الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

اللواء حسام سويلم يكتب.. الصحافة الأمريكية كشفت تفاصيل المؤامرة.. الجهاد السوري ينتقل إلى مصر بمساعدة تركيا وقطر وأوباما.. وتنظيم القاعدة وراء تأسيس الجيش الحر بتمويل قطري

صورة ارشفية
صورة ارشفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

النضال من أجل السيطرة على مصر في تصعيد كبير، الداعمون للجهاد في سوريا ملتزمون بحملة مماثلة ضد مصر.

الهدف الاستراتيجي العام «منع قيام نظام إقليمي عربي قوي يرتكز على مصر قلب الوطن العربي، تحيطها دول الهلال الخصيب ذات الأقليات، وبما يؤدي إلى استبعاد القوى الخارجية. إن مصر قوية ومستقرة يعتبر حجر الزاوية في مثل هذا النظام الإقليمي العربي القوي».

 

هذه العناوين لتقرير صدر في صحيفة «وورلد تريبيون» الأمريكية في 14 ابريل الماضي، كشفت فيه عن أبعاد التآمر الذي تقوم به كل من قطر وتركيا وحماس وبدعم ومساندة الإدارة الأمريكية من أجل تحويل مصر إلى سوريا أخرى من خلال إشاعة الفوضى وأعمال العنف، وذلك من خلال انشاء ما يسمى بـ «جيش مصر الحر» في ليبيا بمشاركة جماعة الإخوان والقاعدة وتحت رعاية قطرية وتركية وإيرانية، ومخططات إرهابية تستهدف ليس فقط تحطيم المؤسسة العسكرية المصرية، بل تسعى لأنهاك الدولة بأكملها، يدخل في ذلك محاولات اغتيال شخصيات عامة ومسئولين، وتعطيل مرافق رئيسية منها مطار القاهرة الدولي، ومحطات المياه والكهرباء، والسكك الحديدية، ووسائل النقل العام، ومصانع الإنتاج والخدمات، ومصفات البترول المصرية في المياه الاقليمية، والسد العالي، فضلا عن اقتحام السجون للإفراج عن المسجونين الإخوان. ويوجد ثلاث استراتيجيات تستخدم ضد مصر الأن، الأولى تستهدف قتل المسار السياسي الذي تتحرك فيه الدولة من خلال عرقلة تنفيذ خريطة المستقبل، والثانية استمرار الفوضى المجتمعية، والثالثة إشاعة جو من الحروب النفسية والاعلامية لترويج أفكار ومعتقدات تؤدي إلى تقسيم المجتمع. أما المهمة المباشرة للقوى المعادية لمصر في المرحلة الحالية فهي تخريب الانتخابات الرئاسية، وبما يؤدي إلى مواجهة واستنزاف الجيش المصري، وعودة الرئيس المعزول محمد مرسي إلى الحكم قبل انتخاب المصريين لرئيس جديد، وحتى لا تتعقد الامور دوليا حسب تصوراتهم، هذا فضلا عن اتخاذ اسم جيش مصر الحر وسيلة لجمع أموال من دول معروفة بعدائها لمصر وتأييدها لجماعة الاخوان. ولقد كانت سيناء هي البؤرة المستهدفة لاقامة امارة اسلامية للقاعدة هناك بواسطة جماعة أنصار بيت المقدس، ولكن نتيجة الهزائم المتتالية لهذه الجماعة وما تكبدته من خسائر على أيدي الجيش المصري هناك، الأمر الذي دفع الميليشيات التابعة للقاعدة إلى اللجوء إلى ليبيا، وكانت خطتهم في بعدها النهائي تشمل ضم أراضٍ مصرية أخرى لهم في منطقة القناة ومحافظة الشرقية، أو على الصعيد السياسي يستهدف المخطط المعادي لمصر إستعداد جماعة الإخوان لوقف اعمال العنف مقابل قيام أمريكا ودول أوروبا بالضغط على الجيش لنمع ترشح السيسي للرئاسة، وزيادة القوات الدولية في سيناء، وفرض رقابة دولية على قناة السويس، إلى جانب قيام هذه الدول بممارسة ضغوط على دول الخليج العربية لمنعها من دعم مصر اقتصاديا، وبل ومحاصرتها اقتصاديا، ووقف إرسال معوناتها، مع افتعال أزمات اقتصادية لصنع ثورة جياع ضد النظام الحالي.

تكوين جيش مصر الحر في ليبيا

1- بدء تشكيل وتنظيم جيش مصر الحر منذ ستة شهور في ليبيا، وذلك على يد عبدالباسط عزوز القيادي الرئيسي في تنظيم القاعدة بالمنطقة العربية ومستشار أيمن الظواهري، وكان قد شارك في القتال بمناطق الحدود بين أفغانستان وباكستان  ثم انتقل إلى ليبيا أثناء حكم القذافي عام 2001 لتأسيس خلايا للقاعدة هناك، ثم إنتقل هاربا إلى بريطانيا بعد ملاحقات أمنية، واعتقل هناك إثر هجمات على شبكة المواصلات في لندن في يوليو 2005. ويشرف حاليا على معسكرات تدريب القاعدة وفي ليبيا ومعه إسماعيل الصلابي الإرهابي الليبي المعروف، خاصة بمناطق سرت وبنغازي بالمنطقة الشرقية. وقد كشفت تحقيقات التفجيرات الاخيرة في مصر عن تنسيق وتواصل بين التنظيم الدولي للاخوان وتنظيم القاعدة، وظهر اسم عبدالباسط عزوز في التحريات الأمنية لأجهزة المخابرات، وهو ؤيمن بأن الحل لمشكلة عودة الإخوان لحكم مصر يتمثل فقط في الجهاد المسلح ضد الجيش المصري. كما تم مؤخرا رصد اجتماع ثلاثي في بنغازي ضم قيادات إخوانية من ليبيا والسودان وتونس بحضور عزوز ويوسف مهاني من تنظيم انصار الشريعة المسيطر في شرق ليبيا، وابو عباس التونسي من العناصر القيادية في الجماعات الجهادية والتكفيرية، ومعهم الجهادي المصري ثروت صلاح شحاته، تم فيه مناقشة إنشاء قيادة عسكرية موحدة للاشراف على الجيش الحر من غرفة عمليات ثوار ليبيا التي تعد الجناح العسكري لاخوان ليبيا، ومن المعروف أن أغلب العناصر الارهابية في ليبيا لها اتصالات بالجماعات المتشددة ليس فقط في ليبيا، ولكن أيضا في الجزائر وتونس والمغرب، منها الجماعة السلفية للدعوة والقتال في الجزائر، وأعضاء الشريعة في ليبيا، والأخيرة تيار سلفي متشدد، ويعد أحد افرع القاعدة في مصر وله امتداد في محافظة الشرقية، ويدعمهم رئيس وزراء تركيا أردوغان بشكل مباشر باعتبارهم سلاح المشروع الاسلامي القادم. ولأنصار الشريعة تواجد قوي في إمارة شمال مالي الاسلامية جنوبي ليبيا، وتعمل بتمويل قطري، أما هدفهم الاساسي فهو إعادة حكم الإخوان مرة أخرى في مصر، وتقوية سلطة حزب النهضة في تونس لان الجيش التونسي لا يتدخل في الحياة السياسية. وقد رصدت صراعات مستمرة بين أهالي شرق ليبيا وجماعة أنصار الشريعة الذين هاجموا مقار هذه الجماعة في بنغازي وأجدابيا وأشعلوا فيها النار، وتوجه لهذه الجماعة تهمة قتل المسحيين المصريين في ليبيا مؤخراً.

