفون محمول لتفجيرها عن بعد.
من ناحية أخرى، تم تشكيل فريق بحث بالتنسيق مع الأمن العام والأمن الوطني ومباحث الوزارة ومباحث القاهرة لضبط مرتكبي الحادث البشع، وتم التحفظ على بقايا القنبلة الأولى بالإضافة إلى القنبلة الثانية التي لم تنفجر.
وانتقلت النيابة العامة بإشراف المستشار محمد رمزي المحامي العام لنيابات شرق القاهرة، إلى مكان الحادث وقامت بعمل المعاينة اللازمة واستمعت إلى أقوال الشهود وكلفت المعمل الجنائي بمعاينة مخلفات القنبلة التي انفجرت وتحديد محتوياتها.
كما استمعت النيابة لعدد من الضباط والأفراد المكلفين بتأمين المنطقة حيث أكد جميعهم أن القوات المتمركزة اشتبهت في جسم غريب وتم إخطار خبراء المفرقعات التي انتقلت وأثناء فحص البلاغ انفجرت إحدى القنبلتين .

تهديدات الإرهابية

وكانت عناصر الجماعات الإرهابية هددت بتحويل يوم ذكرى ثورة 30 يونيو و3 يوليو إلى أيام دموية تستهدف فيها رجال الجيش والشرطة؛ انتقاما لعزل مرسي، وارتكبت عدة عمليات إرهابية سابقة في شبه جزيرة سيناء وبعض المحافظات آخرهم التفجيرات التي تمت في محطات مترو الأنفاق، وتعاملت أجهزة الأمن معها بكل جدية وقامت بتأمين المواقع الهامة والإستراتيجية والميادين وتكثيف التواجد الأمني بميادين التحرير والاتحادية ورابعة ورمسيس والعباسية؛ تحسبًا لأي أعمال عنف، ولكن نجح بعض أفراد الارهابية في التسلل وزرع قنبلتين بدائيتين بشارع الأهرام بمحيط قصر الاتحادية أمام البوابة الرئيسية لنادي هليوبوليس، ونظرًا ليقظة أفراد الأمن تم التعامل مع القنبلتين حيث انفجرت القنبلة الأولى عندما اقترب خبراء المفرقعات منها لتفكيكها .

الأخبار في موقع الحادث

انتقلت قوات الأمن إلى موقع الحادث، حيث سادت حالة من الفزع والرعب بين جميع أهالي المنطقة وتم إغلاق شارع الميرغني وشارع الأهرام وجميع الشوارع المحيطة بقصر الاتحادية، كما تواجد منذ اللحظات الأولى اللواء علي الدمرداش مساعد الوزير لأمن القاهرة، واللواء محمد قاسم مدير الإدارة العامة للمباحث، ونائبه اللواء عصام سعد مدير مباحث العاصمة،
وتم الاستعانة بالكلاب البوليسية المدربة وأجهزة الكشف عن المفرقعات الحديثة وأجهزة الاستشعار عن بعد.
وسادت حالة من الحزن بين جميع القيادات الأمنية بمديرية أمن القاهرة وانتقل جميع ضباط قسم شرطة مصر الجديدة بقيادة العميد سيف سعد زغلول مأمور القسم.
ورفض عدد من ضبا ط إدارة الحماية المدنية التحدث؛ نظرًا لحالة الحزن التي ظهرت واضحة على وجوه جميع الضباط عقب مصرع العقيد أحمد العشماوي ضابط المفرقعات في انفجار العبوة الناسفة الأولى بمحيط قصر الاتحادية.
وأكد مصدر أمني بالقاهرة خلال تواجده بموقع الحادث أن الشهيد العشماوي تمكن من تفكيك القنبلة الأولى التي تم الإبلاغ عنها، إلا أن القنبلة الثانية انفجرت بالقرب منه حيث تمكن من إبطال مفعول الأولى وفصل الأسلاك الموصلة للدائرة الكهربائية خلال وقت قياسي قبل انفجارها، إلا أن القدر كان أقوى منه فاستشهد في انفجار القنبلة الثانية.
رصدت الأخبار تشديد الإجراءات الأمنية اليوم بكافة المناطق الحيوية والمنشآت الهامة بمحيط قصر الاتحادية التي أسقط فيها حكم جماعة الإخوان، وتم نشر قوات الأمن المركزي وسيارات الدوريات الأمنية بكافة الميادين والشوارع لتأمين المواطنين، والتعامل مع أي أحداث شغب.
من جانبه أكد اللواء عصام سعد مدير مباحث العاصمة، أن الخدمات الأمنية المكلفة بملاحظة الحالة بشارع الأهرام دائرة قسم شرطة مصر الجديدة بمحيط قصر الاتحادية اشتبهت في عبوتين وعند قيام القوات بالتعامل معهما انفجرت إحداهما، وأسفرت عن استشهاد العقيد أحمد أمين عشماوي خبير المفرقعات بالإدارة العامة للحماية المدنية بالقاهرة وإصابة النقيب طارق عبد الوهاب، أمين الشرطة أشرف السيد، أمين الشرطة أحمد عوض الله، رقيب جمعة محمد وجميعهم من قوة الحماية المدنية بالمديرية وقد تم نقلهم للمستشفى .
وتمكنت القوات من إبطال مفعول الأخرى وتفكيكها، وخلال عملية التمشيط انفجرت عبوة أخرى أسفرت عن استشهاد النقيب أحمد محمد لطفي بإدارة المفرقعات وإصابة آخرين.
وقامت القوات بفرض طوق أمني بالمنطقة وتمشيطها وكافة المناطق الأخرى، تحسبا لوجود عبوات أخرى.

