الأحد 02 يونيو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة ستار

37 عامًا على الرحيل.. وما زال العندليب يغني

عبد الحليم حافظ
عبد الحليم حافظ
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ولادة العندليب ونشأته
ولد عبدالحليم حافظ، في قرية الحلوات، التابعة لمركز الإبراهيمية محافظة الشرقية، وهو الابن الأصغر بين أربعة إخوة هم "إسماعيل، ومحمد، وعلية" توفيت والدته بعد ولادته بأيام وقبل أن يتم عبد الحليم عامه الأول توفي والده ليعيش اليتم من جهة الأب كما عاشه من جهة الأم من قبل ليعيش بعدها في بيت خاله الحاج متولي عماشة.
كان يلعب مع أولاد عمه في ترعة القرية، ومنها انتقل إليه مرض البلهارسيا -الذي دمر حياته- ولقد قال مرة: أنا ابن القدر، وقد أجرى خلال حياته واحد وستين عملية جراحية، وهو الابن الرابع، وأكبر أخوته هو إسماعيل شبانة الذي كان مطربًا ومدرسًا للموسيقى في وزارة التربية، التحق بعدما نضج قليلا في كتاب الشيخ أحمد، ومنذ دخول العندليب الأسمر للمدرسة، تجلى حبه العظيم للموسيقى حتى أصبح رئيسا لفرقة الأناشيد في مدرسته. ومن حينها وهو يحاول الدخول لمجال الغناء لشدة ولعه به.

الرحلة
التحق بمعهد الموسيقى العربية قسم التلحين عام 1943 حين التقى بالفنان كمال الطويل، حيث كان عبدالحليم طالبا في قسم تلحين، وكمال في قسم الغناء والأصوات، وقد درسا معا في المعهد حتى تخرجهما عام 1948 ورشح للسفر في بعثة حكومية إلى الخارج، لكنه ألغى سفره وعمل 4 سنوات مدرسًا للموسيقى بطنطا ثم الزقازيق وأخيرا بالقاهرة، ثم قدم استقالته من التدريس والتحق بعدها بفرقه الإذاعة الموسيقية عازفا على آله الأبوا عام 1950.
تقابل مع صديق ورفيق العمر الأستاذ مجدي العمروسي في 1951، في بيت مدير الإذاعة في ذلك الوقت الإذاعي فهمي عمر. اكتشف العندليب الأسمر عبدالحليم شبانة الإذاعي الكبير حافظ عبدالوهاب، الذي سمح له باستخدام اسمه "حافظ" بدلا من شبانة.

وفقًا لبعض المصادر فإن عبدالحليم أُجيز في الإذاعة بعد أن قدم قصيدة "لقاء" كلمات صلاح عبد الصبور، ولحن كمال الطويل عام 1951، في حين ترى مصادر أخرى أن إجازته كانت في عام 1952 بعد أن قدم أغنية "يا حلو يا اسمر" كلمات سمير محجوب، وألحان محمد الموجي، وعمومًا فإن هناك اتفاقًا أنه غنى (صافيني مرة) كلمات سمير محجوب، وألحان محمد الموجي في أغسطس عام 1952 ورفضتها الجماهير من أول وهلة حيث لم يكن الناس على استعداد لتلقي هذا النوع من الغناء الجديد.
لكنه أعاد غناء "صافيني مرة" في يونيو عام 1953، يوم إعلان الجمهورية، وحققت نجاحًا كبيرًا، ثم قدم أغنية "على قد الشوق" كلمات محمد علي أحمد، وألحان كمال الطويل في يوليو عام 1954، وحققت نجاحًا ساحقًا، ثم أعاد تقديمها في فيلم "لحن الوفاء" عام 1955، ومع تعاظم نجاحه لُقب بالعندليب الأسمر.
وكالعادة يقوم التليفزيون المصري ومعظم القنوات الفضائية بالاحتفال بذكرى رحيل العندليب الأسمر كل عام في 30 مارس، فهو معشوق مصر والوطن العربي أجمع، واستطاع بصوته العذب وإحساسه الدافئ تخطي كل الحواجز والعراقيل بينه وبين الجمهور، واختراق قلوبهم دون استئذان.
فمن منا ينسى أغنيات: "أول مرة تحب، وموعود، وقارئة الفنجان، وبعد إيه" وعشرات الأغنيات بل مئات الألحان والأغنيات التي يصعب تكرارها، مهما ظهر عشرات المطربين وتعاقبت أجيال كثيرة في عالم الغناء، لكن يظل صوت العندليب هو الأصل والذي يحن له كل عاشق أو مجروح أو متفائلا بالحياة، فالحب والهجر والعتاب والثورات كلها معان تجسدت في اغنيات العندليب وعزف عليها برقة صوته ودفء إحساسه.
ولم يستطع أي مطرب أن يلحق بقطار نجومية عبدالحليم حافظ في حياته أو حتى بعد وفاته، فظلت أغنياته هي الأعلى مبيعا، رغم وجود العديد من الألبومات لكبار المطربين إلا أن بصمة العندليب فاقت الجميع وتربعت على عرش الغناء منذ رحيله وحتى اللحظة التي نكتب فيها هذه الكلمات.

