الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

الحوار الوطنى ورئاسيات 2024

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

على استعداد أنْ نصبر حتى يَمَّل الصَّبر منا، من أجلَ يَومٍ نرى فيه مَنْ ذَبَّح وقَتَّلَ ونَكَّلَ وأذاقَ الويلاتِ للشعب المصرى من الجماعات المتطرفة وأذناب الإرهاب الأسود، جاثيا على ركبتيه يتوسل الصفح والغفران.

هذا لسان حال كل مصري حر ومصرية حرة، وهم يعيشون اليوم، عصر الانتصار للسيادة، ووقوف كبار العالم، احتراما لمصر الجديدة التي لم تعد تقبل المساومة أو التفاوض المشبوه، خلف الستائر وبوابات الغرف المظلمة، كلما تعلق الأمر بالثوابت والقيم والخيارات، أو الاقتراب من حرمة الشأن الداخلي، وما قد ينجر عنه من أضرار مدمرة، على مكاسب الاستقلال، وكرامة الوطن.

لقد استيقظ العالم في العامين الأخيرين، على مصر أخرى، لم يألفها أباطرة الظلام، وسدنة الاستعمار الجديد الذين طالما أتخمت خزائنهم من ثروات الشعوب وخيرات الأمم المغلوبة على أمرها، في إفريقيا وغيرِها، ممن كان الفقر والجهل والتخلف والتبعية، قدرهم المحتوم!.

استيقظت الدنيا لترى وطنا عظيما يبعث من الرماد، دون سابق موعد، بعد أن ظن الجميع أنه مات وانتهى، بعد ثورات الخريف العربى، وممثلى الارهاب المظلم هنا وهناك، وبأن عودته إلى موقعه الريادي على خارطة التأثير الإيجابي في محيطه الإقليمي والعربي والقاري والإسلامي، ليست سوى شعارات انتخابية فضفاضة، وسحائب صيف عابرة.. فإذا بالعودة تصبح واقعا ميدانيا ملموسا، تلهج به المنابر في كل مكان، وتضع له مخابر القوى الاستعمارية الغاشمة مليون حساب!

هذه مصر التي قالت عنها مراكز الدراسات الاقتصادية في كبريات الجامعات الدولية مؤخرا، أنها واحدة من ثلاث قوى اقتصادية عالمية جديدة قادمة، خلال سنوات قليلة.

صحيح أن الحكومة الحالية، قد اتخذت في الآونة الأخيرة، العديد من القرارات الصعبة، في كثير من القطاعات الحيوية، ومنها التجارية والإقتصادية بوجه خاص، وسخرت  كافة الاجراءات والوسائل الرقابية اللازمة، من أجل تنفيذها دون هوادة، إلا أنها وعلى الرغم من قساوتها في كثير من الأحيان، إلا أن هذا المواطن الفخور بعودة بلاده إلى الوقوف مجددا، على الجانب الصحيح من التاريخ، تجعله راضيا تمام الرضى بتلك القرارات، قابلا للتعايش الإيجابي معها، مهما كانت الأشواك والآلام والتبعات الفورية المؤلمة، بعد أن باتَ مقتنعا تمام الإقتناع، أَنْ لا حياةَ بلا كَرامة، ولا اقتصادَ بلا سِيادة، ولا حُقوقَ بلا استقلال، ولا أمنَ بلا مؤسساتٍ عسكريةِ وأمنيةٍ قوية، ترهب الخصوم والأعداء، وتدفعهم إلى التفكير ألف مرة، قبل الإقدام على أي خطوة عدائية تجاه المصريين.

وختاما أقول، إن هذا الشعب العظيم، التوَّاق دائما إلى نسائم الإباء والتحدي، كان على امتداد قرون مديدة، وسيظل إلى يوم الدين، معقلًا حصينا للحرية والكرامة، وقلعةً شامخة من قلاع النصر والشرف، وهو اليوم - وأكثر من أي وقت مضى - على استعداد تام، للعمل من أجل عودة مصر إلى مكانتها التي غيبتها الحروب الاقتصادية والفكرية طويلا عنها، ولا تزال الى اليوم متربصة بها، لكي يقطع الطريق أمامها نهائيا، حتى لا تتصدر الصفحات الأولى في سجلاَّت المجد والعبقرية والخلود، مثلما كانت منذ فجر التاريخ، أمة سطرت للكون بأثره ممالك الحياة والازدهار، وما ذلك على الله بعزيز.