وكان يطلق على جيش مصر الحر في البداية الجيش الاسلامي لاغراض الخداع وتجاوز عقبات التمويل من قطر خشية ردود افعال دول الخليج المساندة لمصر، وخوفا من تدخل مصر عسكريا في ليبيا خاصة بعد تشكيل مصر قوة التدخل السريع، ولكن بعد زيارة سية قام بها أيمن الظواهري لليبيا مع بروز ما يطلق عليه دولية ليبيا مصر واختصارها دالم على وز داعش اختصار دولة العراق الشام، ولأن كلاهما يتبع القاعدة، فقد تم تغيير الاسم إلى جيش مصر الحر، وقد أُنيط برجل القاعدة ثروة شحاته تجميع الميليشيات الليبية لتكون أساس جيش مصر الحر، وكان شحاتة همزة الوصل بين القاعدة والتنظيم الدولي للإخوان وأجهزة المخابرات العالمية، وله علاقات قوية مع الشاطر والقرضاوي وهو الذي أمر بقتل المسيحيين المصريين في ليبيا، ولكن بعد أن ألقت السلطات المصرية القبض على ثروت شحاته في مدينة العاشر من رمضان تولى أبوعبيدة لليبي مهمة ضابط الاتصال بين القاعدة والجيش الحر والمخابرات القطرية، وكان قد قبض عليه في الاسكندرية ثم أفرج عنه مقابل الإفراج عن أعضاء السفارة المصرية في ليبيا.

وقد أكد العميد حسام العواك – مسئول المخابرات بالجيش السوري الحر – أن جماعة الإخوان هي التي أسست جيش مصر الحر، والذي يضم مصريين وسوريين وليبيين حاربوا في سوريا وانتقلوا براً إلى تركيا ومنها بحراً وجواً إلى ليبيا. أما تمويله فيتم من قطر وتدريبه من قبل خبراء في الحرس الثوري الايراني وتركيا وتسليحه من ترسانة اسلحة القذافي الضخمة، وبتخطيط عملياتي من أجهزة مخابرات تركيا وقطر في إطار تعاون إستخباراتي يضمهما مع المخابرات الايرانية وتنظيم القاعدة.

وكانت المخابرات الليبية قد القت القبض مصادفة على ضباط قطريين يقومون بتدريب وتمويل عناصر ارهابية بقيادة المقدم القطري عبدالهادي صالح الرشيدي الذي ينسق مع جماعة أعضاء الشريعة في ليبيا.

وتتراوح قوة جيش مصر الحر من 1500 إلى 3000 عنصر من المتشددين والتكفيرين اغلبهم من المصريين تم استقدامهم من خارج البلاد إلى ليبيا بمعاونة أمريكية – قطرية – تركية، فضلا عن عناصر إخوانية تسللوا عبر الحدود في ليبيا هربا من مطاردة السلطات المصرية لهم، إلى جانب مصريين من المقيمين في ليبيا، وأيضا عناصر تابعة للقاعدة قدمت من سوريا والعراق واليمن ومالي وباكستان وأفغانستان، ويستهدف المسئولون عن جيش مصر الحر الوصول بقوته إلى 5000 مقاتل كهدف أولي يصل مستقبلا إلى 30000 مقاتل منهم 10000 من ميليشيات ليبية ملحة تابعين لغرفة عمليات ثوار ليبيا التي تعد الجناح العسكري للإخوان ليبيا، وهم يمثلون مجموعات ارهابية أكثر من كونهم يمثلون نواة جيش لا يستطيع مواجهة كتيبة واحدة من الجيش المصري، أما الأسلحة فيتم الحصول عليها من ترسانة أسلحة القذافي التي خرجت عن سيطرة الدولة الليبية وآلت غلى المنظمات والميليشيات العديدة وتجار السلاح هناك.

ويبلغ عدد المعسكرات التي تأوي جيش مصر الحر ويتم التدريب فيها حوالي 10 معسكرات أبرزها: معسكر (الفتايح) في المنطقة الشرقية ويوجد به حوالي 400 عنصر مصري وأجنبي و100 عنصر ليبي، ومعسكر (الهيشة) بمنطقة جنوب درنة (110 كم غرب الحدود مع مصر) وبه 200 عنصر، وتجري في هذا المعسكر الاجتماعية السرية للتخطيط للعمليات المرتقبة ضد مصر، كذلك معسكر (خليج بردي) غرب الحدود 60 كم ومعسكر في (النوفلية) جنوب خليج سرت، ومعسكر (سبراطة) بالقرب من مدينة الزاوية غرب طرابلس، ومعسكر (صحراء زمزم) قرب مدينة مصراته كما رصدت معسكرات في مدينة الزنتان الجنوبية، وفي منطقة (امارة شمال مالي) جنوب ليبيا قرب حدودها مع مالي. أما الأسلحة الثقيلة فتتواجد في منطقة (غابة بومسافر) عند المدخل الغربي لمدينة (درنة)، ومخزن آخر بين درنة ومنطقة (كرسة) ومخزن ثالث في احدى المزارع الحكومية التابعة لجامعة عمر المختار، ومخزن رابع في منطقة (سيد خالد). وإلى جانب ترسانة اسلحة القذافي تم رصد وصول شحنات أسلحة ثقيلة جواً وبحراً من قطر وتركيا تشمل صواريخ مضادة للدبابات وأخرى مضادة للطائرات تطلق من الكتف، وقنابل يتم تفجيرها عن بعد، وأجهزة اتصالات حديثة، حيث يجرى تجميع هذه الأسلحة في (مزرعة أبو ذهب)غربي درنة، و(ثانوية الشرطة) غربي درنة ايضاً، ومعسكر (الفتايح) شرقي درنة، وهو الذي تم بالقرب منه إجراء عرض عسكري لحوالي 1500 عنصر من الجيش الحر في عربات نصف نقل وجيب دفع رباعي مسلحة رافعين رايات تنظيم القاعدة السوداء في ميدان الرماية بدرنة، وقد رصد ضمنهم عدد كبير من المرتزقة تم استئجارهم من دول أفريقية، ويجري تدريبهم في هذه المعسكرات، أما قادة هذا الجيش الحر فرصد تواجد معظمهم في معسكر (الهميشة) قرب منطقة (المخيلي)، وفي منطقة (راس اطلال) في المزرعة الحكومية التابعة لجامعة عمر المختار، حيث يناقشون مخطط نقل العمليات إلى داخل مصر مع ضباط مخابرات قطر وتركيا.

ويعتبر شريف الرضواني هو قائد الجيش الحر، وهو مصري سبق أن حارب في أفغانستان وباكستان وسوريا، أما المسئول عن تدريب الجيش الحر فهو إسماعيل الصلابي – العضو البارز في تنظيم القاعدة، وكان قائداً لواحدة من أقوى الميليشيات الليبية، وهي كتيبة راف الله السحاتي المتمركزة شرق ليبيا على الحدود مع مصر، وتتولى مسئولة الامن بموافقة ضمنية للحكومة المركزية في طرابلس، والمعروف عن الصلابي سرعة تصفية خصومه جسدياً كما يعتبر الصلابي مسئولا ايضا عن تخطيط أعمال قتال الجيش الحر، لا سيما وأنه يتمتع بعلاقات جيدة مع قادة الإخوان في مصر.

