الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

كشف حساب مبادرة "ايدأ".. تكوين 64 شراكة استثمارية وتوطين 23 صناعة جديدة.. وخبراء: دعمت المشروعات الصغيرة والمتوسطة ووفرت الآلاف من فرص العمل للشباب

ستاندر تقارير، صور
ستاندر تقارير، صور
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

منذ انطلاقها كانت بمثابة طاقة أمل للآلاف من الصناع الذين وجدوا صعوبات في إدارة عجلة الإنتاج وتعثرت مصانعهم ليجدوا أنفسهم أمام طريق مسدود، حتى جاءت مبادرة "ابدأ" بتوجيهات من الرئيس عبدالفتاح السيسي، خلال إفطار الأسرة المصرية في إبريل 2022.

ووضعت المبادرة على رأس أولوياتها تعزيز دور القطاع الخاص في توطين الصناعة وتقليل الفجوة الاستيرادية وتأهيل العمالة المصرية وتذليل العقبات أمام المصانع المتعثرة، جنبًا إلى جنب مع العمل على ثلاثة محاور؛ وهم محور تكوين الشراكات الكبرى، ومحور دعم الصناعة، ومحور البحث والتدريب والتطوير.

تكوين 64 شراكة استثمارية

وفي إطار محاور عمل المبادرة بدأت بالشركات الكبرى، إذ نجحت المبادرة في تكوين 64 شراكة استثمارية لإنشاء كيانات صناعية تشارك بها 23 شركة أجنبية من كبرى الشركات العالمية في الصناعة ومن المتوقع أن تسهم تلك المشروعات في تحقيق وفر في الواردات وزيادة في الصادرات بقيمة 16 مليار دولار.

كما نجحت المبادرة  “ابدأ” في توطين 23 صناعة جديدة لأول مرة في مصر تتمثل في صناعة (الصودا آش-السيليكون في قطاع البتروكيماويات-ضواغط التكييف والتبريد في قطاع الأجهزة المنزلية وتصنيع المكيفات المركزية- المواسير الملحومة- صناعة الخامات الدوائية- مكونات محطات مياه الشرب والصرف الصحي). 

كما تمكنت مبادرة "إبدأ" من جذب استثمارات أجنبية مباشرة والتنسيق بين المستثمرين وكبرى الشركات العالمية لتوقيع اتفاقيات تصنيع مشترك مما يضمن قدرة المنتج المصري على المنافسة عالميا، وبالرغم من كافة التحديات العالمية وصعوبة توفير الدولار، فقد تمكنت ابدأ من تنفيذ وافتتاح 4 مشروعات بإجمالي وفر يتجاوز 500 مليون دولار.

وتعهدت المبادرة منذ انطلاقها بتذليل الصعاب ومساعدة المصانع المتعثرة، حيث تمكنت المبادرة من تسهيل العديد من الإجراءات وتذليل الكثير من المعوقات للمشروعات والتي تمثلت أبرزها في توفير أراضي صناعية بإجمالي (170 ألف متر مربع) ووحدات صناعية بإجمالي (12 وحدة) بمختلف أنحاء الجمهورية.

ولتسهيل كافة الإجراءات المالية والتمويل، نسقت المبادرة مع البنوك لتوفير الاعتمادات المستندية اللازمة لشراء المواد الخام، بالإضافة لحصر طلبات المستثمرين ونقلها للجهات المعنية مما ترتب عليه العديد من الإجراءات التي تعود بالنفع على المشروعات مثل توفير الأراضي الصناعية بسعر الترفيق-إصدار الرخصة الذهبية-الإسراع في الانتهاء من استراتيجية السيارات).

افتتاح مصانع جديدة 

 

ومن ثمار مبادرة "ابدأ" أيضًا افتتاح عدد من المشروعات مثل مصنع الوايلر للطلمبات حيث تم البدء في إنتاج طلمبات المياه والتوريد للمشروعات القومية (مثل توشكى). كذلك مصنع الوايلر فريد للمحركات حيث تم بالفعل التوريد لمشروعات حياة كريمة. بالإضافة إلى مصنع مواسير UPVC   والذي تم توفير المواد الخام له من خلال مبادرة "ابدأ"، كما تم افتتاح مشروع اللوادر الثقيلة بالتعاون مع الهيئة العربية للتصنيع، حيث تم إنتاج 16 لودرًا كمرحلة أولى.

