الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

سياسة

من التبرعات لتجارة المخدرات.. شركات وشخصيات صنعت إمبراطورية الجماعة الإرهابية

ارشيفية
ارشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

 

 

على مدار حياة الجماعات المتطرفة، وعلى رأسها جماعة الإخوان الإرهابية، كان التمويل المستدام، هو الأزمة الحقيقية التي تواجه هذه الجماعات الراديكالية الأخطر في تاريخ البشرية.

وواجهت جماعة الإخوان الإرهابية، وأتباعها، تحديات كبرى فيما يتعلق بتوفير التمويلات اللازمة لأنشطتها المشبوهة، والمنحرفة، منتهجة في سبيل الحصول على المال، مسارات تتسم بالنفعية المكيافيلية الملوثة بمبدأ الغاية تبرر الوسيلة.

وعلى مدار تاريخ جماعة الإخوان، نفذ قادتها وتنظيمها الدولي سلسلة من الخطط المدروسة، لتوفير تمويل مستدام، بدأت بتأسيس شركات استثمارية، رؤوس أموالها من تبرعات رجال الأعمال الخليجيين، ثم وصلت إلى تجارة السلاح والمخدرات، تحت غطاء المؤسسات الإسلامية، التي تتولى غسيل هذه الأموال، في مناطق متعددة من العالم.

 

مؤسسات اقتصادية مولت الإخوان

خلال سنوات القرن العشرين، بلورت الجماعة أنشطة عدة، نشأت على أساسها شركات ومؤسسات لعبت دور البطولة في توفير التمويل اللازم لأنشطة تلك الجماعة المشبوهة، ففي بداية ثمانينيات القرن المنصرم، قاد الدكتور الإخواني أحمد توتونجي، مجموعة عرفت بمجموعة المعهد العالمي للفكر الإسلامي (IIIT)، لإنشاء مؤسسة أطلقوا عليها اسم «سار»، كذراع استثمارية خيرية، تدعم المشروع الفكري للجماعة.

 

 

ضمت تلك المجموعة، القياديين الإخوانيين جمال البرزنجي، وهشام الطالب، وحظيت هذه المجموعة بدعم من رجال أعمال خليجيين.

وتركز نشاط هذه المؤسسة في دولة تشيلي، حيث صنعت روابط وثيقة الصلة مع القيادي الإخواني المهم في البرازيل أحمد علي الصيفي، وكان لمشروعات هذه المؤسسة دور هام في تغلغل الإخوان والإنفاق على المراكز الإسلامية في أمريكا اللاتينية والكاريبي، لتكون حصنا وملجأ لكثير من عناصر الجماعة الإرهابية.

 

 

كما كانت شركات أوف شور المالية من أهم مصادر تمويل الجماعة في أمريكا اللاتينية، وفق ما ورد في «وثائق بنما» التي سربتها شركة «موساك فونسيكا» للخدمات القانونية، والتي ظهرت لأول مرة في أبريل 2016. 

ويتمحور عمل المسئولين الاقتصاديين التابعين للجماعة في التلاعب الزائف بمسار التعاملات الورقية للأموال عبر الحدود، بين ما هو مشروع قانونياً وما هو محظور، مثل: تجنب الضرائب، والإيداعات الزائفة، والتلاعبات غير القانونية في الفواتير، وذلك تحت مسميات خادعة مثل؛ الحلول الضريبية، وحماية الأصول، وهيكلة الشركات.

كما أشارت وثائق بنما إلى أن الجماعة «اعتمدت استراتيجية قائمة على أعمدة من السرية والخداع والخفاء والعنف والانتهازية»، مشيراً إلى قادة تمويل الإخوان، كإبراهيم كامل مؤسس بنك دار المال الإسلامي «دي إم إي»، وشركات الأوف شور التابعة له في «ناسو» بجزر البهاما، ويوسف ندا، وغالب همت، ويوسف القرضاوي، في بنك التقوي في ناسو، وإدريس نصر الدين مع بنك أكيدا الدولي في ناس، وهي بنوك وشركات تم تأسيسها، وتتمتع بغموض كبير، جعلها تتجنب الرقابة، وكانت الفرضية الأساسية للجوء إليها هي الحاجة لبناء شبكة في الخفاء، بعيداً عن أنظار الحكومات وأجهزة الأمن.

وبالطبع احتاجت الجماعة إلى شخصية تدير إمبراطوريتها الوليدة آنذاك في أمريكا اللاتينية، فوقع الاختيار على أحمد علي الصيفي من التنظيم العالمي للإخوان، وتم تسميته في الأمانة العامة لمعظم المؤسسات الاقتصادية، التي كانت مرتعا خصبا للإخوان، مثل: الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية، التي أسسها يوسف القرضاوي، والندوة العالمية للشباب الإسلامي وهيئة الإغاثة الإسلامية العالمية وغيرها، وكان ذلك سببا لحصوله على مليارات الدولارات، لبناء المراكز والمعاهد الإسلامية في أمريكا اللاتينية. 