ويفضل أن تستهدف مخططات الجيش الحر الاهداف الاستراتيجية المهمة في مصر – مثل السد العالي والقناطر الخيرية – التي تؤثر بشكل كبير على الحكومة والشعب في مصر بدلا من استهلاك جهود الجيش الحر في مهاجمة أهداف ذات قيمة تكتيكية اقل وتسيطر ميلشيات راف الله السحاتي بقيادة الصلابي على ترسانة ضخمة من الاسلحة وسجوناً يحتجزون فيها مسجونين خارج نطاق النظام القضائي الرسمي. كما كان الصلابي ايضا قائداً لكتيبة شهداء 17 فبراير، وهي أفضل المجموعات في شرق ليبيا تسليحا وتحصل على الدعم المادي من وزارة الدفاع الليبية. ويعرف عن الصلابي (37 سنة) انتقاده للجماعات العلمانية التي تحاول تشويه سمعة الاسلاميين وخلق صراع سياسي، ويتبع اداريا وزارة الداخلية في طرابلس، وكان قد رافق رئيس المجلس الانتقالي مصطفى عبدالجليل في اجتماع لحلف الناتو في الدوحة، ويتلقى دعما ماليا وتسليحيا من قطر، كما قام بزيارة القاهرة أثناء حكم الاخوان وأجرى محادثات متعددة مع خيرت الشاطر لانشاء قوة عسكرية مستقلة تكون تابعة لمكتب ارشاد الجماعة توازن قوة الجيش المصري النظامي على الساحة المصرية. ويخطط الصلابي حاليا لاستخدام قوات الجيش الحر لاقتحام السجون المصرية وتحرير قيادات الاخوان، إلا أن اعتقال ثروت شحاته الذي كان يعتمد عليه الصلابي في تنفيذ هذا المخطط، إضطره لتأجيل تنفيذه.

ويشارك الصوابي والصلابي في قيادة وإدارة أعمال قتال الجيش الحر عناصر قيادية أخرى منها ناصر الحوشي، وشعبان هديه المعروف بأبوعبيده الليبي، وأبو شهاب، وغانم القبيس، وأبوفهد الرزازي، وكامي سيافي، واسماعيل ابوهدف، وأبوزلزال سوكي، وفهد زيدان، وأبوزياد الشرف، ومشعل الطويل، وأبو سيف الرباع، كما تم أيضا رصد الشيخ سلبي العوضي زعيم التنظيم السلفي الجهادي في الشرقية الذي هرب إلى ليبيا بعد 30 يونيو، ويقوم حاليا بالتنسيق بين التنظيم الدولي للاخوان والجماعات الجهادية في ليبيا، ومختار بلمختار أو خالد أبوعباس المعروف بالاعور لفقده احدى عينيه ويشاهد معه باستمرار المدعو أبوسيفا المصري احد المقاتلين في افغانستان.

وقد رصد اجتماع يوم 17 ابريل الماضي في احدى القواعد الجوية الليبية في المنطقة الشرقية تسيطر عليها ميليشيات مسلحة، حضره معظم هؤلاء القادة ومعهم قرة زادة مسئول التنظيم الدولي لبحث ضم عناصر جديدة للجيش من مالي والجزائر واليمن، واستخدام مواد متفجرة متقدمة وأكثر قوة مثل (المادة C4ويذكر أن الزيارة التي قام بها خيرت الشاطر لمدينة مصراته في الفترة الأخيرة من حكم الاخوان لمصر، كانت للتنسيق مع هؤلاء القادة لاستقبال عناصر ارهابية واخوانية يتم تجميعها في مطار مرسي علم بجنوب مصر وارسالهم جواً رأسا إلى مطار مصراته، ومنه إلى معسكرات التدريب في اقليم برقة المشار اليها آنفا كما تم أخيراً رصد زيارة قصيرة قام بها القرضاوي إلى معسكر الفتايح في درنة قادما من الدوحة لرفع الروح المعنوية، وحثهم على الاستعداد لغزو الاراضي المصرية لتحريرها من الجيش المصري المحتل، على حد تعبيره، إلى جانب زيارة سريعة قام بها أيمن الظواهري قادما بطائرة من الدوحة، لتفقد مستوى الكفاءة القتالية لهذه العناصر.

ويذكر أن الدورة التدريبية تستغرق 15 يوما، وقد تم تخريج دفعتين كل منهما 400 فرد آخرهم في 15 ابريل الماضي، وهم شباب تم تجنيدهم بمعرفة القاعدة والاخوان، وليس لهم ملفات عند الاجهزة الامنية، كما ليس لديهم خلفيات في العمل الجهادي أو علاقات سابقة بقيادات تكفيرية أو جهادية.

كذلك تم رصد مصانع في ليبيا تقوم بتشغيل ملابس تماثل زي الجيش المصري، ويجري توزيعها على رجال الجيش الحر وذلك استعداداً لاقتحام الحدود المصرية في ساعة الصفر مُدّعين أنهم وحدات منشقة عن الجيش المصري في المنطقة الغربية.

 

الموقف الليبي

تعاني  ليبيا نفس المشكلة التي تعانيها دول عربية أخرى – مثل العراق وسوريا والصومال واليمن – من مخاطر التقسيم بعد ثورتها التي أطاحت بنظام القذافي حيث انقسمت ليبيا عمليا إلى ثلاث أقاليم، برقة في الشرق وفزان في الوسط وطرابلس في الغرب، إلى جانب سيطرة بعد القبائل على وسط وجنوب ليبيا، وفي مواجهات الميليشيات المسلحة التابع معظمها لتنظيم القاعدة، صارت الحكومة المركزية في طرابلس عاجزة عن السيطرة على كل مناطق ليبيا، بما في ذلك العاصمة نفها التي تجتاحها بعض الميليشيات من آن لآخر، وحيث أصبح الاخوان والقاعدة مسيطرون عمليا على مفاصل الدولة لا سيما في إقليم برقه الغني بالنفط والذي أعلنت الميليشيات بها عن استقلالها وإقامة إمارة إسلامية فيها، وقد أدى اتساع عمليات القتل والخطب والارهاب واسعة النطاق، والتي شملت دبلوماسيين أجانب، إلى تهجير حوالي 1.7 مليون ليبي إلى الخارج، منهم 58000 إلى مصر.

وقد ساعدت عدة ظروف وعوامل على تكوين جماعات إرهابية تتبنى منهج القاعدة في السيطرة على مناطق من ليبيا، وأبرز هذه العوامل اتساع مساحة ليبيا ومعظمها صحراوية، ما يصعب السيطرة عليها، ووجود حجم لا نهاية له من الاسلحة والذخائر من مخلفات جيش القذافي يقدر بحوالي 30 مليون قطعة سلاح تركها الجيش الليبي وراءه وقعت في أيدي ارهابيين ومواطنين وتجار سلاح، وما يسود الشعب الليبي من تقسيمات عرقية ومذهبية وطائفية، فضلا عما حدث بعد الثورة من انفلات أمني وفقدان السيطرة، مما أدى إلى وصول محترفي قتال من العراق وسوريا مع مرتزقة من دول أفريقية، وعناصر من القاعدة جاءت من اليمن وأفغانستان وباكستان، وعناصر أخرى من جماعة الاخوان تسللت من مصر بعد سقوط نظام حكمها في مصر.. كل هؤلاء جاءوا إلى ليبيا في إطار اتفاق بين المخابرات الامريكية وتنظيم القاعدة يسمح للأخيرة بخروج أمني للقوات الأمريكية من أفغانستان يحفظ لأمريكا ماء وجهها، مقابل أن تساعد أمريكا على تمكين القاعدة من اقامة امارات اسلامية لها في ليبيا وسيناء، وهو المخطط الذي أبلغه أبو أنس الليبي للمخابرات الروسية وكشفته للادارة الأمريكية، مما دفع المخابرات الامريكية إلى اختطاف أبو أنس الليبي لمسئوليته عن كشف الافغان الذي عقدته مع الظواهري زعيم القاعدة. كل هذه العوامل جعلت من السهل تشكيل جماعات ارهابية مسلحة تتبنى الفكر التكفيري ويتمركزون في نفس المنطقة التي كانت معقلا للجماعة الاسلامية لليبية بالقرب من الحدود المصرية في شرق ليبيا، وكان قد سبق ضرب تجمعات هذه الجماعة عدة مرات في زمن القذافي، ناهيك عن تواجد دول في البيئتين الاقليمية والدولية تشجع وتمول وتسلح وتدرب هذه الميليشيات لشن عمليات عدائية ضد مصر لتتحول إلى ساحة صراع على النحو الدائر في ليبيا وغيرها من الدول العربية والاسلامية.

