الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

ثلاثة قطط فى حياة الكاتب الكبير أحمد بهجت!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

في حياة الكاتب الكبير أحمد بهجت ثلاثة قطط رئيسية وعشرات من القطط الضالة.

هكذا بدأ الكاتب الصوفى المبدع أحمد بهجت مقدمة كتابه "حوار بين طفل ساذج وقط مثقف"، وذكر فى هذه المقدمة  أن أول قط في حياته كان ذكرًا أصفر اللون هادئ العينين أسماه  "هَني" على اسم العسل، عشقه وأحبه لأنه علمه كثيرًا من دروس الحياة، وكان صديقًا في السراء والضراء.

  أما القطة الثانية في حياته فكانت أنثى ناصعة البياض، لم يطلق عليها اسمًا لكنه كما يقول إنها "قطة الأهرام"، وكانت تعيش في جريدة الأهرام القديمة أيام ما كان مبنى الأهرام في شارع مظلوم، يصفها بأنها ملكية الطباع، فريدة الجمال، تطل منها روح خضراء، ثم يقول عنها "تصور هدوءها حين تجلس ثماني ساعات على ذراع مقعدي.. لا تتحرك ولا تهز ذيلها لكي تدع لي فرصة التركيز في الكتابة"، ثم يخبر الكاتب بأن هذه القطة مرضت أثناء سفره إلى الخارج في رحلة صحفية، وأنها كانت أكرم من أن تموت إلا على صدره حين عاد من رحلته.

وأما القطة الثالثة واسمها "ليلى" ويناديها باسم "لؤلؤة"، فقد عاشت مع الكاتب ـ كما يذكر ـ في بيته خمسة عشر عامًا.

وعندما أجريت حوارا مع  الكاتب الكبير فى منزله  سألته عن قصة ليلى قطته التى  تعيش معه فى منزله أجابنى بفرحة وهو يقول لى: أنا سميتها "ليلى" تيمنا "بليلي العامرية".. لأنها جميلة وعندما كبرت وصارت مكتملة الانوثة وجاء موعد زفافها وكنت بوصفي أبا، أو كفيلا حاضرا لحظة الاختيار والزواج، اختارت "ليلي" قطا كادحا يقف على السلم؛ وبوصفه من القطط الكادحة لم يمانع من الزواج من قطة بيت طيب لا يخلو من اللحم والسمك.

  تم الزواج بعد فترة خطبة قصيرة لم تزد على يومين واحضرت لها وليمة من الكبدة والسمك وصارت "ليلي" عروسا.. لم يكن زوجها يعجبني.. كان بيننا ما يكون   بين الأب والزوج عادة..ولما كان القط يعتبرني "حماه" فقد كان يشيح بوجهه كلما رآني  ولم يكن يبدو ودودا إلا ساعة الغذاء أو العشاء.. ما علينا.

ولدت  "ليلى "مجموعة من القطيطات الصغيرة التي ما زالت مغمضة العينين وشاهدت معني من معاني الامومة في عالم الحيوان..تحولت القطه الصغيره  إلي أم.. فرق هائل كانت تعيش لنفسها ولذاتها ولطعامها وشرابها ولعبها وراحتها ونومها.. تغير هذا كله فجأة وأصبحت حياتها كلها للأطفال وكانت تجري على سته عيال كما يقولون وكنت أنا أجري عليها ايضا ورزقي على الله.

أما القط الزوج فكان يحضر ساعة الغذاء أو العشاء ويأكل جيدا ويمسح شواربه بيده ثم يلقي نظره على عياله ويمضي عنهم لحياته وملذاته.

ختاما.. كل كتب الكاتب  الكبير أحمد بهجت متميزة بإبداع متفرد.. كتابه "حوار بين طفل ساذج وقط مثقف" فيه متعه بلا حدود وطرافه أسلوب وملامح إنسانية وصوفية وعاطفية.. فيه  بصدق عمق ومغزى وخيال!.