الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

دولة التلاوة.. الشيخ شعبان الصياد / صائد القلوب

الشيخ شعبان الصياد
الشيخ شعبان الصياد
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

كانت قرية صراوة بمدينة أشمون بالمنوفية عام ١٩٤٠، وتحديدا في العشرين من سبتمبر ترتفع فيها أصوات "الزغاريد" ويقبل أهل القرية في منتصف ليل حار على منزل الحاج عبدالعزيز الصياد، يتبادلون التهاني، فيصيح والد الطفل المولود، سأشبع بصوته آذان كل مستمع للقرآن، سأجعله خادما لكتاب الله، وسأسميه شعبان.

كان والد الشيخ شعبان الصياد، حافظا لكتاب الله، وذاع صيته في المنوفية لجمال صوته، وإتقانه لتلاوة كتاب الله، فكان هذا الأسد ينجب أسدا صائدا لقلوب المحبين لكتاب الله بعذوبة صوته، وإتقانه لأحكام القراءة، وفن المقامات.

في سن السابعة أتم الشيخ شعبان الصياد، حفظ القرآن الكريم كاملا، ثم التحق بالمعهد الأزهري، ومن هنا بدأ صيته يجوب في قريته ومن يجاورها، بعدما كان يتلو القرآن كل صباح في المعهد الأزهري، لينتقل لاستكمال دراسته في المعهد الأزهري بمنوف، فبدأ اسمه يلمع في محافظة المنوفية، وبعد اجتياز المراحل التعليمية توجه إلى القاهرة ليدرس العقيدة والفلسفة في كلية أصول الدين.

ومن هنا كان القدر يرتب له لقاء مع الشيخ مصطفى إسماعيل قارئ السورة بمسجد الأزهر الشريف وقتها، وجده الشيخ نائما بعدما لم يجد الشيخ شعبان مكانا للنوم، احتضنه الشيخ مصطفى بعدما أعجب بصوته، ورأى فيه مجددا لدولة التلاوة في مصر، وبدأ يصطحبه معه في المناسبات الدينية والسهرات.

ذات مرة دخل الشيخ مصطفى إسماعيل ووجد الشيخ شعبان نائما في المسجد ويضع حذاءه بين يديه، فتعجب الحضور عندما تقدم الشيخ إسماعيل وأشار بيده، هذا الشاب سيكون له شأن عظيم في التلاوة.

تخرج صائد القلوب في كلية أصول الدين، وحصل على أعلى الدرجات، ولكنه رفض أن يتم تعيينه معيدا بجامعة الأزهر، وقال سأتفرغ لتلاوة كتاب الله، عمل بمهنة التدريس في المعاهد الأزهرية لعدة سنوات، وعندما زادت شهرته تقدم للالتحاق بالإذاعة المصرية، وكان من أوئل القراء في مصر الذين لم يمروا بالقراءة في الإذاعات الصغيرة أولا، ليتم اعتماده قارئا بالبرنامج العام.

ومن أشهر المواقف في دولة التلاوة عندما دعا الشيخ محمود البنا الشيخ شعبان الصياد ليقرأ في عزاء والده، وعندما حضر الشيخ شعبان وجد أعلام تلاوة الدولة المصرية في مقدمتهم الشيخ عبدالباسط عبدالصمد، ومصطفى إسماعيل والطبلاوي وغيرهم، فقام الشيخ البنا قائلا أود أن يقرأ ويبدأ عزاء والدي الشيخ شعبان الصياد.

وقال عنه الموسيقار عمار الشريعي: "سمعت شيخا يسمى شعبان الصياد كسر كل قواعد الموسيقى في الدنيا، من سهولة انسياب قراءته".

سافر الشيخ شعبان الى العديد من الدول لقراءة القرآن، وتم تكريمه بأعلى الأوسمة ليرحل عن الدنيا في يوم عيد الفطر عام ١٩٩٨، وليترك تلاوات جعلته أحد أعلام دولة التلاوة في مصر.