وتشير كل الدلائل إلى أن ليبيا أصبحت المنطقة الاخطر في العالم العربي، وملعبا مفتوحا للجماعات التكفيرية والجهادية وارضا خصبة للعمليات الارهابية وتشكيل وتنظيم وتدريب وتسليح منظمات إرهابية، كما صارت ليبيا أيضاً منارة لاستقبال الارهاب وتصديره إلى مختلف دول العالم، بعد أن بلغ عدد العناصر الارهابية على أرضها حوالي 70000 ارهابي من جنسيات مختلفة يصلون إلى ليبيا بجوازات سفر مزورة، خاصة من المطارات والموانئ التركية، ويندمج هؤلاء الارهابيون في الميليشيات الليبية المعروفة باسم (كتاب محمد سليم) المتمركزة في مصراته والشواعر والشريط الحدودي مع مصر. الامر الذي أصبح يشكل خطراً داهماً على مصر، خاصة وأن التنظيم الدولي للاخوان يسعى إلى جعل المنطقة الشرقية من ليبيا قاعدة لوجيستية تنقل منها العناصر الارهابية لتنفيذ عمليات ارهابية ضد مصر في الداخل، وتكون أشبه بقطاع غزة الذي تسيطر عليه حماس ويشكل قاعدة لوجستية أخرى لتصدير الارهابيين إلى سيناء والعمق المصري.

ومما لا شك فيه أن اجهزة المخابرات الليبية على علم تام بأنشطة "جيش مصر الحر"، وتتم بموافقتها، ولكن تزعم عدم القدرة على التدخل بدعوى سيطرة ميليشيات القاعدة والاخوان على المنطقة الشرقية من ليبيا وحالة الانفلات الامني التي تسود البلاد، كما لا تصارح الوفود الرسمية الليبية التي تزور مصر بما يحدث في ليبيا من تهديدات للامن القومي المصري. وان كانت السلطات الليبية قد نجحت في القبض على محمد شحاته مستشار محمد مرسي في طبرق قبل هروبه إلى تركيا بتأشيره مزوره، وكان همزة الوصل بين التنظيم الدولي للاخوان والجيش الحر في ليبيا، وهو ما أدى إلى زيادة هواجس المصريين حول ما يحاك ضد بلدهم من اتجاه ليبيا التي أضحت الحديقة الخلفية لقيادات وعناصر الاخوان، خاصة بعد الاخبار التي أفادت بنقل عناصر من الاخوان وارهابين من اليمن بواسطة طائرات مدنية وعسكرية قطرية إلى مطار (صعيتق) 11 كم شرق طرابلس طوال ثلاثة ايام 22، 23، 24 ابريل الماضي، ويعد تنفيذاً لما سبق ان وعد به أيمن الظواهري رجاله في ليبيا، حيث يشرف ومعه ناصر الحويشي – أبرز عناصر القاعدة في اليمن – على تشكيل وتدريب جيش مصر الحر في ليبيا، إلا أن عناصر وطنية ليبية أدركت خطر الاخوان وتوجهاتهم داخل ليبيا وخارجها، وهو ما انعكس في تصريح للعقيد ونيس بو حمادة – قائد القوات الخاصة في الجيش الليبي – الذي هاجم فيه المؤتمر الليبي الوطني العام المؤقت، والبرلمان الليبي الذي تسيطر عليه جماعة الاخوان، وقال "إن الاخوان دمروا ليبيا، وتسببوا في حل الجيش والشرطة وتوعدهم بعدم الصمت احتراما لدماء الشعب الليبي وأن الجيش والثوار الحقيقيين لن يقبلوا بهذه المهزلة، وسيحرقون الاخضر واليابس اذا تطلب الأمر، وهي تصريحات تمثل تحولا مهما داخل ليبيا في مواجهة تحركات جماعة اخوان ليبيا التي هي رديف للتنظيم الدولي للاخوان، فضلا عن تحركات القاعدة. وقد سبق أن حذّر محمود جبريل أول رئيس وزراء ليبي بعد الاطاحة بالقذافي بأن هناك من يخطط لاستعادة مصر عن طريق ليبيا، مشيرا إلى عمليات تهريب أموال واسلحة إلى عناصر معادية لمصر متواجدة داخل ليبيا – كما صرح وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو في مطلع ابريل الحالي أن بلاده رصدت انتقال ارهابيين من الذين قاتلوا في ليبيا إلى داخل الاراضي المصرية، وذلك بالتنسيق مع جماعة الاخوان لزعزعة الاستقرار في مصر.

 

أدوار قطر وتركيا وإيران والبرلمان الأوروبي

تتولى قطر تمويل جميع العمليات الخاصة بالجيش الحر.. من دفع مرتبات، وشراء أسلحة ومعدات، وأعمال اعاشة واقامة معسكرات وقد تم رصد دخول اموال إلى مصر قادمة في حقائب دبلوماسية تخص السفارة القطرية مع دبلوماسيها، هذا فضلا عن الإمداد بالمواد الاستخباراتية والتنسيق العملياتي مع أجهزة مخابرات أجنبية وتنظيم القاعدة والتنظيم الدولي للاخوان لشن عمليات ارهابية ضد مصر. ويقوم بهذه المهمة غانم الكوبيسى رئيس المخابراتا لقطرية الذي قام بعدة زيارات لمعسكرات الجيش الحر في ليبيا، وعقد اجتماعات كثيرة مع قادته هناك كما يشارك الكوبيسي في معظم المؤتمرات الذي يعقدها التنظيم الدولي للاخوان في استانبول بتركيا، مع ضباط المخابرات التركية والامريكية والناتو من أجل وضع وتنسيق العمليات الارهابية ضد مصر بواسطة الجيش الحر في ليبيا. ويلح الكوبيسي على ضرورة تنفيذ العمليات الارهابية المخططة ضد مصر انطلاقا من ليبيا وغزة في وقت واحد قبل اجراء الانتخابات الرئاسة في مصر، ويشاركه في هذا الرأي مندوب المخابرات المركزية الامريكية الذي يحضر هذه الاجتماعات، مؤكداً أنه سيصعب بعد ذلك إتهام النظام القائم في مصر بأنه انقلاب عسكري، حيث سيكتسب الشرعية بموجب نتائج هذه الانتخابات، وما سيتلوها من انتخابات برلمانية تسفر عن حكومة قوية ذات مساندة شعبية فضلا عن مساندة الجيش، وقد زاد عدد العناصر القطرية في ليبيا منذ سقوط القذافي، وتعتبر قطر الذراع القوية لجهاز المخابرات المركزية الأمريكية CIA، وكذلك الموساد، كما تسعى قطر لدى الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي لمساندة ودعم عمليات الجيش الحر عند انطلاقها ضد مصر، وادانة أي عمليات ضد هذا الجيش تقوم بها القوات المصرية مع العمل على منعها، وتصويرها من خلال وسائل الإعلام القطرية – خاصة قناة الجزيرة – باعتبارها الثورة المصرية الثالثة التي ستعيد الحكم الى جماعة الاخوان التي تمثل ف ينظرهم الشرعية في مصر، وأداة أمريكا وأوروبا لتنفيذ مخطط الشرق الأوسط الكبير.

