الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

إنتصار العاشر من رمضان ودروس اليوبيل الهجري الأول

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تحل الذكرى الحادية والخمسون على إنتصار العاشر من رمضان عام 1393 هجريًا الموافق السادس من أكتوبر عام 1973 ميلاديًا ولا تزال نسائمه الطاهرة ونفحاته الغالية يتنفسها كل مصري، فبفضله تُرفع الرؤوس والهامات إلى عنان السماء، تحقق هذا الانتصار العظيم بفضل دماء مصرية طاهرة بذلت الغالي والنفيس وأبت ألا تترك أرض الفيروز أسيرة الاحتلال الغاشم. 

يمر اليوبيل الذهبي الهجري الأول على انتصار العاشر من رمضان المجيد ونحن فى أحوج من أن نسترجع ذكرياته ونعيد على أبنائنا وأحفادنا قصص بطولاته وحكايات معجزاته. فانتصار العاشر من رمضان هو الأسطورة الحقيقية التي يجب أن نرويها لهم، لتكون لهم نبراسًا تضئ دروب مستقبلهم، ومشعلًا يهديهم إلى الصواب. ونحن فى تلك الظروف العصيبة التي نعيشها على كافة المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، تعتنى مؤسسات الدولة المصرية كافة بالاحتفاء بهذا النصر العظيم، الذي زلزل جنبات العدو وكان بمثابة أكبر تهديد وجودى واجهه منذ استزراعه على أرض فلسطين التاريخية عام 1948، ويتطلب الأمر حملة توعوية وفكرية تشمل جميع قطاعات الشعب المصري بكل فئاته العمرية، وطبقاته المختلفة لنعيد بث روح الانتصار والفخر الوطني لمجابهة روح الهزيمة والانكسار والاحباط التي يسعى أعداء هذه الأمة وخصومها بثها بشكل ممنهج ومخطط فى عقول وأرواح المصريين، لا سيما فئة الشباب. 

فروح انتصار العاشر من رمضان كفيلة أن تهزم مخططات المتربصين بمصر الحبيبة، وتوئد مؤامراتهم ضد أبنائها، يجب أن يروى الأجداد والأباء عظمة الجندي والشعب المصري فى مواجهة عدو متكبر متغطرس كيف قهرناه، وكيف واجهنا الصعوبات الاقتصادية والاجتماعية التي صاحبت تلك الفترة، وتغلبنا عليها مع عبورنا لقناة السويس وتدمير خط بارليف الذي كان منيعًا، فلم يكن هذا الساتر الترابي ليحمي العدو، لكنه بُنى ليحبطنا ويثبط همتنا كمصريين. لكن الإرادة والإدارة المصرية حطمت كل الأساطير ونجحت مصر فى تحقيق أكبر إنتصار للعرب على إسرائيل، التي لا تزال تتجرع من كأس الهزيمة حتى يومنا هذا، وتتذكر هاجسها كلما مرت بأزمة أو وقعت فى مأزق.

يجب علينا أن نجعل روح انتصار العاشر من رمضان نابضة، متجددة، وأن نستخلص الدروس والعبر منها، لتعلم الأجيال الجديدة كيف ولدنا من رحم الهزيمة إلى قمة الانتصار، كيف خرجنا من نفق الإحباط المظلم إلى آفاق الأمل والإنجازات. فبدون هذا النصر لما كنا هنا ولن نكون هناك مستقبلا إلا به. فمازال العدو أمامنا والأزمات الاقتصادية خلفنا وليس لنا سبيل سوى تضافر الجهود، والإخلاص من أجل الوطن من خلال استعادة روح انتصار العاشر من رمضان، لنحقق الرخاء والتقدم لمصرنا الغالية.