الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوادث وقضايا

غدر الصحاب.. «البوابة نيوز» تحقق في مقتل «عبدالله» على يد صديقه بالمرج.. ووالدة الشاب المتوفى: بلطجى دبح ابنى عشان رفض يسيب له مقلب القمامة.. وإعدام المتهم يريح قلوبنا

المتهم
المتهم
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

فتح الشاب «عبد الله» عينيه على الدنيا وجد نفسه فى أسرة بسيطة الحال، الأب عامل بسيط والأم ربة منزل، لا مكان للرفاهية بل يسعون لتوفير متطلبات الحياة اليومية فقط، ليقرر دخول معترك الحياة مبكرا، من خلال العمل مع والده وشقيقه «ماسح أحذية» لفترة طويلة، حتى قرر التخلى عن تلك المهنة بعد دخول والده وشقيقه السجن على ذمة إحدي القضايا، ودخول مجال آخر.


«هشتغل فى جمع القمامة».. بهذه الكلمات أخبر الشاب صاحب الـ٢١ ربيعا والدته برغبته فى جمع المواد البلاستيكية وعلب «الكانز» من الشوارع لتدبير الأموال لاسيما وأنه أصبح العائل الوحيد للأسرة فى ظل غياب الأب والأخ الأكبر، فكان يخرج صباح كل يوم بحثا عن لقمة العيش أملا فى توفير بضعة جنيهات يعود بها لعائلته فى المساء محملا بـ«بشاير الخير»، ومن ثم الخلود إلى النوم لأخذ قسط من الراحة يمنحه القدرة على مواصلة العمل فى اليوم التالى، دون أن يدرى أن الفصل الأخير من حياته سيكتب على يد صديقه بنفس مجال عمله، فى مشهد ماسأوى أضحى حديث أهالى منطقة المرج التابعة لمحافظة القاهرة.


داخل حجرة صغيرة فى منزل بسيط يدل على حال قاطنيه، جلست والدة الشاب «عبد الله»، وسط سيدات العائلة المتشحات بالسواد، تجفف دموعها حزنا على فقدان نجلها الذى قتل غدرا، لتروى لـ محرر «البوابة نيوز» تفاصيل الواقعة قائلة: «القاتل حرمنى من نور عينى، وخلى الأيام كلها حزن على ابنى اللى راح منى فى غمضة عين».
وأشارت إلى أن نجلها اعتاد منذ صغر سنه العمل مع والده وشقيقه فى مجال «مسح الأحذية» لسنوات طويلة، وكانت الأمور تسير بشكل طبيعى، بالكاد يحصلون على قوت يومهم، حتى دارت مشاجرة فى المنطقة اتهم فيها الأب أو الأخ الأكبر بقتل أحد الأشخاص ودخلوا على إثرها السجن لقضاء العقوبة فيما نسب إليهما من اتهامات، ليقرر «عبد الله» دخول عالم جمع القمامة والزجاجات البلاستيكية و«علب الكانز»، مع صديقه المتهم والمدعو «أحمد.ر» البالغ من العمر ٢٨ عاما.

 

الضحية 

 

وأضافت: «صاحب مقلب قمامة يدعى أشرف تعرض لحادث وطلب من نجلى أن يتولى مكانه فى المقلب حتى يستطيع الوقوف على قدميه بسبب إصابته بكسر، وهو الأمر الذى أغضب صديقه المتهم «أحمد.ر» وطلب من نجلى أكثر من مرة أن يترك المقلب له، إلا أن نجلى رفض ذلك وقال له: «مش هسيبه لك ده أكل عيشى أنا بصرف منه على إخواتى بعد سجن أبويا وأخويا»، وهو الأمر الذى أغضب القاتل ليقرر الانتقام، وهو ما حدث حيث توجه لمكان نجلى داخل المقلب وسدد له عددا من الطعنات ليسقط على الأرض غارقا فى دمائه وسط أكوام القمامة وتم إبلاغ الشرطة»، مستطردة: «دبح ابنى عشان رفض يسيب له مقلب القمامة».


بلاغ للشرطة


مع وصول عقارب الساعة الواحدة بعد منتصف ليل يوم الثلاثاء الماضى، كان المقدم كريم البحيرى، رئيس مباحث قسم شرطة المرج، داخل مكتبه فى الطابق العلوى المخصص لوحدة المباحث، يفحص أوراق قضية قيد التحقيق، وينهى بعض الأعمال الإدارية اليومية قبل مغادرته القسم لتفقد الحالة الأمنية بنطاق القسم، ليقطع انهماكه فى العمل صوت جهاز اللاسلكى القابع أمامه معلنا بداية ساخنة ليوم عمل جديد: «فيه جثة شاب مقتول داخل مقلب قمامة فى محمد نجيب يا كريم بيه».
انتقال وفحص
فى غضون دقائق، انطلق رئيس المباحث، ومعاونوه رفقة قوة أمنية مكبرة، نحو محل البلاغ للوقوف على ملابساته، وفور وصوله وبخطوات مفعمة بالثقة وحس أمنى تشكل بخبرات السنوات، عاين المقدم كريم البحيرى، جثة المجنى عليه، ثم راح يفحص أرجاء مسرح الجريمة بدقة مدونا ملاحظاته لاسيما طريقة تنفيذ الواقعة، حيث طريقة دخول الجانى للمكان والخروج منه لشخص اعتاد الدلوف للمكان لأكثر من مرة، إضافة إلى وضعية الجثة وبركة الدماء حولها ما يشير إلى وقوع الجريمة منذ وقت قصير.
وبدوره حرص رئيس المباحث على تتبع أول خيوط الجريمة برصد حركة الدخول والخروج بمكان العثور على الجثة، عن طريق تفريغ الكاميرات المطلة عليه وإعداد قائمة بآخر المترددين على مقلب القمامة، مع توجيهات لمعاونه الرائد أحمد عريان، بسماع أقوال أصحاب المحال، حتى جاء حل اللغز عن طريق كاميرات المراقبة والتى سجلت لحظة قيام شخض يدعى «أحمد.ر» ٢٨ سنة، وصديق المجنى عليه بتنفيذ الجريمة، بسبب رغبة المتهم فى الحصول على مقلب القمامة وطرد الضحية منه، إلا أن المجنى عليه رفض ذلك فقام المتهم بإخراج سلاح أبيض وسدد له عدة طعنات متفرقة فى الجسد، ثم لاذ بالفرار، وهو ما سجلته كاميرات المراقبة.
خلية نحل شكلها ضباط وحدة مباحث المرج بقيادة المقدم كريم البحيرى، فى سباق مع الزمن لجمع المعلومات حول المتهم ورصد آخر مشاهدة له، حتى توصلت تحريات رئيس المباحث، على تواجد المتهم داخل شقة سكنية فى منطقة نائية عن النطاق العمرانى فى محيط القسم.
بالعودة إلى مسرح الجريمة، وقف المقدم كريم البحيرى، بين معاونيه يجمع خيوط الجريمة مكونة صورة واضحة المعالم، حيث اكتمل نصاب مثلث الجريمة «القاتل - الضحية - السبب»، فجاءت الخطوة التالية بسرعة التحرك لضبط المتهم، وانطلقت مأمورية أمنية مكبرة قادها المقدم كريم البحيرى، نحو مكان اختباء المتهم، ليتم ضبطه معترفا بجريمته بعد مرور أقل من ساعتين على وقوع الحادث.