أما تركيا فهي تعتبر الجسر الذي يتم عليه نقل مقاتلين من سوريا عبر حدودها مع تركيا، ثم من هناك بحراً إلى ليبيا، وليس غافلاً عن أحد ما تكنه حكومة أردوغان من كراهية وحقد ضد نظام الحكم الجديد في مصر بعد الاطاحة بنظام حكم الاخوان في 30 يونيو الماضي. كما تقوم تركيا بعقد اجتماعات تنسيق بين التنظيم الدولي للاخوان المقيم عناصر كثيرة منه على الاراضي التركية، والقاعدة وممثلي اجهزة المخابرات الامريكية والناتو، لتخطيط عمليات ارهابية ضد مصر. كما تشارك تركيا في تدريب عناصر جيش مصر الحر في ليبيا. ومن المعروف أن دعم أردوغان لأي علميات ضد مصر تنبع من رغبته في أن يصبح أتاتورك الجديد، وأن تكون أنقرة عاصمة التيار السني والحركات السنية في العالم كله. لذلك فإن ضياع الحلم الاخواني وسقوطه في مصر انما يعني سقوط الحلم الاردوغاني. لذلك قرر أن يتبنى استيراد الجماعات المتطرفة على جميع أنواعها وتصديرها إلى العالم الإسلامي، وبما يؤدي إلى تحقيق هدفه في التمدد والتوغل في الشرق الأوسط لينال بواسطتهم وبواسطة الدعم المباشر وغير المباشر من قطر قيادة العالم السُنِّي.

ويعتبر (جاكان فيدان) مدير المخابرات التركية الاب الروحي لما يحدث الأن من اعمال عنف على الساحة الليبية بواسطة ميليشيات متطوعين جلبهم إلى ليبيا. وتم مؤخرا في تركيا إنشاء صندوق تبرعات لدعم الجيش الحر باشراف يوسف ندا وقره زاده القياديين بالتنظيم الدولي للاخوان.

وتبذل قطر وتركيا جهودا مضنية من أجل اختراق وتفتيت الجيش المصري، وشراء الذمم عن طريق احد التيارات المؤيدة لايران. حيث تعتبر ايران بدورها ان الجيش المصري هو اخطر جيش يعرقل تنفيذ المخططات الايرانية لتصدير الثورة الخومينية للعالم العربي، خاصة منطقة الخليج لبسط السيطرة الايرانية على الاماكن المقدسة في مكة والمدينة وبالتالي ادعاء زعامة العالم الاسلامي. لذلك تشارك ايران بعناصر من الحرس الثوري في تدريب كل من الجيش الحر في ليبيا والجيش الحر الآخر في غزة قبل تسلله عبر الانفاق إلى سيناء. وكانت تفضل تسمية الجيش الحر بالجيش الاسلامي حتى يمكن لإيران اقحام عناصر شيعية تابعة لها في هذا الجيش وتفرض سيطرتها عليه. وتمد ايران الجيش المصري الحر في ليبيا بالمعلومات اللازمة حول افضل النقاط لتسريب 700 عنصر الى داخل مصر عبر الحدود مع ليبيا، كما زار خبراء الحرس الثوري الايراني جميع معسكرات الجيش الحر في ليبيا، ووضعوا خطط تدريبيه ويشرفون على تنفيذها.

ويشارك في الاتصالات الايرانية الاخوانية رجل اعمال تركي على اتصال بالتنظيم الدولي للاخوان. لذلك تم توجيه تحذير مصري الى السلطات الايرانية عبر وزارة الخارجية المصرية التي استدعت القائم على رعاية المصالح الايرانية في مصر، واخطرته بمعلوماتها حول تورط ايران في أعمال عدائية ضد مصر ودورها في تدريب عناصر الجيش الحر في ليبيا وغزة، وما تم رصده من اتصالات بين ايران وجماعة الاخوان داخل مصر، وامداد الارهابية بمعدات استطلاع واتصالات حديثة، وتواجد عناصر عن الحرس الثوري الايراني تدرب عناصر من الاخوان في معسكر رئيسي في النوفليته تابع للقاعدة وأنصار الشريعة، فضلا عن تدريب عناصر ارهابية أخرى فلسطينية وسودانية في معسكرات حزب الله في لبنان والعراق قبل تصديرهم إلى مصر، وكانت قد تمكنت من الهرب من سجن المرج ابان ثورة 25 يناير، منهم على وجه التحديد الفلسطيني نضال فتحي حسن جودة، والسوداني خاطر عبدالله مختار النور.

وكان قادة التنظيم الدولي للاخوان ومدير المخابرات القطرية قد عقدوا اجتماعا في استانبول في 22 ابريل الماضي حضره ممثل عن المخابرات الامريكية، أوضح فيه الاخير ان الاخوان فشلوا في تغيير الاوضاع في مصر، كما فشلوا في كل عمليات الحشد والتظاهر والاعتصامات، وان الوقت اصبح محدوداً جداً قبل انتخابات الرئاسة في مصر ليحققوا عملا حاسما على الارض داخل مصر يمكن ان يحدث تغييرا، وان الامر يتطلب تكثيف اعمال الاغتيال والتخريب والفوضى في الجامعات، مع استخدام الالتراس في كل المظاهرات. وقد ارسل جيش مصر الحر من ليبيا عنصرين لتنفيذ عمليات انتحارية في مصر، غلا أن واحدا منهم سلّم نفسه للسلطات المصرية واعترف بكل شيء عما يجري في ليبيا وداخل مصر، مما أدى إلى ضبط أحد مشايخ هذا الجيش ومعه 12 عنصرا في قرية أبوالغيط بالشرقية، فضلا عن شقة مليئة بالاسلحة. وأفاد أيضا بأنه منذ شهرين وصلت طائرة من قطر إلى بنغازي لتفريغ حمولة اسلحة وأموال لصالح الجيش الحر، وعندما حاول 2 ضباط ليبيين منع تفريغ هذه الشحنة تم قتلهما.

ويعتبر البرلمان الاوروبي من الجهات الخارجية التي تمول جماعات العنف في مصر ولتشكيل جيش مصر الحر في ليبيا، فضلا عن الجماعات الارهابية الأخرى العاملة داخل محافظات مصر لتخريبها من الداخل وسعيا لاسقاط الدولة المصرية وظهار عجز النظام الحاكم عن حماية الامن، وبما يؤدي إلى تدخل دولي في الشأن المصري وتحقيق حلم التنظيم الدولي للاخوان. وقد انعكس هذا المخطط التآمري من جانب أوروبا في عدم إدانة أعمال الارهاب والعنف التي ترتكبها جماعة الاخوان وحلفاؤها عل كل الساحة المصرية خاصة سيناء، وما يسقط نتيجتها من ضحايا في صفوف الشرطة والجيش، بل على العسك وجدنا البرلمان الاوروبي والناتو وتصريحات وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي تسير في نفس مجرى الادارة الأمريكية، حيث يطالب كل هؤلاء ومعهم سكرتير عام الامم المتحدة باجراء مصالحة مع جماعة الاخوان في مصر، واشراكهم في العملية السياسية، وقد كان ذلك الدعم لجماعة الاخوان نتيجة للاموال التي وزعها التنظيم الدولي للاخوان على المسئولين في هذه المؤسسات، فضلا عن وسائل الاعلام الاوروبية وأبرزها صحيفة الجارديان المدافعة دائما عن جماعة الاخوان، وتوجه اتهامات باطلة للجيش المصري.

