الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

«تجليات الإسلام السياسى فى السرد الروائى المعاصر» يرصد دخول الجماعات الإسلامية فى الأدب

.
.
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تصحبكم جريدة «البوابة نيوز» على مدار ٣٠ يوميًا خلال شهر رمضان الكريم، فى قراءة لأحدث إصدارات دور النشر على مدار العام، وفى كل يوم نقدم قراءة فى رواية أو عمل أدبى أو سيرة لأحد المشاهير.


فى هذا الكتاب «تجليات الإسلام السياسى فى السرد الروائى المعاصر» للدكتور جهاد محمود عواض والصادر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب ضمن سلسلة دراسات أدبية.

 

تقدم الدكتورة جهاد محمود دراسة مقارنة تعتبر فريدة من نوعها، إذ لوحظ فى الفترات الأخير ظهورًا لافتًا للجماعات الإسلامية إلى عالم الأدب وبالتحديد الرواية، فجاء موضوع الكتاب «التمثيل الجمالى للإسلامى السياسى فى الرواية المعاصرة» واعتبرت الكاتبة هذا التمثيل بأنه القطب الثابت الذى تدور عليه العديد من عناصر البناء الروائى كاللغة والأحداث والنماذج الإنسانية والزمان والمكان.


كما استخدمت الدكتورة جهاد عواض، منهج الدراسة المقارنة باعتبار أن منهج الدراسات المقارنة يفتح آفاقًا جديدة لزيادة حصيلة النتاج الأدبى، كما أن هذا النوع من الدراسات يتيح دراسة علاقة التأثير والتأثر، فهو يقوم على دراسة المقارنة بين الظواهر المختلفة، لمحاولة للتعرف على أوجه الشبه والاختلاف بينهم، كما يساعد فى اكتشاف المتغيرات الجديدة فى الظواهر من خلال التفسير المقارن، كما أنه يساعد أيضا فى ظهور موضوعات وتخصصات جديدة، وذلك عن طريق تجميع المفردات المتشابهة، وهذا ما يميز بناء النظريات ويجعل كل نظرية متفردة عن الأخرى، وأعتقد أن الباحثة كانت موفقة فى استخدام المنهج المقارن فى دراسة ظاهرة الإسلام السياسى.


وتقول الباحثة فى هذا الصدد: «ظاهرة الإسلام السياسى - فى تقديرى - تمثل واحدة من أخطر ما يواجه زماننا من تحديات ومن ثم فهى تستحق عناء الكتابة وعناء القراءة وعناء النقد والاختلاف والحوار هذا هو مبتدأ الطرح المنهجى والموضوعى الصحيح».


وتتابع «عواض»: «الحياة السياسية التى نعيشها معقدة جدا، وبخاصة بعد دخول جماعة الإخوان المسلمين الحياة السياسية، ووصولهم إلى الحكم وخروجهم منه؛ والأدب تكمن قوته فى تمثيله للحياة، فمظاهر الحياة المصرية والإيرانية الحالية هى ظاهرة الإسلام السياسى، فكيف مثلته الرواية المصرية والرواية الإيرانية المتعاصرتان؟، ورغم صدور عدة دراسات اهتمت برصد رد فعل المفكرين المصريين والإيرانيين، لم يهتم أحد برصد موقف الروائيين المصريين والإيرانيين الفنى من هذه الظاهرة».


وانطلقت تلك الدراسة من منطلق عدة تساؤلات أولهما: محاولة تكوين رؤية علمية تاريخية وسياسية لظاهرة الإسلام السياسى فى مصر وإيران من خلال المدخل لهذه الدراسة، وأخراهما: عرض ودراسة أهم الروائيين المصريين والإيرانيين لهذه الظاهرة من خلال التمثيل الجمالى لها.


كما تلقى الضوء أيضًا على فكرة ارتباط الأدب عمومًا والأدب الروائى خصوصًا بقضايا المجتمع، وهو ما طرحه الفكر العالمى تحت مصطلح «الأيدولوجيا» وعلاقتها بالنقد الأدبى، ثم دخول هذه الأفكار نطاق الشرعية الثقافية للمجتمع، ثم انعكاسها فى الأعمال الأدبية، ومن البدهى أن سيطرة أيدلوجية ما على النصوص الأدبية، فإنها تهدف من وراء ذلك فرض تصوراتها النظرية لتغيير الأوضاع القائمة، أو -على الأقل- التمهيد لهذا التغيير.


كما ترى الباحثة أن أصحاب الظاهرة قاموا بمحاولة تقديم تفسير للظاهرة وتحديد لها، وقدموا منذ فترة بعيدة، العديد من المصطلحات التى تصف الظاهرة، فهناك مصطلحات مثل «التيار الإسلامي» أو «الاتجاه الإسلامي»، وهما مصطلحان يستعملان لوصف نطاق ضيق من الظاهرة هو نطاق الجماعات المعارضة والفاعلة داخل مجمل الظاهرة، أما مصطلح الإسلام السياسى فاستخدمه راصدو الظاهرة فى عدة سياقات تاريخية، وهو ليس بعيدا عن منطق الظاهرة الإسلامية الداخلى وآليات عملها لذلك فهو مصطلح جدير بالرصد والمناقشة على المستوى التاريخى والمستوى الفنى.


وتعتبر هذه الدراسة من الدراسات النقدية بالغة الأهمية إذ أنها لا تنظر للأدب باعتباره مجرد تعبير أيدولوجية لجماعة من الجماعات وإنما أيضا ما تحمله تلك الأعمال الأدبية من رسائل مخفية قد تحمل بين الحوار الشكل السردى الذى قدمت فيه، مثل النماذج الإنسانية، والصراع الدامى، كما أنها تناولت بالدراسة الظواهر السردية بداخل بعض نماذج تلك الأعمال ومنها دراسة الزمان والزمن الخارجى والداخلى والترتيب الزمنى للأحداث.


كما قامت بدراسة بين ثلاثة أعمال روائية مصرية ومنها عمارة يعقوبيان لعلاء الأسوانى، ورواية ابن الجماعة لأحمد حسام الدين، ورواية أساطير رجل الثلاثاء لصبحى موسى، كما تناولت أيضا دراسة لثلاثة أعمال إيرانية ومنها رواية ثريا فى غيبوبة لإسماعيل فصيح، ورواية الآرضة لـ«بزرج علوى»، وأخيرا رواية سجينة طهران لمارينا نعمت.