الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

في بحار التصوف ألف سؤال وسؤال!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

عندما أراد الكاتب المبدع والصوفي الكبير أحمد بهجت أن يتحدث عن بحار الصوفية وأولياء الله  وضح رؤيته فيما سوف يتناوله بقوله:

في بحار التصوف ألف سؤال وسؤال، وألف غريق وغريق، وألف لؤلؤة ولؤلؤة، وألف محارة فارغه ومحارة مليئه بطين القاع... وثمة حكايات لها العجب مثل حكايات الأساطير في ألف ليله وليله... وبدلا من قصص الجن وعجائبه سنجد الأولياء وكراماتهم،وهي أيضا عجائب...

وهناك احتمال كبير أن نغرق في هذا البحر لو لم نكن نجيد السباحه...أو نستخدم أدوات الملاحة الصحيحة...

نفرد  أشرعه الروح البيضاء ونبحر...ما دمنا نسبح في بحار القوم فلا مفر من استخدام أساليبهم في هذه البحار...ولابد أن نبدا رحلتنا البحريه وأشرعتنا مفتوحه لكل الرياح القادمة من أبواب الكون...ونريد عقلا محايدا قبل كل شيء...لا نريد أحكاما مسبقة او أفكارا جاهزه للحكم على التصوف قبل الخوض في امواجه...
الأجمل ان الكاتب المبدع "أحمد بهجت" فى كتابه 
"بحار الحب عند الصوفية "
قال أن خير من يعبر عن الصوفيه والصفاء هو أستاذ الشيخ  "محيي الدين بن عربي"و الملقب فى الصوفية   «بالشيخ  الأكبر»، وأستاذه هو الشيخ " أبي إسحاق بن طريف"...

قال الشيخ أبي إسحاق بن طريف"... لتلميذه 
"بن عربي"  :

يا أخي والله ما أرى الناس- في حق - إلا أولياء عن آخرهم...كلهم ممن يعرفني...

قال له الشيخ " بن عربي"  كيف...؟ قال:
إن الناس الذين رأوني أو سمعوا بي إما أن يقولوا في حقي خيرًا أو يقولوا ضد ذلك...اليس كذلك...

من قال في حقي خيرًا
وأثنى عليَّ...فما وصفني إلا بصفته هو  ... فلولا ما هو أهل ومحل لتلك الصفة ما وصفني بها...
اذن فهو   عندي من أولياء الله تعالي...

ومن قال فيَّ شرًا...هو عندي ولي أطلعه الله على حالي فإنه صاحب فراسة وكشف ناظرا بنور الله فهو عندي ولي....

اي اذا قال احد فيه خيرًا أو شرًا فهو ولى من أولياء الله...

فهو يرى أن الصوفي  يجب أن يكون محبا...

كما يشير  الكاتب الكبير الأستاذ أحمد بهجت  إلى أن الصوفي كالفنان فى 
جزء من تركيبه النفسي فهو يملك قدر من الحساسية البالغة والحدس العميق، ويملك رؤياه الخاصة به، ويملك قدرة على التعبير...

ومثل الفنان... يحلم الصوفي تجاوز الواقع الظاهر لما هو أعمق وأخفى وقال  يتشابه الصوفي والفنان في أن كليهما يقتاد على الحب...

ولكن يختلف الصوفي عن الفنان في موضوع حبهما،إذ يضيع الصوفي ذاته في الحب وبضياع هذه الذات لا تبقى الا ذات المحبوب وحده...
ذات الخالق وحده...

لقد صدق من قال إن بحار التصوف فيه ألف غريق وغريق...

فى الأسبوع القادم بإذن الله نكمل تأمل بحار الحب عند الصوفية...