الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

الحرب في السودان.. وقرية كركر بأسوان!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

لا تزال الأمور غير مستقرة في دولة السودان الشقيق، بعد أكثر من ثلاثة أسابيع من المعارك الدائرة بين الجيش السوداني بقيادة الفريق عبد الفتاح البرهان وبين الفريق محمد حمدان دقلو قائد قوات الدعم السريع، والتي أسفرت عن أكثر من ٧٠٠ قتيل وآلاف المصابين، فضلا عن حالات الكر والفر والهروب علي الحدود من قبل السكان للهروب من جحيم الحرب الأهلية هناك، والمؤشرات جميعها تندد بالوضع الإنساني الصعب هناك بسبب كثرة حالات القتل والإصابات والدماء التي لطخت الأراضي هناك، واصوات البنادق والمدافع والدبابات لا تنتهي، والوضع ربما يصعب السيطرة عليه بالرغم من جهود الوساطة الإقليمية والدولية إلا أن الحرب مستمرة والحالات الإنسانية تتزايد، حتي أعلنت الأمم المتحدة أن النازحين يحتاجون الي نصف مليار دولار علي الاقل، حتي يمكن مساعدتهم في النجاة من آثار الحروب الدائرة وحمايتهم من جحيم الحرب بالسودان. كما أطلقت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشئون اللاجئين نداء لجمع أموال من الدول المانحة، لدرجة انهم توقعوا تسجيل اكبر نسبة من الوافدين ستكون في مصر وجنوب السودان، بسبب أن الحرب دائرة في شمال السودان، وادي كل هذا وغيره إلى تدخل مباشر من امريكا بتهديدها بفرض عقوبات على طرفي الحرب في السودان، الا أن هذا كله لا يثني طرفي الحرب فى السودان عن الحرب أو توقفها، لما تسببه من وقوع مئات وربما آلاف من الضحايا الأبرياء نتيجة استمرار المواجهات العسكرية وإطلاق النار بين الطرفين، خاصة أن ميليشيا الدعم السريع تطلق وتشن هجمات في مناطق سكنية مكتظة، فضلا عن تعرض مستشفى في الخرطوم لغارة جوية شديدة.ورغم إعلان الاتفاق المبدئي لتمديد الهدنة إلا أن الحرب مستمرة في الضاحية الشمالية الخرطوم!

ندعو الطرفين لوقف إطلاق النار بجد وإعلان المفاوضات الحقيقية حتى لا ينقسم السودان الشقيق أكثر من ذلك، بعد انقسامه من قبل الدولة في الشمال وأخرى فى الجنوب، وهو ربما يصب في مصلحة أهداف الغرب وامريكا بالتحديد، في مخطط تقسيم بعض الدول العربية إلى دويلات بهدف اضعافها وتفتيت قوتها والنيل من الوحدة العربية المتوقعة منهم مستقبلا.

ومن جانب آخر سعدت لما قامت به الحكومة المصرية عندما فتحت المعابر الحدودية لاشقائنا السودانيين، وفي إحدى القري بأسوان وهى قرية كركر، التي تعد نموذج بلا شك في استقبال الأشقاء والترحيب بهم كأخوة وليس كلاجئين، كما هو متبع في باقي دول العالم لأن مصر معروفة بأنها ام الدنيا وتحوي بين جنباتها كل الجنسيات وكل من يطلب الحماية والاستقرار حتى تحل أزمته ومشكلاته. فقد وجدنا الترحاب وحسن الاستقبال من قبل أهالي القرية بأسوان لاشقائنا السودانيين، والذين شعروا بأنهم في وطنهم الثاني، فضلا عن تقديم المساعدة العاجلة لهم من علاج وغذاء بالتعاون مع الهلال الأحمر وعدد من المنظمات الدولية فضلا عن الأمم المتحدة.. مصر هي الدولة الكبري التي لابد أن تحوي كل الأشقاء الذين يلجأون طلبا للمساعدة والأمان والاستقرار، حفظ الله لنا وطننا الغالي لقلوبنا مصر.