وقد حقق العندليب هذه النجومية والشهرة بفضل موهبته وذكائه الشديد الذي مكنه من التفوق على جميع الأصوات والمطربين، الذين يمتكلون طبقات صوتية أقوى منه بكثير مثل محمد قنديل أو ألوان موسيقية مختلفة وجاذبة للجمهور مثل محمد رشدي في أغنياته الشعبية التي اجتاحت مصر بشهرتها ونجاحها مثل "عدوية" وغيرها، ورغم ذلك فقد استطاع حليم التفوق عليهم دائما لأنه كان حريصا أن يقدم الألحان التي تناسب طبقة صوته وتليق به، علاوة أنه كان متجدد في موسيقاه ويعرف ما يريده الناس وفى أي وقت يقدمه.
ورغم تعرضه للمرض فترة طويلة من حياته -بسبب إصابته بالبلهاريسيا أثناء طفولته، وإجرائه لأكثر من 60 عملية جراحية في جسده النحيل- إلا أنه كان يتغلب على تلك الآلام بتقديمه أغنية جديدة، أو يقرأ كلمات أغنية جديدة مثل قارئة الفنجان الذي قدمها وهو في أشد ظروف مرضه وحققت أعلى قمم الشهرة والنجاح.
الكلمات لا تستطيع أن تلخص ما قدمه العندليب عبدالحليم حافظ للجمهور المصري والعربي طيلة حياته في الغناء والسينما، فأفلامه هي الأعلى مشاهدة حتى الآن، وأغنياته الأكثر شهرة وحبا من الجمهور وتعلقا بها، فهو الأسطورة التي لن تتكرر ابن قرية الحلوات "عبدالحليم حافظ "..

ورغم الشهرة الكبيرة التي يتمتع بها عبد الحليم حافظ، لكن هناك عدد كبير من أغانيه لا يعرفها كثير من الناس، والسبب الحقيقي لهذا هو أن هذا الإنتاج الإذاعي لا يتم اذاعته، وهو مملوك للإذاعة المصرية مثل باقي إنتاجها، وهذا السبب نتج عنه شيء من الندرة، وتم الاعتقاد أنه تراث مجهول، لكنه معلوم لكثير من المؤرخين والإذاعيين المصريين المخضرمين، وإذا حسبنا عدد الأغاني التي قدمها في الأفلام سواءٌ بالصوت، والصورة، أم بالصوت فقط، إضافة إلى الأغاني المصورة في التليفزيون، نجد أن عددها يمكن أن يصل إلى 112 أغنية تقريبًا، وهذا العدد لا يكاد يشكل نصف عدد أغانيه البالغة نحو 231 أغنية في المتوسط، كما أننا لم نأخذ في الحسبان الأغاني التي هي بحوزة بعض أصدقاء عبد الحليم، والتي هي غير متاحة للتداول التجاري.

من أغنياته:
أغنيات حليم لها طعم وروح خاصة بها منها: "جانا الهوى، وحبيبتي من تكون، ورسالة من تحت الماء، وفي يوم في شهر، وضحك ولعب وجد وحب، وعلى قد الشوق، وموعود، وبلاش عتاب" وقدم أيضا العديد من الأغنيات الوطنية التي ألهبت حماس المصريين في عز ثوراته فأصبح ملقبا بمطرب الثورة، ومنها أغنيات: "حكاية شعب، أحلف بسماها، وعدى النهار، والبندقية اتكلمت، والنجمة مالت عالقمر".
 
الابتهالات الدينية:
وحرص حليم أيضا على تقديم أدعية وابتهالات دينية بصوته العذب في حياته الفنية منها: "أنا من تراب، " ادعوك يا سامع، والحبة في الأرض، وخليني كلمة".

أفلامه:
قدم حليم عشرات الأفلام السينمائية وشاركته فيها العديد من نجوم نجمات السينما مثل: "شادية، وزبيدة ثروت، وميرفت أمين، وأحمد رمزي صديق عمره" منها أفلام: "أيامنا الحلوة، وليالي الحب، وأيام وليالي، وموعد وغرام، ودليلة، والوسادة الخالية، وشارع الحب، وأبي فوق الشجرة، لحن الوفاء".

كما قام عبد الحليم ببطولة المسلسل الإذاعي "أرجوك لا تفهمني بسرعة"سنة 1973، وهو المسلسل الوحيد الذي شارك فيه عبد الحليم كبطل للحلقات، وذلك برفقة نجلاء فتحي، وعادل إمام قصة محمود عوض وإخراج محمد علوان

وفاته:
توفي حليم يوم الأربعاء في 30 مارس آذار 1977 في لندن عن عمر يناهز السابعة والأربعين عاما، والسبب الأساسي في وفاته هو الدم الملوث الذي نقل إليه حاملا معه التهاب كبدي فيروسي فيروس "سي" الذي تعذر علاجه مع وجود تليف في الكبد ناتج عن إصابته بداء البلهارسيا منذ الصغر كما قد أوضح فحصه في لندن، ولم يكن لذلك المرض علاج وقتها وبينت بعض الآراء أن السبب المباشر في موته هو خدش المنظار الذي أوصل لأمعائه، ما أدى إلى النزيف وقد حاول الأطباء منع النزيف بوضع بالون ليبلعه لمنع تسرب الدم ولكن عبدالحليم مات ولم يستطع بلع البالون الطبي. حزن الجمهور حزنا شديدا حتى أن بعض الفتيات من مصر انتحرن بعد معرفتهن بهذا الخبر. وقد تم تشييع جثمانه في جنازة مهيبة لم تعرف مصر مثلها سوى جنازة الرئيس المصري الراحل جمال عبدالناصر، والفنانة الراحلة أم كلثوم، سواء في عدد البشر المشاركين في الجنازة الذي بلغ أكثر من 2.5 مليون شخص، أو في انفعالات الناس الصادقة وقت التشييع..