الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

الأسطول المصري في عهد محمد علي.. كيف تأسست الترسانة البحرية بالإسكندرية؟

صورة تعبرية
صورة تعبرية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

في عام 1829م قدم إلى مصر المهندس الفرنسي دي سيرزي بك، وكانت بالإسكندرية سفن قليلة باقية نجت من موقعة نافارين، فطلب الوالي محمد علي من سيرزي أن يضع له تصميما لإقامة ترسانة كبرى، ولم يكن بالإسكندرية وقتئذ سوى الترسانة القديمة وكانت تصلح أن تكون نواة لها.

جدير بالذكر أن الحاج عمر الذي استعان به محمد علي في بناء، وهندسة سفن ترسانة بولاق القديمة هو من أهالي الإسكندرية وكان المساعد الأول لسيرزي في إنشاء السفن الحربية الجديدة. 
درس سيرزي مشروع إنشاء ترسانة كبيرة بدلا من الترسانة القديمة، وبعد أن أتم دراستها وضع تصميمها وقدم الرسومات اللازمة لتنفيذ المشروع أمام محمد علي في 9 يونيو عام 1829م، وبعد موافقة محمد علي عليها بدأ سيرزي يخرج المشروع الى النور.

وبالفعل تم بناء الترسانة عام 1831م، وقرر محمد علي أن يكون “سيرزي” هو باشمهندس الترسانة ورقي إلى رتبة البكوية وأصبح يعرف بسيرزي بك، ثم رقاه إلى درجة لواء وتولى تدريب العمال على مباشرة الأعمال كل في الصناعة التي أختير لمزاولتها، وبذلك سار العمل في إقامة المباني وتدريب العمال على مختلف الصناعات سيرا مطردا.

وكان محمد علي حريصا على تنشيط العمل وتشجيع العمال فكان كثيرا ما يحضر بنفسه إلى الترسانة ويحث العاملين على العمل ويعطيهم المثل في الجهد والمثابرة وكذلك كان يفعل ابراهيم باشا فكان لجوالاتهما تأثيرا كبيرا في تقدم العمل حتى تم في يوم 3 يناير عام 1831م، تدشين بارجة حربية ذات مائة مدفع.

وهكذا كان إنشاء ترسانة الإسكندرية سببا في حدوث نهضة عمرانية واجتماعية بالمدينة فقد ارتفع عدد سكانها من ثمانية اﻵف عند قدوم الحملة الفرنسية على مصر، إلى مئه وثلاثين الف نسمه عام 1830 وصارت ترسانة الإسكندرية من أعظم المنشآت الحربية والبحرية، كما كانت معهد لتعليم الشباب المصري بناء السفن وترميمها وما يلزمها من الآلات، وأنشئ بالترسانة خمسة مزلقانات لبناء السفن عليها واهتم سيرزي بك والحاج عمر بتعميق البحر من ناحية الترسانة الجديدة الى أن أصبح في عمق كاف لرسو أكبر السفن الحربية. 

ومع صدور فرمان 1841م لم يصبح لمحمد علي حق بناء السفن الحربية إلا بإذن من الباب العالي، ومن ذلك الوقت بدأ اضمحلال البحرية المصرية فلم تعد الترسانة تعمل بكامل طاقتها. 
و إليكم نص البرقيه التي أرسلها دي روسيتي القنصل الإيطالي بالإسكندرية الي حاكم ليفورنو بشان ترسانه الإسكندرية البحرية: 
“من دي روسيتي الى حاكم ليفورنو”
الإسكندرية 10 إبريل 1828 بعد إنشاء عظمة الباشا لترسانة رائعة هنا قرر عظمته عدم التوصية ببناء أي سفن أخرى في أوروبا ولذلك أجل تكليف بناء السفينة الشراعية الذي كان قد سبق أن أوكل السيد فيرنانديز للقيام به، آمرا إياه بأن يرسل إلى هنا على الفور الأخشاب والآلات وجميع الأشياء التي في حوزته، وهذا القرار يعتبر مخيبا بعض الشيء لهذا الميناء ولكنه قرار عام ولا أستطيع إلغاؤه.