السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

الجزائر تدعو إلى مضاعفة الجهود لإنقاذ السودان من دوامة العنف والانقسام

وزير الخارجية الجزائري
وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

دعت الجزائر إلى مضاعفة الجهود وتنسيق المساعي بين جميع الفاعلين الدوليين والإقليميين من أجل إخراج السودان الشقيق من دوامة العنف والانقسام والاقتتال التي ألمت به.

جاء ذلك خلال الخطاب الذي ألقاه وزير الخارجية الجزائري، أحمد عطاف، خلال الاحتفال الذي نظمته وزارة الخارجية الجزائرية، بمناسبة الذكرى الستين على إنشاء منظمة الوحدة الأفريقية.

وأوضح عطاف أنه لابد من عدم إغفال معاناة الأشقاء في السودان من جراء الأزمة المستعرة في هذا البلد الشقيق منذ أكثر من شهر، وهي الأزمة التي تسببت في زهق المئات من أرواح الأبرياء، ونزوح مئات الآلاف من المدنيين العزل، فضلا عن "بوادر كارثة إنسانية محدقة، وما يلوح في الأفق المظلم من خطر تقسيم آخر للسودان لا قدر الله".

وأضاف أن الاحتفال بإنشاء منظمة الوحدة الأفريقية هو بمثابة تجديد للعهد مع الآباء المؤسسين لها بالحفاظ على إرثهم الثمين وما يزخر به من قيم مثلى وتعهدات ثابتة والتزامات راسخة لتحقيق أهداف التحرر الكامل والأمن المستدام والرخاء المشترك في سائر ربوع أفريقيا، مشيرا إلى أنه لا مصير لأفريقيا إلا من تدبيرها؛ وأن لا مشروع لإفريقيا إلا من تخطيطها وإنجازها؛ وأن لا طريق قويم تسلكه أفريقيا إلا ذلك الذي تشقه وتعبده سواعد بناتها وأبنائها.

وأكد وزير الخارجية الجزائري أن بلاده الفخورة بانتمائها الافريقي المتأصل والمتمسكة بالنهج القاري الوحدوي، تضم اليوم صوتها لأصوات أشقائها من دول القارة، لتجدد التزامها وتمسكها بمبادئ وأهداف الاتحاد الأفريقي في مواجهة التحديات متعددة الأبعاد والأشكال التي لا تزال تهدد أمن واستقرار الدول والشعوب الأفريقية وتقوض المساعي الرامية لتحقيق التنمية المستدامة والرفاه المشروع.

وتابع قائلا: إن الجزائر تؤكد اليوم أنها ستظل طرفا فاعلا وجزءًا لا يتجزأ من الجهد الأفريقي الجماعي الرامي لكسب رهانات التنمية الاقتصادية وتحقيق الرؤية الطموحة التي رسمنا معالمها معًا ضمن أجندة الاتحاد الأفريقي، المعروفة بأجندة 2063.

واستطرد قائلا: إن الجزائر تسعى حاليا إلى تجسيد هذا التوجه الأفريقي عبر مشاريع تنموية تم إقرارها لفائدة العديد من الدول الأفريقية الشقيقة، والتي تُشرف على إنجازها الوكالة الجزائرية للتعاون الدولي من أجل التضامن والتنمية، بعد أن قام الرئيس الجزائري بتعزيز ميزانيتها بغلاف مالي قدره مليار دولار أمريكي.

ونوه الوزير الجزائري إلى أن بلاده تعمل على تعبئة الموارد وحشد الطاقات لاستكمال إنجاز المشاريع المهيكلة ذات الطابع الاندماجي الإقليمي والقاري، على غرار مشروع الطريق العابر للصحراء، وخط أنابيب الغاز لاجوس - الجزائر، وشبكة الألياف البصرية العابرة للصحراء، فضلا عن مشروع الطريق الرابط بين مدينتي تندوف الجزائرية والزويرات الموريتانية.

وأكد أن توجه الجزائر لتعزيز مساهماتها في مجال التنمية الاقتصادية بغية تحقيق الرخاء المشترك، يأتي استكمالًا ودعمًا للجهود التي ما فتأت تبذلها بلادي لحل النزاعات المسلحة من أجل استتباب الأمن والاستقرار في جوارها المباشر وفي جميع أنحاء القارة الإفريقية.

 ولفت رئيس الدبلوماسية الجزائرية إلى أن بلاده تواصل جهودها على رأس الوساطة الدولية للدفع بمسار السلم والمصالحة في جمهورية مالي، وتثمن تمسك الأطراف المالية باتفاق الجزائر وانخراطها الجدي في المساعي التي بادرت بها الجزائر في الآونة الأخيرة لتجاوز الصعوبات الراهنة وضمان الاستئناف السريع للمسعى السياسي الرامي إلى استكمال تنفيذ الاتفاق خدمة لوحدة وأمن واستقرار هذا البلد الشقيق.

وذكر عطاف، في مواجهة التحديات الأمنية في منطقة الساحل والصحراء، بالمبادرة التي تقدمت بها الجزائر بهدف تفعيل وتنشيط دور لجنة الأركان العملياتية الـمشتركة (CEMOC) في مكافحة ظاهرتي الإرهاب والجريمة الدولية المنظمة، والتي، بامتداد رقعتها الجغرافية وتزايد حدتها وتشعب مكوناتها، أضحت تشكل التهديد الرئيسي لأمن واستقرار ونماء المنطقة خاصة والقارة عامة.   

 وأضاف أن يوم أفريقيا يحل هذا العام في ظرف دولي مثقل بالتحديات جراء التوترات المتزايدة في العالم وما تحمله هذه التطورات في طياتها من بوادر إعادة تشكيل موازين القوى على الساحة الدولية، ومن تقلبات سريعة ومتسارعة داخل منظومة العلاقات الدولية القائمة، مشيرا إلى أن هذه الأوضاع الاستثنائية، وعلى الرغم مما أفرزته من تداعيات، إلا أنها تمنح فرصة ثمينة نحو الإسهام في إصلاح مواطن الضعف الهيكلية للنظام الدولي القائم، مع تركيز الجهود بصفة خاصة على حتمية معالجة التهميش المجحف الذي تتعرض له القارة الأفريقية منذ ما يقرب ثمانية عقود من الزمن. 

  وأشار وزير الخارجية الجزائري إلى أنه لا يوجد سبيل سوى رص الصفوف وتوحيد الكلمة لإسماع صوت القارة الأفريقية في مختلف المحافل الدولية، وتكريس تطلعات الدول الأفريقية في التعامل والتفاعل مع سائر الدول الأخرى على أسس السيادة المتساوية والأمن المتكافئ وتوازن المصالح والترابط المنصف.