الجمعة 31 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

أكاذيب وضلال

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

هل تأكد لنا بعد كثير من تردد وتلاسن أن ما تدعيه بلاد الديمقراطيات من قيم وشعارات هي مجرد أكاذيب تنسحق تحت الأهداف الاستعمارية واللا إنسانية ؟ وتتوارى بخبث وتجاهل حتى أمام الآلاف من المتظاهرين من مواطنيهم بعد أن تجاهلوا عمدًا وتوحشًا لصيحات الملايين طلبًا لتكريس قيم الحق في الحياه وحماية الأطفال والمدنيين والرحمة بشعب أعزل يحاول منذ أكثر من خمسة وسبعين عامًا استرداد حقه في أرضه المسلوبة ظلمًا وعنوة  بالمؤتمرات تارة وبالانتفاضة مرات وكما حدث في سنوات ١٩٨٧،٢٠٠٠ ولكن فشلت كل المحاولات وتمادي المحتل الاستعماري التوسعي فزادت أعداد المستوطنات وزاد قمع كل من يحتج وتم تسليح المستوطنين وزاد توحشهم واعتداؤهم على أصحاب الأرض بينما العالم غافل.. وفقط تتناقل وسائل الإعلام يوميًا أعداد من الشباب يزج بهم في سجون ومعتقلات المحتل وامتد التوحش ووصل إلى امتهان المساجد وأماكن العبادة ويموت الأطفال ويخرجون من تحت الأنقاض أشلاء وتقذف المستشفيات وتمتهن وتقتل النساء وتختفي أصوات المنظمات الحقوقيه وتتغافل عن حق المظلوم.

وحين يمتلئ الكأس عن آخره وينفذ صبر شباب المقاومه فيحاول  فلا نجد إلا الآلة الإعلامية الصهيونية والتي سيطرت علي كل منافذ الإعلام الغربية  في دول الديمقراطيات وتعلو الأصوات مطالبة بحق المحتل في الدفاع عن نفسه!.. أي منطق وأي حق وأي ظلم؟ نحن نريد فقط مشاهدة الموقف بموضوعية وعدل فكيف تقبلون إبادة الأطفال والأمهات والتدمير الفج وتسوية المباني بالأرض دون أي رحمه ولا شفقة ويبقي أكثر من إثنين مليون ونصف المليون مواطن في سجن ممنوع فيه دخول الماء والكهرباء والدواء والغذاء وفقط تغمض العيون ويتجاهل أصحاب الديمقراطيات المشهد الذي حرك الآلاف من مواطنيهم في كل الميادين ولكنهم يتجاهلون وكأنهم لايبصرون. 

لقد انكشفت شعاراتكم وظهر للصغير والكبير خبث نواياكم وعنف قدراتكم العسكرية وتحيزكم المفضوح للمحتل وظهر أنه فعلًا قد سيطر على أى قرار تتخذونه وتناسيتم أن الأيام دول.. أطفال اليوم هم رجال الغد وكل ما يحدث أمامهم اليوم محفور فى الذاكرة وتأكيد لانهيار قيم العدل وحقوق الإنسان وسقطت الشعارات التي استخدمت فقط وكأنها كتبت علي الماء..

مندهش ومعي كثيرون من مشاهد الأطفال الموتى.. كيف بالله عليكم وأين القرارات الأممية والدولية وأين حقوق الأطفال في الحياة؟ ما هذا العنف وما هذا الجبروت وما هذا التجاهل لإحقاق الحق؟. 

ما حدث في غزة من عنف ومشاهد أشلاء الأطفال ومشاهد الأمهات تحتضن جثث الموتي أصبحت محفوره في وجدان كل طفل فلسطيني وكل إنسان في العالم  وأكاد أجزم أنه مهما حدث من تدمير وقتل فلن تغتفر تلك الهمجية وسوف تزداد المقاومة وتنتقل من جيل إلى جيل.. لا أعرف كيف يتخيل قادة المحتل الحياة الآمنه وسط تلك المشاعر الساخطة على هذا الأداء البربري الذى لم توقفه أى قوانين أو قيم قد تم شجبه من كثيرين في كل أنحاء المعمورة.. هل هكذا تريدون لشعوبكم أن تعيش في أمان وهل يمكن أن يتحقق ذلك؟ أعتقد أن ذلك محال فدائما الاحتلال إلى زوال ولا حل لتلك القضيه إلا بتفعيل قرارات الشرعية الدولية وحل الدولتين.

    كيف تحول العالم إلى مشاهد للاحداث رغم قسوتها فما حدث في العراق يتكرر في سوريا وليبيا وفلسطين وفقط الكل يتابع.  وأحيانًا يشجب وإذا تطور الأمر تعقد المؤتمرات ولكن لا نتائج تنصف المظلوم فهل اعتاد الناس علي ذلك هل أصبح الاحتلال فى جزء كبير منه احتلالًا للعقل والهدف منه اعتياد الناس والعقل الجمعي القبول بما تفرضه القوة وهى من ثلاثة أضلاع قوة إعلامية وعسكرية وقوة الفيتو وأصبح المنع والتهدئة والتهديد وقد يكون التهجير هو من أوامر أصحاب الثلاث كيف استساغ العالم ذلك وما هو القادم؟ إنها دعوة للتفكير في خطورة ما يحدث وليتأكد الجميع أن الكل سوف يأتي وقته ودوره ويشعر بما شعر به العراقي والفلسطيني والسوري. إننا اقتربنا لقانون الغابة بكل جبروته وعنفه وقيم اللامنطق. 

لم يعد أمامنا إلا ما شعرت به القيادة المصريه بقيمة أن يكون لك درع وسيف.. وكيف كان البعض يندهش من الصرف علي شراء طائرات الرافال والغواصات الميسترال وتنويع مصادر الأسلحة. هل أدركنا الآن قيمة ما تم وجعلنا نؤكد قدرتنا على الدفاع عن كل شبر من أرض مصر الغالية؟. 

علينا وبكل ما نملك من قدرات أن نعمل على التنوير والثقافة، فنحن في حاجة إلى أن يشعر كل مواطن وشاب بخطورة المرحلة وقيمة الأرض والعرض والتأكيد على أن الشعارات والأناشيد والغناء إنما هى عامل مساعد لفهم قيمة الأرض وأهمية أن تكون قدراتك تسبق شعاراتك. فقد تم التأكيد بما لا يدع مجالًا للشك أن قوتك هي درعك ومهما رفعت شعارات إنسانية ودعوات للسلام إنما كل ذلك يتحقق فقط حين تمتلك  قوة ردع قادرة أن توقف أطماع من حولك فحتي السلام أصبح يحتاج إلى قوة يعرف قدرها عدوك فيفكر قبل أن تزداد أطماعه لقد أكدت الأحداث أن البعض لا يدرك أن الله خلقنا لنعمر الأرض وليس لدمار الأرض بل ومن عليها. وقد شاهدنا كثيرًا غضب الطبيعة في دول الديمقراطيات من اشتعال الغابات والزلازل والأوبئة ولكنهم لا يبصرون فما زال العالم لا يستطيع الاتفاق على وقف إطلاق النار وتلك دلالة على عجز البصيرة وفقط محاولات للقضاء على شعب يطالب بإسترداد أرضه! أى ظلم وأى معايير وأى عدل هذا؟  

حفظ الله مصر وطنًا غاليًا يستحق أن نقف جميعًا من أجله على قلب رجل واحد.