ومن بين المصانع التي دشنتها المبادرة جاء افتتاح مصنع الفوندي والكوتشي بمحافظة سوهاج والذي يعد المصنع الأول في مصر والشرق الأوسط لتصنيع الفوندي والذي تم افتتاحه في يناير 2023 بأيدي عاملة من محافظة سوهاج. جاري أيضا العمل علي توسعات بمصنع القاهرة وتم طلب خطوط إنتاج، وجار توفير وحدات صناعية للمشروع من خلال مبادرة "ابدأ".

توطين صناعات استراتيجية

واعتمدت المبادرة على تدعيم الصناعات الاستراتيجية، حيث تم تدشين عدة مصانع مثل مصنع محركات وسائل النقل الخفيف والذي يعتبر أكبر مجمع لوسائل النقل الخفيف بمصر والشرق الأوسط وذلك بالتعاون مع 5 شركاء تكنولوجيين من الصين وإيطاليا. بالإضافة إلى مصنع لايت هاوس لمنتجات الإضاءة والذي نجحت المبادرة في توفير وحدات صناعية له، ومصنع صمام أمان الغاز التركي، حيث تمكنت المبادرة من جذب المستثمر التركي توراش، وهو من أكبر أربع مصنعين لصمام أمان الغاز في العالم، وكذلك شركة راجاميك حيث نجحت ابدأ في تحويل المستورد إلى مُصنِّع من خلال تصنيع منتجات صناعات مغذية للأجهزة المنزلية لأول مرة في مصر.

وفي سبيل دعم الدولة أطلقت المبادرة العديد من المشروعات القومية، حيث تمكنت مبادرة "ابدأ" من إطلاق عدة مشروعات قومية تستهدف توطين صناعات استراتيجية لأول مرة في مصر، بعضها كان مقترح تنفيذه خلال العقود الماضية ولم يتم تنفيذه حتى تمكنت "ابدأ" من ذلك بالشراكة مع القطاع الخاص. فقد تم إطلاق الشركة المصرية للصودا آش في يناير 2023، ويعد المشروع من المشروعات الاستراتيجية التي يتم توطينها لأول مرة في مصر والذي سيوفر حوالي 500 مليون دولار سنويًا من الفاتورة الاستيرادية. 

وتنفيذا لتوجيهات القيادة السياسية بسرعة إنهاء الدراسات الخاصة بالمشروع نظرًا لأهميته جار العمل على إنهاء الترتيبات النهائية لإطلاق مشروع السيليكون (العلمين لمنتجات السيليكون)، وجار العمل على العديد من المشروعات مثل مشروع مدينة الخامات الدوائية والذي يعد الأول في صناعة المواد الفعالة للدواء في مصر، ومشروع نوفا لمكونات محطات المياه والصرف الصحي والذي يعد الأول في مصر والشرق الأوسط، وكذلك مشروع الألواح الخشبية MDF الذي تم من خلاله الاستجابة لتوجيهات رئيس الجمهورية بالاستفادة من أصول الدولة والتكامل مع الجهات المعنية حيث تم التواصل مع وزارة التموين لبحث سبل الشراكة والاستفادة من مصنع نجع حمادي التابع للوزارة. بالإضافة إلى شركة ابدأ الكيماوية بالمدينة الصناعية بجمصة.

واهتمت مبادرة "ابدأ" بتعميق الصناعة الوطنية ورفع كفاءة المنتج المحلي واستهداف التصدير للدول الأوربية، وقامت بالعمل على مشروعات معامل المعايير والمطابقة القياسية، لاعتماد منتجات الأجهزة المنزلية دوليًا.

