الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

زي النهاردة.. نابليون يتوج نفسه ملكا على إيطاليا

نابليون بونابرت
نابليون بونابرت
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

أسس نابليون بونابرت المملكة الإيطالية، وهى دولة كانت تحت سيطرة الجيش الفرنسى، آنذاك، وتأسست فى عام 1805، وتوج نابليون نفسه ملكا" على إيطاليا، فى مثل هذا اليوم 25 مايو من عام 1805، ليكون رئيس الجمهورية الإيطالية النابوليونية ملكا بعد أن تم تحويلها إلى مملكة والتى شملت وسط شرق إيطاليا والكثير من الشمال واتخاذ مدينة ميلانو عاصمة لها، 

كيف حدث هذا التتويج؟

وحسب ما جاء فى كتاب "كلمات نابليون" للباحث إبراهيم رمزى، ولما كان اليوم السادس والعشرين من مايو، دخل كنيسة ميلان وألبس نفسه تاج لمباردى الحديدى وهو يقول: "إن الله قد وهبنى هذا التاج، فالويل لمن يحاول لمسه بيديه، ثم جعل أوجنى بوهارناس ابن جوزفين الذى تبناه واليا و نائبا عنه فى مملكة إيطاليا".

خريطة ايطاليا

 

من هو نابليون بونابرت؟


ونابليون بونابرت هو قائد عسكرى وسياسى فرنسى إيطالى الأصل، بزغ نجمه خلال أحداث الثورة الفرنسية، وقاد عدة حملات عسكرية ناجحة ضد أعداء فرنسا خلال حروبها الثورية،

و حكم فرنسا فى أواخر القرن الثامن عشر بصفته قنصلاً عاماء"، ثم بصفته امبراطورا" فى العقد الأول من القرن التاسع عشر، حيث كان لأعماله وتنظيماته تأثيرا كبيرا" على السياسة الأوروبية، وهيمن نابليون على الشؤون الأوروبية والدولية خلال فترة حُكمه، وقاد فرنسا فى سلسلة انتصارات مبهرة على القوى العسكرية الحليفة التى قامت فى وجهها، فيما عرف بِالحروب النابليونية، وبنى إمبراطورية كبيرة سيطرت على معظم أنحاء أوروبا  حتى سنة 1815 عندما سقطت وتفكَكت.

ميلاده:
ولد نابليون في جزيرة كورسيكا لأبوين ينتميان لطبقة أرستقراطية تعود بجذورها إلى إحدى عائلات إيطاليا القديمة النبيلة وألحقه والده «كارلو بونابرت»، المعروف عند الفرنسيين باسم «شارل بونابرت» بمدرسة بريان العسكرية، ثم التحق بعد ذلك بمدرسة سان سير العسكرية الشهيرة، وفي المدرستين أظهر تفوقا باهرا على رفاقه، ليس فقط في العلوم العسكرية وإنما أيضا " في الآداب والتاريخ والجغرافيا. وخلال دراسته اطلع على روائع كتاب القرن الثامن عشر في فرنسا وجلهم، حيث كانوا من أصحاب ودعاة المبادئ الحرة.

 فقد عرف عن كثب مؤلفات فولتير ومونتسكيو وروسو، الذي كان أكثرهم أثرا في تفكير الضابط الشاب وأنهى دروسه الحربية وتخرج في عام 1785.

 وعين برتبة ملازم أول في سلاح المدفعية التابع للجيش الفرنسي الملكي. وفي سنة 1795 أُعطيت له فرصة الظهور، وبرز براعته لأول مرة في باريس نفسها حين ساهم في تعضيد حكومة الإدارة وفي القضاء على المظاهرات التي قام بها الملكيون، تساعدهم العناصر المحافظة والرجعية. ثم عاد في سنة 1797 ودعم هذه الحكومة ضد توجه أن تكون فرنسا ملكية دستورية فبات منذ هذا التاريخ السند الفعلي لها ولدستور سنة 1795.

وبزغ نجم بونابرت خلال عهد الجمهورية الفرنسية الأولى، عندما عهدت إليه حكومة الإدارة بقيادة حملتين عسكريتين موجهتين ضد ائتلاف الدول المنقضة على فرنسا، فانتصر في جميع المعارك التي خاضها، وتمكَّن من فتح شبه الجزيرة الإيطاليَّة خلال سنة، وأقام بها «جمهوريات شقيقة لفرنسا» بِتأييدٍ من بعض القوى المحلية، ليصبح بطلا قوميا في فرنسا.