صورة من الشركة المسجلة بين طلال السويل ومولاي سعيد رشيد

خالد عبد الله العيد خلال زيارته لعبد الله بو أنمادي مهنئا بافتتاح شركته والتي تم اتهامها مؤخرا بتجارة المخدرات وغسيل الأموال
خالد عبد الله العيد مع أحمد علي الصيفي مسؤول الإخوان بأمريكا اللاتينية

مع بدايات القرن الـ21، توافدت على البرازيل مجموعات من متطرفي تيار الإسلام السياسي السروريين، الذين عملوا بالتنسيق مع أحمد علي الصيفي، ومركزه للدعوة الإسلامية بأمريكا اللاتينية، لتمرير كميات كبيرة من الأموال، بغرض استخدامها في دعم الأنشطة المختلفة لعناصر التنظيم، وفي هذا الصدد تم التعرف على ثلاث شخصيات كان لها نفوذ مالي وفكري، وأسهمت في تشكيل جيل من المتطرفين فكريا بدعم من متبرعي الخليج الذين لم يكونوا على علم إلى أين تذهب تبرعاتهم.

هذه الشخصيات الثلاثة هي طلال السويل، رئيس الهيئة العالمية للتعريف بالإسلام، وهي مؤسسة تابعة لرابطة العالم الإسلامي، والتي نظمت دورات للتعريف بالإسلام بالتنسيق مع مركز الدعوة الإسلامية بأمريكا اللاتينية، وقام طلال السويل بتعيين المدعو «وفي فرح» ليكون ممثلا للهيئة في البرازيل وهو الذي سيستقر بعد ذلك وسينشئ مؤسسات مدعومة من قطر، تعمل على زرع فكر الجماعة الإرهابية في عقول معتنقي الإسلام من البرازيليين.

تركي الطحيني مع مولاي سعيد رشيد

 

وأسس طلال السويل شركة تجارية مع «مولاي سعيد رشيد» رئيس جمعية آل البيت النبوي والتي كانت تعمل في أوساط البرازيليين من معتنقي الإسلام والأفارقة، برأس مال كبير للتغطية على بقية المشروعات المشبوهة، وحدث خلاف فيما بينهم بعد ذلك بسبب حجم الأموال الكبير وتقسيمه فيما بينهم.

أما الشخصية الثانية فهو تركي سليمان الطحيني، بدأ ظهوره في أمريكا اللاتينية وفي البرازيل تحديدا، بنهاية 2010، تحت غطاء رابطة العالم الإسلامي، والتقى أحمد علي الصيفي، ثم مولاي سعيد رشيد. 

وزار بعد ذلك دولة الإكوادور، وخلال فترة وجيزة أسس أكثر من مؤسسة إسلامية تبين بعد ذلك أنها وهمية للتغطية على نشاطات، دعم الجماعات المتطرفة وحملة السلاح. 

وتبين بعد ذلك أن تركي سليمان الطحيني ضالع في دعم التنظيمات المسلحة في سوريا، وتم توقيفه في السعودية بسبب ذلك.

موقع على الإنترنت "لمولاي سعيد راشيد" لمؤسسة وهمية بعنوان "المعهد العالي للبحوث والدراسات الإسلامية بأمريكا اللاتينية"

 

الشخصية الثالثة، هو خالد عبد الله العيد، مسؤول إدارة المساجد في رابطة العالم الإسلامي، المتزوج من برازيلية ذات أصول لبنانية، مما سهل حركته في دخول البرازيل وأمريكا اللاتينية، فتعددت زياراته لها.

وخلال فترة قصيرة بدأ خالد العيد في جلب كميات كبيرة من المال إلى البرازيل بصفة مستمرة، وعلى مدار 4 مرات سنويا. 

 

موقع آخر لمولاي سعيد راشيد على شبكة الإنترنت باسم منظمة آل البيت النبوي لاتحاد المؤسسات والمراكز الإسلامية بأمريكا اللاتينية ويظهر في الصورة مسجد لاجيس الذي تحايل سعيد راشيد وقام بضمه

رابط قضية عبد الله بوأنمادي للاتجار بالمخدرات وغسيل الأموال

إضافة لصلته الوثيقة بعبد الله بو أنمادي الموزنبيقي الذي تم القبض عليه أخيرا، ويخضع حاليا لاستجواب الشرطة الفيدرالية وجهاز المخابرات البرازيلية، وقد ساعده بتأسيس اتِّحاد الرّعاية الإسلامية في البرازيل، والتواصل مع رابطة العالم الإسلامي والمؤسسات الداعمة في قطر.

مستند رد من مسؤول رابطة العالم الإسلامي في البرازيل بالترحيب والتعاون مع عبد الله بو أنمادي