الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

بوابة الحوار المصري الفرنسي

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

 ليلة حادة تلك التي دعا لها الدكتور عبدالرحيم علي بهدف الحوار العلمي الجاد بين عدد من أهل الفكر ورموز السياسة المصريين والفرنسيين، على أرض القاهرة وبحضور لفيف واسع من المهتمين بالأمر حتى كادت الندوة أن تتحول إلى مؤتمر، أو هي بالفعل مؤتمر طالما خرجت بتوصيات ملزمة. 

ولكن ما هي الحكاية وأصلها، الحكاية هي أننا كحراس للدولة المدنية تركنا الحبل على الغارب لتنظيمات إرهابية تجول وتصول في العواصم الأوربية وتقدم خطابها المتهافت الذي يجعل من صورتهم عند البعض وكأنهم مناضلون بينما هم في حقيقة الأمر قتلة ومأجورون، وإذا كان قد صادف حكاية المنضلة المتأسلمة هوى لدى بعض الأجهزة الأمنية الأوربية وقررت دعمهم فلا يليق أن تمتد تلك الصورة إلى بعض من النخب هناك أو إلى الشارع الغربي بشكل عام. 

لذلك جاءت مبادرة الدكتور عبدالرحيم علي منذ سنوات بالتقدم خطوات نحو العواصم الغربية وفي القلب منهم باريس لشرح الحقيقة ورصد المخاطر وفتح الحوار على مصراعيه بين الشرق والغرب. 

سنوات من العمل المنظم بكل الأدوات المتاحة وبكل الندية المطلوبة والاحتكام لصوت العقل، أسفرت تلك السنوات عن ما شهدناه مساء الإثنين 20 مارس بالقاهرة بحضور وفد فرنسي رفيع المستوى يتقدمه بيير لولوش وزير الدولة السابق والبرلماني لأكثر من ربع قرن هناك. وكما هو متوقع كان الرجل حاسما حيث وصف بروز الإسلام السياسي في السنوات الأخيرة بأنه تسونامي ويجب التعامل معه بكل الجدية لأنه من وجهة نظر لولوش عنيف ومتوحش. 

إذن لم تذهب مبادرة عبدالرحيم علي سدى ولم يحرث في الماء هاهي الشهادة تؤكد صدق ما قلناه على مدى ما يقارب قرن من الزمان، ومن الجانب المصري كان - مع حفظ الألقاب -عبدالمنعم سعيد وزاهي حواس وعلى الدين هلال حاضرين على المنصة ولكل منهم منهجه وطريقته في العرض، فالمنطقة العربية ليست مجموعة من الصحارى وليست وحدها المسؤلة عن تنامي تسونامي العنف المتأسلم، وأن المواجهة لن تكون بيد طرف في غياب الآخر ولكنه منهج الشراكة وتحمل كل طرف لمسؤلياته وبذل أقصى الجهد حتى يعود العالم لسلامة وأمنه وسيادة القانون. 

ومن أجل هذا الهدف النبيل تبنت الندوة أو المؤتمر -سمه ما شئت- قرارا بتشكيل لجنة مهمتها التحضير للقاء أوسع ينعقد في يونيه القادم في باريس وقد تتم أعماله داخل جامعة السوربون ذاتها لنقل الأفكار من النخبة إلى الطلاب الذين سوف يكون من بينهم مشاركة طلابية مصرية بالطبع. 

وإن كان لي من مداخلة لم أعرضها في اللقاء واخترت أن اكتبها هنا فإنني أشير إلى ضرورة تنوع وسائل النضال في هذا العمل المشترك وإذا كان العمق الثقافي والإطار الفكري ضرورة إلا أن التحرك على الأرض واجب وعلى سبيل المثال تشكيل لجنة قانونية ذات علاقة بالتشريعات الأوربية لتقول لنا أن الثغرات القانونية التي ينفذ منها الإرهابيون هي كذا وكذا وأن المعالجة المقترحة هي كذا وكذا وبناء عليه يتبنى الجميع تلك التعديلات ليستخدم كل طرف أدواته بهدف ردم منابع الإرهاب كخطوة عملية لمحاصرتها. 

هذا أولا.. أما ثانيا العمل على إصدار طبعة شعبية من كتاب وصف مصر الذي تم إعداده بمعرفة علماء الحملة الفرنسية قبل 150 عاما، ولتسهيل المهمة من الممكن إصداره في أجزاء بسيطة ليصبح كتابا للجيب نراه في يد ركاب المترو في القاهرة وباريس بتوقيت واحد. ثقتي كبيرة في جدية القائمين على تنظيم هذا الحوار الثري الممتع كما أن بشائر نجاحه هاهي على بعد خطوة نراها في إصرار صاحب المبادرة الدكتور عبدالرحيم علي واستمعنا إليها من حماسة الأصوات الفرنسية التي سهرت معنا لتفيض وتزيد.