الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

فضائيات

مفيد شهاب: حرب أكتوبر أثبتت فشل نظرية الأمن الإسرائيلية

الدكتور مفيد شهاب
الدكتور مفيد شهاب وزير المجالس النيابية الأسبق
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

قال الدكتور مفيد شهاب وزير المجالس النيابية الأسبق، إنه منذ عام 1973 بعد النصر العسكري العظيم الذي حققته القوات المسلحة، ومرورا بمفاوضات السلام والجهد السياسي الذي بذل لإقرار حق مصر في استرداد جميع أراضيها وكذا كافة الدول العربية، وانتهاء بمعركة تحرير آخر بقعة عن طريق التحكيم الدولي وإعمال قواعد القانون الدولي وهي أرض طابا في سنة 1988، هذه المسيرة أكدت فشل نظرية الأمن الإسرائيلي.

وأضاف خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامية إيمان الحويزي في برنامج "مطروح للنقاش" على شاشة "القاهرة الإخبارية"، أن إسرائيل كانت تزعم بعد أن حققت نصرا مفاجئا سريعا عام 1967، في الحقيقة القوات المصرية لم تحارب وإنما أخذت على غرة، وحدثت للأسف نكسة وهزيمة للقوات المصرية.

وأكد أن هذا لم يؤثر إطلاقا على معنويات القوات المسلحة ولا على معنويات الرأي العام المصري ولا على ثقة زعيم الأمة الراحل جمال عبدالناصر، بأنه رغم ما حدث في 5 يونيو 67 إنما من واجبنا من حقنا وفي مقدرتنا أن نستعيد الأرض وأن نلقن إسرائيل درسا، وأن نثبت لها أن نظرية الأمن الإسرائيلي هي نظرية خادعة.


وذكر أن إسرائيل رغم فوزها في 5 يونيو بنت جدارا عازلا هو خط بارليف، على مانع مائي كبير وهو قناة السويس، وأمام هذين العائقين الكبيرين قالوا باستحالة أن تعبر القوات المصرية أو غيرها إلى سيناء، إنما القوات المصرية بتصميمها وإرادتها واعتمادها على أبناء الشعب المصري، وبعد ما تم إعادة تسليح القوات المسلحة من جديد، من الصفر، إلى أن أصبحت في مركز القوة، استطاعت مصر خلال ست سنوات من 67 حتى 73 أن تقوم ببعض العمليات التي تؤرق إسرائيل، خلال ما نسميه بحرب الاستنزاف. وهي بعض العمليات الناجحة التي قامت بها القوات المصرية مثل عملية ميناء إيلات وضرب السفينة إيلات البحرية بعد أشهر قليلة من الهزيمة وغيرها من العمليات.

وأوضح أن حرب الاستنزاف هي نقطة البداية في إعلان تصميم القوات المسلحة المصرية على أن تحول هزيمة 67 إلى نصر عسكري قوي، وبالفعل كانت نصر أكتوبر في عام 73، الذي أثبتت فيه القوات المصرية أن كل ما كانت تعتقد اسرائيل أنه لا يمكن أن يهزم، وبالذات المرور وعبور قناة السويس، تم بأساليب علمية حددها المهندسون المصريون وبخراطيم المياه التي من خلالها تم فتح منافذ في الجدار العازل الذي أعلنت إسرائيل مرارا أنه - أي خط بارليف - لا يعبر ولا أن تكون فيه ثغرات، لأنه بالفعل من أقوى الخطوط التي صنعت منذ الحرب العالمية الثانية.

ولفت إلى أن القوات المسلحة المصرية بعبورها للقناة وبتحطمها خط بارليف أثبتت خطأ نظرية الأمن الإسرائيلي، وأنها كانت تعتمد اعتمادا خاطئا على اعتبارات نجحت القوات المصرية في أن تحطمها. وأثبتت أن إرادة التحرير والاستعداد للتحرير والتسليح الجديد كل هذا أقوى بكثير من أي نظريات.

وأوضح أن نصر أكتوبر العسكري هو الأساس لما تحقق في ما بعد، وجعل إسرائيل تقبل بل تسعى إلى الدخول في تفاوض، لأنها آمنت بأن الشعب المصري لن يقبل أن تبقى أرضه محتلة. ومن ثم بدأت عملية تفاوض طويلة في كامب ديفيد انتهت بتوقيع اتفاقية السلام، أقرت فيها مصر على تأكيد مبدأ تحرير كافة الأراضي التي احتلت بعد 4 يونيو، ورفض أن تبقى أي مستوطنات إسرائيلية فيها، فكانت اتفاقية السلام معركة سياسية أكدت حق مصر في استرداد كافة أراضيها.

وأكمل أنه لما بدأت عمليات تنفيذ هذا التحرير للأراضي على 3 دفعات من 79 إلى 82 وماطلت إسرائيل في الانسحاب من بعض المواقع الاستراتيجية، على سبيل المثال طابا كموقع سياحي استراتيجي مهم على الحدود المصرية، عند العلامة 91 أو منطقة تعلوها تسمى منطقة رأس النقب، فيها مطار عسكري مهم، وعليها علامات حدود 85 و86 و87 و88، وعندما حاولت إسرائيل ان تحتفظ ببعض المواقع رفصت مصر بشدة، وصممت على ألا تضحي بشبر واحد من أرضها، وأجبرت إسرائيل على الدخول في تحكيم دولي في محكمة العدل الدولية، واستعدت مصر استعدادا علميا قويا عن طريق خبراء، حتى أعلن التحكيم أن طابا مصرية وأجبرت إسرائيل على الانسحاب.