و في عام 1798، قاد نابليون حملة عسكرية على مصر في سبيل قطع طريق بريطانيا إلى الهند، وامتدَّت حملته هذه حتى بلغت الشام الجنوبية حيث حاصر مدينة عكا لكنه فشل في اقتحامها لمناعة استحكاماتها وصُمود واليها أحمد باشا الجزار، ومساندة الأسطول البريطاني لحامية المدينة، ثُمَّ بحلول وباء الطاعون وفتكه بالجنود الفرنسيين، اضطرَّ بونابرت إلى الانسحاب إلى مصر ثم عاد إلى أوروبا لاضطراب الأحوال في فرنسا. وفي سنة 1799، عزل بونابرت حكومة الإدارة وأنشأ بدلًا منها حكومة مؤلفة من 3 قناصل، وتقلد هو بنفسه منصب القنصل الأول؛ ثم أقام أحلافا عسكرية ودبلوماسية مع الفُرس و الهنود والعثمانيين في سبيل ضرب كُلٍ من المصالح البريطانيَّة في الهند، والمصالح الروسيَّة في الشرق الأوسط، وتعاون مع سُلطان مملكة ميسور فتح‌ علي خان تيپو وأيده بِجنود ومعدات كثيرة خِلال حربه مع البريطانيين في الهند.

سعى نابليون، بعد ذلك، في إعلان نفسه امبراطورا"، وتم له هذا بعد 5 سنوات بإعلان من مجلس الشيوخ الفرنسي. خاضت الإمبراطورية الفرنسية نزاعات عدّة خلال العقد الأول من القرن التاسع عشر، عُرفت باسم الحروب النابليونية، ودخلت فيها جميع القوى العظمى في أوروبا. أحرزت فرنسا انتصارات باهرة في ذلك العهد، على جميع الدول التي قاتلتها، وجعلت لنفسها مركزا رئيسيا في أوروبا القارية، ومدّت أصابعها في شؤون جميع الدول الأوروبية تقريبًا، حيث قام بونابرت بتوسيع نطاق التدخل الفرنسي في المسائل السياسية الأوروبية عن طريق خلق تحالفات مع بعض الدول، وتنصيب بعض أقاربه وأصدقائه على عروش الدول الأخرى.

وشكل الغزو الفرنسي لروسيا سنة 1812م نقطة تحول في حظوظ بونابرت، حيث أُصيب الجيش الفرنسي خلال الحملة بأضرار وخسائر بشرية ومادية جسيمة، لم تُمكن نابليون من النهوض به مرة أخرى بعد ذلك.

 وفي عام 1813، هزمت قوات الائتلاف السادس الجيش الفرنسي في معركة الأمم؛ وفي السنة التالية اجتاحت هذه القوّات فرنسا ودخلت العاصمة باريس، وأجبرت نابليون على التنازل عن العرش، ونفَوه إلى جزيرة ألبا.

و هرب بونابرت من منفاه بعد أقل من سنة، وعاد ليتربع على عرش فرنسا، وحاول مقاومة الحلفاء واستعادة مجده السابق، لكنهم هزموه شر هزيمة في معركة واترلو خلال شهر يونيو من عام 1815. استسلم بونابرت بعد ذلك للبريطانيين، الذين نفوه إلى جزيرة القديسة هيلانة، المستعمرة البريطانية، حيث أمضى السنوات الست الأخيرة من حياته. أظهر تشريح جثة نابليون أن وفاته جاءت كنتيجة لإصابته بسرطان المعدة، رغم أن كثيرا من العلماء يقولون إن الوفاة جاءت نتيجة التسمم بالزرنيخ.

يعد نابليون أحد أبرز القادة العسكريين في التاريخ، وتدرس حملاته العسكرية في العديد من المدارس الحربية حول العالم، ورغم أن الآراء منقسمة حوله، حيث يراه معارضوه طاغيةً جبارًا أعاد الحكومة لإمبراطورية ووزع المناصب والألقاب على أسرته ودخل مغامرات عسكرية دمرت الجيش، فإن محبيه يرونه رجلَ دولة وراعيًا للحضارة، إذ ينسب إليه القانون المدني الفرنسي، المعروف باسم قانون نابليون، الذي وضع الأسس الإدارية والقضائية لمعظم دول أوروبا الغربية، والدول التي خضعت للاحتلال الفرنسي في العصور اللاحقة، بحيثُ كان هذا القانون أكثر القوانين تأثيرًا في أوروبا والعالم مُنذُ سُقُوط الإمبراطورية الرومانية، 

وفي هذ يقول المؤرخ البريطاني أندرو روبرتس: «إنَّ الأفكار التي تُشكِّلُ جزءًا أساسيًّا من عالمنا (الغربي) المعاصر- كتوليه الوظائف بناءً على الجدارة، والمُساواة أمام القانون، واحترام حق الملكية، والتسامح مع الأديان والمذاهب، وعلمنة النظام التعليمي، وابتكار النظم المالية السليمة، وغيرها - كلها دوَّنت وابتدعت وايدت ونشرت على يد نابليون. 

يُضاف إليها ما ابتكره من نظم الإدارة المحلية العقلانية الفعالة، وقضاؤه على اللصوصية الريفية، وتشجيعه العلوم والفنون، وإفناؤه للإقتصادية، وتدوينه أهم القوانين منذ سقوط الإمبراطورية الرومانية».