الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

هنا متحف الحروف.. عبد الظاهر يستخدم طريقة طباعة من القرن الخامس عشر

عبد الظاهر
عبد الظاهر
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

يرجع تاريخ الطباعة سنة ٥٠٠٠ قبل الميلاد، حيث بدأت بالكلمات والصور والتصميمات فوق الورق أو النسيج وغيرها من المواد الملائمة للطبع، يعد أقدم طرق الطباعة التي عرفت لدى البابليين والسومريين والحضارات في سوريا القديمة، وكانت الوسيلة الأولى أختام يبصم بها فوق الطين أو حجر يخدش أو ينقش سطحه كذلك كان حجرة دائرية تغمس في الصبغة السائلة أو الطين ليطبع بها فوق سطح ناعم.

ولعل الصينيين هم من اخترع الطباعة بشكلها الحديث حيث استطاعوا اكتشاف الطباعة بحلول نهاية القرن الثاني الميلادي، والدليل وجود بعض الكتب الكلاسيكية المنحوتة على أقراصٍ رخامية تخص الفكر البوذي.

وفي القرن الخامس عشر الميلادي أراد المخترع الألماني غوتنبيرغ أن يسرع عملية الطباعة، ولتحقيق هذا الهدف قام بكسر القطع الخشبية إلى مكوناتها الفردية من حروف كبيرة، وحروف صغيرة، وعلامات الترقيم وغيرها، وصنعها من المعادن، واستخدم زيت بذر الكتان والرماد كحبر، والذي ميزه عن أسلافه المخترعين هو أنه استطاع نقل الحبر من الرموز المتحركة إلى الورق، وبالتالي أصبحت الكتب تنتج بكميات كبيرة.

لكن الطباعة باستخدام اختراع غوتينبرغ كانت بطيئة، حيث كان الكتاب يجمعون الحروف باليد، ويمكن للمهندسين المهرة تجميع ألفي حرف في الساعة الواحدة، ولكن اليوم يستطيع الكمبيوتر ترتيب العدد نفسه من الأحرف في حوالي ثانيتين، وما يتم طباعته حول العالم في الثانية الواحدة يزيد علي ما تمت طباعتها خلال القرنين الخامس والسادس عشر.

وفي إحدى الدروب خلف الجامع الأزهر تعتمد واحدة من أقدم المكتبات في القاهرة طريقة غوتنبيرغ في الطباعة إلى يومنا هذا فقد تأسست قبل نحو ٨٧ عاما، أي في العام ١٩٣٦، أي بمقدار أربعة، تعتمد على الحروف المصقولة والمنفصل بعضها عن بعض، والتي يمكن ربطها وشدها فتتكون منها جميعاً كتلة واحدة توضع فوقها الصفحات، وعلى الرغم من أنه هذه الطريقة تبدو بدائية إلا أنها تجذب عددا كبيرا من السائحين والمواطنين الحريصين على اقتناء التحف والأشياء القديمة.

ويقول حسين عبد الظاهر إنه ورث هذه المهنة عن أجداده وتعلمها منذ أكثر من ٣٥ عاما لما كان في الثانية عشرة من عمره، وعن تعلقه بهذه المهنة فيعود لكونها تنتج عملها بدقة وحرفية بالغة تفوق دقة الآلات الحديثة، وهي جميلة لأنها ترتبط بالتراث والثقافة، ولها قيمة معنوية أيضاً لكوننا أسرة زاولت المهنة واشتهرت بها.

ويواجه عبدالظاهر خطر اندثار مهنة أجداده على الرغم من زبائنه المتنوعة من العرب والأجانب وشهرته الواسعة في أوروبا، لكن الخطر يأتي من توقف صناعة هذه الحروف منذ أكثر من ٢٠ عاما فلم تعد هناك حروف تباع في السوق وخاصة الحروف العربية، لذلك يتعامل معها بحذر شديد ويعتني بها ويبحث دائما حول العالم عن حروف جديدة يتعامل معها كقطع أثرية.

ويؤكد عبد الظاهر أن طباعة اللغة العربية أكثر صعوبة من الإنجليزية خاصة أن الإنجليزية طريقة كتابتها تعتمد على الحروف المنفصلة وعلامات الترقيم إلا أن اللغة العربية تستخدم عدد أكبر من الحروف حوالي ١٢٠ حرفا فشكل الحرف يختلف حسب موقع في الكلمة وهنا تكمن صعوبة الطباعة بالعربية فهي تحتاج لعامل ماهر ومتمرس في المهنة لكي ينجز هذا العمل.