مخطط اقتحام الحدود المصرية

تم تجهيز مخطط اقتحام الحدود المصرية في اجتماعات جرت في معسكر أنصار الشريعة في بنغازي، بحيث يتم دخول عناصر الجيش الحر متفرقين في مجموعات لا تزيد عن خمسين فردا وعلى مراحل زمنية متباعدة ومن مناطق مختلفة عبر الحدود التي تمتد لمسافة 1050 كم ومن المناطق الوعرة على الحدود حتى لا يتم رصدهم بواسطة السلطات المصرية. في حين يدخل آخرون عبر منفذ السلوم البري باعتبارهم لاجئين ليبيين هاربين مما يحدث على ايدي الميليشيات الإسلامية. في ذات الوقت الذي تدخل فيه مجموعات أخرى على هيئة وفود سياحية عربية وأجنبية. على أن يتم تهريب الأسلحة مسبقا إلى مناطق تخزن فيها بواسطة مهربي السلاح والمخدرات في المنطقة الغربية حول مطروح وسيدي براني حيث تتواجد قيادة المنطقة العسكرية الغربية وقيادة فرقة مدرعة ستكونان مستهدفان في المرحلة الأولى من العملية لتشتيت جهودهما من خلال تفجيرات وضربات عديدة في مناطق متفرقة، يساندهم في ذلك ميليشيا أنصار الشريعة وبعض القيادات السلفية الجهادية التي تجهز مناطق شرق الحدود لايواء المتسللين من عناصر الجيش الحر. على أن يكون الهدف المباشر لكل هذه العناصر احداث اكبر قدر من التصفيات الجسدية في قيادات وضباط الجيش والشرطة لضرب أجهزة القيادة والسيطرة في قوات الجيش والشرطة، مع إحداث تفجيرات متزامنة في مناطق التجمعات السكنية والاهداف الاستراتيجية المهمة في مدن مطروح وسيدي براني والسلوم والاسكندرية والساحل الشمالي. وقد جرت محاولات لاستقطاب بعض من تم طردهم من الخدمة العسكرية والشرطة للاستفادة من خبراتهم، وايهام الرأي العام بوجود متمردين يرفضون أوامر قياداتهم. يرتبط بذلك ارتداء عناصر الجيش الحر ملابس الجيش المصري ومحاولة الاستيلاء على مركبات ومدرعات الجيش لاظهار أنفسهم كوحدات عسكرية منشقة، واذا ما ظهرت بوادر نجاح لهذه العناصر يتم دفع عناصر أخرى من الجيش الحر بعربات مدرعة وجيب لاختراق بوابة السلوم قصراً والتوجه نحو قيادات الفرق العسكرية في السلوم وسيدي براني ومطروح للاستيلاء عليها. وقد رصدت الاجهزة الامنية فعلا تهريب 250 ارهابي عبر الحدود تم اعتقال معظمهم.

ويربط المخطط بين تحرك جيش مصر الحر من ليبيا صوب الحدود المغربية لمصر واقتحامها، مع تحرك متزامن مع عناصر أخرى لجيش مصر الحر في سيناء ودعمه بعناصر اضافية من قطاع غزة لاحداث أعمال ارهابية في مدن محافظة سيناء ونقلها إلى مدن قناة السويس ومحافظة الشرقية، كما يتزامن في ذلك في المخطط مع تحريك عناصر ارهابية (500 عنصر) في السودان لشن عمليات تخريبية في حلايب وشلاتين وأسوان، وهو ما عبّر عنه عمر البشير في خطاب أخير له خاطب فيه جماهيره قائلاً "توقعوا عملا كبيرا قريبا في حلايب وشلاتين، وكان قد تم رصد تدريب لهذه العناصر بواسطة مدربين ايرانيين في ثلاث معسكرات قريبة من الحدود المصرية، فضلا عما يقوم السودان من تهريب أسلحة وارهابيين عبر طريق الاربعين الى صحراء مصر الشرقية ثم سيناء ومدن صعيد مصر، وذلك في تزامن أيضا مع مسيرات وتظاهرات عنيفة في كافة المدن المصرية يستهدف الاستيلاء على الميادين الهامة ومحاصرة المنشآت الاستراتيجية (الوزارات، دار القضاء العالي، مبنى التلفزيون، الكباري الرئيسية، مرافق السكة الحديد) ليتم اقتحامها في وقت واحد، بينما يقوم فريق آخر باغراق القاهرة بالهشتاج وملصقات رابعة على المباني والحوائط والسيارات والاسوار وتصوير ذلك ونقله عبر وسائل الاعلام باعتباره الثورة الثالثة للمصريين، فضلا عن اذاعة افلام مفبركة في قناة الجزيرة وغيرها تظهر هروب قوات الشرطة من حماية المنشآت لاحيوية باعتبار ذلك سقوطاً للدولة المصرية. ويسيطر على هذه العمليات غرفة قيادة وسيطرة لمتابعة حشد وتحرك المظاهرات لاقتحام الاهداف المخططة وتصحيح المسارات ودعمها عند اللزوم. لذلك تم تكليف المكاتب الادارية للاخوان في المحافظات بالاستعداد لحشد الأنصار في القاهرة وعواصم المحافظات واطلاقها عند اعلان ساحة الصفر قبل أو أثناء الانتخابات الرئاسية. وقد أفاد تقرير صحيفة «وورلد تريبون» المشار أليه آنفا أن المخطط الموضوع ليستهدف في وقت واحد الانطلاق من ليبيا بواسطة جيش مصر الحر، ومن سيناء بواسطة جيش سيناء الحر بقيادة رمزي موافي الهارب من سجن النطرون ومحكوم عليه بالمؤبد لقيامه بتفجيرات شرم الشيخ عام 2006، وكلفه محمد بديع بتجميع عناصر جهادية من بدو سيناء والمحافظات غلى جانب القادمين من الخارج لتنفيذ عمليات ضد الجيش المصري، وتصل قوة هذا الجيش إلى حوالي 3000 فرد، وتكبد خسائر شديدة في الأونة الأخيرة وقاعدته في غزه، بالاضافة للقوات الجديدة لتنظيم أنصار بيت المقدس، والشبكات الجهادية والتكفيرية المحلية إلى جانب تنظيم جديد ظهر مؤخرا باسم (المتصلون مع المهدي) والذي يستهدف وحدات الجيش والشرطة، بحيث تُصطدم القاهرة من انتشار حجم العنف الذي سيسود كل أنحاء مصر، ويوقع الدولة والجيش والشرطة في أزمة حقيقية تؤدي إلى تخريب الانتخابات الرئاسية، وتصوير مر أمام العالم الخارجي بالدولة الفاشلة، ويدفع أمريكا والناتو لارسال قواتهم إلى مصر بدعوى المحافظة على حرية الملاحة في قناة السويس ومصالح الاقليات والسفارات الأجنبية. وقد نجحت أجهزة الأمن مؤخرا في ضبط عدة خلايا إرهابية خطيرة ضالعة في تنفيذ هذا المخطط، منها جماعة (نسور الحرية)، في شرق الاسكندرية ومعهم أسلحة وذخائر ومولوتوف لشن هجمات ضد وحدات الشرطة والجيش، كذلك تم ضبط عناصر أخرى في سيناء تستهدف دير سانت كاترين ومعسكر قوات حفظ السلام، فضلا عن القبض على عناصر من تنظيم (أجناد مصر) الذين قام خيرت الشاطر بتجنيدهم وتدريبهم في مراكز الشباب تحت اشراف اسامة يس وزير الشباب في حكومة الاخوان مع الفرقة (92 اخوان) وعناصر ارهابية أخرى وتبين أن اجمالي اعداد التكفيريين المجندين للقيام بأعمال عنف في جميع أنحاء مصر يصل إلى 6000 عنصر تحت تسميات مختلفة.

 

محمود عزت يدير العمليات الإرهابية من غزة

تسيطر جماعة الاخوان الارهابية على عمليات هذه التنظيمات الارهابية (الجيش الحر في ليبيا، والجيش الحر في سيناء، وجيش حر ثالث في السودان، فضلا عن ميليشيات الجماعة في الداخل) بواسطة مركز قيادة متقدم في فندق بمدينة غمزة (فندق غزة بيتش) تحت حماية كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس وعزت هو مسئول العمليات السرية في مكتب إرشاد الجماعة، هرب مع بدء سقوط نظام الاخوان الى غزة، ويتواجد معه في الفندق 30 فرد من قيادات التنظيم السري، وهذا المركز مجهز بأجهزة إتصال متقدمة مؤمنة بأجهزة سرية المحادثات، تكفل الاتصال بجميع الجهات سواء داخل مصر أو خارجها، بما في ذلك قيادات الجيش الحر في ليبيا وسيناء وقادة المكاتب الادارية لجماعة الاخوان في محافظات مصر. ويفيد تقرير الصحيفة الامريكية أنه وصل مؤخرا إلى هذا المركز شخصية اخوانية هامة يطلق عليها (مستر x) ومعه 20 عنصر قيادي، ويقال أن هذا الرجل يملك حق التكفير والحكم بالردة وقتل المرتدين.

