الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

تعرف على قصة مثل "ذاك الشبل من هذا الأسد"

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تعدد الأمثال وجميعها تحمل معانى كثيرة قد نفتقدها فى الوقت الراهن وقد نحتاجها أما لنور نهتدى به أو موعظة نقتدى بها، وبرغم اختلافها وتنوعها إلا أنها ستظل إرثا لنا لا نستطيع أن نستغنى عنه أبدا، ومثلنا اليوم دائما ما نردده ونتذكره مع أجدادنا حين يتحدثوا به وهو "ذاك الشبل من هذا الأسد"، فتعالى معي عزيزى القارئ نتعرف على قصته.

فعن قصته يروى بأنه فى سالف الزمان كان يوجد طالب ابن رجل فقير وفى ذات يوم شعر بالجوع الشديد، كان يمشى بالقرب من بستان فبسبب شعوره بالجوع الشديد أقبل على دخول البستان وقطف ثمرة تفاحة وذهب الى بيته، واثناء نومه شعر بقلب شديد ينتابه لدرجة انه لا يستطيع النوم والسبب هو سماعة لصوت بداخله يردد قوله "انت لص" أخذت ما هو ليس حق لك وعلى ذلك فأنت مذنب ولن يقبل الله توبتك ابدا.

أهداه تفكيره بعد تردد إلى الذهاب لصاحب البستان للاعتراف بذنبه وان يطلب منه السماح ويعترف له بما صنع حتى يسماحه ومن ثم يسامحه الله ويستطيع النوم. 

فذهب إلى صاحب البستان فقص له ما حدث وأنه سرق التفاحة بسبب جوعه الشديد، فكان رد صاحب البستان الرفض، حتى حاول معه كثيرا إلى ان وافق على  مسامحته ولكن بشرط ألا وهو أن يعمل لديه، فوافق الشاب على ذلك.

عمل الشاب فى البستان لمدة عام بدون أجر حتى يسماحه صاحب البستان، وبعدها جاء اليه الشاب ليطلب منه السماح فما كان منه إلا ان رفض فحاول معه فاجابه بأنه سيسماحه ولكن مقابل ان يتزوج من ابنته البكماء الصماء العمياء.

وافق الشاب على ذلك حتى يتخلص من ذنبه فذهب إلى الفتاء حتى يتعرف عليها فما وجد منها الا أنها جميلة وتتحدث وترى وتسمع، فاندهش الشاب على ما اخبره والدها عنها وذهب اليها ليتعرف على إجابة سؤال زعمه "الرجل صاحب البستان" بانه ابنته بهذه الصفات وهى بعيد كل البعد عنها.

كان جواب الرجل: يا بنى سالتنى عن سر زعمى  بالقول بان ابنتى صماء وعمياء وبكماء ولماذا كذبت عليك، الحقيقة اننى لم أكذب عليك لانى ابنتى فعلا عمياء وصماء وبكماء عن كل أنواع الحرام ولما قلت ذلك أحببت ان اضعك فى اختبار حتى أعترف على نواياك وقد علمت بانك خير الرجال وهذا ما دفعنى لان أفكر فى زواجك من ابنتى فمبارك لك يا بنى فانك نعم الرجال.

سمع الشاب الكلام من صاحب البستان وفرح كثيرا  وتزوج ابنته، وبعد عام من الزواج انجب ابنه "أبى حنيفة النعمان"، احد ائمه جيله وافرسهم فى الحجة والبيان، واذ به يدخل ذات مرة فى مناقشه مع احد طلابه  عن أصول التربيه فضرب المثل بقصته فردد أحدهم  أصبت يا شخينا حقيقه من شابه اباه فما ظلم، وعلى ذلك يجب التمعن فى اختيار الرجال حتى يكونوا قدوة لابناءهم، وعلى ذلك انطلق القول " ذاك الشبل من هذا الاسد ".