الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بالعربي

Le Dialogue بالعربي

ديفيد سفوركادا يكتب: البونابرتية مرة أخرى.. «نابليون» طوّر برنامجًا اجتماعيًا جريئًا

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

عند الحديث عن إعادة التصنيع، فإن التفكير ينطلق فى الحال نحو المساهمة وليس الاستثمار الأجنبى كما يفعل ماكرون، لن تستعيد فرنسا السيادة الاقتصادية إلا من خلال سياسة استباقية تشمل العاملين بل جميع المواطنين.
تنبع فكرة مشاركة العاملين فى الأرباح ورأس مال الإدارة من فلسفة بونابرت، فقد طور لويس نابليون بالفعل برنامجا اجتماعيا جريئا طور فيه نظام المشاركة كما جاء فى أعماله «أفكار نابليون» و«انقراض الفقر» حيث نجد تشابها كبيرا بين أفكار بين بونابرت وديجول.
فمبدأ المشاركة الذى دافع عنه كل من لويس نابليون بونابرت، وميشيل شوفالييه، وتشارلز روبرت، وفريديريك لو بلاى، ثم بعدهم الجنرال ديجول، ولويس فالون، ورينيه كابيتانت هو الخيار السياسى الحقيقى الذى يسمح بإحداث تحول اجتماعى حقيقى فى فرنسا.
فعند بونابرت لا تقف المشاركة عند حد مجرد راتب مؤجل، ذلك إن قصر المشاركة على جانبها المالى فقط أو إعطاء الأولوية لمدخرات الموظفين لا يعنى إلا التنازل عن الطموح الاجتماعى للمشاركة التى تهتم بإقامة علاقات جديدة بين العمل ورأس المال داخل وحدات الإنتاج.
وعن فكرة المشاركة مدافعون متحمسون فى الفكر السياسى لفرنسا فى عام ٢٠٢٣، بينما تجد هذه الفكرة معارضين شرسين بدعوة التناقض البنيوى الذى يزعمون أنه يتحقق ما بين رأس المال والعمل ويجدون فى مدخرات الموظفين مجزأة من جانبها الإدارى مدخل لصحة فكرة الخداع الاجتماعى للمشاركة، ليس هذا النهج الاقتصادى والمالى هو النهج الذى تبنته حركة مثل مناشدة الشعب، التى ترغب فى العودة إلى الفكرة الأصلية مثلما حددها نابليون الثالث والجنرال ديجول.
قد يدعى البعض إن المشاركة ليست اكتشافا بونابرتيا وأن هذه الفكرة ظهرت قبل مجيء لويس نابليون بوقت طويل وهذا صحيح، ولكن لم يوجد رجل دولة ولا حكومة قبل حكومة نابليون الثالث جعلت من المشاركة محورا اجتماعيا رسميا، فقد فتحت الإمبراطورية الثانية وبالأحرى الجذور الاجتماعية للويس نابليون فتحت الطريق للتقدم ومحاربة الفقر.
معلومات عن الكاتب: 
ديفيد سافوركادا.. ضابط سابق فى البحرية الفرنسية، ومدرب فى عدة جهات أمنية خاصة، وعضو فى العديد من الجمعيات الوطنية. يشغل حاليا منصب الأمين العام لمركز الدراسات والأبحاث حول البونابرتية ورئيس حركة «النداء من أجل الشعب».. يتناول، قضية التصنيع المطروحة بشدة فى الواقع السياسى الفرنسى، ويربطها بالبانوبرتية وتاريخها فى البلاد.