كما يبعث محمود عزت، وكذلك محمد الظواهري، من حين لآخر برسائل شفرية إلى قادة التنظيمات الارهابية داخل مصر وقد تم القبض على أحد الارهابيين القادمين عبر الانفاق من غزة ومعه رسالتين الاولى من ايمن الظواهري إلى المدعو ابو سالم أحد قادة المجموعات الارهابية في سيناء يعده فيها بارسال مقاتلين واسلحة وذخائر وأموال ووسائل اتصال حديثة وضرورة توحيد عمل كل المنظمات الجهادية في سيناء، وانتقال بعضها إلى جنوب سيناء لتشتيت جهود الجيش المصري. أما الرسالة الثانية فقد كانت موقعة باسم (الامير) ويقصد به محمود عزت ركز فيها على استهداف قيادة الشرطة والجيش في سيناء والصالحية ومدن القناة، مع وعد بالدفع بعناصر جديدة واسلحة الى الاخوان في القاهرة، والمحافظات (لتسخين) الموقف. وكانت الاجهزة الامنية قد القت القبض على تسعة من القاعدة أبرزهم ابراهيم سنجاب، واثنين من مجلس شورى المجاهدين، احدهما فلسطيني يدعى عبدالسلام صيام والآخر من التوحيد والجهاد، فضلا عن ثلاثة من حماس أبرزهم محمد أبو هاشم من كتائب عز لادين القسام، اعترفوا بتلقيهم أموال من ممتاز دغمش زعيم جيش الاسلام في غزة، ورمزي موافي، للقيام بعمليات تخريب واغتيالات ضد منشآت وقادة الشرطة والجيش بهدف نهائي اقامة امارة اسلامية في سيناء، وتحويلها إلى قاعدة لشن عمليات عسكرية ضد اسرائيل، وتم ضبط خرائط معهم لمنشآت عسكرية في منطقة القناة والاسكندرية وكشوف اسماء وعناوين ضباط جيش وشرطة ورجال أعمال وإعلاميين.

ويساهم تحالف دعم الشرعية في هذا المخطط بتحريك مسيرات حاشدة قبل وأثناء الانتخابات الرئاسية أشبه بمخطط سقوط بغداد، واحتواء وسائل الاعلام العالمية لتسرع في نشر أخبار تظاهرات عارمه تعم شوارع المدن المصرية، ووقوع اشتباكات دموية مع الجيش والشرطة في محاولة لايهام العالم أنهم إستطاعوا إسقاط القاهرة ليسرع الغرب بالتدخل لاعادة التوازن للمنطقة، وبحيث يخرج حوالي 20مسيرة شبابية وطلابية ملثمين إلى أماكن جديدة لم يسبق التظاهر فيها.

 

رؤية تحليلية

إن تسمية العصابات الإرهابية المتواجدة في شرق ليبيا والتي تستهدف تصدير الارهاب إلى داخل مصر بجيش مصر الحر تسمية خاطئة، لأن كلمة جيش تغني قيادات ووحدات عسكرية مصرية منشقة على الجيش المصري النظامي، وهو ما لم ولن يحدث ولكن الجماعات الارهابية تريد أن تعطي الانطباع للخارج بأنها عناصر منشقة عن الجيش في حين فشلت كل جهودها لاستقطاب أي عناصر من داخل الجيش، وهو ما أدركته المؤسسات السياسية والاستخباراتية في الخارج، ولذلك فشلت جهود جماعة الاخوان في تحقق هذا الهدف وهو ما انعكس بوضوح في اعتراف الدول الكبرى بما فيها الولايات المتحدة بأن مصر تتعرض فعلا لعمليات ارهابية وليس إنشقاقات في صفوف جيشها وقد جاء هذا الاعتراف رغم فشل امريكا في توظيف جماعة الاخوان لتحقيق أهدافها في السيطرة على مصر وتقسيمها، وبعد أن قدم عاهل السعودية الملك عبدالله بن عبدالعزيز إلى اوباما أخيراً قائمة بجرائم جماعة الاخوان الارهابية ضد دول المنطقة قديما وحديثا، وبما يهدد في نفس الوقت ليس فقط أمن دول المنطقة، ولكن يهدد ايضا الامن والمصالح الأمريكية، لذلك وجدت الادارة الأمريكية نفسها مضطرة للاعلان عن خطتها لاستئناف تقديم المساعدات العسكرية لمصر.

وتعتبر المدن الرئيسية في شرق ليبيا خاصة درنة وسرت وبنغازي – نقاط ارتكاز عناصر الجيش الحر، حيث تسيطر عليها الجماعة الاسلامية في ليبيا، وهي عضو اصيل في التنظيم الدولي للاخوان، أما هدفها المباشر والقريب فهو التوغل داخل الاراضي المصرية حتى مطروح والواحات في الصحراء الغربية والسيطرة عليها واعلان اقامة (دولة مصر – ليبيا – الاسلامية) فيها واختصارها (دالم). وقد انضم لهذه الجماعة عناصر من حزب النهضة في تونس وموريتانيا والمغرب، إلى جانب عناصر متطرفة في دول جنوب الصحراء تعمل ضد النظم الحاكمة فيها، وسبق أن شكلت جبهة واحدة في مالي لمواجهة الجيش الفرنسي الذي أنهى مهمته هناك، فانضمت إليها عناصر متطرفة أخرى من شمال السودان وافغانستان وباكستان والشيشان وداعش من سوريا، بإجمالي قد يصل إلى 20 الف ارهابي في كل ليبيا، فضلا عن 10 الاف في السودان وجميعهم يعتبرون مرتزقة، ومن الصعب جدا أن تنجح أي منها في اقتحام الحدود المصرية – إلا في حالة سيولة أمنية قبل الوضع عقب ثورة 25 يناير – وهو ما انتهى امره ولن يتكرر ثانية بعد أن أدرك المصريون حقيقة أبعاد المؤامرة التي تستهدفه ولن ينخدع مرة أخرى، وما ثبت من تأثير محدود للعناصر المسلحة التابعة للاخوان – مثل الفرقة 92 اخوان – وتحالفها مع عناصر أجنبية مثل (أنصار بيت المقدس) و(أجناد مصر) التي أنشأها خيرت الشاطر بعد أحداث قصر الاتحادية الاولى، وقد أعادوا تمركزهم في محافظة الشرقية وسيناء. أما تعدد اسماء هذه المنظمات فهو يستهدف تشتيت جهود أجهزة الأمن، في حين أن الحقيقة تؤكد أنهم جميعا تابعين لجماعة الاخوان ويأتمرون بأوامر قيادة التنظيم الدولي للاخوان في الخارج، بما في ذلك حركة حماس في غزة التي تأوي ثلاث معسكرات لتدريب إرهابيين يتسللون غلى مصر عبر الانفاق للقيام بأعمال ارهابية في سيناء ومدن القناة، ويجري تدريبهم بواسطة عناصر من الحرس الثوري الايراني وحزب الله، الارم الذي يؤكد شمولية العداء لمصر حول جميع حدودها. وهو ما ينبغي ربطه مع ما كشفته الاجهزة الامنية حول تسلل ارهابيين وشحنات اسلحة من السودان عبر درب الاربعين إلى صحراء مصر الشرقية وسيناء، وايضا الاجتماعات التي عقدت بين عناصر من القاعدة يسمون انفسهم «العائدون من أفغانستان» برئاسة سفيان بن جمبو ونزار كعوان من قيادات المرتزقة يعملان لحساب التنظيم الدولي للاخوان بالتعاون مع عناصر حاربت في سوريا يجري تجميعها في ليبيا مع عناصر أخرى صومالية تخطط لاستهداف منشأت شرطية وعسكرية في مصر.

