الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

نقص خدمات المياه والصرف الصحي بلبنان يزيد من خطر انتشار الأمراض

 أطباء بلا حدود
أطباء بلا حدود
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

أعربت منظمة أطباء بلا حدود، اليوم الخميس، عن قلقها البالغ بشأن المخاطر الصحية الناتجة عن محدودية الوصول إلى المياه النظيفة ووضع الصرف الصحي المتدهور في الهرمل ومشاريع القاع وعرسال في شمال شرق لبنان، فالبنى التحتية المتهالكة للمياه والصرف الصحي والتي أضعفتها الأزمة الاقتصادية الحالية، إلى جانب نقص المساعدات في هذا السياق، يعرض سكان تلك المناطق لخطر كبير، بالإضافة إلي مخاوف من الإصابة بالأمراض المنقولة بالمياه والالتهابات الجلدية.

وقال الدكتور مارسيلو فرنانديز رئيس بعثة أطباء بلا حدود بلبنان، "في الشهر الماضي، عالجت فرقنا 138 أسرة تعاني من التهابات الجلد في عرسال والهرمل. ومنذ بداية الشهر الحالي، سجلت إصابة 172 شخصا بالإسهال المائي الحاد، ما يوازي ارتفاعا بنسبة 21% مقارنة بالحالات المسجلة الأسبوع الماضي. عادة ما يرتبط هذان الوضعان الصحيان بسوء نوعية المياه والظروف المزرية للصرف الصحي".

وظهرت الالتهابات الجلدية وحالات الإسهال الحاد، من بين أمراض الجهاز الهضمي الأخرى، عقب شهور من الإعلان عن تفشي الكوليرا بلبنان. وتظهر هذه الحالات أو تنتشر عند استخدام المياه الملوثة أو التعرض إليها.

وأضاف رئيس بعثة أطباء بلا حدود بلبنان، "يجب اتخاذ إجراءات سريعة لضمان وصول السكان إلى المياه الآمنة والنظيفة وخدمات الصرف الصحي الملائمة لحماية صحتهم وسلامتهم وتجنب المزيد من العواقب الصحية".

وأدت الأزمة الاقتصادية والسياسية الحالية بلبنان إلي إضعاف البنى التحتية القديمة للمياه والصرف الصحي، والتي لم تخضع للصيانة أو التحديث منذ أعوام. المناطق المحرومة كعرسال والهرمل قد تضررت بشكل كبير بسبب تلك الظروف، ففي وسط انخفاض التمويل الإنساني ونقص الوقود والإمدادات كالكلور وقطع الغيار، لا يقوى قطاع المياه على العمل كما يجب جراء ارتفاع تكاليف الصيانة، ما جعل الاعتماد على مصادر المياه غير المناسبة منتشرا. وبالإضافة إلي ذلك، يؤدي غياب شبكة صالحة للصرف الصحي إلى تصريف مياه المجاري والنفايات في أماكن مفتوحة، ما يؤدي إلي تلويث المياه. تتفاقم المشكلة في مناطق كثيرة اثر غياب مرافق مركزية لمعالجة المياه.

وأثرت الأزمة المالية على السكان الذين أصبحوا غير قادرين على تحمل تكاليف المصادر الخاصة لتوريد المياه. وبحسب بيانات اليونيسف، أصبحت تكلفة المياه الخاصة مكلفة للغاية بالنسبة لعديد من الأسر الأكثر حاجة، إذ وصلت لـ263% من متوسط مداخيلهم الشهرية. وبسبب هذا، أصبح الناس يعتمدون على الآبار المحلية ومصادر المياه الفردية، بالرغم من أنها قد تكون غير موثوقة وغير آمنة.

وأظهر التقييم الذي أجرته فرق أطباء بلا حدود في وادي خالد في الشمال وفي عرسال ومشاريع القاع والهرمل في شمال شرق لبنان في بداية شهر أكتوبر من العام الماضي، أن مصادر المياه، بما في ذلك الآتية من صهاريج المياه أو الآبار أو شبكات المياه، تفتقر إلى رواسب الكلور، وهذا مؤشر مقلق بالنسبة لجودة المياه التي تصل إلى السكان. وفي هذا السياق، أوضح فرناندز، "عادة ما تضاف كمية كافية من الكلور إلى المياه لتعطيل الكائنات الحية الدقيقة التي تؤدي إلي الأمراض. على الكمية المضافة أن تكون كافية لتفادي تلوث المياه أثناء عمليات التخزين والنقل بالأنابيب. إنها خطوة أساسية للحفاظ على جودة المياه خلال توزيعها".

وناشدت المنظمة الفاعلون الإنسانيون الدوليون للتركيز على توفير مرافق آمنة للمياه والصرف الصحي، حيث علق رئيس بعثة أطباء بلا حدود بلبنان، قائلا أن "الوضع قد يتحول سريعا إلى حالة طوارئ طبية ما لم تكن هناك استجابة. توفر أطباء بلا حدود العلاج الطبي للمجتمعات المتضررة لتلبية الاحتياجات الصحية الناتجة عن ذلك الوضع. وبالرغم من هذا، لا بد من توفير حلول مستدامة وطويلة الأمد لضمان عدم تعرض السكان لأمراض وعدوى يمكن تفاديها."