شهود العيان

في سياق متصل، أكد عدد من الشهود العيان الذين توجدوا بالصدفة وقت الانفجار الذي وقع أمام قصر الاتحادية أن الأمور كانت تسير بصورة طبيعية وسط تواجد أمني من قبل قوات حرس القصر الاتحادية حيث كانت عقارب الساعة تشير إلى العاشرة الصباح، وسمعنا صوت انفجار شديد، وعندما توجهنا إلى مكان الحادث وجدنا دماء العديد من رجال الشرطة تسيل.
وقال عادل مصطفى، 39 سنة، حارس عقار وأحد شهود العيان: "كنت متواجدا أمام العقار في الساعات الأولى من الصباح وسمعت صوتا شديدا يأتي من أمام قصر الاتحادية وعلى الفور أسرعت إلى مكان الحادث وتبين أن هذا الصوت هو انفجار عبوات بدائية الصنع كانت مزروعة بالحديقة التي تتوسط الواجهة لقصر الاتحادية وسرعان ما استغثنا بقوات الأمن التى جاءت على الفور مدعومة برجال الحماية المدنية وقامت بفرض كردون أمني لمنع الأهالي من الوصول إلى مكان الحادث وأثناء قيام رجال المفرقعات بتمشيط مكان الحادث انفجرت قنبلة ثانية تبعد عن الأولى بضعة أمتار أدت إلى استشهاد ضابطين وإصابة آخرين وتم نقلهم إلى المستشفى عن طريق سيارات الإسعاف.
وقال محمد مصطفى، سايس، بمحيط قصر الاتحادية أنه روي من أحد قاطني المنطقة أنه شاهد من شرفته شخصين يستقلان دراجه بخارية وبحوزتهم حقيبة كبيرة وقاموا بالجلوس في الحديقة بجوار القصر، وبعدها سرعان ما تركوا مكانهم- مكان الانفجار- وبعدها بأكثر من 5 ساعات فؤجئنا بصوت انفجار شديد ينبعث من نفس المكان.
وأضاف محمد سعيد 24 سنة أحد شهود العيان، أنه أثناء ذهابه إلى العمل بمنطقة مصر الجديدة سمع انفجار أمام قصر الاتحادية استهدف رجال الأمن المكلفة بتأمين القصر؛ تحسبا لأي أعمال عنف وشعب، مؤكدًا أن هذا التفجير يأتي تزامنا مع احتفالات الشعب بثورة 30 من يونيو التي أطاحت بالرئيس المعزول وجماعته الإرهابية لإفساد فرحة الشعب بهذه الذكرى .