ومما يدل على عمق واتساع المؤامرة ضد مصر في بعديها الاقليمي والدولي، تجديد السودان شكواه ايخرا أمام الامم المتحدة حول مثلث حلايب وشلاتين، وهو ما صرح به بشكل مفاجئ وزير الدفاع السوداني خلال جلسه سرية للبرلمان السوداني يوم 14 ابريل الماضي ناهيك عن اعلان السودان بشكل رسمي موافقته على مشروع بناء سد النهضة في اثيوبيا، رغم كونه دولة مصب ستتضرر من حجز 8 مليار م3 من مياه النيل خلف هذا السد، وهو ما يجب أن نربطه بالرشوة التي قدمها أمير قطر لحاكم السودان البشير في زيارته الأخيرة للخرطوم وقيمتها مليار دولار،

كما أن توافق المصالح الايرانية – الامريكية مما أدى إلى تهدئة الوضع في سوريا لصالح نقل مسرح العمليات على حدود المواجهة مع مصر في شرق ليبيا وشمال السودان ومن قطاع غزة لذلك، فإن نجاح الجيش والشرطة في السيطرة على سيناء جعل هذه المجموعات تلجأ إلى نقل نفوذها إلى مناطق خارج نفوذ السيادة المصرية على أمل إرباك المناطق الحدودية.

إن مصر أمام عدوان داخلي وخارجي هدفه بالاساس إسقاط اكبر مؤسستين في الدولة وهما الجيش والشرطة فإذا -لا قدر الله- نجح الإرهابيون في تحقيق هذا الهدف أمكن بسهولة بعد ذلك إسقاط باقي مؤسسات الدولة من قضاء وبرلمان ورئاسة وحكومة.. الخ، وهو ما يفرض ضرورة إستباق العمليات الارهابية المتوقفة بضرب مواقع تمركز ومعسكرات تدريب ومخازن أسلحة جميع المنظمات الارهابية في اراضيها في ليبيا وغزة والسودان، وهذا حق استراتيجي لكل دولة من أجل المحافظة على أمنها القومي وتتعرض لتهديدات وتحديات من جهات مختلفة، مثل الوضع في مصر حالياً. وقد مارسته دول كثيرة من أجل الحفاظ على أمنها القومي مثل أمريكا بحربها في افغانستان، واسرائيل بضربها المنشآت النووية في العراق وسوريا ومواقع تهديدها في غزة، كذلك ممارسته في مصر في عهد السادات عندما هدد القذافي أمن مصر من الغرب بعمل تفجيرات في مطروح فقات الطائرات المصرية بضرب بؤر التهديد في ليبيا آنذاك. ومن ثم يجب الاسراع في توجيه ضربات استباقية ضد مراكز الارهاب المتواجدة خارج حدود مصر، لا سيما وأن قادة الارهاب ومن يحمونهم في الخارج يعتبرون انفسهم في صراع مع الزمن لاسقاط النظام القائم قبل نجاح الانتخابات الرئاسية القادمة في فرض شرعية جديدة تقضي على مزاعم شرعية النظام الاخواني السابق. ولان قادة الارهاب ومن يحمونهم يدركون جيدا قدرة الجيش المصري على سحقهم في الخارج وقبل ان يقتحموا الحدود ويندسوا في وسط زحام الجماهير بالمدن والقرى، من هنا جاءت حالة السعار الذي أصابهم وانعكست في الهجمات العشوائية التي ينفذونها هنا وهناك بلا عائد ولا ثمرة، ويفرض في المقابل على الدولة المصرية إتخاذ القرار لشن ضربات إستباقية ضد مواقع الارهاب مثل أن ينتقل إلى داخل مصر ولدى أجهزة المخابرات المصرية المعلومات اللازمة لذلك، فضلا عن إمتلاك الجيش القدرات على شن ضربات إستباقية ناجحة، خاصة وأن الجيش يتمتع بدعم القبائل المصرية المتواجدة في مناطق الحدود سواء مع قطاع غزة في الشرق أو ليبيا في الغرب، وكذا في أسوان وحلايب وشلاتين في الجنوب، فضلا عن دعم جماهير الشعب المصري في داخل جميع المحافظات، وهو ما انعكس في تصدي جماهير الشعب لمتظاهري جماعة الاخوان في الشوارع والميادين قبل تصدي رجال الشرطة. لذلك على قادة من يطلق عليه جيش مصر الحر أني دركوا جيدا أن معركتهم الرئيسية الجارية والقادمة ليست فقط ضد الجيش والشرطة، ولكن ضد شعب مصر في الاساس الذي عليهم أن يعملوا له ألف حساب إذا ما فكروا في اختراق الحدود المصرية، وأن تلاحم الشعب مع الجيش والشرطة هو أخطر ما تواجه المنظمات الارهابية وطابورها الخامس داخل مصر.

لذلك فإن دعم الجيش بطائرات بدون طيار قادرة على القيام بعمليات استطلاع جوي لمواقع الارهاب خارج الحدود، مع القدرة على ضرب هذه المواقع بما تحمله هذه الطائرات من صواريخ موجهة وحرة، يعتبر أمراً ضرورياً لشن الضربات الاستباقية خارج الحدود، وهو ما يجب ان يتزامن عند اللزوم بشن هجمات برية عبر الحدود بواسطة قوة التدخل السريع التي تم تشكيلها مؤخراً ضد هذه المواقع الارهابية. ومن الدلائل الطيبة على ذلك ما كشفت عنه المخابرات البريطانية أخيراً عن تعرض مبنى جماعة أنصار بيت المقدس وانصار الشريعة في ليبيا غلى صاروخ من طائرة بدون طيار مجهولة، وتوقعت أن يكون مصدر هذه الهجمة هو من وراء الحدود المصرية في 17 ابريل الماضي، كما أعلنت حركة حماس في توقيت مقارب عن حدوث تفجيرات غير معلوم مصدرها في كتائب عز الدين القسام.

وفي الختام ينبغي أن ندرك أن مصر تواجه أخطر مرحلة في تاريخها في مواجهة قوى وأطراف داخلية وخارجية، وأن هذه القوى فتحت اكثر من جبهة أمام مصر لتشتيت قواها وقدرات جيشها وأجهزتها الامنية، وزرع الفتن وبث الرعب داخل الشارع المصري. وهي حرب من الجيل الرابع التي تستند اولا إلى إثارة الفتن والقلاقل، كما أن هذه اللعبة الجديدة ستكون لها مردودات سلبية ليس فقط على صمر بل على كل الدول العربية، وهو ما يفرض ضرورة التعاون والتنسيق مع الدول العربية الصديقة للمواجهة المشتركة ضد هذه التهديدات واحباط مخططاتها مبكرا. كما يجب الاهتمام بمنع وسائل الاعلام من أن تكون وسيلة في يد الاعداء لزرع الفتن واثارة الشكوك في القيادات الامنية والعسكرية وإثارة الفتن الطائفية والعرفية. مع الاخذ في الاعتبار وبحذر شديد من منظمات المجتمع المدني المحلية والدولية، والتي أحد أدوات العدو لقلب الحقائق التي تهدف إلى زعزعة الاستقرار في البلاد العربية، خاصة في ضوء تعاون هذه المنظمات مع جماعة الاخوان، وحرص الاخيرة على استخدام هذه المنظمات للترويج لادعاءاتها ومزاعمها ضد الدولة وبما يخدم أهداف الجماعة. من ذلك رفع شعارات المحافظة على الحرية والديمقراطية، ومنع عسكرة الدولة وقيام الدولة البوليسية والحرب ضد الاسلام، وكلها شعارات براقة، ولكنها كلمات حق يراد بها باطل ينبغي توعية الشعب بحقيقتها وحقيقة الاهداف الخفية لمن يرفعونها.