كما اهتمت بإعداد استراتيجية وطنية لإنتاج الهيدروجين الأخضر كمصدر للطاقة النظيفة، قامت شركة ابدأ بالتواصل مع شركة توتال إرين فرنسا عملاق الطاقة الفرنسية وأكبر خبير تكنولوجي في العالم في مجال الهيدروجين الأخضر، كما شرعت "ابدأ" في التفاوض مع شركات إنارة وأبوقير للأسمدة كمساهمين مشاركين في المشروع. وجاري حاليًا التشاور بين الأطراف للانتهاء من توقيع عقد التعاون، ومن المتوقع أن تصل التكلفة الاستثمارية للمشروع إلى 2 مليار دولار.

دعم المصانع المتعثرة

وفي إطار دعم المصانع المتعثرة، نجحت مبادرة ابدأ في حل وإنهاء مشكلات 848 مصنعا، سواء بالنسبة للمصانع الواردة على موقع المبادرة أو تلك المتواجدة في المناطق الصناعية على مستوى الجمهورية، وتنوعت مشكلات المصانع والتي تم حلها بالكامل ما بين الاحتياج للدعم سواء من خلال استخراج تراخيص التشغيل أو تمويل أو الحاجة لتوفير أراضي صناعية أو مشكلات تتعلق بالمرافق (كهرباء-غاز-مياه-صرف صحي) أو مصنع يحتاج تقنين أوضاعه لتواجده على أرض زراعية أو سكنية.

وفيما يرتبط بمحور التدريب والبحث والتطوير، أطلقت ابدأ العديد من المبادرات التي استهدفت التدريب والتمكين الاقتصادي للمتدربين، مثل مبادرة "ابدأ حياة" بالشراكة مع مؤسسة حياة كريمة والتي تم تنفيذها بمحافظتي سوهاج والغربية، ومبادرة "معدتك شركتك" بالشراكة مع شركة بيكو للمعدات الثقيلة. كما تم تصميم برنامج تدريبي للمستوي الإداري بالمصانع بالشراكة مع شركة شل مصر والأكاديمية الوطنية للتدريب، وجاري التنسيق مع الشركاء لتنفيذ المرحلة الأولى لـ26 متدربا.

وفي إطار مشروع تطوير مؤسسات التعليم الفني والتدريب المهني التابعة للدولة طبقًا لمعايير الاعتماد الدولية، تم تنفيذ زيارات ميدانية لـ9 مراكز تدريب تابعة لمصلحة الكفاية الإنتاجية ووزارة القوى العاملة، وتم اختيار 5 مراكز كمرحلة أولى للمشروع مع تحديد التخصصات النهائية لهم.

خبراء الاقتصاد أكدوا أهمية مبادرة إبدا لدعم الصناعة الوطنية، حيث قال الدكتور محمد كيلاني، الخبير الاقتصادي إن الأهمية الأبرز للمبادرة هي التوقيت حيث جاءت في توقيت مهم للغاية في ظل معاناة العديد من القطاعات الاقتصادية، وبذلك عملت على تعزيز القطاعات الإنتاجية. 

وأضاف "كيلاني" أن واحد من أهم مميزات المبادرة هي تسهيل الإجراءات والحد من الروتين الحكومي الذي صعب مهمة الصناع، ومن هنا دعمت الصناعة عبر تخفيض تكاليف الصناعة وتخفيض الرسوم والضرائب، وتوفير التمويل اللازم لتشجيع الصناعة. 

أما الدكتور محمد شادي، الباحث الاقتصادي، فقال إن المبادرة دعمت المشروعات الصغيرة والمتوسطة، بالإضافة إلى دعم البنية التحتية برفع كفاءة البنى التحتية في القرى والأقاليم لتخفيف الضغط على المدن ودعم المشروعات التي تدعم معيشة المواطن البسيط. 

وأضاف "شادي" أن دعم الصناعة الوطنية له أهمية بالغة تحققها مبادرة ابدا وهي توفير الآلاف من فرص العمل، ودعم إنشاء المجمعات الصناعية التي تستقطب قطاع كبير من الشباب وخفض معدلات البطالة، بالإضافة إلى دعم المنتج المحلي الأمر الذي يوفر احتياجات المواطنين وتخفيض فاتورة الاستيراد.