الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

شهر رمضان وبحار الحب عند الصوفية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

عندما أجريت حوارًا مع الكاتب الصوفي المبدع "أحمد بهجت" عمن تأثر بهم من المفكرين والكتاب؟ تنوعت إجابته؛ فقد ذكر أنه تأثر بالكتاب المصريين "العقاد، وتوفيق الحكيم، والمازني، والبشري".. ولم يعجبه  "طه حسين"؛ لانبهاره بالحضارة الأوروبية.

أما  المفكرون وكتاب الغرب الذين تأثر بهم فهم كتاب روسيا في القرن التاسع عشر، فقد قرأ 
" لتولستوي، وديستويفسكي، وجوجول، وتشيكوف".

ورأى أن "تشيكوف" أستاذ عظيم في مجال القصة القصيرة والمسرحية، لكنه ذكر لى كاتبا أعجب به كثيرًا،  وهو "هرمان ملفيل"، "وهو من أبرز الروائيين في أمريكا... وروايته الحوت الأبيض،  واحدة من أشهر الروايات الأدبية وترجع شهرته إلى هذه الرواية بشكل رئيسي، لكنَّ كثيرًا من أعماله الأخرى هي أيضًا إبداعات أدبية عالية المستوى؛ تمتزج فيها الحقيقة والخيال والمغامرة والرمزية البارعة...".

ويرى الكاتب الصوفي المتألق  أحمد بهجت أن هذه الرواية رحلة في أعماق الإنسان، وتعتبر من أجمل الروايات الرومانسية الرمزية بالعالم.

وقد ذكر ذلك فى كتابه الشيق بحار الحب عند الصوفية...

لقد قال لى فى حواره ان الحب عمل روحي بجوار ماديته...

وهو عناء روحي بجوار سهولته  .. فالحب عمل انساني...

ومعظم الناس تعتقد أن الحب لا يحتاج إلى تعليم أو موهبة، ولا عناء ولا تجربة... لكنه فعلا  يحتاج إلى موهبة.

وإذا أردت أن تصادق كتابا ممتعا، ويصادقك جمال كتاباته فهو كتاب "بحار الحب عند الصوفية" وهو من  أجمل كتابات الأستاذ المتألق "أحمد بهجت" وبالتأكيد لن تنسى  الإبداع الذى كتبه فى مقدمة الكتاب إذ  يقول:

اذا وقفت روحي امام البحر... أحسست أنني أقف أمام كفء لي...
فالبحر -كما يقول "الكاتب هرمان ملفيل"...
أرض غفل أزليه مجهولة الهويه، والإنسان هو الآخر أرض مجهولة الهوية، ولا احد يعرفه -سوى الله تعالى- هل تنتمي هذه الروح بالميلاد لعذوبة الحليب أم انها ابنه شرعيه لوهج النار...؟!

وفى الإنسان وداعة  تتبدى في البحر سطحا أزرق...غير أن وراء هذه الوداعة قوه تدمير هائله... وأى قطرة من المياه تسقط بانتظام على صخرة، تستطيع ان تثقب الصخره بقوه لا تستطيعها رصاصة تنطلق من سلاح...

وكَثِيرًا ما سحق البحر بثورته آلاف السفن منذ بدء الخليقة إلى اليوم، ومع ذلك، فإن تكرار هذه الأمور جعل الانسان يفقد احساسه برهبه البحر وقوته،تلك الرهبة التي تقترن باسم البحر منذ بدء البدء...


وكلما زاد تأمل الإنسان في البحر زاد احساسه بدهاء البحر ومكره...

معظم مخلوقات البر تدب فوق البر ظاهرة 
للعيان مكشوفة واضحة... أما البحر فبالغ الدهاء... ومعظم وحوشه المخيفة تنساب تحت الماء، غير ظاهرة في معظم الاحيان،  مستخفية استخفاء الماكر المراوغ تحت أجمل الألوان الوديعة الزرقاء...

هل يحاكي البحر الإنسان في دهائه؟... أم أن الإنسان تعلم دهائه من البحر؟ لا أحد يعرف...

لا نريد أن نطيل وقوفنا أمام البحر...فقط نريد أن نتأمل البحر...

ونتأمل هذه الارض الخضراء الوديعة الطيبة  التي تحيط به من كل جانب...

تأملهما كليهما...البحر والبر...ألا ترى فيهم شيئا غريبا لشيء مستقر في نفسك؟

مثلما  يحف هذا المحيط المهول بهذا البر الأخضر... كذلك تنطوى روح الانسان على جزيرة حافلة بالسلام والبهجة، جزيره تحيطها مرعبات هذه الحياه الغامضه  المروعه...

رعاك الله...لا تغادر هذه الجزيرة فإنك  إن غادرتها فلن تعود اليها ابدا...

نكمل تأمل بحار الحب عند الصوفية فى الأسبوع القادم بإذن الله